سرقوا البلد يا ولاد.. سرقوا البلد بقلم د. وسيم السيسى 23/ 4/ 2011 |
ذهب البارون إمبان للحاكم الإنجليزى لإنشاء مدينة جديدة اسمها «مصر الجديدة» فوافق الحاكم بشرطين: 1- الابتعاد عن دار السلام، إمبابة، الكيت كات، المهندسين، لأنها أراض زراعية تمد القاهرة بالخضروات والفاكهة. 2- الابتعاد عن وسط المدينة بعشرين كيلومترا، أى تُبنى فى الصحراء، وأن تتولى شركة للمترو قطع المسافة بين المدينتين، وقد تم هذا فعلا بواسطة شركة المترو البلجيكية! وأستعرض حالنا اليوم من تجريف للأرض، وتحويل أراضينا الزراعية إلى أراضى مبان فى كل محافظة.. بل كل قرية.. وحولنا الصحراء 96%.. فأقول: عدو عاقل خير من «صديق» جاهل! رفضت مصر إعلان الحرب على دول المحور (فى الحرب العالمية الثانية)، وحين تأكدت مصر من انتصار الحلفاء على المحور، أعلنت الحرب فى الشهور الأخيرة، واستغرب الناس بل سخروا من هذه السياسة.. وأخيرا، عرفوا أن مصر لم تعلن الحرب أولا حتى تحمى شعبها من نار الحروب، ولكنها أعلنت الحرب مؤخرا حتى تنال نصيبها من التعويضات! وحين خرج الإنجليز كانت مصر دائنة لإنجلترا وليست مديونة! يعنى لها (وليس عليها)... عشر ميزانيات (400 مليون جنيه إسترلينى!) أى حوالى سبعمائة مليار بأرقام اليوم. خرجت إنجلترا مديونة وهى دولة محتلة... وخرج مبارك وحاشيته... ومصر مديونة بـ860 مليار جنيه!! منذ عشرين عاما.. كان الأستاذ نبيل الفكهانى يقول قصيدته المشهورة فى صالون المستشار جمال عبدالحليم: سرقوا البلد.. سرقوا البلد لا حد اتحاكم ولا حد اتجلد سرقوا البلد يا ولاد.. سرقوا البلد وسؤالى هو: هؤلاء الذين سرقوا البلد.. هل مازالوا موجودين، ويمكنهم سرقة الثورة؟! وهل تُسرق الثورات؟ الجواب: نعم.. سرقوا ثورة فرنسا 1789، سرقوا ثورة روسيا 1917، سرقوا ثورة إيران 1979 - (رهينة خومينى - روبرت دريفوس) دور أمريكا فى سرقة هذه الثورة وإعطائها للخومينى - لأنه سهل التفاوض مع رجل واحد (عسكرى أو دينى) عن التفاوض مع برلمان (رفض البرلمان التركى استخدام مجاله الجوى لأمريكا فى حرب العراق) - سرقوا ثورة عرابى 1882، والحرامية كانوا حاكم مصر (الخديو توفيق)، ومجموعة ضخمة من الضباط الخونة على رأسهم على يوسف الشهير بـ«خنفس»!! نعم.. الثورات تُسرق يا شباب 25 يناير... فالثورات المسروقة لها موجتان: 1- الموجة الأولى.. هى انتفاضة شعبية شبابية.. مستوحاة من الطهر، النقاء، النوايا الحسنة، بسبب النهب والظلم، والقهر ، والهوان، والفقر. 2- الموجة الثانية.. اختطاف الثورة بواسطة الحرس القديم، والمتسترين بأمور الدين، واللبلاب المتسلق مدعوما بقوى لا تفكر فى صالح وطنها بقدر ما تفكر فى مصالحها الآنية الشخصية.. فتكون أكثر قمعا واستبدادا وقهرا من النظام الذى سبقها! وهم يضحكون على البسطاء.. بـ«الحدود».. وتختفى السرقة كما فى السعودية، ولو أن المصرى دخله واحد على ألف من دخل الفرد فى السعودية، ثم يسرق بعد ذلك، فهو حتما مريض بسرقة المعرّة (جنون السرقة) أو الكلبتوماتيا. جاء الإمام الشافعى إلى مصر.. فغيّر فقهه كله، ومنه عدم قطع يد السارق (من أجل الزراعة)، ليس هذا فقط، ها هو ذا الأستاذ إبراهيم أحمد الوقفى، مفتش العلوم الشرعية بالأزهر فى كتابه (تلك حدود الله) يرد على هؤلاء الماكرين: لا قطع (لليد) فى سرقة من القطاع العام (بيت المال)، أو مضطرا (عام الرمادة)، أو سرقة طفل! أو سرقة آلات لهو (آلات موسيقية) أو سرقة عقارات (لأنها غير قابلة للنقل)، أو محال أو مطاعم، أو فنادق (مادامت مفتوحة)، أو سرقة لحوم (لأنها تفسد)، ولا قطع إذا قبض على السارق داخل المنزل لأن السرقة لم تتم! ولا قطع إذا قال السارق: هذا مالى! أو إذا نقب الحائط وأدخل يده (الجناية ناقصة)، أو إذا سلم المسروقات للص آخر ولم يخرج بها من الحرز (الباب)! سيرد البعض: إنها مدارس! وهنا الشر العظيم...! جلدوا فتاة سودانية لأنها لبست «بنطلون»! ما أحكم على بن أبى طالب: لا تجادلهم بالقرآن فإنه حمّال أوجه! ارحموا مصر ولا تسرقوا ثورتها.. الأمم تتقدم بالعلوم.. بالهندسة الوراثية.. بالفهم الصحيح لجوهر الدين، وليس بأن تنادى باسم حركى: يا خزعل.. فيرد عليك: لبيك يا عنبسة! أفيقوا: 2 مليار نسمة مقدر لهم الفناء حضاريا فلا تجعلونا منهم. |