المتاجرون بالدين
* الله سبحانه وتعالى ينزل الدين لإقامة العدل والقسط بين الناس يقول تعالي " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ " : الحديد 25
أي أن الهدف من إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية هو إقامة القسط والعدل بين الناس..
ولكن الذي يحدث أن تسير مسيرة البشر أن ينتشر الظلم بين الناس ، ثم يتستر الظلم برداء الدين ليصبح قتلا باسم الدين ، وأكلا لأموال ا&aacutلناس بالباطل باسم الدين ، بل يظهر محترفو التدين الذين يتاجرون في الدين ويرتزقون باسمه أو بتعبير القرآن الحكيم " يشترون بآيات الله ثمنا قليلا " وأولئك يعملون في خدمة كل حاكم ظالم يزينون له ظلمه بالافتراء على دين الله والكذب على رسول الله ، وفي النهاية يتحول دين الله الذي نزل لإقرار القسط إلى نوعيات من التدين فيها كل أنواع الظلم .. وباسم الدين ..
* أولئك الذين يحولون عدالة الدين وسماحته إلى ظلم وتعصب لا يظلمون البشر فقط ، ولكن يظلمون رب العزة حين افتروا على دينه ما لم ينزل به سلطانا ، ولذلك فإن القرآن العظيم يعتبر أفظع أنواع الظلم الافتراء على الله تعالى بالكذب والتكذيب بآياته .. يقول تعالى في صيغة التعجب والاستنكار "{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ }يونس17 ".
أي ليس هناك أظلم من الذي يكذب على الله أو يكذب بآيات الله .. " أي يفتري على الله الكذب ..
* ونحن نتوجه بنفس السؤال الاستنكاري إلى أولئك الذين حولوا دين الله العظيم إلى فتاوى بالقتل وسفك الدماء وتأسيس التعصب والكراهية بين الناس ، وبحور من الدماء في القرى والمدن والشوارع للشباب والشيوخ والنساء والأطفال والأبرياء الذين لا ذنب لهم ..
من المسئول عن اتهام الإسلام العظيم بالتطرف والتعصب والإرهاب ؟
إنهم أولئك الذين افتروا على الله ورسوله كذبا من بعض علماء السلف ..
والذين يسيرون على منهاجهم يستعيرون مفاهيم العصور الوسطى من التعصب وسفك الدماء باسم الدين ، تلك المفاهيم التي نزل القرآن لإلغائها فعادت متسترة بأحاديث وفتاوى تناقض وحي السماء .. القرآن العظيم ..
لقد نزل القرآن بلاغا من رب العزة للناس فقال تعالى " {هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }إبراهيم52 ".
والقرآن الكريم هو أكبر وأعظم رسالة للسلام بين البشر وهو دعوة لنبذ الحروب والتعصب والكراهية والإرهاب وسفك الدماء ومن المؤكد أن من يرتكب هذه الآثام فهو من المحاربين لله ورسوله مهما كانت الحجج والشعارات المرفوعة ..