رفضت الشرطة البريطانية طلب جماعة إسلامية التظاهر في يوم الزفاف الملكي بهدف أعلنته وهو «إفساد بهجة العدو الملكي». من جهة أخرى كسر الأمير تشارلز الرقم القياسي ليصبح ولي العهد ذا الفترة الأطول في هذا المقام.

الأمير البريطاني وليام وخطيبته كيت

لندن: سعت جماعة إسلامية بريطانية تسمّي نفسها «مسلمون ضد الحملات الصليبية» إلى الحصول على إذن من شرطة سكوتلانديارد للتظاهر في يوم زواج الأمير وليام وكيت ميدلتون، بهدف معلن وهو «إفساد بهجة العدو الملكي».

وقالت سكوتلانديارد إنها تلقت معلومات استخبارتية تفيد أن «عصبة الدفاع الانكليزية» المعادية لتصاعد التوجهات الإسلامية في عموم بريطانيا «جاهزة للتصدي لأي تظاهرة تنظمها جماعة «مسلمون ضد الحملات الصليبية».

ونقلت الصحف البريطانية عن الشرطة قولها إنها لن تسمح لأي جهة بالتظاهر في «المنطقة الأمنية» التي تشمل كنيسة ويستمنستر، حيث تقام مراسم الزواج الملكي، والجادات والطرق التي سيشقها موكب العريسين إلى الكنيسة ومنها. لكنها لا تستطيع منع التظاهر في أي مكان آخر في لندن خارج هذا النطاق.

يذكر أن «مسلمون ضد الحملات الصليبية» منبثقة من جماعة «المهاجرون» المحظورة. وهي تقول إنها ستتظاهر برضى الشرطة أو برفضها. ويحمل موقعها الإلكتروني على الإنترنت صورًا للعلم البريطاني وهو يحترق، إضافة إلى صور الأمير وليام وشقيقه الأمير هاري (يرتدي قبعة تحمل الصليب النازي المعكوف) وأبيه الأمير تشارلز وجديه الملكة والأمير فيليب دوق إدنبره، وتحتها تعليق يقول «الصليبيون.. أعداء الله».

ونقلت وسائل الإعلام عن الشرطة قولها إن الجماعة تعتزم إحراق دمى تُمثل الأمير وليام وكيت، إضافة الى العلم البريطاني في الشوارع التي سيمر بها موكبهما يوم الجمعة 29 من الشهر الحالي، كل هذا لأنها عازمة على تحويل المناسبة الملكية إلى «كابوس» بالنسبة إلى الجميع.

وستنشر شرطة العاصمة في ذلك اليوم 5 آلاف شرطي في إحدى أكبر العمليات الأمنية التي تشهدها البلاد في تاريخها الحديث. وقالت سكوتلانديارد إنها تتحسب أيضًا للتصدي للمجموعات الفوضوية التي تستغل المناسبات العامة لإلحاق الخراب بالمباني والمنشآت العامة والمتاجر.

هذا إضافة إلى توفيرها الحماية لأكثر من 80 من كبار الشخصيات التي ستزور بريطانيا لحضور حفلة الزواج الملكي، وأيضًا محاولتها منع أي عناصر يمكن أن تستهدف الأمير وليام وكيت أو أيًا من أفراد أسرته شخصيًا.

رقم قياسي للأمير تشارلز
على صعيد ذي صلة، صار الأمير تشارلز يوم الأربعاء ولي العهد ذا الفترة الأطول في هذا المقام في تاريخ بريطانيا بكامله تبعًا لناطق باسم كلارنس هاوس، مقر الأمير الرسمي. فقد أكمل تشارلز في هذا اليوم 59 سنة وشهرين و14 يومًا، بانتظار أن يرث العرش. وبهذا يكون قد حطّم الأمير الرقم القياسي السابق، الذي يعود إلى جده الأكبر، الملك إداورد السابع، الذي كان وليًا للعهد 59 سنة وشهرين و13 يومًا.

الأمير تشارلز

وتولّى الأمير تشارلز (62 عامًا) مقامه وليًا للعهد وهو في سنّ الثالثة عندما تُوّجت والدته، الأميرة اليزابيث، ملكة على البلاد في 6 فبراير/شباط 1952. وكان في التاسعة من عمره عندما أسبغت عليه رسمياً اللقب الملكي «أمير ويلز».

أما جده إدوارد السابع فقد صار وليًا للعهد يوم ولادته، التاسع من نوفمبر / تشرين الثاني 1841 لأن والدته الملكة فكتوريا، كانت ملكة متوّجة. وورث عنها العرش في 22 يناير /كانون الثاني 1901، بعد 29 عاما وشهرين و13 يومًا. لكن هذا الرقم القياسي صار من نصيب الأمير تشارلز بدءًا من الأربعاء.

يذكر أن التقاليد تقضي بأن يكون ولي العهد هو الابن الذكر الأول (إلا إذا كان سائر الأبناء بنات) ولا يتغير حقه في وراثة العرش قبل غيره بولادة ذكر آخر. لكن نائب رئيس الوزراء، نِك كليغ، قال إن حكومة المحافظين - الليبراليين الديمقراطيين الائتلافية - ستعيد النظر في هذا التقليد، الذي ظل هو المنوال طوال التاريخ متحيزًا للذكر على حساب الانثى. وفي حال اعتمد البرلمان هذا المنحى الحكومي الجديد، صار المولود الأول هو ولي العهد بغضّ النظر عن جنسه.