لماذا منع الرسول تدوين الحديث
لماذا لم يدون الخلفاء الراشدين الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
لدين إبليس مراسلون صحفيون بكل العصور والبلدان، وهم مدربون على علم التبرير، فتجد بأن تجار الدين يقولون بأن السبب في أن النبي أمر بعدم تدوين الحديث هو حتى لا يختلط الحديث النبوي بالقرءان.....
وهذه المقولة تسمعها جحافل بشرية إسلامية جهولة قرونا طويلة وتكررها بلا عقل ولا إدراك، بينما لا يعلمون بأنهم يدافعون عن بدعة البخاري ومسلم وغيرهما ممن خالفوا رسول الله ودسوا في الدين ما ليس منه.
لو كان بالمسلمين من يفكر لعلم بأن كل من يعتقد بتلك المقولة الماجنة فهو يخالف قوله تعالى:
• {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9.
• {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88.
• ومخالف لقوله سبحانه: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82......
فكيف تزعمون بأن رسول الله يخاف أن يختلط القرءان بالحديث؟؟!!!!...هل الحديث مثل القرءان حتى يتشابه الإثنان فيختلطا.....لو كانا كذلك ما قال الله بأن الكلام لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا...وأنه لو اجتمع الجن والإنس لا ياتون بمثل القرءان.
لكن لماذا نهى رسول الله عن تدوين الحديث؟، لقد نبأنا القرءان بالسبب، حيث يقول تعالى:
: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً{80} وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{81} أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً{82} .
فأولئك المتقولون وباسم الطاعة للرسول. وهى طاعة أمر بها المسلمون – يدسّون أقوالا غير أقوال الرسول المنضبطة بالقرءآن الكريم. فيكشف الله عن هؤلاء المتقولين، ويرد الناس إلى القرآن الذى لا اختلاف فيه أو عليه.
وقد حدث ذلك بحياة رسول الله....وحدث أيضا على يد الأئمة والفقهاء
إن الله يُكذّب علم الرجال الذي يشمخ به الفقهاء، فقد قال عن بعض الصحابة [بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ]؛ بينما الفقهاء الذين أصابهم الغرور بعلم السلف يقولون بأن كل الصحابة عدول.
فمن تصدقون؟.....أتصدقون الله الذي قال عن الصحابة بأنهم ليسوا جميعا عدول......أم تصدقون الفقهاء الذين يقولون بأن كل الصحابة عدول؟؟..
فهل علمتم لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث، وهل علمتم الأساس الواهي الذي تم عليه تشييد علم الحديث.
• لأن بعض الصحابة يبدلون ما يقوله النبي.
• ولأن الله تعالى يقول: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }الجاثية6.
• ويقول.... َبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }الأعراف185.
• ولأن الله تعالى يقول بأنه أنزل كتابا واحدا:... {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23.
فلهذه الأسباب فقد نهى الرسول أن يتم تدوين الحديث.....
ثم يا أيها المتفيقهون ألم تسألوا أنفسكم لماذا واظب الخلفاء الراشدين على عدم كتابة الحديث النبوي رغم انقطاع الوحي السماوي بموت الرسول.
إنكم حقا مراسلون صحفيون لإبليس.....فالدين منضبط ، والسنة النبوية الحقيقية بيان لانضباط القرآن . فحين خرج بعض المتقولين على خاتم الأنبياء والرسل. نبهنا الله على المتقولين ، وردنا للقرءآن كمرجعية مطلقة.
والقرآن الكريم محكم الآيات. وهذا يؤدى إلى إحكام المفردات الدّالة على الآيات المحكمة ، وضبط عائدها المعرفى.
قال تعالى فى سورة هود : الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ{1}.
فهذا إحكام وتفصيل مصدرهما : الذّات الإلهية الأزلية إشارة إلى اللدنية الإلهية. والذى يصدر من لدن الله أعظم من الذى يصدر من عند غير الله. قال تعالى فى سورة النمل :
"وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم".
وأكد الله على هذه الخاصية القرآنية فى سورة الزخرف : "حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم".
فالقرآن تجسيد لما هو مطلق : أمَّ الكتاب. حيث أن مطلقه لدى حكيم عليم يتنزل عن أصله "أمه" على خاتم الرسل والنبيين بلغة عربية وهذا مضمون : "إنا جعلناه".
فمفردات القرءآن محكمة فى دلالتها المعرفية. لأنها أصل البيان. والقرءآن كتاب مبين لا تختلط مفرداته بما هو مترادف ومشترك ومجاز. فى بلاغة العرب.
فأصل القرءآن هو فى أم الكتاب لدى الله ثم جعل عربيا ليتناوله الناس فمنهم ما يتناوله بفهم العرب للغتهم وموازينها، ومنهم من يتناوله بضوابط الاستخدام الإلهى المعرفى والمنهجى للمفردات.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخشى أن يتقول عليه المتقولون أحاديث تكون أساساً للتحريف وما ليس بمعقول ولا بمقبول قال تعالى فى سورة النساء :
"من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا. ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
وحرصا من الرسول صلوات الله وسلامه عليه فقد منع تدوين الأحاديث واتبع السابقون من المقربين من الصحابة نهج الرسول فمنعوا رواية الحديث.
هذا فضلا عن أن جميع الأحاديث الموجودة بكتب الصحاح لم يقل بها رسول الله....إنما
هي أقوال منسوبة إليه ومدونة بلفظ الرواة بما يختلط بها الأمر وتعوزها الدقة....وبعضها كان لمناسبة محددة ولا يمكن تعميمه....والبعض الآخر كان موجها لشخص بذاته ولا يمكن تعميمه أيضا....فكيف بمراسلين إبليس وقد وضعوا كل هذا في بوتقة واحدة مع القرءان...بل وقدموا أحكام السنن على أحكام القرءان...ففسد أمر الدين على أيديهم.....فكيف تستقون منها أحكاما؟.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي