أغبي نظام تدريس في العالم
أغبي نظام تدريس في العالم

أنيس محمد صالح في الخميس ٢٠ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أغبي نظام تدريس في العالم
بسم الله الرحمن الرحيم
 
عندنا بالأزهر يقولون عن المفكرين من أمثالي بأنهم أهل تخريب، ويقول السيد الشيخ/خالد الجندي في مناظرة جرت بيني وبينه على قناة دريم يوم 10/8/2014 بأننا لم نستطع أن نغير تراث ألف ليلة وليلة، فكيف بنا أن نطالب بتغيير تراث فقه الأئمة.
 
إن نظام تدريس الفقه بالأزهر إنما يعبر عن غباء منقطع النظير، فلو كانوا يهتمون بالفقه الإسلامي كتراث فما عليهم إلا أن يضعوه في مادة يسمونها تاريخ الفقه، لكن أن يقوموا بتدريس فقه الأئمة على أنه الفقه الذي يجب العمل به، أو يحاولوا أن يدسوا بأدمغتنا أنه الشريعة...فذلك هو عين الغباء الفقهي.
 
هل يمكن لكلية الطب أن تقوم بتدريس نظم الطب البدوي أو النبوي على أنه طب العلاج؟
هل يمكن لكلية الصيدلة أن تقوم بتدريس تذكرة داوود كدواء؟.
هل يمكن لكلية الهندسة أن تقوم بتدريس نظم الروافع البدائية بقسم الميكانيكا أو تقوم بتدريس نظم بناء الخيمة عن طريق عامود المنتصف أو الأربعة أعمدة بقسم المدني أو العمارة؟.
 
لست أدري لماذا لا يقوم الأزهر بتدريس القانون المصري باعتباره فقها حضاريا للتعامل بين الناس.....وباعتباره موائما للشريعة....وبخاصة أن المادة القانونية التي تكون مخالفة للشريعة يتم القضاء بعدم دستوريتها......والله تعالى أمرنا بأن نأخذ بأعراف الشعوب قائلا سبحانه:
 
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199...
 
فطالما أنها لا تحرم حلالا ولا تحلل حراما فهي تتناغم مع شريعة الله وهي فقه ارتضاه الله.....لماذا يشذ الأزاهرة بفقه خاص في البيوع والإقراض والسلم وغير ذلك عن القانون المدني المصري.....إلا إنه مؤسسة تعليمية تؤمن بالجمود والنقل بلا تطوير ولا رؤية حضارية.
 
إن المنهج الفكري الذي يدفع الأزهر ليقف عند حدود فقه الأئمة إنما يعبر عن عجز الأزهر وهيئات تدريسه عن أي تطوير، إنهم لا يؤمنون بالتطوير ولا يؤمنون إلا بالقديم.....إنهم لا يثقون بأبنائهم في انتاج منظومة فقهية جديدة ولا في تنقية السنن من الخرافات والانحطاط الذي تم حشره بها...وبينما كل الدنيا تتقدم فإن الأزهر يتأخر وما ذلك إلا بفقه الجمود الفكري والفقهي الذي هو عليه.
 
ولا تزال علوم الكمبيوتر والبحث بالإنترنت لم تدخل المنظومة الأزهرية، بل إن نظام تنسيق القبول بجامعة الأزهر دخل جامعة الأزهر بعد أن صار هو النظام المعتمد بمصر في كثير من محلات البقالة والخضراوات، وما ذلك إلا بفضل العقليات الأزهرية القائمة على صدارة العمل بالأزهر.
 
ولم يستفيد الأزهر من كل ذلك الحشد من رسائل الدكتوراة التي حصل عليها أبناء الأزهر في شتى علوم المعرفة الشرعية، لأن رجال الصدارة بالأزهر لا يثقون إلا بفقه الأئمة الأربعة ومنهجية البخاري ومسلم وغيرهما من رجالات الحديث النبوي...بل يؤمن الأزهر بفقه العار الذي جاء به فقيه الدم والكراهية المسمى بابن تيمية ولا يؤمن بفقه رجاله.
 
ولا يزال الأزهر يتغنى بما يسميه فقه الوسطية الشفوي الذي ليس له عليه دليل ولا معالم واضحة لحدوده....إن ذلك إنما يمثل عين العجز والنكول عن التجديد والانحطاط الفكري عن مواكبة الأزهر وعلومه للإنسانية والحضارة....فلماذا لا يطبعون فقههم الوسطي المزعوم في كتب تراعي تلك الوسطية التي بلغ عمرها اكثر من الف سنة دون أن يتم طبعها لينتشر ذلك الفقه الوسطي المزعوم.....أم أنه من أسرار الأزهر كأسرار الكنيسة لا يمكن ان يعلمها إلا أهل العمائم؟.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي
اجمالي القراءات 8174