الاخوان المسلمون يطبقون شريعتهم الوهابية فى مصر الليبرالية
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية. ج 2 الوهابية
الباب الرابع : الاخوان المسلمون فى مصر صناعة سعودية وهابية
الفصل الخامس : الاخوان المسلمون يطبقون شريعتهم الوهابية فى مصر الليبرالية
أولا : الاعتدال المزعوم للإخوان المسلمين
1 ـ كان الاخوان النجديون الذين ربّاهم عبد العزيز ـ صرحاء ، لا يعرفون النفاق . يعتبرون الآخر عدوا ، يجب أن يكرهوه باسم دينهم ، وان يحاربوه ويقتلوه . إختلف الاخوان المسلمون المصريون ( المشهورون بالاعتدال ) أى النفاق . إنه الفارق بين الكافر الصريح والمنافق المتلوّن.
2 ـ إضطر الاخوان المسلمون الى لعبة النفاق بسبب وجودهم فى مجتمع ليبرالى وفيه مسيحيون بمذاهب مختلفة ، وفيه محمديون بأديان مختلفة ، مع العلمانيين والأجانب والشوام والمتمصرين واليهود والشراكسة والاحتلال الانجليزى والقصر والثقافة العلمانية السائدة بليبراليتها .
3 ـ وعليه ، كان للإخوان المسلمين ظاهر وباطن. يؤمنون بالوهابية ولا يعلنون إسمها ، يأخذون منها ما يناسبهم ويؤجلون غيره الى مرحلة لاحقة . يعلنون أنفسهم أهل دين وهم يعملون بالسياسة ، يرفعون لواء الاسلام وأن ( الله ) غايتهم بينما الحكم والطموح السياسى هو غايتهم . يقولون القرآن دستورنا والرسول قدوتنا ، وهم يرتكبون الجرائم ويرهبون الناس ، وقد أرسل الله جل وعلا رسوله رحمة للعالمين وليس لارهاب العالمين . يعملون بالسياسة وليس من السياسة أن تجعل نفسك المُختار من رب العالمين ضد الفرقاء السياسيين لأن هذا يصادر العمل السياسى مقدما ، إذ حكمت مقدما بمصادرة حق الآخر السياسى فى الخلاف معه ، وحكمت مقدما بنفى وجوده من الساحة السياسية ، وبالتالى إنعدمت السياسة التى تعنى المشاركة والمعارضة والمنافسة . ثم هم يطلقون على أنفسهم ( الاخوان المسلمون ) أى يتهمون غيرهم من ( المسلمين ) بأنهم غير مسلمين ، فكيف يحكمون شعبا غير مسلم طبقا لتسميتهم وإحتكارهم الاسلام ؟ وما هو مصير هذا الشعب طبقا لشريعتهم الوهابية ؟
4 ـ إغتيال خصومهم السياسين ينفى اعتدالهم المزعوم . لم يقوموا بإبادة من يخالفهم فى المجتمع المصرى ، فهذا فوق طاقتهم . طبقوا الشريعة الوهابية فقط على خصومهم الذين يخشون منهم . وبدأ هذا التطبيق حين اصبحت لهم قوة وجهازا سريا للإغتيالات . وكان هذا قبل أن تقوم لهم دولة . كان هو ( الحوار السياسى ) الذى يعرفونه .
5 ـ فى البداية أسسوا جهازهم السرى للإغتيالات . ثم فى عصر السادات وتغلغهم فى الدولة العميقة وأجهزتها الأمنية والحكومية إخترعوا طريقا آخر ، هو أن يستقل عنهم البعض فيؤسس تنظيا سريا ، ويقوم عنهم بالاغتيالات . ومن أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن فإن زعماء المنظمات الارهابية فى مصر وخارجها خرجوا من عباءة الاخوان المسلمين ، ويعلن الاخوان المسلمون تبرأهم من أعمالهم . وتجد حتى الان من يصدق أن الاخوان المسلمين معتدلون .
ثانيا : اشهر الغزوات الاخوانية الوهابية فى مصر الليبرالية قبل 1952
إغتيال أحمد ماهر :
1 ـ خطّط الاخوان بدهاء لإغتيال أحمد ماهر. أحمد ماهر هو رئيس الوزراء الذى أقنع البرلمان لتدخل مصر الحرب على ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية لتدريب الجيش المصرى ولكى لا تكون لانجلترة حجة فى بقائها لتحمى قناة السويس . إعتبره الاخوان عدوا لأنهم إتهموه بأنه الذى أسقط حسن البنا فى الانتخابات البرلمانية فى الاسماعيلية . إغتالوه فى يوم 24 فبراير 1945 ، إذ عقد البرلمان المصرى جلسته لتقرير إعلان الحرب على أمانيا والمحور وإنضمام مصر للأمم المتحدة ، ونجح أحمد ماهر فى إقناع المعارضين ، وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم ، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال.بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من قيادات الاخوان . ثم تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني.كانت طريقة الاخوان هى دفع بعض عناصرهم السرية لإنضمام الى الأحزاب الأخرى للتجسس عليها . وتم تكليف أحد عناصرهم المنضمة للحزب الوطنى بإغتيال أحمد ماهر. وبثبوت عضوية القاتل للحزب الوطنى تم الافراج عن حسن البنا ورفاقه .
2 ــ فى كتابه ( بقايا ذكريات ) إعترف الشيخ الباقورى بدور الجهاز السرى للإخوان ( النظام الخاص ) بتدبير إغتيال أحمد ماهر ، وقال : ( وأما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا في دائرة ضيقة ولآحاد معروفين، وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم، وربما كانوا يعملون في جهات مختلفة يجهل بعضهم بعضا جهلاً شديداً.. ) وقال إن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لاسقاط المرشد في الانتخابات بدائرة الإسماعيلية. وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محام شاب يتمرن على المحاماة في مكتب الأستاذ عبد المقصود متولي، الذي كان علما من أعلام الحزب الوطني وهو المحامى الشاب محمود العيسوي. فما أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب على دول المحور لكى تتمكن مصر – بهذا الاعلان – من أن تمثل في مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية على النازية والفاشية. رأى النظام الخاص أن هذه فرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة، ووجه محمود العيسوى إلى الاعتداء على المرحوم أحمد ماهر باشا، فاعتدى عليه في البرلمان بطلقات سلبته حياته التى وهبها لمصر منذ عرف الوطنية رحمه الله رحمة واسعة").
تفجيرات متنوعة
في 20 يونيو 1948 اشتعلت النيران في بعض منازل حارة اليهود، وفي 19 يوليو تم تفجير محلي شيكوريل وأركو وهما مملوكان لتجار من اليهود، وتوالت الانفجارات في ممتلكات اليهود بتفجيرات عنيفة راح ضحيتها الكثيرون، وخلال أسبوعين دمرت محلات بنـزايون وجاتينيو وشركة الدلتا التجارية ومحطة ماركوني للتلغراف اللاسلكي . وفي 22 سبتمبر دمرت عدة منازل في حارة اليهود ثم وقع انفجار عنيف في مبنى شركة الإعلانات الشرقية.
السيارة الجيب
فى 15 نوفمبر 1948 أمسكت الشرطة سيارة جيب بها للإخوان فيها مستندات بمخططات تفجير و إغتيالات قادمة ، ومستندات كل عمليات التفجير التي تمت في الأونه الأخيره فضلا عن بعض القنابل والمتفجرات ،مع أسماء اثنين وثلاثين من أهم كوادر الجهاز السري ، وعلى وثائق وأرشيفات الجهاز بأكمله بما فيها خططه وتشكيلاته وأسماء الكثيرين من قادته وأعضائه .
اغتيال القاضي أحمد الخازندار : 22 مارس 1948
هو القاضى الذى حكم بالإدانة على بعض الاخوان فى محكمة الاسكندرية ، وحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة يوم 22 نوفمبر 1947 . كان ينظر قضية أخرى هى تفجيرات سينما مترو ، وكان المتهمون فيها من الاخوان . خرج من بيته فى حلوان ومعه ملفات القضية . أطلق عليه حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم وابلا من الرصاص فسقط قتيلا . طاردهما بعض سكان الحى ، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصابوا البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما. كانت معهما وثائق تثبت إنتماءهما للإخوان . ولكن البنا أنكر معرفته بهما .
اغتيال اللواء سليم ذكي حكمدار القاهرة ج نصب البنا نفسه المدافع الأول عن فلسطين ليرسّخ زعامته ، وليدرب أتباعه على القتال . وكان شباب الجامعة من الإخوان وغيرهم يغلي رفضاً للشروط المهينة التي خضعت لها الحكومة في اتفاقية الهدنة في فلسطين. وحتى يخفف البنا الضغوط عليه الأمنية عليه خطّط لاغتيال حكمدار القاهرة ( مدير أمن القاهرة ) باستدراجه الى مظاهرة يتم فيها إغتياله ويضيع دمه فى الزحام . إشتعلت المظاهرة إحتجاجا على الموقف المصرى فى إتفاقية الهدنة . تم إعداد المظاهرة فى جامعة القاهرة لتكون مسرحا لإغتيال حكمدار القاهرة . وخرج البوليس لمواجهتهم ، ودارت معارك مسلحة أمام فناء كلية طب القصر العيني أحد مراكز القوة بالنسبة لطلاب الإخوان ، واستخدم البوليس الرصاص، واستخدم الإخوان المتفجرات، وكان حكمدار العاصمة سليم زكي يقود المعركة من سيارته ، حيث سُددت نحوه قنبلة أصابته إصابة مباشرة، واتهم بيان حكومي جماعة الإخوان المسلمين بقتله، وعلى أثر ذلك، صدر قرار من الحاكم العسكري، (كانت الأحكام العرفية معلنة بسبب حرب فلسطين) بإيقاف صحيفة الجماعة في الرابع من ديسمبر 1948
إغتيال النقراشى :
1 ـ كان عام 1948 مليئا بمفاجآت الاخوان . فى بدايته أشعل الاخوان ثورة الميثاق فى اليمن ( فبراير مارس 1948 )، وقد فشلت ولكنها نجحت فى تنبيه الدولة المصرية الى خطورة الاخوان ، خصوصا وأنه فى نفس العام وصلت مشاركة الاخوان العسكرية فى حرب اسرائيل الى الذروة، بالإضافة الى الجرائم السابقة .
2 ــ بهذا أصبحت مواجهة الإخوان حتمية ، فتضاعف الضغط الأمنى على ( حسن البنا ). وحاول البنا يائساً إنقاذ الجماعة، فاتصل بكل أصدقائه وحتى خصومه، وحاول الاتصال بالملك، وبإبراهيم عبد الهادي رئيس الديوان الملكي، وبعبد الرحمن عمار (صديقه الشخصي وصديق الجماعة) وكان وكيلاً لوزارة الداخلية، ولأن البنا قد فقد أسباب قوته، فقد بدأوا يتلاعبون به، ففي الساعة العاشرة من مساء يوم 8 ديسمبر اتصل به عبد الرحمن عمار وأكد له أن شيئاً ما سيحدث لتحسين الموقف وإنقاذ الجماعة، واطمأن الشيخ وقبع هو ومجموعة من أنصاره في المركز العام ينتظرون "الإنقاذ"، فإذا بالراديو يذيع عليهم قرار مجلس الوزراء بحل الجماعة بناء على مذكرة أعدها عبد الرحمن عمار نفسه!!.ولما حاول البعض الخروج من مقر المركز العام وجدوه محاصراً، ثم اقتحمه البوليس ليلقي القبض على كل من فيه باستثناء البنا، الذي تُرك طليقاً بحجة أنه لم يصدر أمر باعتقاله، وكانت حريته هذه هي عذابه .
3 ــ واشتملت مذكرة عبد الرحمن عمار المرفوعة إلى مجلس الوزراء بشأن طلب حل جماعة الإخوان المسلمين على قرار اتهام طويل يعيد إلى الأذهان كل أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة، حتى تلك التي ارتكبتها بإيعاز من السلطات ولخدمة مصالحها!.
4 ـ وبناء على هذه المذكرة أصدر الحاكم العسكري العام محمود فهمي النقراشي باشا قراراً عسكرياً من تسع مواد تنص مادته الأولى على: "حل الجمعية المعروفة باسم جماعة الإخوان المسلمين بشعبها أينما وجدت، وغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها، وضبط جميع الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال وكافة الأشياء المملوكة للجمعية، والحظر على أعضائها والمنتمين إليها بأية صفة كانت مواصلة نشاط الجمعية، وبوجه خاص عقد اجتماعات لها أو لإحدى شعبها أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات أو الدعوة إليها أو جمع الإعانات، أو الاشتراكات أو الشروع في شيء من ذلك، ويعد من الاجتماعات المحظورة في تطبيق هذا الحكم اجتماع خمسة فأكثر من الأشخاص الذين كانوا أعضاء بالجمعية المذكورة، كما يحظر على كل شخص طبيعي أو معنوي السماح باستعمال أي مكان تابع له لعقد مثل هذه الاجتماعات، أو تقديم أي مساعدة أدبية أو مادية أخرى". وتنص المادة الثالثة على: "كل شخص كان عضواً في الجمعية المنحلة أو منتمياً لها وكان مؤتمناً على أوراق أو مستندات أو دفاتر أو سجلات أو أدوات أو أشياء أن يسلمها إلى مركز البوليس المقيم في دائرته خلال خمسة أيام من تاريخ نشر هذا الأمر".
أما المادة الرابعة: فتنص على "تعيين مندوب خاص مهمته استلام جميع أموال الجمعية المنحلة وتصفية ما يرى تصفيته، ويخصص الناتج للأعمال الخيرية أو الاجتماعية التي يحددها وزير الشؤون".
5 ــ جدير بالذكر ان الصحفى مصطفى امين حذّر النقراشى من خطورة هذا القرار على حياته وتنبأ بمقتله . وفعلا ، بعدها كان إغتيال النقراشى فى 28 ديسمبر، القاتل هو الاخوانى عبد المجيد حسن الذى كان طالبا بكلية الطب البيطري بالقاهرة. تنكر القاتل فى زي ضابط شرطة، لهذا لم يُشَك فيه حين دخل وزارة الداخلية ـ وكان النقراشى وزير الداخلية مع رئاسته الوزارة . فأطلق عليه الرصاص وهو يدخل المصعد .وإعترف الجانى .
العصف بالاخوان فى وزارة عبد الهادى وتبرؤ البنا من أتباعه
1 ــ سلّط ابراهيم عبد الهادى سلطات الأمن ضد الاخوان فى الوقت الذى فقد فيه سيطرته على جهازه السرى وتتبع الأمن أتباعه ، وإزدحمت بهم السجون . ووصل عددهم الى اربعة آلاف معتقل ، تعرض معظمهم لأقصى درجات التعذيب . وفي الزنازين قامت أجهزة الأمن بتعليق الآية (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وهذا ردا على آيات الاخوان التي كانوا يرفعوها ضد الحكومة والملك.
2 ــ وفى محنة الاخوان هذه أصدر البنا كلمته الشهيرة يتبرأ من أتباعه فى السجون قائلا : أنهم ( ليسوا أخواناً وليسوا مسلمين. )"! وهنا انهار المتهمون جميعاً، فقد كان صمودهم واحتمالهم للتعذيب يستمد كل صلابته من "البيعة" التي أقسموا بها بين يدي الشيخ أو من يمثله في حجرة مظلمة، فإذا تخلى زعيمهم عنهم وعن فكرة "الجهاد" كما لقنها لهم، فماذا يبقى؟!، لقد صمد عبد المجيد حسن قاتل النقراشي ثلاثة أسابيع كاملة في مواجهة تعذيب وحشي ضده لكنه ما لبث أن انهار تماماً عندما قرأ بيان الشيخ البنا الذي نشرته الصحف، ويوقع البنا بياناً بعنوان "بيان للناس" يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه، ويدمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام.
3 ــ وبعد يومين من صدور "بيان للناس" قبض على أحد قادة الجهاز السري وهو يحاول نسف محكمة استئناف مصر!، فيضطر الشيخ إلى كتابة بيان أو مقال يتبرأ فيه من القائمين بهذا الفعل بعد مفاوضات مع الحكومة، عنوانه "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"! يقول فيه: "وقع هذا الحادث الجديد، حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام، وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين فشعرت بأن من الواجب أن أعلن أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا من المسلمين"، وليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التي يبعثون بها إلى كبار الرجال وغيرهم لن تزيد أحداً منهم إلا شعوراً بواجبه وحرصاً تاماً على أدائه، فليقلعوا عن هذه السفاسف ولينصرفوا إلى خدمة بلادهم كل في حدود عمله، إن كانوا يستطيعون عمل شيء نافع مفيد، وإني لأعلن أنني منذ اليوم سأعتبر أي حادث من هذه الحوادث يقع من أي فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان موجهاً إلى شخصي ولا يسعني إزاءه إلا أن أقدم نفسي للقصاص وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدي من جنسيتي المصرية التي لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون، وسيكشف التحقيق ولا ك عن الأصيل والدخيل، ولله عاقبة الأمور".
ولذا يرى بعضهم أن الحكومة لم يكن من صالحها قتل البنا بعد أن تخلى عن أتباعه وألقى بنفسه تحت أقدام الملك والحكومة . ويرجحون أن من قتل البنا هم بعض أتباعه ، بعد أن باعهم و خانهم . وكان متوقعا أن ينتقموا منه وفقا لتعليمات البنا نفسه بقتل الخائن .
وكان إغتيال البنا فى 12 فبراير 1949 .
أخيرا :
تاريخ الاخوان ( السياسى ) مع مصر الليبرالية ( 1928 : 1948 ) يؤكد عدم إيمانهم بالديمقراطية مهما تغزلوا فيها . حوارهم السياسى هو الاغتيال والعنف . فماذا فعل الاخوان فى حكم العسكر ؟