نقد كتاب السلطة والفرد لبرتراند راسل

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٠٢ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب السلطة والفرد برتران راسل

قبل البدء فى تناول كتاب السلطة والفرد أود أن أبين حكم الإسلام فى هذا الأمر

أولا لا يوجد شىء اسمه السلطة بمعنى وجود رجال النخبة أو الصفوة أو الحكام ..هم من يقومون بالتحكم فى أمور الحياة التى يحياها مجموع الناس

 ثانيا السلطة وهى السلطان أعطاه الله فى أحكامه للناس حسب القضايا المختلفة فمثلا أهل القتيل لهم سلطان على القاتل وهو قتله أو العفو عنه وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :

"ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا "

ومثلا أعطى الله المجاهدين السلطان لقتل المنافقين الذين لا يتوبون من نفاقهم فقال بسورة النساء :

"فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا"

وهناك الكثير من الأمور التى فصلت فيها السلطات

ثالثا كل فرد من المسلمين سلطانه مستمد من نصوص الوحى فكلنا سلاطين أى ملوك كما قال الله لمسلمى بنى إسرائيل بسورة المائدة :

"وجعلكم ملوكا "

ومن ثم فالسلطان وهو الوحى هو الحكم لله
يخلق الإنسان لنفسه مشاكل ومنها مشكلة الفرد والمجتمع والناس يتساءلون ما الحدود الفاصلة بين الفرد والمجتمع ؟

وهم فى الإجابة فرق متعددة ففرقة تقول ينبغى للمجتمع أن يترك للفرد كامل حريته ولا سلطة للمجتمع على الفرد سوى عقابه إذا ارتكب جريمة وفرقة تقول الإنسان ترس فى آلة أى للمجتمع كامل السلطة على الفرد وما بين النقيضين تقف فرقة أخرى محاولة التوسط بين القولين وينبغى على الإنسان أن يفهم أن المجتمع ليس سوى الأفراد وعليه فعندما نقول السلطة للأفراد أى الحرية للأفراد فنحن نقول السلطة للمجتمع وعندما نقول السلطة للمجتمع فنحن نقول السلطة للأفراد أليس عجيبا أن نقيم من شىء واحد شيئين متضادين ؟

إن المجتمع عبارة عن الأفراد ولذا من يلاحظ الخطاب القرآنى سيجد أن الله تعالى عندما يقول يا أيها الناس فهو يقول لكل واحد يا أيها الإنسان فخطاب المجتمع هو خطاب لكل فرد لأن الله لا يأمر ولا ينهى إلا الكل وهم الأفراد وعندما يقول يا أيها الإنسان فإنه يخاطب الناس جميعا لأن الأمر والنهى للجميع وليس لواحد فقط ونأتى للمهم وهو السلطة والحقيقة أن الفرد ليس له سلطة أى حكم على الناس ولا الناس لهم سلطة أى حكم على الفرد والسلطة وهى الحكم لله كما قال بسورة يوسف "إن الحكم إلا لله"وعليه فتعامل الفرد مع بقية الأفراد أى الناس تحكمه أحكام الله فى الوحى وقد أجملها الله فى كلمة الإحسان إليهم وهو يتحقق بوسائل متعددة ومن يحسن الإنسان لهم هم المجتمع أى الأفراد المذكورين فى قوله تعالى بسورة النساء

"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "

وهم الوالدان أى الأب والأم وذوو القربى وهم كثرة منهم الأجداد والجدات والعمات والأعمام والخالات والأخوال والأبناء والأخوة والأخوات وأولادهم والزوجات واليتامى وهم من فقدوا آباءهم وهم صغار والمساكين وهم أهل الحاجة والجار القريب النسبى أو الصهرى والجار أى الساكن فى جنب سكن الإنسان والصاحب بالجنب وهو الزوج وابن السبيل أى الغريب الذى لا مال معه يوصله لأهله وملك اليمين وهم العبيد والإماء ولقد جمعت الآية كل الناس فى المجتمع فبينت أن كل إنسان واجب عليه أن يحسن لكل الأفراد حسب أحكام الوحى وما دام المجتمع كله أحسن إلى بعضه حسب الشرع فقد تم الهدف من إقامته

 

إشكالية الفرد والجماعة هى إشكالية خاصة بالمجتمعات الكافرة سواء غربية أو غير ذلك ومن ثم فالكتاب لا علاقة له بالمجتمع المسلم حقا ولكن هو خاص بمجتمعات الكفر

وقبل البداية فى تناول الكتاب أقول حقيقة هى :

أن معظم كتاب الغرب فى الفلسفة والاجتماع وغيرها كما فى قولة مشهورة للبعض يبدو أنهم رضعوا من ثدى واحد

والمراد أنهم يتناولون مسائل متشابهة منطلقين من نفس النظريات كالنشوء والارتقاء

قال راسل :

"إن التعاون ووحدة المجموعة فى كل الحيوانات الاجتماعية بما فى ذلك الانسان يعتمد على أساس من الغريزة وهذا أكمل ما يكون فى النحل والنمل  التى لا يغريها فيما يبدو أى شىء قط بأفعال غير اجتماعية ولا تنحرف أبدا عن الولاء للعش أو الخلية "ص22

الخطأ وجود ما يسمى الغريزة كغريزة التعاون فأمور كالتعاون وغيرها تكتسب بالتعلم من الغير أو بالتعلم النفسى فالصغير أيا كان نوعه لو لم يعلمه أحد شيئا فسيظل كما هو وفى كون المخلوق جاهل قال تعالى بسورة النحل :

"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "

والخطأ هو أن النمل والنحل لا ينحرفون أبدا عن الولاء للعش أو الخلية وهو كلام يتناقض مع ترك  بعض النحل أو النمل لعشه أو خليته عندما يزدحم العش والخلية بالأفراد فساعتها يترك البعض العش أو الخلية حتى لا يهلك الكل أو يصابوا بأذى نتيجة الازدحام  ومن ثم يكون ولاء المهاجرين لعش أو خلية أخرى هى الجديدة

"كان الإنسان الأول نوعا ضعيفا وقليلا وكان بقاؤه فى أول الأمر مهددا وفى زمن ما هبط أسلافه من الأشجار وفقدوا موهبة أصابع القدم القابضة ولكنهم كسبوا موهبة استعمال الأيدى والأذرع وبهذه التغيرات اكتسبوا ميزة عدم الاضطرار إلى العيش فى الغابات بعد ذلك ولكن الأمكنة المفتوحة التى انتشروا فيها يسرت لهم من الغذاء أقل مما كانوا ينعمون به فى غابات أفريقيا الاستوائية الحارة "ص23

الخطأ سكن الناس للأشجار فى القدم وهو كلام غير علمى فلا يوجد دليل على ذلك فالقائل وأصحابه لم يعاصروا الفترة المزعومة حتى يقولوا تلك القولة كما أن كتب التاريخ لا تذكر شيئا عن ذلك الأمر رغم كونها محرفة وهو كلام يتنافى مع وجود بيت الله الذى وضع للناس كما قال تعالى بسورة آل عمران :

" إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا " 

والخطأ وجود ما يسمى موهبة أصابع القدم القابضة عند القدماء من الناس وهو كلام غير علمى فلا يوجد دليل على ذلك فالقائل وأصحابه لم يعاصروا الفترة المزعومة حتى يقولوا تلك القولة كما أن كتب التاريخ لا تذكر شيئا عن ذلك الأمر رغم كونها محرفة ولا توجد قدم واحدة حتى فيما يسمونه الحفريات لها تركيب غير ما نعرفه من وجود تقوس كما فى أرجل الحيوانات القافزة المتسلقة

والخطأ أن الأمكنة المفتوحة التى انتشروا فيها يسرت لهم من الغذاء أقل مما كانوا ينعمون به فى غابات أفريقيا الاستوائية الحارة

 بالقطع كثرة الغذاء وقلته لا تعود للسكن فى مكان مفتوح أو حتى غابات فالأمر يتعلق بأمور كثيرة كالمطر والماء والزراعة الكثيفة والعادية وتقوى الله  وكم من غابات لا يوجد بها ثمار فى فترة ما  من السنة كما أن الحيوانات فى تلك الغابات كثيرا ما تختفى بسبب المناخ 

"فإن الإنسان الأول يجب أن يكون قد عاش فى جماعات صغيرة ليست أكبر بكثير من الأسرة جماعات يمكن أن  نقدرها تخمينا بين خمسين ومائة نسمة ويبدو أنه كان بين كل جماعة مقدار غير قليل من التعاون ولكنه كان هنالك عداء بين كل الجماعات التى من نفس النوع حيثما يحدث احتكاك بينها "ص23

الخطأ هو حياة الإنسان الأول فى جماعات من 50 إلى 100 إنسان وهو كلام ليس عليه دليل علمى أو من كتب التاريخ

"ومن الواضح أن أسلافنا الأولين لم يكونوا يستطيعون العمل وفق سياسة مدروسة متبصرة ولكنهم كانوا مدفوعين للعمل بآلية غريزية آلية الصداقة فيما بين العشيرة والعداء لكل الآخرين معا ولما كانت العشيرة البدائية صغيرة جدا فلابد أن يعرف كل فرد فيها الأفراد الآخرين معرفة حميمية وهكذا فإن الشعور بالصداقة كان لابد متساوقا مع التعارف"ص24

الخطأ أن أسلافنا الأولين لم يكونوا يستطيعون العمل وفق سياسة مدروسة متبصرة ولكنهم كانوا مدفوعين للعمل بآلية غريزية آلية الصداقة فيما بين العشيرة والعداء لكل الآخرين وهو كلام ليس عليه دليل علمى كالمعاصرة أو من كتب التاريخ  وهو اتهام للناس الأوائل بأنهم كانوا بلا عقول رغم أنه طبقا لقوله تعالى بسورة البقرة:

" وعلم آدم الأسماء كلها "

فلابد أن يكونوا أكثر علما من كل من أتوا بعدهم

"إن بقايا الإنسان وأنصاف الإنسان الأولين هى الآن من الكثرة بما يكفى لإعطاء صورة واضحة تماما لمراحل الارتقاء من أرقى قرود الانثروبويد إلى أدنى الكائنات الإنسانية وأقدم البقايا البشرية المحققة التى اكتشفت حتى الآن يقدر أنها تعود إلى ما قبل مليون عام تقريبا ولكن يبدو أن قرود الانثروبويد الشبيهة بالإنسان قد عاشت على الأرض لا على الأشجار لعدة ملايين السنين قبل ذلك الزمن إن أوضح صفقة تتميز بها المرحلة التطورية لهؤلاء الأسلاف هى حجم الدماغ الذى ازداد بسرعة كبيرة إلى أن وصل إلى ما يقارب حجمه الحالى ولكنه قد توقف الآن فى الواقع منذ مئات الآلاف من السنين وفى أثناء مئات الآلاف من السنين هذه تقدم الإنسان فى المعرفة والمهارة المكتسبة والتنظيم الاجتماعى  ص25

الخطأ وجود بقايا الإنسان وأنصاف الإنسان الأولين فلا يوجد شىء فى الحفريات اسمه أنصاف الإنسان والسؤال ما هو الإنسان النصف ؟

والخطأ وجود أدنى الكائنات الإنسانية  فالإنسان هو الإنسان فى كل العصور

 والخطأ أقدم البقايا البشرية المحققة التى اكتشفت حتى الآن يقدر أنها تعود إلى ما قبل مليون عام تقريبا وهو كلام يلا دليل فمن الذى عاش مليون عام حتى يقرر هذا فيكون كلامه علميا  ومن حتى عاش آلاف من السنوات وهو عمر ذرات الاشعاع أو الكربون14  حتى يقول لنا الحقيقة

 والخطأ تطور حجم الدماغ عبر العصور وهو كلام بلا دليل علمى فالأدمغة فى كل العصور تتفاوت فى الأحجام

كما أن الذكاء ليس بسبب كبر أو صغر حجم الدماغ فهو كلام بلا دليل علمى

وكل الكلام السابق يناقض المنهج العلمى فلا معايشة أى معاصرة والتاريخ المعروف لا يذكر شيئا عن تلك الأمور التى أتت بها نظرية التطور

"إن التماسك الاجتماعى الذى بدأ بولاء للجماعة يدعمه الخوف من الأعداء نما بعمليات بعضها طبيعية "ص26

الخطأ نمو التماسك الاجتماعى بعمليات بعضها طبيعى وبالقطع التماسك لا يكون طبيعيا بمعنى أن الطبيعة التى تفعله ولكن الحق هو أن بعض أسباب الطبيعة تدفع البشر للتماسك كما فى الكوارث مثل الانهيارات والزلازل والأعاصير والفيضانات فهذه الأمور تدفع الناس لمساعدة بعضهم البعض 

"ففى مرحلة قديمة جدا  كان الولاء للجماعة يدعمه الولاء للزعيم إذ فى القبيلة الكبيرة يكون القائد أو الملك معروفا لكل إنسان وحتى عندما يكون الكثير من المواطنين المدنيين غرباء كل عن الآخر وبهذه الطريقة فإن الولاء للشخص لا الولاء للقبيلة هو ما يجعل من الممكن حدوث زيادة فى حجم المجموعة دونما التعرض للغريزة "ص27

الخطأ معرفة كل إنسان من القبيلة الكبيرة للزعيم وبالقطع هذا يعتبر فى كثير من الأحيان محال خاصة عندما تتواجد القبيلة فى مساحات كبيرة من الأرض فالمسافات خاصة عند قلة وسائل النقل تمثل عائقا كبيرا لتعرف الكل بالزعيم  كما أن عدم وجود معبد كبير أو عيد كبير يجتمع فيه الزعيم بالناس يمثل عائق أخر فى التعارف

"وفى مرحلة أخرى حدث تطور أخر فالحروب التى كانت فى  الأصل حروب إبادة صارت بالتدريج على الأقل حروب فتوح والمغلوبون بدلا من إعدامهم قد اتخذوا عبيدا وأرغموا على العمل للفاتحين وعندما حصل هذا صار نوعان من الناس فى الهيئة الاجتماعية هما المواطنون الأصليون الذين كانوا وحدهم أحرارا وكانوا هم مستودع الروح القبلى والأتباع الذين كانوا يطيعون بدافع الخوف وليس بدافع الولاء الغريزى فقد حكمت نينوى وبابل بلادا شاسعة لا لأن أتباعها كان لديهم إحساس غريزة بالتماسك الاجتماعى مع المدينة السائدة المسيطرة ولكنما لمجرد الهلع من سطوتها فى الحرب ص27

الخطأ أن الحروب فى الأصل كانت حروب إبادة وبالقطع لم يكن الغرض من الحروب الإبادة فى الأصل وإنما كان الغرض إما رد عدوان وإما استيلاء على متاع الأرض وهو الغالب ومتاع الأرض يتطلب دوما أن يكون هناك من يزيد من الثروات والإبادة تتنافى مع هذا المبدأ فالشعب المنتصر لا يمكن أن يزرع ويشغل المصانع والمتاجر فى الأرض التى استولى عليها ويترك مزارعه ومتاجره ومصانعه  الأصلية  فهو يحتاج لمن يقوم بالعمل بدلا منه على أن يكون هو المستفيد الأول حيث يعطى للمهزومين الفتات ومقولة حرب ابادة مستوحاة من العهد القديم والذى يناقض بعضه بعضا فى ذلك الأمر حيث فى بعض النصوص يطلب ابادة الأخر وفى نصوص أخرى يطلب العدل مع الغريب ويساويه بالاسرائيلى

" وفى مرحلة  تالية من تطور المدنية بدأ نوع جديد من الولاء فى الظهور ولاء ليس مؤسسا على  العلاقة الاقليمية أو القرابة فى الجنس وإنما على الوحدة فى المذهب وأما فى الغرب فيبدو أن ذلك قد جاء مع الجماعات الأورفية التى قبلت العبيد على قدم المساواة وفيما عداهم فقد كانت الديانة قديمة مقترنة تماما مع الحكومة حتى أن الجماعات من أبناء الطائفة الواحدة كانوا مندمجين تماما فى الجماعات التى نشأت على الأساس البيولوجى القديم لكن وحدة المذهب صارت بالتدريج قوة أشد فأشد لقد ظهرت قوتها الحربية لأول مرة بالإسلام فى فتوحات القرنين السابع والثامن وهى التى أعطت القوة الدافعة فى الحروب الصليبية وفى الحروب الدينية وفى القرن16 كثيرا ما رجح الولاء الروحى على الولاء الوطنى "ص28

الخطأ هو تنوع الولاء بين الولاء الاقليمى المسمى حب الوطن وبين الولاء للقبيلة وبين الولاء للمذهب وهو كلام لا علاقة له بالتاريخ فالولاء دوما هو للمذهب سواء سمى حب الوطن أو حب القبيلة أو حب الزعيم أو حب الدين فالولاءات كلها تنصب فى حكم ما قد يختلط فيه المذهب بالشخص وقد تختلك القبيلة بالمذهب ...

" لقد سعت ديانتان هما البوذية والمسيحية إلى جعل حس التعاون الذى يكون تلقائيا بين أفراد القبيلة الواحدة يتجاوزها على الجنس البشرى فلقد بشرت كل منهما بإخوة الإنسان مبينة باستعمالها لكلمة اخوة أنها تحاول أن تجعل حالة عاطفية هى فى أصلها بيولوجية تتجاوز حدودها الطبيعية ص30

الخطأ هو ان البوذية والمسيحية سعتا إلى جعل حس التعاون الذى يكون تلقائيا بين أفراد القبيلة الواحدة يتجاوزها على الجنس البشرى وهو كلام يتنافى مع المجازر المرتكبة باسمهما فى القديم والحديث  كما يتنافى حتى مع بعض النصوص الواردة فيهما فهناك نصوص عنصرية كما فى حكاية المرأة الكنعانية  التى وصفت نفسها والشعوب الأخرى بكونهم كلاب يأكلون من فتات الشعب النصرانى

"وفيما يتعلق بالسلطات يبدو أن القبيلة قد عاشت فى أزمنة العصر الحجرى القديم فى حالة توصف الآن بالفوضى ولكنها اختلفت عما تكون عليه الفوضى فى المجتمع الحديث بأن البواعث الاجتماعية كانت تسيطر على أفعال الأفراد بشكل كاف "ص39

الخطأ هو اختلاف معنى الفوضى بين القبائل فى القديم والمجتمعات الحديثة وهو كلام غير علمى فتعريف الفوضى واحد فى كل المجتمعات حالية أو سابقة  الفرق بين قبيلة وأخرى أو مجتمع وأخر هو فى الوسائل والأدوات التى يستعملها الفوضيون

"فإن الشكل البدائى لتماسك القبيلة الصغيرة ما كان يستطيع أن ينتج المسلة الحجرية بل وأعظم من ذلك الأهرامات إن اتساع الوحدة الاجتماعية كان وظيفة نتيجة للحرب بشكل رئيسى فإذا قامت بين قبيلتين حرب إبادة فإن القبيلة الغالبة ستكون باكتسابها بلادا جديدة قادرة على زيادة عددها"ص40

الخطا الأول أن تماسك القبيلة الصغيرة لا ينتج عملا كبيرا وهو كلام يتنافى مع التاريخ المعروف فكثير من القبائل الصغيرة اقامت امبراطوريات فالقبيلة الذهبية قبيلة جنكيز خان نتيجة تمسكها حسب التاريخ المعروف انضمت لها القبائل المجاورة لها واكتسحوا معظم آسيا

والخطأ الأخر هو أن القبيلة الغالبة تزيد عددها بسبب احتلالها بلاد جديدة غير بلادها وهو كلام يتنافى كثيرا مع التاريخ المعروف والمثال الأشهر حاليا هو دولة إسرائيل فرغم أنها احتلت فلسطين وسيناء والجولان فعدد سكانها يتناقص رغم قوتها الظاهرية وفى داخل أوربا من قرن لم يتزايد عدد النمساويين داخل ما يسمى بالامبراطورية النمساوية رغم أنها كانت تحتل ما حولها  والملاحظ أن دول أوربا الغربية  رغم انتصاراتها فى العصر الحديث يتناقص عدد سكانها من الأصول الأوربية وأصبحت تستورد عمالة من الدول التى غلبتها وفى غضون عدة عقود سيكون عدد السكان المستوردين أكثر من الأصليين  والسبب الثقافة الأوربية القائمة على مبدأ التلذذ بدون عيال  ومن ثم قل عدد من ينجبون فى السكان الأصليين

"من العجيب أن الفتوح الحربى جعل فى قلوب المغلوبين اخلاصا حقيقيا نحو أسيادهم لقد حدث ذلك فى كل الفتوحات الرومانية وبقيت الغال فى القرن الخامس عندما لم تعد روما تستطيع فرض الطاعة مخلصة للامبراطورية إن كل الدول القديمة تدين بوجودها للقوة الحربية ولكن معظمها كانت تستطيع إذا امتد أجلها زمنا كافيا أن تخلق فى نفوس الجميع شعورا بالتضامن بالرغم من المقاومة العنيفة التى أبدتها أقسام كثيرة فى وقت انضمامها وقد حدث الشىء نفسه فى نمو الدول الحديثة خلال العصور الوسطى ص42

حكاية اخلاص المغلوبين للغالبين هى حكاية منافية للواقع فى الغالب  فالمغلوب خاصة من شهد الهزائم  من المقاتلين لا يمكن أن يخلص للدولة الغالبة وهو يظل يقاوم الغالبين بطرق مختلفة كالكلام ويظل يبث فى نفوس غيره العداوة والكراهية ولكن عندما ينتهى الجيل الأول المغلوب تختفت الكراهية نوعا ما وربما تختفى فى الأجيال بعد الثانى ودول الكفر تعمل يبانون حاليا سبق وأن عملت به فى العصور القديمة وهو إنشاء طبقة العملاء من داخل الشعب المغلوب وتسلمهم السلطة صوريا ويقومون هم بتحسين صورة الغالبين ويجعلونهم حلفاء وأصدقاء والسلطة الصورية تعنى أن الحكام يكونون تحت التهديد بإظهار فضائحهم وخيانتهم لشعوبهم

الحالة الوحيدة المستثناة هى حالة دولة العدل وهى دولة الإسلام الحق فهذه  هى الدولة الوحيدة التى يتحول فيها المغلوب والمراد بهم عامة الشعب  لحب الغالب بسبب عدله 

"ونجد فى أقدم مجتمع واضح التاريخ مصر القديمة ملكا كان يسيطر على منطقة واسعة  سيطرة غير محدودة إلا بسلطة الكهنوت إلى حد ما ونجد شعبا كبيرا خانعا يستطيع الملك حسب مشيئته أن يستخدمه فى مشاريع الدولة كالأهرامات وفى مجتمعات كهذه فإن أقلية ضئيلة فى قمة السلم الاجتماعى  هى الملك والطبقة الارستقراطية والكهنة هى وحدها التى كانت تحتاج إلى موقف نفسى نحو التماسك الاجتماعى وأما الآخرون كلهم فكانوا يطيعون وحسب وليس من شك فى أن قسما كبيرا من الشعب كان بائسا  ص41

حكاية خنوع شعب مصر وحده هى خرافة فالخنوع  كان يلازم كل الشعوب الكافرة عبر العصور وما زال والخنوع اختلفت أسبابه ففى كثير من الدول كان السبب الفقر والحاجة  وفى القليل من الدول كان السبب هو إغناء الناس  والأمثلة الأشهر فى عصرنا هى دول الخليج النفطى ودول اسكنديناوه

"لقد عانت الدول القديمة كلها  فى العصور القديمة ما عدا مصر  الحاجة إلى الاستقرار وكان أعظم أسباب ذلك هو التكنيك "ص42

الخطأ هو كون الدولة الوحيدة المستقرة فى العصور القديمة هى مصر وهو كلام يتنافى مع مراحل الفوضى والاحتلالات التى حدثت لها حسب التاريخ المعروف زورا باسم تاريخ الفراعنة كاحتلال الهكسوس والفرس والليبيين وحتى السودان لها وكا فريق من هؤلاء كون أسرة او أكثر حكمت البلاد وأدخلتها فى مرحلة من عدم الاستقرار والغريب أن الهكسوس حكموا الشمال وهو ما يسمى مصر السفلى فى فترة ما ومع هذا لم يستطع الجنوب وهو مصر العليا أن تتلف محاصيلهم وتهددهم بالنيل كما قال راسل فى فقرة قادمة

" لقد كان للاسكندر وأتيلا وجنكيز خان امبراطوريات واسعة تجزأت بموتهم وكانت تعتمد وحدتها كليا على سطوة الفاتح العظيم وهذه الامبراطوريات المتعددة لم تكن وحدتها وحدة نفسية وإنما كانت وحدة إكراه لقد كانت حظ روما أفضل إذ أن المدنية الاغريقية  الرومانية كانت  شيئا قدره المثقفون وتفوقت بشدة عند مقابلتها ببربرية قبائل ما وراء الحدود وحتى كان اختراع التكنيك الحديث ندر إن أمكنت المحافظة على تماسك امبراطورية كبيرة إلا إذا كانت للطبقات العليا فى المجتمع عاطفة مشتركة وحدت فيما بين فئاتها "  ص43

الخطأ أن الامبراطوريات الكبرى المذكورة كانت تعتمد على سطوة الفاتح العظيم وهو كلام ينافى الحقيقة فلو لم تكن هناك جماعة تؤمن بذلك القائد ما قدر بمفرده ومهما كانت قوته الجسمية العضلية وحتى التسليحية أن تهزم كل تلك الشعوب

وما نعرفه من تاريخ المغول أن الامبراطورية استمرت بعد موت جنكيز  عدة عقود وحتى امبراطورية الاسكندر لم تتفكك بسبب كراهية الشعوب وإنما تفككت بسب طمع قادته فهم من قسموها فيما بينهم

وأما حكاية أن سبب تماسك الامبراطوريات هو تماسك الطبقة العليا فهو كلام صحيح ولكنه ينطبق على معظم الدول وليس القليل منها كروما  وهو ما أسماه الله المترفون وأكابر القوم

" لقد ساعد النيل على تماسك مصر كلها إذ أن حكومة تسيطر على القسم العلوى من النيل وحده كانت تستطيع أن تتلف محاصيل القسم السفلى لم يكن يستلزم الأمر هنا تكنيكا راقيا ولكن سلطة وادى التنيسى وطريق سنت لورنس المائى المقترح هى توسيعات علمية فى فاعلية التماسك التى للأنهر"ص44

الخطأ هنا هو أن سبب تماسك مصر هو النيل وهو كلام لا علاقة له بالعلم فالتماسك هو عمل بشرى كما قال تعالى بسورة المائدة :

" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان "

ما يؤدى لتماسك شعب ما هو رضاه عن دينه أى شريعته أى قوانينه كما قال تعالى بسورة آل عمران :

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "

فلو كان النهر أيا كان اسمه سببا للتماسك فلماذا فى حالة النيل حسب التاريخ المعروف لم تتحد دول حوض النيل خاصة أن القسم السفلى فى بلاد السودان والحبشة كان يستطيع اتلاف محاصيل القسم العلوى فى مصر المعروفة حاليا كلها ؟ 

" ولكن إذا استبدل الولاء لبريطانيا بالولاء للإتحاد الغربى فإنه ستقوم الحاجة إلى وجود وعى بكون الغرب له وحدة تتخطى الحدود القومية لأنه ليس هناك غير هذا إلا حافز نفسى واحد ملائم لهذا الغرض وذلك هو حافز الخوف من الأعداء الخارجيين لكن الخوف حافز سلبى ويتوقف عن العمل فى لحظة الانتصار "ص51

كون حافز الوحدة الأوربية الغربية هو حافز الخوف من الأعداء الخارجيين  فقط  ينافى حافز الاقتناع الداخلى بالوحدة كما ينافى وجود حافز الاقتصاد فالأسباب متعددة ولكن القيادات دوما تظهر للناس حافز الخوف باعتباره الحافز الأقوى وهو حافز يتغير فبعد إنهيار الاتحاد السوفيتى وحلف وارسو جعل الغرب العدو ما يسمونه الإرهاب الإسلامى زورا

" لقد كان للحكومة منذ أقدم الأزمنة التى وجدت فيها وظيفتان احداهما سلبية والأخرى إيجابية ......,لكن لها بالاضافة إلى ذلك غرضا إيجابيا وهو أن تسهل تحقيق الرغبات التى يبدو أن الأكثرية العظمى من المواطنين يحسونها إن الوظائف الإيجابية للحكومة كانت فى أغلب الأحيان مقصورة بشكل رئيسى على الحرب ...لكن الوظائف الإيجابية للدولة قد اتسعت الآن اتساعا هائلا فهنالك قبل كل شىء التربية وهى لا تتضمن اكتساب الثقافة المدرسية وحسب وإنما تتضمن أيضا غرس ولاء معين وعقائد معينة هى التى تعتبرها الدولة مرغوبا فيها وبدرجة أقل فى بعض الحالات ما يطالب به بعض رجال الدين وهنالك بعد ذلك المشاريع الصناعية الكبيرة ص52

الخطأ كون الوظيفة الايجابية للحكومات الحرب  والحرب غالبها سلبيات على كل الأطراف فالمنتصر يدفع ثمنا غاليا لانتصاره حيث يقتل ويصاب الكثير من أفراده كما يلحق الدمار بجوانب ما فى بلاده

والخطأ أن التربية لم تكن فى القديم من وظائف الدولة وهو كلام يتنافى مع وجود نظام أخلاقى واحد فى كل دولة كان همه وهدفه غالبا هو الخضوع للملك ومن معه

ويتناقض كلامه هنا مع قوله :

" إن الأغراض الرئيسية للحكومة كما أرى يجب أن تكون ثلاثة الأمن والعدالة والصيانة وهذه الأمور هى ذات أهمية قصوى للسعادة البشرية وهى أمور تستطيع الحكومة وحدها أن تحققها "ص109

فحديثه عن التربية غير مذكور فى الفقرة الأخيرة بتاتا مع تركيزه عليها فى الفقرة السابقة

والخطأ الكبير هو أن الحكومة وحدها قادرة على تحقيق العدل والأمن والصيانة وهو كلام يتناقض مع الواقع فعندما لا يتعاون ألفراد مع الحكومة لن يكون هناك امن ولا عدل ولاصيانة فالمسألة تعتمد على تعاون الكل وهم الأفراد ومن ضمنهم الحكومة التى هى أفراد من ضمن الشعب

" فمن جهة هناك تطور متعاقب من بناء اجتماعى ذى شكل بدائى متفكك إلى حكومة هى أكثر نظاما واتساعا وأكثر سيطرة على حيوات الأفراد وفى نقطة معينة من هذا التطور حيث تكون قد نشأت حديثا زيادة كبيرة فى الثروة والأمن ولم تكن حيوية وجرأة العصور المتوحشة قد فسدت بعد فإن الظرف يكون مناسبا لأعمال مجيدة عظيمة فى سبيل مدنية راقية ولكن عندما تتوطد المدنية الجديدة وعندما يكون للحكومة الوقت الكافى لتنظيم قواها وعندما تقيم العادة والتقاليد والقانون نظما تبلغ من الدقة أن تخنق الجرأة فإن المجتمع المعنى يدخل فى طور الركود وعندما يمتدح الناس مآثر أسلافهم ولكنهم لا يستطيعون بعد ذلك أن يتساووا بهم ويصير الفن مبتذلا ويختنق صوت العلم باحترامه للسلطات ص55

الخطأ أن سبب الأعمال المجيدة العظيمة هو حيوية وجرأة العصور المتوحشة الباقية فى أفراد الدولة وهو كلام يخالف الواقع فالمتوحشون لا يقيمون أعمالا عظيمة إنما همهم التخريب والظلم

 والخطأ أن النظام  الدقيق يخنق الابداع وهو كلام ليس صحيحا تماما فالنظام لا يخنق الابداع وإنما يخنقه من يتولون تطبيق النظام وهم غالبا لا يطبقونه كما يجب وإنما يطبقونه حسب هواهم 

من يتلون الأنظمة وهم الحكام ومن معهم   يعملون على خنق المعارضة حقا وباطلا حتى يحافظوا على مناصبهم  ومن ثم فالعيب ليس فى النظام إلا أن يكون نظاما مفصلا على هوى الحكام فى صغيره وكبيره وحتى ولو كان كذلك فالعيب هو فيمن وضعوه وهم الحكام ومن معهم

"ففى أوج كل دورة تكون المساحة التى تسيطر عليها الدولة الواحدة أكبر مما كانت فى أى وقت مضى وتكون درجة السيطرة التى تمارسها الدولة على الأفراد أكثر شدة مما كانت فى أى قنة رقى سبقت فقد كانت الامبراطورية الرومانية أكبر من الامبراطورية البابلية والمصرية وامبراطوريات العصر الحالى أكبر من الامبراطورية الرومانية ولم يحدث أن كانت هناك فى التاريخ دولة سيطرت على مواطنيها تماما كما هو الأمر فى الاتحاد السوفيتى أو حتى فى بلدان أوربا الغربيةص56

الخطأ أن كلما تقدم العصر زادت مساحات الامبراطوريات عما قبلها وهو كلام يخالف المعروف تاريخيا فمثلا ما يسمى خطأ الامبراطورية الإسلامية سيطرت على مساحة أكبر من الاتحاد السوفيتى وأكبر من الامبراطورية الفرنسية و الامبراطورية الانجليزية والامبراطورية الصينية منذ قديم الزمن حسب التاريخ المعروف كانت تسيطر على مساحات شاسعة أكبر من الامبراطورية الرومانية

والخطأ عدم وجود دولة سيطرت على مواطنيها كما سيطر السوفيت فالواقع أن هناك دولة سيطرت على شعبها مرات بالعنف وهو الغالب وبالمخدرات والخمور كما هو معروف فى دولة الحشاشين بقيادة الحسن بن الصباح وهناك دولة سيطرت على مواطنيها بالعدل هى دولة المسلمين لأن الدولة كانت نفسها هى المواطنين الذين يحكمون أنفسهم بحكم الله

"لقد تحدثت عن حركة مزدوجة فى التاريخ ولكنى لا أعتبر أن هنالك صفة من اليقين أو الحتمية نستطيع أن نكتشفها لنواميس التطور التاريخى هذه فالمعرفة الجديدة يمكن أن تجعل مجرى الحوادث مختلفا تماما عما كان سيكون عليه بدونها وقد حدث ذلك مثلا فى اكتشاف أمريكا ويمكن كذلك أن يكون للمؤسسات الجديدة نتائج ما كان يمكن التنبؤ بها ....فإن كل التنبؤات حول مستقبل الجنس البشرى يجب أن تؤخذ فقط كفرضيات قد تستحق النظر "ص57

هنا الرجل يتحدث عن عدم التيقن من اكتشاف نواميس التطور التاريخى ثم يعود فيناقض نفسه فيعتقد بصحة ما برهن عليه فيقول :

"هنالك مغالطة أخرى من المهم أن نتجنبها فإننى أعتقد بصحة ما كنت برهنت عليه من أن طبيعة الإنسان الفطرية قد تغيرت قليلا على ما كان يحتمل خلال مئات الآلاف من السنين ولكن ما هو فطرى ليس إلا جزءا صغيرا فى البنية العقلية للكائن البشرى الحديث ولست أرغب  أن يستنتج أن الإنسان مما كنت أقول أنه سيكون هنالك بالضرورة فى عالم لا حرب فيه نوع من الخيبة الغريزية إن السويد لم تشترك فى حرب منذ عام 1814 أى لمدة أربعة أجيال لكنى لا أحسب أن أى إنسان قد استطاع أن يثبت أن السويديين قد عانوا فى حياتهم الغريزية من حرمانهم من هذه البربرية وإذا نجح الجنس البشرى فى تحريم الحرب فلن يكون من الصعب أن نجد مخارج أخرى لحل المغامرة والمخاطرة إن المخاطر العتيقة التى خدمت فى وقت ما غرضا بيولوجيا لم تعد كذلك  "ص59

الخطأ أن طبيعة الإنسان الفطرية قد تغيرت قليلا على ما كان يحتمل خلال مئات الآلاف من السنين  فلا يوجد شىء اسمه الفطرة فالإنسان يولد صفحة بيضاء كما يقولون وبتعبير الوحى الإلهى جاهل لا يعلم شىء كما قال تعالى بسورة النحل :

"وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْلَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا"

ونلاحظ التناقض بين قوله "ولست أرغب  أن يستنتج أن الإنسان مما كنت أقول أنه سيكون هنالك بالضرورة فى عالم لا حرب فيه" فالرجل ينفى وجود عالم بلا حرب ومع هذا يجعل هذا الأمر ممكنا فيقول:

"وإذا نجح الجنس البشرى فى تحريم الحرب فلن يكون من الصعب أن نجد مخارج أخرى لحل المغامرة والمخاطرة"

"ولكى تتقدم هيئة اجتماعية ما تحتاج إلى أفراد غير عاديين وليست وجوه نشاطهم مع كونها مفيدة من نوع يتحتم أن يكون شائعا هنالك ميل دائم فى المجتمعات الراقية التنظيم لعرقلة نشاط مثل هؤلاء الأفراد دونما داع ولكن من ناحية أخرى إذا لم يمارس المجتمع السيطرة فإن نفس النوع من المبادرة الفردية التى يمكن أن تنتج مبدعا إذا يمكن أيضا أن تنتج مجرما ”ص62

نلاحظ التناقض بين كون وجوه نشاط الأفراد غير العاديين مفيدة بقوله " ولكى تتقدم هيئة اجتماعية ما تحتاج إلى أفراد غير عاديين وليست وجوه نشاطهم مع كونها مفيدة" وبين إنتاج هذا النوع مجرمين فى قوله " فإن نفس النوع من المبادرة الفردية التى يمكن أن تنتج مبدعا إذا يمكن أيضا أن تنتج مجرما"

"ويبدو أن الأرجح أن أولئك الذين وجدت لهم مواهب فنية كان يسمح لهم أحيانا أن يتخلفوا فى الكهوف ينقشون الصور بينما تذهب بقية العشيرة للصيد إن الرئيس والكاهن لابد أن اختيارهما قد بدأ من قديم جدا لمزايا خاصة حقيقية أو مفترضة فكان رجال الطب يستطيعون ممارسة السحر وكانت روح القبيلة متجسدة ما فى شخص الزعيم ولكنه كان هنالك ميل منذ أٌدم العصور لأن يصير كل نشاط من هذا النوع شرعا فصارت الرئاسة وراثية وصار رجال الطب طبقة منفصلة وصار الزجالون المرموقون أوائل شعراء البلاط فى أيامنا "ص63

الخطأ هو السماح لمن لهم مواهب فنية أن يتخلفوا فى الكهوف ينقشون الصور وهو كلام ليس واقعيا فالنقوش التى وجدت فى الكهوف إما كانت عملا مخططا له وإما سياح دخلوا الكهوف فرسم بعضهم أو بعض ألأناس الذين حبسوا فى الكهوف بسبب مطر أو ما شابه ذلك

والخطأ أن رجال الطب يستطيعون ممارسة السحر وهو كلام ليس صحيحا فليس كل طبيب مارس السحر ,إنما الكثرة لم تمارسه فمن مارسوه كانوا إما كهنة أو نصابون

" إن الفنان فى أيامنا لا يلعب تماما ذلك الدور الحيوى فى الحياة العامة الذى كان يلعبه فى كثير من الأجيال السابقة هناك ميل فى زمننا لاحتقار شاعر البلاط وللظن أن الشاعر يجب أن يكون كائنا متفردا يدعو لشىء لا يرغب الماديون فى سماعه وأما من الناحية التاريخية فكانت المسألة مختلفة عن ذلك تماما فهوميروس وفيرجيل وشكسبير كانوا شعراء بلاط وتغنوا بأمجاد قبيلهم وتقاليده النبيلة "ص64

الخطأ أن شاعر البلاط كان له الدور الحيوى فى الحياة العامة فى كثير من الأجيال السابقة وهو كلام ليس واقعيا فشاعر البلاط لم يكن يسمنعه أحد فى العصور القديمة سوى الحاشية وليس الشعب والذى نادرا ما سمعه بعد انضمامه للبلاط

"ولدى الشعوب غير المثقفة نسبيا ما يزال الرقص الشعبى والموسيقى الشعبية يزدهران ويوجد من الشاعرية لدى أناس  كثيرين جدا ولكن حالما يصير الناس أكثر تصنيعا وتنظيما فإن نوع الابتهاج الذى يحسه الأطفال يعود مستحيلا على البالغين لأنهم يفكرون دائما بما هو آت ولا يستطيعون أن يتركوا أنفسهم تستغرق فى اللحظة الحاضرة طص65

الخطأ أن السعادة مرتبطة بعدم الثقافة وهو كلام ليس صحيحا فالسعادة مرتبطة بطاعة الله كما قال تعالى :

" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "

وطاعة الله لا تحدث إلا من العلماء

 والخطأ أن حركة الصناعة المزدهرة فى المجتمع تقلل من بهجة الأفراد فالبهجة مرتبطة بطاعة الله أو فى المجتمعات الكافرة بوجود الضروريات من طعام وشراب ولباس وعلاج وتعلم  ولكن حركة التصنيع تؤدى فى الغالب لتغيرات سلوكية فالتعاون بين الفلاحين والعادات الريفية التى تضمن التكافل والتقارب تقل بسبب تحولهم لعمال أو موظفين لا يجدون مصدرا للدخل سوى رواتبهم التى تكفيهم بالكاد

"إن أولئك المعترف تقليديا بأنهم أعظم بنى الإنسان هم الذين أبدعوا فى الدين والأخلاق وبالرغم مما تغدقه عليهم الأجيال اللاحقة عليهم من تبجيل فلقد عانى معظمهم قليلا أو كثيرا من الصراع مع مجتمعاتهم خلال حياتهم "صً65

نلاحظ أن الرجل جعل كل الرسل والدعاة فى نطاق واحد وهو أن الأديان هى إبداع بشرى وهو كلام ليس صحيحا فالرسل (ص) لم يبدعوا ألدين وإنما نزل عليهم من عند الله

"وكذلك تعاليم الرواقيين تقول إنه يجب أن تكون هنالك محبة ليس نحو اليونان فحسب بل ونحو البرابرة والعبيد أى نحو الجنس البشرى كله ونشرت البوذية والمسيحية مذاهب مماثلة فى بلدان بعيدة وعلى نطاق واسع إن الديانة كانت فى أصلحها جزء من جهاز تماسك القبيلة بإثارتها الصراع دون أن تثير معه ما فيها من تعاون قد اتخذت صبغة أكثر عالمية "ص66  

رسل هنا ما زال مصرا على أن البوذية والمسيحية ومعهم تعاليم الرواقيين كانت تدعو لمحبة الجنس البشرى كله وهو كلام كما قلنا يتعارض مع نصوص فى الديانتين كقول يسوع " ما أرسلت إلا إلى خراف بيت المقدس الضالة " فالرجل جعل رسالته قاصرة على بنى إسرائيل فهى ليست رسالة عالمية  كما أن بوذا جعل هناك خصام بين الناس والشياطين والناس والآلهة المزعومة فقال :

"ستة أعوام من الكفاح والصراع داخل نفس بشرية ..وكان الجائعون فى ساعات هذيانهم يصيحون ويتخاصمون مع الشيطان أحيانا ومع الألهة أحيانا أخرى " فصل أسوار شروق الشمس وضحاها

كما أن رسالة بوذا عنصرية فالرجل أرسل فقط للأنقياء وليس للأوساخ كى ينقذهم وهو قولهم :

"قد عرف الحقيقة ولكن هل يعلمها واستغرق فى تأملاته العميقة إلى أن لاحت له رؤيا الرب الأعلى وسمع براهما يقول له يجب أن تمارس عقيدتك ثم تابع الإله قوله هناك كائنات نقية من الأدران الأرضية وهى بحاجة لرسالتك كى تبلغ خلاصها إن عليك أن ترفع المخلوقات إلى ذروة الحقيقة فمن هناك يعرفون ما كان مخفيا عنهم عند السفح وبقى بوذا مترددا وشك فى الصوت الذى خاطبه إلا أن ذلك الصوت كرر على أذنى بوذا القول " فصل الظهيرة والزهرة

"إن الأنبياء والحكماء الذين بدأوا هذا التقدم الأخلاقى مع أن معظمهم لم يكرموا فى زمانهم كانوا مع ذلك غير ممنوعين من القيام بعملهم أما فى الدول الاستبدادية الحديثة فالأمور أسوأ مما كانت فى أيام سقراط او أيام الإنجيليين ففى الدولة الاستبدادية لا يعدم المبدع الذى لا تروق الحكومة أفكاره وآراؤه وحسب وذلك أمر لا يثنى من عزم الرجل الشجاع ولكنه يمنع كليا من نشر مذهبه إن البدع فى مجتمع كهذا لا يمكن أن تصدر إلا عن الحكومة وحدها والحكومة الآن كما فى الماضى لا يحتمل أن تستحسن شيئا يناقض مصالحه المباشرة ص67

حكاية أن الأنبياء كانوا غير ممنوعين من القيام بعملهم فى الدول القديمة يناقض ما نالهم من أذى بسبب ذلك وكثير منهم قتل أو عذب ولكن الرسالة تصل للناس مهما كانت قوة المانعين

وأما حكاية كون الدول الاستبدادية الحديثة تمنع كليا نشر المذاهب المخالفة فهو ما يناقض  تحول دول رأسمالية للشيوعية رغم تحريم الشيوعية فيها وتحول دول شيوعية لدول رأسمالية فروسيا الآن خارج نطاق الشيوعية

"قلما يستطيع الفرد ذو الامكانيات الممتازة أن يأمل فى أيامنا هذه أن يحقق شأنا عظيما أو تأثيرا اجتماعيا كما فى الأزمنة السالفة لو كرس نفسه للفن أو للإصلاح الدينى أو الأخلاقى ومهما يكن من أمر فما تزال هنالك أربعة مجالات مفتوحة أمامه فهو يستطيع ان يكون زعيما سياسيا مثل لينين وهو يستطيع ان يصل  على سيطرة صناعية واسعة مثل روكفلر وهو يستطيع أن يغير مفاهيم العالم باكتشاف علمى كما يفعل علماء الذرة وأخيرا إذا لم يكن لديه القابليات الضرورية لأى من هذه المراكز أو أعوزته الفرصة فإن طاقته بعجزها عن إيجاد منافذ أخرى قد تسوقه إلى الجريمة إن المجرمين بالمعنى القانونى قلما يكون لهم تأثير كبير فى مجرى التاريخ ولذلك فإن الإنسان ذا الطموح البعيد سيختار عملا أخر إذا أتيح له ص68

الخطأ أن من النادر أن  يستطيع الفرد ذو الامكانيات الممتازة أن يأمل فى أيامنا هذه أن يحقق شأنا عظيما أو تأثيرا اجتماعيا كما فى الأزمنة السالفة وهو قول يتعارض مع تحقيق الكثير من الشخصيات شأنا عظيما وتأثيرا اجتماعيا دون أن يكونوا فى المجالات التى ذكرها الرجل كالأم تريزا ومارلين مونرو  والفيس بريسلى وفرانك سيناترا ومحمد على كلاى وهى كلها شخصيات غربية كان لها شأن عظيم اجتماعيا على الشباب وغيرهم 

ونلاحظ التناقض بين وجود أربع مجالات مفتوحة وبين أنه ذكر ثلاثة هم الزعامة السياسية والسيطرة الصناعية والاكتشاف العلمى

كما تناقض المجالات الأربع وجود مجالين هما العبودية والطغيان السياسى فقط فى قوله :

 " إن الإنسان الذى يطمح إلى التأثير فى أمور الإنسانية يجد من الصعب أن ينجح فى ذلك إلا كعبد أو طاغية فهو كسياسى قد يجعل من نفسه رأس الدولة أو هو كعالم قد يبيع للحكومة عمله ولكنه فى هذه الحالة الأخيرة يجب أن يخدم أغراضها وليس أغراضه هو " ص75

"قضية ما إذ كان سيحمد أو سيذم تعتمد على الفائدة التى تجنى من التكنيك إنه فى ذاته محايد لا هو خير ولا هو شر وإن أية وجهة نظر قاطعة يمكن أن نتخذها حول ما يرجح هذه الكفة أو تلك يجب أن تأتى من مصدر أخر غير العلم "ص71

الخطأ كون التكنيك وهو أسلوب الأداء يحمد أو يذم بسبب الفائدة كلام جنونى أو هو ترجمة خاطئة فالشىء يحمد لفائدته ويذم لضرره  

"ومهما يكن من أمر فإن الإنسان الأول لم تخل حياته كليا من نشاطات كان يحس أنها مفيدة أكثر مما يشعر أنها جذابة بذاتها لقد بدأ صنع الأدوات الحجرية فى مرحلة مبكرة جدا من النشوء الإنسانى وبذلك استهل التقدم الطويل الذى أدى إلى نظامنا الاقتصادى الحالى المتقن "ص81

الخطا هنا هو إيمان الرجل بنظرية التطور والنشوء حيث بدا الإنسان بصناعة الأدوات من الأحجار وهو كلام ينم عن تفكير سطحى فالناس لم يكنوا يعيشون كلهم فى جبال حتى يكون الحجر مصدر أدواتهم بل كانوا يعيشون فى بيئات مختلفة متنوعة الكثير منها لا يوجد به أحجار ولو افترضنا كما تقول النظرية المزعومة اهم كانوا يعيشون قبلها فى الغابات ويعتمدون على القنص وجمع الثمار فالأولى هو تصنيع الأدوات من الخشب فهو أسهل فى تصنيعه كحراب وكأسوار وأسقف للأكواخ وكمادة وقود وكحفره لصناعة أكواب أو أوانى     

" لقد بدأ بدخول نظام الرق الانفصال بين غرض العمل وأغراض العامل فقد بنيت الأهرامات ليفخر بها الفراعنة ولم يكن للعبيد الذين بنوها نصيب فى الفخر فهم لم يشتغلوا إلا خوفا من سوط الرقيب وكذلك الزراعة "ص82

الخطا بناء الأهرامات للفخر بينما هى بنيت فى الحقيقة كقلاع للعبث وهو الهرب من الموت كما قال تعالى:

" وتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"

والخطأ أن العبيد البناءين بنوا الأهرامات خوفا من سوط الرقيب وهو كلام ليس صحيحا تماما فقد بنوها لكى يعيشوا حياتهم البائسة فمهما كانت سطوة الحكام فهم لم يكونوا يريدون فناء القوم وإنما كانوا يريدون منهم تنفيذ مشروعاتهم

" لقد أدى أمران إلى تضاؤل الاعتزاز بالصنعة فكان الأول هو اختراع النقود وكان الثانى هو الإنتاج الواسع أما التداول فأدى إلى تقيين السلعة بثمنها وهو ليس أمرا يعتمد على طبيعتها وإنما هو المعنى الذى تشترك فيه مع السلع الأخرى أما الأشياء التى لا تصنع للمبادلة فيمكن أن تقيم لماهيتها وليس بما تباع به " ص84

الخطا كون الاعتزاز بالصنعة تضاءل بسبب اختراع النقود والإنتاج الواسع والاعتزاز بالصنعة هو شىء نفسى داخل الصانع لا يجعله يصغر مال ولا كثرة إنتاج ولكنه يجعله يفكر فى تغيير صنعته أو الدخول ضمن المنظومة حتى يجد ما يقوته هو وأسرته وهناك مهن لا تتأثر بسبب كثرة الإنتاج لأنه هناك جانب من الأغنياء يفضلها ولا يشترى من الإنتاج الواسع 

"إن الديمقراطية كما هى قائمة فى الدول الكبيرة الحديثة لا تعطى مجالا كافيا للمبادرة السياسية إلا لأقلية ضئيلة لقد اعتدنا الاشارة إلى أن ما دعاها اليونان ديمقراطية وقفت عند النساء والعبيد ولكننا لا تنبين دائما أنها كانت من بعض الوجوه الهامة أكثر ديمقراطية من أى نظام أصبح ممكنا عندما اتسعت رقعة الحكومة لقد كان كل مواطن يستطيع أن يصوت فى كل موضوع إذ لم يكن عليه أم يفوض سلطته لمن يمثله فقد كان يستطيع أن ينتخب الموظفين التنفيذيين بما فى ذلك قادة الجيش وكان يستطيع أن يكون له تأثير مرموق بمناقشة زملائه لأننى لا أفترض أن هذا النظام كان خيرا بكليته ً94

يناقش راسل فى هذه الفقرة فوائد وعيوب الديمقراطية المباشرة وغير المباشرة وهو بهذا النقاش يعتبر أن الديمقراطية بأنواعها المختلفة ليست هى النظام السليم

" فقد عاش معظم الناس فى المجتمعات المتمدينة منذ فجر المدنية حياة ملؤها الشقاء لقد كان المجد والمغامرة والمبادرة للأقلية الممتازة بينما لم يكن أمام عامة الشعب إلا حياة الكدح الشاق مع المعاملة القاسية من حين لأخر لكن أوربا أولا ثم العالم كله تدريجيا قد استيقظ على مثل أعلى جديد إننا لم نعد نرضى بأقلية يجب أن تستمع بكل الطيبات بينما تعيش الكثرة حياة بؤس إن مساوىء الحركة الصناعية الأولى أثارت هزة جزع ما كانت لتسببها فى عصور الرومان فألغيت العبودية لأنه نما إحساس  بأنه يحب ان لا يعتبر أى كائن إنسانى مجرد أداة لنجاح إنسانى أخر ولم نعد من الوجهة النظرية على الأقل نحاول أن ندافع عن استغلال الملونين "ص96

الخطأ الأول هو وجود مثل أعلى جديد غير الأقلية السعيدة والأكثرية الشقية وهو كلام يتناقض مع الواقع فما زال الناس فى العالم الغربى يصنفون نفس التصنيف فالديمقراطية القائمة على التمثيل النيابى وهى جوهر الحكم فى تلك الدولة تكرس نفس النظام القديم

 الفارق هو أن المجتمعات القديمة لم تكن تحتاج لانتخاب من يشقيها بينما المجتمعات الجديدة تنتخب من يشقيها فما زال فى تلك المجتمعات فقراء ومتوسطى حال

 والخطأ الأخر هو أن أوربا من اخترعت ذلك المثل الأعلى وأكد نفس  الكلام بقوله :

"ومنذ اخترع الجنس البشرى العبودية اعتقد الرجال الأقوياء أن سعادتهم يمكن ان تتحقق بالوسائل التى يترتب عليها إيقاع الشقاء بالآخرين وبالتدريج بنمو الديمقراطية وبتطبيق عصرى كلى للأخلاق المسيحية فى السياسة والاقتصاد بدأ يسود مثل أعلى أفضل من مثل مقتنى العبيد وأصبحت دعاوى العدالة مسلما بها الآن "ص147

ولكنه ناقضه فى نفس الفقرة فالمسيحية أو الأخلاق المسيحية ليست أمر أوربى وإنما هى ديانة طبقا للتاريخ المعروف ديانة شرقية وجدت فى آسيا وليس فى أوربا

" لكن الحرية والحقوق التى قصد إليها لا يستطيع أن يحميها سوى الدولة هذا إذا كانت الدولة من نوع الدول التى ندعوها حرة إن الغرب وحده هو الذى وجدت فيه هذه الحرية وهذه الحقوق حمايتها إن الحماية من هجوم الدول المعادية هى اليوم بالنسبة لسكان البلدان الغربية أكثر من سواها من أنواع الحماية...ولن يصبح هذا النوع من الحماية ممكنا إلا إذا قامت حكومة عالمية واحدة تحتكر كل أسلحة الحرب الرئيسية "ص110

الخطا هو زعم راسل كون الغرب وحده من حمى الحرية وحقوق الإنسان وهو كلام يتنافى مع الواقع فالغرب لا يحمى حريات ولا حقوق إنسان وإنما يحمى مصالحه فقط حتى مع شعوبه ولذا كان حظر الأحزاب الشيوعية فى كثير من دول الغرب فهل كان هذا من ضمن الحريات الموجودة والتى نادى بها راسل نفسه فى قوله :

" ففى العالم العقلى تقوم كل حجة لتجنيد الصراع من أجل البقاء ذلك الصراع الذى يؤدى حسب الظروف لبقاء الأصلح ولكن لكى تقوم هناك منافسة فكرية لابد من وجود طرق لتحديد الوسائل التى يجب ان تستخدم فى هذه المنافسة إن النتيجة يجب أن لا تقررها الحرب أو اغتيال أو اعتقال أولئك الذين يعتنقون أفكارا معينة أو منع أولئك الذين يعتنقون وجهات نظر غير شائعة من تحصيل معاشهم"ص117

والخطأ هو حلم راسل بالحكومة العالمية الواحدة التى تحكم العالم وهو ضرب من الخيال أمن به البعض فى عالمنا كزكى نجيب محمود فى كتابه نافذة على فلسفة العصر وهو كلام خيالى لم يحدث ولو مرة واحدة إلا فى دولة الإسلام بعد إهلاك الله لكل الكفار فى الأرض

" وقد ارتقت الحماية الطبية بمقادير زادت من متوسط العمر كثيرا وقللت من الأمراض وإصاباتها"ص111

 الخطأ هنا هو أن زيادة الحماية الطبية بمقادير زادت من متوسط العمر كثيرا فالأعمار لا تتزايد بسبب زيادة وسائل الحماية الطبية  وإنما هو قضاء وقدر فنوح (ص)طبقا للكتب التى آمن بها راسل كمسيحى  عاش عمرا طويلا وكذلك العديد ممن ذكروا فى العهدين وهى عصور لا يعترف راسل بكون الحماية الطبية فيها متطورة

-" إن خصوم الاشتراكية  قد يحاجون على أن العدالة الاقتصادية جديرة  بأن تشترى بثمن غال ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر لأنه لكى تتحقق لابد من قيام مقدار كبير جدا من سيطرة الدولة على الصناعة والشئون المالية "ص112   

دعوة الرجل هنا لسيطرة الدولة على الصناعة والمال وأيضا فى قوله:

" ففى العالم العقلى تقوم كل حجة لتجنيد الصراع من أجل البقاء ذلك الصراع الذى يؤدى حسب الظروف لبقاء الأصلح ولكن لكى تقوم هناك منافسة فكرية لابد من وجود طرق لتحديد الوسائل التى يجب ان تستخدم فى هذه المنافسة إن النتيجة يجب أن لا تقررها الحرب أو اغتيال أو اعتقال أولئك الذين يعتنقون أفكارا معينة أو منع أولئك الذين يعتنقون وجهات نظر غير شائعة من تحصيل معاشهم وحينما تغلب وجود العمل الخاص أو تكون الدول صغيرة كما فى عصر النهضة فى إيطاليا وكما فى ألمانيا فى القرن18 فإن هذه الشروط تتحقق إلى حد ما بالمنافسة بين مختلف ما يوجد هنالك من الحكام ولكن عندما تصير الحكومات كبيرة والامكانيات الفردية ضئيلة كما آلت إليه الأمور فى كل أنحاء أوربا تفشل الطرق التقليدية لحماية الاختلاف الفكرى إن الطريق الوحيدة التى تبقى متيسرة هى أن تمسك الدولة بزمام الأمور وتضع نوعا من القواعد الكوينزبرية يجرى بموجبها الصراع "ص117

 تتناقض مع دعوته لإتاحة الفرص للمبادرات الفردية فى قوله :

"إن انعتاقنا من الخضوع للطبيعة الخارجية قد جعل من الممكن تحقيق مستوى أعلى مما وجد حتى الآن من الرخاء البشرى ولكن لكى تتحقق هذه الإمكانية يجب أن يوجد هنالك حرية مبادرة فى كل الطرق التى ليست أكيدة الضرر وتشجيع تلك الأنواع من المبادرة التى تخصب حياة الجنس البشرى .... إن إمكانيات الخير فى هذا العالم الذى نجد أنفسنا فيه غير محدودة تقريبا " ص151

-" ولو كانت هنالك عدالة اقتصادية فى مصر وبابل لما كان فن الكتابة والتأليف سيخترع أبدا وعلى أى حال فليست هنالك ضرورة مع طرق الانتاج الحديثة لابقاء عدم العدالة الاجتماعية لدى الأمم المتقدمة صناعيا "ص113

الجنون هنا هو أن سبب اختراع القدماء للكتابة هو  الظلم وهو كلام جنونى فالكتابة علم إلهى علمه الله للبشر والخطوط التى اخترعها البشر فى عصور التحريف لم يكن سبب اختراعها تكريس ظلم الكبار ,غنما كان سبب اختراعها الغالب هو حفظ الأموال وكيفية التصرف فيها للابقاء على الملك

" إن هجوم الاشتراكيين على الرأسمالية ربما تركز على مسائل الدخل أكثر منه على مسائل السلطة إن الصناعة عندما تنتقل إلى يد الدولة بالتأميم تبقى عدم المساواة فى السلطة مثلما كانت عليه فى زمن الرأسمال الخاص والتغير الوحيد الذى حدث هو أن أصحاب السلطة يصيرون الموظفين وليس المالكين "ص123

فى هذه الفقرة ينتقد رسل الرأسمالية والاشتراكية فهما تؤديان  لنفس النتيجة وهى وجود أصحاب سلطة يتميزون على غيرهم وهو كلام صحيح فى العصر الحالى فالاشتراكية أدت لوجود طبقة أغنياء مستترة هى المكاتب السياسية الأحزاب الاشتراكية  ومن داخلهم استولوا على السلطة فى بلاد الاتحاد السوفيتى وجعلوا أنفسهم الحكام عبر آليات جديدة غير الحزب الشيوعى

" لقد كان للعقائد الأخلاقية فى التاريخ المعروف مصدران مختلفان كل الاختلاف أحدهما سياسى والآخر متعلق بالمعتقدات الدينية والأخلاقية الشخصية وظهر هذان فى كتاب العهد القديم بوضوح"ص134

الخطا كون مصدر العقيدة الأخلاقية  السياسة والدين والحقيقة أن مصدر العقيدة هو إرادة أفنسان فهى التى تختار عقيدتها سواء نزلت من عند الله أو اخترعها هوى النفس والذى نسميه الشيطان وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف :

"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "

 

اجمالي القراءات 8591