لن نأمن على مجتمعاتنا من التحولات الداعشية المفاجئة للأفراد إذا لم نعلم أولادنا الحقيقة التي تقول بأن معظم ما سمي بالغزوات أو الفتوحات الإسلامية بعد موت النبي محمد ص ما كانت إلا توسعات للممالك العربية الناشئة و إعتداء على الشعوب الآمنة بغية إستعباد رجالهم وسبي نسائهم و سرقة أموالهم و أراضيهم كما تفعل داعش اليوم تماما ولم ينج من هذا الإعتداء والظلم إلا قلة قليلة ممن سميوا بالخلفاء ك عمر بن عبد العزيز كمثال الذي يحسب له إيقاف مهزلة ما سمي بالفتوحات و أنه سلط غيلان الدمشقي لإستعادة ما سرقه أمراء بني أمية ولذلك مات مسموما كما قيل بعد فترة أقل من سنتين على توليه الحكم .
وهنا نقول .. علمنا أولادنا طويلا أن الإعتداء على شعب آمن فتح ديني و أن المجرمين الذين قادوا هذه الجيوش البربرية هم قدوة و أبطال يحتذى بهم و أن كل جرائمهم مباحة ولا زالنا نتغنى بأسمائهم إلى اليوم و أن أمثال غيلان الدمشقي الذي أعاد الأموال المنهوبة من أمراء بني أمية ووقف ضد الظلم وصلب من قبل هشام بن عبد الملك على أحد أبواب دمشق بعد موت عمر على أنه كافر خرج عن طوع الحاكم المقدس ...
و نسينا قول الله المحكم ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ..
لدى كل أمم الأرض التاريخ علم يدرس بحيادية وكل شخصية من شخوصه لها إيجابياتها وسلبياتها إلا لدينا فالتاريخ هو دين و شخوصه آلهة لا تخطيء و قتلهم الأبرياء حلال واغتصابهم النساء من بيت أزواجهن و آبائهن ملك يمين وكل هذه المعاني محرفة عن معناها في القرآن المهجور و ندرسها لأولادنا بفخر في المناهج الدينية أو التاريخية مذهبية المصدر وبعد كل ذلك نستغرب عندما يصبح أولادنا دواعش برمشة عين ..
وبالمناسبة ليس كل داعشي يحمل السلاح فدواعش الفكر هم الأخطر وهم النبع الذي لا ينضب لهؤلاء عبر التاريخ فابدؤوا تعليم أولادكم عدم تقديس التاريخ لأنه أضيف إليه كلمة إسلامي فهي مضافة زورا وبهتانا ومخالفة لمعناها في القرآن ولو أعطيناكم نفس التاريخ لتقرؤوه على أنه لأمم أخرى للعنتم هذه الأمم وكالعادة ستحمدون الله بعدها على نعمة الإسلام .. و السؤال هنا أي إسلام .. إسلام الروايات أم إسلام القرآن .