افتتحت في الدوحة مساء السبت أعمال منتدى أميركا والعالم الإسلامي الخامس الذي يبحث قضايا تخص العلاقة بين الجانبين والعقبات التي تواجهها.
وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لدى افتتاحه أعمال الملتقى إن هناك جوانب إيجابية في العلاقة بين الإسلام والولايات المتحدة، كما أن هناك العديد من جوانب القصور والإخفاق.
ودعا للنظر إلى حقائق الواقع المعاصر بين الجانبين لمواجهة المستقبل، وأولها تسوية القضية الفلسطينية وغيرها من الصراعات في المنطقة التي تمثل المصدر الأساسي للتوتر وانعدام الثقة.
وقال إن التنمية السياسية القائمة على الإصلاح وإشاعة الممارسة الديمقراطية لا تجدي ما لم تصاحبها برامج جادة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار في هذا السياق إلى ضرورة إيلاء عناية خاصة ببرامج التعليم والتوعية، والاهتمام بمشاكل الشباب واجتثاث الفقر وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم و"عدم استهداف العالم الإسلامي بسبب موقف بعض الجماعات المتطرفة لأن التطرف موجود في كلا الجانبين".
من جهته أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كلمة له "أن الطرفبن بينهما مصالح مشتركة وأولها محاربة الإرهاب". ودعا إلى استلهام التراث الإسلامي في مجال الحض على التفاهم وتثقيف الشعوب حول نقاط الالتقاء والاختلاف.
معالم جديدة
وضع معالم لاتجاه جديد للعلاقة كان موضوعا للجلسة الرئيسية للمنتدى، حيث ركزت وزيرة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت على أن هناك تشويها لصورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي، ودعت للاتفاق على تعريفات لإجراء حوار بناء والتحاور على أساس الأهداف العامة وليست الأهداف الطائفية.
أما وزير الخارجية التركي علي باباجان فتقدم بعدة مقترحات هي "الحاجة إلى مقاومة ظاهرة كراهية الإسلام في الغرب، وضرورة تنصل المسلمين من المتطرفين الذي يسيئون للإسلام، والاتجاه السلمي لحل النزاعات في المنطقة".
وفي رأي المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاده فإن التحديات الماثلة لا تشكل عقبة بين الجانبين، ودعا إلى شراكة حقيقية بين الغرب وشعوب العالم الإسلامي للتغلب على "التعصب والإرهاب"، ولمزيد من الانفتاح الاقتصادي بينهما.
استطلاعات للرأي
وقد تعرف المؤتمرون قبل الافتتاح الرسمي للجلسات على استبيانات وقياسات للرأي حول نظرة كل طرف للآخر.
وتبين تلك الاستطلاعات أن كلا الطرفين يتهم الآخر بالتحامل عليه، وأن أغلبية مواطني الدول الإسلامية ترى في الولايات المتحدة خطرا عسكريا، كما أشار رئيس كرسي أنور السادات للسلام العالمي والتقدم بجامعة ميريلند بالولايات المتحدة.
وبالنسبة للتدخلات الأميركية في المنطقة ترى أغلبية أن ما يحدث في العالم تتم السيطرة عليه من جانب واشنطن، وفي المقابل -كما يقول مدير برنامج توجهات السياسات الخارجية ستيفن كول- فإن أميركا ترى نفسها عامل استقرار في المنطقة ولكن الأكثرية في العالم الإسلامي لا ترى ذلك.
ووفقا للاستطلاعات أيضا فإن هناك نسبة كبيرة من التحيز في العالم الغربي ضد المسلمين، وترى المديرة التنفيذية لمركز غالوب للدراسات الإسلامية في أميركا داليا مجاهد أنه لا بد من المصداقية والشفافية لتعديل ميزان التحيز الذي يميل في الغرب ضد العالم الإسلامي.
أما مدير المركز الفلسطيني للسياسات والأبحاث خالد شقاقي فقد ركز في ورقته على القضية الفلسطينية باعتبارها بؤرة التأزم في العلاقات بين الجانبين ومصدرا لاختلافات كبيرة في الآراء.
ويلفت شقاقي النظر إلى أن هناك أغلبية فلسطينية تؤيد "العنف" ضد إسرئيل، كما أن هناك أغلبية أخرى بنفس القدر تؤيد السلام.
وتنظم المؤتمر وزارة الخارجية القطرية ومركز "سابان" لدراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد "بروكنغز" الأميركي.
وقد أوضح مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون المتابعة محمد عبد الله الرميحي في مؤتمر صحفي أن المنتدى يشارك فيه 200 شخصية عالمية، مؤكدا أن طابعه فكري ولن تطرح فيه مبادرات سياسية بشكل مباشر.