السرع فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ١٦ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

السرع
السرعة هى السبق والمراد المبادرة لفعل خير أو شر
معنى سرعة الحساب :
بين الله لنا أنه سريع الحساب والمراد والله عادل الجزاء حيث يجازى بالعدل كل على عمله وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
" إن الله سريع الحساب"
الله سريع العقاب :
بين الله  أنه سريع العقاب أى شديد العذاب مصداق لقوله بسورة البقرة"وإن الله شديد العذاب" وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"إن ربك سريع العقاب"
الله سريع الحساب :
و ضح الله أنه هو سريع الحساب أى شديد العقاب مصداق لقوله بسورة الأنعام"إن ربك سريع العقاب" وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد:
" وهو سريع الحساب"
الله لا يسارع للكفار فى الخيرات :
سأل الله  أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات والمراد هل يعتقدون أنما نزودهم به من ملك وصبيان نزيد لهم فى المنافع ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) والمؤمنين أن إمداد الله للكفار بمال والعيال ليس الهدف منه الخير للكفار وإنما الهدف أن يزدادوا إثما كما قال بسورة آل عمران "ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خيرا لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما" وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون :
"أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات "
الله أسرع الحاسبين :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :ثم ردوا إلى الله والمراد ورجعوا إلى جزاء الله مصداق لقوله بسورة السجدة"ثم إلى ربكم ترجعون "والله هو مولاهم الحق والمراد إلههم العادل ،ألا له الحكم وهو القضاء أى الأمر الفصل وهو أسرع الحاسبين والمراد "خير الحاكمين"كما قال بسورة الأعراف وهذا يعنى أنه أفضل المجازين وهم الحكام العادلين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام
"ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين"
الله أسرع مكرا :
بين الله لنبيه(ص)أنه إذا أذاق الناس رحمة والمراد إذا أعطى الخلق نعمة أى نفع من عنده والمراد من بعد أذى أصابه إذا لهم مكر فى آياتنا والمراد إذا لهم كفر بأحكامنا ويطلب الله منه أن يقول الله أسرع مكرا أى أنجح كيدا وهذا يعنى أن الله يعاقبهم على كفرهم وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:
"وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر فى آياتنا قل الله أسرع مكرا "
المؤمنون يسارعون فى عمل الخير :
بين الله للمؤمنين أن الأمة القائمة من أهل الكتاب يؤمنون بالله أى يصدقون بوحى الله واليوم الأخر والمراد ويصدقون بيوم القيامة ويأمرون بالمعروف والمراد يعملون بالعدل وفسره بأنهم ينهون عن المنكر والمراد يبعدون عن عمل الظلم وهو الباطل وفسر هذا بأنهم يسارعون إلى الخيرات والمراد يتسابقون إلى عمل الصالحات ويبين الله أن الأمة القائمة من الصالحين أى المحسنين الذين يستحقون دخول الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران:
"يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين"
المسلمون مسارعون للخيرات سابقون :
بين الله أن المسلمين من خشية ربهم مشفقون والمراد من عذاب إلههم خائفون مصداق لقوله بسورة المعارج "والذين هم من عذاب ربهم مشفقون "وفسرهم بأنهم بآيات ربهم يؤمنون أى أنهم بأحكام الوحى المنزل من خالقهم وفسرهم بأنهم الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة والمراد الذين يطيعون ما أطاعوا وهو حكم الله ونفوسهم مطمئنة وهم إلى ربهم راجعون أى إلى جزاء خالقهم وهو الجنة عائدون وهم الذين يسارعون فى الخيرات أى هم  لها سابقون والمراد يتسابقون فى عمل الحسنات أى هم للحسنات فاعلون وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون :
"إن الذين من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون
المسارعة للمغفرة والجنة :
طلب الله من الناس فيقول سارعوا إلى مغفرة من ربكم أى اسعوا بطاعتكم لله لعفو من الله ويفسر الله المغفرة بأنها جنة عرضها السموات والأرض والمراد أن الحديقة مساحتها قدر مساحة السموات والأرض وهى قد أعدت للمتقين أى جهزت للمطيعين لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين"
مسارعة زكريا (ص)وزوجه للخيرات:
بين الله لنا أن زكريا (ص)وزوجته ويحيى (ص)كانوا يسارعون فى الخيرات والمراد كانوا يتسابقون فى عمل الحسنات وفسر هذا بأنهم كانوا يدعون الله رغبا ورهبا أى أنهم كانوا يطيعون الله حبا فى جنته وخوفا من عذابه وفسر هذا بأنهم كانوا له خاشعين أى مطيعين لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء :
"إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا"
المسارعون فى الكفر لا يضرون الله :
طلب الله من رسوله(ص)ألا يحزنه الذين يسارعون فى الكفر والمراد أى ألا يضايقه أى ألا يخيفه الذين يتسابقون إلى ارتكاب أعمال التكذيب بوحى الله لأنهم لن يضروا الله شيئا والمراد لأنهم لن يصيبوا دين الله بكفرهم أى بألفاظ أخرى لن يطفئوا نور الله بتكذيبهم له وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران
"ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا "
النهى عن الحزن على المسارعين فى الكفر:
يخاطب الله الرسول وهو محمد(ص) فينهاه عن الحزن على الذين يسارعون فى الكفر والمراد يزجره عن الأسى على الذين يتسابقون فى عمل أعمال التكذيب لحكم الله لأنهم لا يستحقون ذلك وهم الذين قالوا آمنا بأفواههم والمراد الذين قالوا صدقنا حكم الله بكلماتهم وهى ألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم أى ولم تصدق نفوسهم بحكم الله أى لم يدخل الإيمان فى قلوبهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا"
المنافقون يسارعون فى الكفار :
بين الله لنبيه(ص)أنه يرى أى يشاهد والمراد يعرف أن الذين فى قلوبهم مرض وهم الذين فى نفوسهم علة هى النفاق يسارعون أى يتسابقون فى تولى وهو مناصرة الكفار مصداق لقوله بنفس السورة"وترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا"والسبب فى توليهم كفار أهل الكتاب يدل عليه قولهم:نخشى أن تصيبنا دائرة والمراد نخاف أن يمسنا ضرر وهذا يبين لنا أن سبب مناصرتهم اليهود والنصارى هو خوفهم من أن يمسهم الأذى من الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة"
مسارعة المنافقين للإثم :
بين الله لنبيه(ص)أنه يرى والمراد يعرف أن كثير من المنافقين يسارعون فى الإثم وفسره بأنه العدوان أى يتسابقون فى عمل الظلم وفسر هذا بأكلهم السحت أى فعلهم للباطل وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"وترى كثيرا منهم يسارعون فى الإثم والعدوان وأكلهم السحت"
خروج الناس سراعا يوم البعث :
بين الله لنبيه (ص)إنا نحى أى نخلق الخلق ونميت أى ونتوفى الخلق وإلينا المصير وهو الإياب والمراد وإلى جزاء الله العودة يوم تشقق الأرض عنهم سراعا والمراد يوم تتفتح الأجداث وهى القبور عنهم أحياء مصداق لقوله بسورة المعارج"يوم يخرجون من الأجداث عنهم سراعا " وفى هذا قال تعالى بسورة ق:
"إنا نحن نحى ونميت وإلينا المصير يوم تشقق الأرض عنهم سراعا "
السراع كالجراد :
بين الله أنه يتول عن الكافرين والمراد أن يعرض عنهم والمراد أن يتركهم يوم يدع الداع إلى شىء نكر والمراد يوم ينفخ النافخ فى الصور أى يوم ينقر الناقر فى الناقور وهو يناديهم إلى أمر غريب لهم وهو البعث ويكونون خشع الأبصار والمراد ذليلى النفوس ساعتها يخرجون من الأجداث سراعا والمراد يقومون من القبور أحياء كأنهم جراد منتشر والمراد وهم يشبهون فى كثرتهم الجراد المنثور وهم مهطعين إلى الداع والمراد وهم مستجيبين إلى نداء المنادى يقول الكافرون وهم المكذبون بحكم الله :هذا يوم عسر أى شديد أى صعب أى غير يسير وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج:
"فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شىء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر"

اجمالي القراءات 7481