رمضان بين المحرف و القرآن المحفوظ :
إخوتي الكرام ..
نبارك لكم اقتراب شهر رمضان والذي يأتي للأسف في غير موعده في كل عام حيث يفترض أن يأتي ثابتا في الخريف كما كان في عهد النبي الكريم محمد ص و العرب من قبله بعد أن قام بنو أمية بعد الفتنة الكبرى حسب أغلب الروايات بحذف الشهر المقوم الذي كان يضاف كل ثلاث سنوات إلى التقويم القمري لتأتي الأشهر في موعدها فيأتي ربيع الأول في موعده في الربيع و جمادى في موعده في الشتاء والأشهر الحرم المعروفة عند العرب في موعدها في موسم تكاثر الحيوانات البرية التي انقرض معظمها بعد ذلك بسبب دوران الاشهر الحرم المعروفة عند العرب على كل السنة الشمسية وبالتالي الصيد فيها .. والحج في موعده في الشتاء و رمضان في موعده في الخريف في آيلول .. وقد كان سبب هذه الحماقة رأي فقهي كالعادة يربط آية النسيء مما لا علاقة له بالشهر المقوم والذي كان يسمى الشهر النسيء مع انه نزلت آية النسيء في القرن الهجري التاسع وهي تصف افعال الكافرين من بني فقيم التابعين لقبيلة كنانة والذين يحلون الصيد في محرم عاما ويحرمونه عاما لذلك هي ( زيادة )في الكفر والكفر السلوكي في القرآن يتعلق بالاعتداء .. و التحريم والتحليل ليس كل ثلاثة اعوام و لذلك ضل معمول بها في عهد النبي محمد ص ولولا ذلك لكان سيدنا محمد مشمولا بكلمة الكافرين وحاشاه حيث يقول تعالى ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ..أي أن الموضوع لاعلاقة له بالشهر المقوم نهائيا وهي ليست أول حماقة فقهية من كهنة الأديان ولن تكون آخرها ... فكل التقاويم في العالم من التقويم السوري القديم الى التقويم العبري الى الميلادي الى الصيني و كل التقاويم الباقية لديهم أيام أو أشهر تضاف إلى التقويم لتأتي الأشهر في موعدها من السنة الشمسية وهذا هو الأساس من اختراع التقاويم أساسا ..
أما ما سمي بالتقويم الهجري فهو يلتف بلا نهاية ولا توقف حتى دوخ العباد فصار على البعض في رمضان ان يصوم أكثر من عشرين ساعة و البعض ساعات قليلة حسب مكانهم من العالم وعلى الناس الحج في عز الصيف في بقعة من أحر بقع العالم فهل الله جلاد أم هم عملوه كذلك وهذه في الحقيقة ( فضيحة فقهية ) .. يجب تصحيحها من قبل لجنة من الخبراء في التاريخ وعلماء الفلك و وزراء تعليم وثقافة متنورين في بلداننا و لكن مع استبعاد الكهنة تماما عن هكذا موضوع فهم تعودوا تقديس الخطيئة وترقيعها ...و أنا شخصيا سأصوم مع الجماعة ريثما نستطيع تعديل وضع الاشهر القمرية من جديد ولكني افهم من يريد صومه في شهر أيلول ممن سيصومون حوالي عشرين ساعة هذه السنة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..
فعندما يأتي رمضان في الخريف كعادته في عصر النبي محمد والذي ورثه عن الملة الإبراهيمية يتعادل تقريبا ساعات الليل والنهار في كل العالم و لذلك ربنا هو رب العالمين العادل وليس رب اقاليم معينة وعدو أخرى لذلك قالت الآية الكريمة عن رمضان والصيام ( يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) لأنه كان معروفا كالحج والصلاة و لم يأت بهما النبي محمد ص من عنده فالاسلام دين كل الانبياء عليهم السلام و هو ملل والنبي محمد ص كان على ملة إبراهيم وهو حتما ما لا يمارس اليوم إلا نادرا برأيي..
وهنا لابد أن ننبه الى مايلي من الأخطاء الفقهية اللا قرآنية في موضوع الصيام :
1 - يقول تعالى استكمالا للآية السابقة : أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
فهنا كلمة يطيقونه لا تعني لا يطيقونه كما قال بعض فقهاء المذاهب ولكن تعني كما هي واضحة بلسان عربي مبين.. اي من هو قادر على الصيام ولا يرغب لأي سبب كان فيستطيع فدائه بإطعام مسكين ..ولكن الله يقول و أن تصوموا خير لكم .. لأننا مخيرون ولذلك اطعام المسكين فداء وليس كفارة لأننا لا نقوم بشيء خطأ عندها .
2- لا مانع قرآني نهائيا من صيام الحائض عند استطاعتها و المرأة الحائض ليست نجسة الا عند احبار اليهود والتحريم القرآني هو للجماع فقط .
3 - التدخين ليس مفطرا فالمنع واضح وهو للاكل والشرب وما يدخل جهاز الهضم فقط وليس أي شيء آخر
4 - من يريد الصيام فعليه أن يتمه الى الليل كما ورد بالقرآن بشكل واضح وليس فقط وقت الشفق فالليل غير شفق الليل فلا ترادف في القرآن.
والله ولي التوفيق
د. عمارعرب 05.06.2016