البلد فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ١٥ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

البلد فى القرآن
البلد هى القرية أو المدينة وقد تطلق على الدولة بقراها ومدنها
أنواع البلدات طيب وخبيث:
بين الله أن البلد الطيب والمراد أن أهل القرية الصالحة يخرجون نباتهم بإذن ربهم والمراد يعملون عملهم طاعة لحكم إلههم وأما البلد الذى خبث أى وأما أهل البلد التى فسد أهلها فإنها لا تخرج إلا نكدا والمراد فإن أهلها لا يعملون إلا عملا فاسدا وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا"
أنواع البلاد آمنة ومتخطفة :
بين الله لنا أن البلدات على نوعين :
 الأول الأمين وهو الآمن حيث لا ضرر ولا قتل وفى هذا قال تعالى بسورة التين :
"والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين
الثانى البلدات القلقة المتخطفة حيث لايوجد أمن من الضرر فيها
أنواع البلاد حية وميتة:
البلاد وهى القرى على نوعين :
حية أى الناس والنيات والحيوان أحياء فيها بوجود الماء
ميتة  حيث لا توجد حياة للناس والنبات والحيوان 
وفى هذا قال تعالى بسورة ق:
"ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد وأحيينا به بلدة ميتا"
وقال تعالى بسورة الزخرف :
"والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا"
عبادة رب البلدة :      
بين الله لنا أن النبى (ص)عليه أن يقول للناس إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة والمراد إنما أوصيت فى الوحى أن أطيع حكم خالق هذه القرية وهى مكة الذى حرمها أى منعها وهذا يعنى أنها ممنوعة لا يقدر أحد على مسها بسوء وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان
"إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذى حرمها"
القسم بالبلد :
يقسم الله بهذا البلد وهى مكة التى الرسول (ص)حل بها أى مقيم بها وفى هذا قال تعالى بسورة البلد :
"لا أقسم بهذا البلد"
الرسول(ص) يسكن البلد :
يقسم الله بهذا البلد وهى مكة التى الرسول (ص)حل بها أى مقيم بالبلد أى مكة وفى هذا قال تعالى بسورة البلد :
"لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد"
القسم بالبلد الأمين :
 أقسم الله بكل من نبات التين ونبات الزيتون وطور سينين وهو جبل الطور فى سيناء وهى مكة وهذا البلد الأمين وهو القرية الآمنة مكة على أنه خلق الإنسان فى أحسن تقويم والمراد أنه أبدع الفرد على دين عادل وفى هذا قال تعالى بسورة التين :
"والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم"
إبراهيم(ص) يدعوا لمكة أن تكون بلدا آمنا :
 بين الله لنا أن إبراهيم (ص)طلب من الله أن يجعل مكة بلد أمن أى قرية مطمئنة ليس فيها قتال أو قتل وطلب منه أن يرزق أى يعطى أهل البلدة أى مكة ثمرات كل شىء أى منافع كل صنف من الرزق وخص بهذا الذين يؤمنون بوحى الله  فبين الله له أن الرزق فى الدنيا للمسلمين والكفار وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا "
إبراهيم (ص) يطلب الأمن للبلدة :
بين الله أن إبراهيم (ص)قال أى دعا الله :رب اجعل هذا البلد أمنا أى إلهى اجعل هذه القرية مطمئنة وهذا يعنى أنه دعا لمكة أن تكون قرية هادئة مطمئنة ، وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد أمنا"
حمل الأثقال لبلد :
 بين الله للناس أن الأنعام قد خلقها أى أنشأها الله لهم فيها التالى :دفء أى حرارة وفيها منافع أى فوائد كثيرة ومن الفوائد أن لهم فيها جمال أى زينة أى متاع أى فائدة حين يريحون أى يستريحون والمراد حين يطلبون السبات وهو الراحة وحين يسرحون أى وحين يعملون ،ومن فوائد الأنعام أنها تحمل الأثقال إلى بلد لم نكن بالغيه إلا بشق الأنفس والمراد أنها ترفع الأمتعة وتسير بها إلى قرية لم نكن واصليها إلا بتعب الذوات وهى الأجسام والنفوس وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس"
تبديل حال البلدة :
بين الله أنه كان لسبأ وهى بلد آية فى مسكنهم والمراد علامة دالة على قدرة الله هى جنتان عن يمين وشمال والمراد حديقتان عن يمين نهر البلدة وشمال نهر البلدة وقال لهم فى وحيه :كلوا من رزق ربكم أى خذوا من نفع خالقكم واشكروا له أى وأطيعوا حكمه بلدة طيبة أى أهل قرية مسلمون ورب غفور أى وإله عفو أى نافع للمطيعين ،فكانت النتيجة أن أعرضوا أى كفروا بحكم الله فأرسل عليهم سيل العرم والمراد فبعث لهم فيضان النهر فدمر الحديقتين تدميرا فكانت النتيجة أن بعد أن انحصر الفيضان المدمر أن بدلهم بجنتيهم جنتين أى والمراد جعلهم يغيرون زرع الحديقتين بزرع أخر وهو أكل خمط أى طعام خمط وهو عند البعض نبات القات،الأثل وهو شجر الطرفاء عند بعض الناس،والسدر القليل وهو عند بعض الناس النبات المسمى النبق ووجوده هناك قليل والسبب هو أنه جزاهم بما كفروا أى عاقبهم على تكذيبهم لحكمه وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ:
"لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشىء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا"
تقلب الكفار فى البلاد :
نهى الله رسوله(ص)فقال لا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد والمراد لا يخدعك تحكم الذين عصوا حكم الله فى الأرض بالظلم أى لا يخدعك تمتع الذين كذبوا فى الأرض متاع قليل أى نفع قصير الوقت ثم يزول ثم مأواهم جهنم أى مقامهم الدائم النار وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"لا يغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد متاع قليل ثم مأواهم النار"
التنقيب فى البلاد :
سأل الله وكم أهلكنا قبلهم من قرن والمراد وكم قصمنا قبلهم من كفار قرية هم أشد منهم بطشا والمراد هم أكثر منهم قوة ؟والغرض من القول إخبارنا أن عدد الأمم الهالكة كثير وقد كانوا أقوى من كفار عهد محمد(ص)ويطلب من الناس أن ينقبوا فى البلاد والمراد أن يبحثوا فى الأرض هل من محيص أى هل من منقذ للكفار والغرض من الطلب هو إخبار الكفار أنه لا يوجد منقذ لهم من العذاب وفى هذا قال تعالى بسورة ق:
"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا فى البلاد هل من محيص"
عاد لم يخلق مثلها فى البلاد :
سأل الله رسوله(ص)ألم تر كيف فعل ربك والمراد ألم تدرى كيف صنع إلهك بعاد إرم ذات العماد والمراد بعاد البناءة صاحبة الأعمدة وهم كانوا يكثرون من بناء المصانع والقلاع التى لم يخلق مثلها فى البلاد أى التى لم يجعل شبهها فى الأرض وهذا يعنى أن عاد كانت أجسامهم ذات بسطة أى قوة مصداق لقول هود بسورة الأعراف"وزادكم فى الخلق بسطة وفى هذا قال تعالى بسورة الفجر:
"ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد"
سوق السحاب الثقال لبلد ميت :
وضح الله للناس أنه هو الذى يرسل الرياح والمراد الذى يحرك الهواء والسبب بشرا بين يدى رحمته أى خبرا مفرحا أمام نفع الممثل فى المطر وهذا يعنى أن الرياح الطيبة تكون مقدمة لرحمة الله وهى نزول المطر ،ويبين لنا أن الرياح إذا أقلت سحابا ثقالا والمراد إذا كونت غماما عظيما سقناه لبلد ميت والمراد أرسلناه لقرية مجدبة فأنزلنا به الماء والمراد فأسقطنا من السحاب المطر فأخرجنا به من كل الثمرات والمراد فأنبتنا به من كل الأزواج وهى الأنواع وهذا يعنى أن السحاب يتكون عن طريق الإقلال وهو دفع الذرات لأعلى حتى تلتحم ببعضها وتكون السحابة كما يعنى أن البلد الميت هو الذى ليس به ماء كما يعنى أن سبب الحياة هو الماء الذى تحيا به كل النباتات والحيوانات وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات"
سوق السحاب للبلد الميتة :
وضح الله أنه هو الذى أرسل الرياح والمراد هو الذى دفع الهواء إلى أعلى ليثير سحابا أى ليؤلف أى ليكون غماما وبعد تكون السحاب يسوقه إلى بلد ميت أى يبعثه إلى قرية مجدبة فأحيى به الأرض بعد موتها والمراد فبعث به الأرض بعد جدبها وكذلك النشور وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر:
"والله الذى أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها"
الماء الطهور إحياء البلدة الميتة :
يبين الله أنه هو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته والمراد الذى بعث الهواء المتحرك ليخبرهم خبرا مفرحا قبل نزول مطر السحاب الذى هو نفع من الله لهم ،ويبين لهم أنه أنزل من السماء ماء طهورا والمراد أسقط من المعصرات وهى السحاب مطرا مباركا والسبب ليحيى به بلدة ميتا والمراد لينشر به أرضا مجدبة والمراد ليعيد الحياة للتربة الهالكة وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
"وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته وأنزل من السماء ماء طهورا لنحيى به بلدة ميتا"
ماء إحياء البلد الميت يكون بقدر معلوم :
بين الله أن عليه أن يقول للناس أن الله هو الذى نزل من السماء ماء بقدر والمراد الذى أسقط من الغمام مطرا بحساب محدد فأنشر به بلدة ميتا والمراد فأحيا به قرية هامدة وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف :
"والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا"
الماء المبارك يحيى البلدة الميتة:
وضح  الله أنه نزل من السماء ماء مباركا والمراد أسقط من السحاب مطرا طهورا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والمراد فأخرجنا به من الأرض حدائق وثمر القرون وهى حاملات الثمار والنخل باسقات لها طلع نضيد والمراد والنخل عاليات لها ثمر متراكب والمراد بلح فوق بعضه وأحيينا به بلدة ميتا أى وبعثنا للحياة أى أنشرنا به قرية مجدبة وفى هذا قال تعالى بسورة ق:
"ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد وأحيينا به بلدة ميتا"

اجمالي القراءات 8837