أصل الاختلاف بين السعودية والاخوان المسلمين

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٤ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أصل الاختلاف بين السعودية والاخوان المسلمين

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية.  ج 2 الوهابية

الباب الرابع : الاخوان المسلمون صناعة سعودية وهابية

الفصل الرابع : أصل الاختلاف بين السعودية والاخوان المسلمين

أولا : بالنسبة للسعودية الوهابية :

1 ـ منذ عقد الاتفاق بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود عام 1745 وقد تحددت ماهية الدولة السعودية ، وذلك بإقتسام السلطة بين الأمير والفقيه ، وصار ساريا أن للاسرة السعودية السياسة ولأسرة آل الشيخ الدين الوهابى الملاّكى . الأسرة السعودة تحكم الرعية دنيويا وأسرة آل الشيخ تحكمهم دينيا . وبقيام الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) تحدد دور ابن عبد الوهاب فى اتهام الآخرين بالكفر، والامير تحددت مهمته فى حربهم والاستيلاء على أرضهم وضمها لدولته . بالتالى فهما متقفان على تكفير الآخر وعلى تطبيق الشريعة الوهابية عليه بحربه وضم أرضه ، ثم إضطهاده وإكراهه فى الدين إذا كان تحت الحكم السعودى الوهابى. 

2 ـ كانت الأمور بسيطة فى الدولة السعودية الأولى وهى تتوسع فى الجزيرة العربية على حساب الإمارات القائمة فيها ، ثم إصطدمت بالدولة العثمانية بإستيلائها على الحجاز ، فإستدعى هذا حملة محمد على التى دمرت هذه الدولة السعودية . معنى هذا أن هذه الدولة كان ممكنا إستمرارها  لو لم يحدث هذا الاحتكاك بالخارج . والحجاز هو نافذة الجزيرة العربية للخارج ( المسلم ) وتمثله الدولة العثمانية . ولم تهتم أوربا بالتدخل حينئذ ، إذ لم يؤثر توسع الدولة السعودية المحلى على مصالحها ومستعمراتها .

3 ــ  إختلف الوضع فى الدولة السعودية الثالثة التى أسّسها عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل . واكب تأسيس هذه الدولة الثالثة ذروة النفوذ الانجليزى وتوسعه ما بين الخليج وباب المندب والنيل والرافدين . واصبح حتما على ( عبد العزيز ) أن يتعامل سياسيا مع المشركين ( مصر ) ومع الكفار ( انجلترة ) ، وهذا يصطدم بأُسُس الوهابية التى وضعها محمد بن الوهاب فى عصره حسب رؤيته للعالم القريب منه . المشكلة أن عبد العزيز قام بتربية الاخوان ( النجديين ) على مؤلفات محمد بن عبد الوهاب وأبنائه الذين إنغلقوا عليها ولم يدركوا متغيرات العصر فى القرن العشرين وضرورة مواكبتها . هنا حدث ما لم يحدث فى الدولة السعودية الأولى ، وهو التعارض بين شيوخ الوهابية وبين مستلزمات السياسة الاقليمية والدولية التى ينتهجها عبد العزيز . الاخوان النجديين الذين أقاموا مُلك عبد العزيز والذين تعلموا الوهابية على أيدى دُعاة عبد العزيز كانوا يدا واحدة مع أئمة الوهابية ضد عبد العزيز ، وحدث التعارض ووصل الى تكفير عبد العزيز ( وهابيا ) ثم الحر ب بينهما ، وأثناء هذا الخلاف عمل عبد العزيز ــ كما قلنا ـ على نشر الوهابية فى مصر ، وكان من جهود عملائه فيها تكوين الاخوان المسلمين المصريين بديلا عن الاخوان النجديين .

4 ـ فارق هائل بين الاخوان النجديين وبين الاخوان المسلمين المصريين . النجديون لا يرون حلولا وسطى . من ليس منهم فهو كافر ، وهم وحدهم المسلمون محتكرو الاسلام ومحتكرو قتل الآخر باسم دينهم . ليس لديهم منطقة رمادية ، إما أن تكون منهم وإما أن تكون عدوهم وفريستهم . وهم حتى حين إختلفوا مع سيدهم عبد العزيز أقاموا مذابح للوهابيين المسالمين لأنهم لم ينضموا اليهم ، ووصل القتل الى النساء والأطفال .

5 ـ وهناك فارق أيضا بين دولة عبد العزيز آل سعود والاخوان المسلمين المصريين . عبد العزيز يريد لدولته ألّا تسقط ، فقد سقطت قبل ذلك مرتين ، الأولى بتدخل خارجى مصرى ، والأخرة بتنازع داخلى فى الأسرة السعودية . وهو قد وضع نظاما لولاية العهد منعا لهذا التنازع ، ونشر الوهابية فى مصر لتكون عُمقا لدولته . ثم هو لا يريد التوسع حتى لا يصطدم بالقوى الخارجية فيفقد كل شىء . هو يريد فقط إستعادة ما إعتبره مُلكا لأسلافه السعوديين . ولو حدث وأقام الوهابيون نظم حكم خارج دولته السعودية فلا بأس . وبهذا كان نشره للوهابية فى مصر ومساعدته فى نشأة الاخوان المسلمين المصريين .

6 ـ الذى أدركه عبد العزيز هو خطورة الاخوان المسلمين المصريين على دولته . وربما لم يعرف أنّ السبب هو فى نشأة الاخوان المسلمين المصريين فى مصر الليبرالية . تلك النشأة التى تجعلهم مختلفين عنه وعن إخوانه النجديين السابقين ــ هذا مع إعتناقهم جميعا دينا أرضيا واحدا هو الوهابية .

ثانيا : بالنسبة للإخوان المسلمين الوهابيين

1 ـ يُلاحظ أن إستعمال مصطلح الوهابية نادر فى أدبيات الإخوان المسلمين ، هذا مع ( وهابية ) حسن البنا ، وتوليه الاشراف على مجلة المنار التى أسّسها رشيد رضا أكبر سلفى وهابى فى مصر ، ومع عضويته لجماعة الشبان المسلمين ومنهجها الوهابى الحركى . حقيقة الأمر أن حسن البنا إكتفى بمضمون الوهابية الدينى دون ذكر إسمها مكتفيا بالتركيز على مصطلحات ( السُّنّة ) و ( السلفية ) .

2 ـ أكثر من هذا فإن الدعوة الوهابية لتحطيم القبور المقدسة ـ وهى من أولويات الوهابية السعودية ـ لم تكن ضمن أولويات حسن البنا وإخوانه المسلمين الوهابيين . بل تم تغييبها عمدا فى صالح الهدف الأول وهو الوصول الى الحكم . فى سبيل الوصول الى الحكم لم يهتم حسن البنا بمقولات ابن عبد الوهاب  في ( توحيد الالوهية والربوبية ) و (الولاء والبراء )، أى التبرؤ من غير الوهابيين ، خصوصا وأن البنا فى شبابه كان صوفيا أخذ العهد على شيخ الطريقة الحفصية ، ثم تعامل البنا مع الأحزب السياسية ، وهم مشركون فى العقيدة الوهابية التقليدية . وأتباع حسن البنا جرؤوا  على نقده أولى الأمر ( الوهابيين السعوديين ) ، وأتبعوا  تعاليم حسن البنا أكثر من إتباعهم لابن عبد الوهاب .

3 ـ وبينما ركزت الوهابية السعودية على تكفير من ليس وهابيا وإستحلال  دمه وعرضه وماله ووطنه فإن وهابية حسن البنا تسامحت فى هذا ، وفتحت أبوابها لكل المتدينين من السنيين والصوفية وعوام الناس ، وجعلت هدفا موحدا للجميع هو الوصول الى الحكم .

وكان هذا نقطة خلاف بين حسن البنا وشيخه رشيد رضا . رشيد رضا مع تعامله مع الانجليز والشريف حسين خدمة لدينه الوهابى ولعبد العزيز آل سعود فقد كان صلبا فى عقيدته الوهابية ، ولم يتوان عن الهجوم على شيوخ الأزهر المخالفين للوهابية ، ورشيد رضا كان يجاهر بوهابيته يفاخر بها . عكس تلميذه حسن البنا الذى وضع أمله فى الأزهر وجموع المسلمين ، ورفع شعارات فضفاضة ليس فيها كلمة الوهابية ، حتى ينضوى تحت لوائه كل من هبّ ودب من المحمديين ، وهو (إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية ومصحف وسيف.» وأيضا : ( الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ). هدف حسن البنا هو تجميع كل أطياف المحمديين تحت شعار مشترك لتحقيق الهدف الأسمى والموت فى سبيله ، وهو الوصول للحكم ، لذا كان الجدال المذهبى محظورا ، بل أى جدال  كان ممنوعا ، ليس فقط خوف الانقسام ، بل أيضا لتركيز مفهوم الطاعة ومنع النقاش ، والاصطفاف نحو الهدف الأسمى وهو الوصول للحكم .

4 ـ عبد العزيز إنصب هدفه على إستعادة مُلك أسلافه والمحافظة على دولته حتى لا تسقط ـ الى درجة عدم إلتفاته الى دعوة إحياء الخلافة بعد سقوط الخلافة العثمانية، وعلى العكس من ذلك كان حسن البنا الذى توسعت آماله فى إقامة خلافة ( إسلامية ) واحدة ، وفى سبيلها لم يكن مهما عنده ( الوطن المصرى ) . ولقد منحته مصر الليبرالية حرية الحركة سياسيا ودعويا وتنظيميا ، و مع هذه الحرية المُتاحة له فى مصر فقد كان يبحث عن وطن آخر يقيم فيه دولته ( الاسلامية ) إستعجالا لتحقيق الهدف الأسمى وهو الحكم .

ثالثا : درجة الخطورة بين الوهابيين السعوديين والوهابيين الاخوان المصريين

1 ـ خطورة الاخوان تفوق خطورة آل سعود . المفروض فىمن يسعى لإقامة دولة ايدلوجية أن يحدد النطاق المكانى لدولته ، وان ينشر فيه أيدلوجية دولته أولا ، ولكى ينشرها لا بد أن يوضحها ، يضع النقاط فوق الحروف . ثم يقيم بهذه الايدلوجية دولته فى هذا المكان لمحدد . تحقق هذا فى الدول الشيوعية وفى الدولة السعودية الأولى ، وفى الدولة الفاطمية فى مصر وفى الخلافة والدولة العباسية . ولكن الشاب حسن البنا شديد الطموح لم يدرك هذا . لم يحدد المكان بل جعله عاما بطول اتساع دول المحمديين ، ثم حافظ على شريعة الوهابية  السنية كما هى . لم يدخل فى تصحيح أو تنقيح أو إصلاح خوفا من أن يتفرق أتباعه ، ومنهم السنى الحنبلى والمالكى والشافعى والحنفى ، ومنهم الوهابى المتزمت ومنهم الصوفى ومنهم العلمانى الراغب فى الوصول الى السلطة .

2 ـ  ولقد كتبنا كثيرا عن المعضلة التى ستواجه الاخوان المسلمين إذا وصلوا للحكم  وتعين عليهم تطبيق الشريعة التى ينادون بتطبيقها ، يزايدون بها على الحاكم . وفى كتابنا عن أحوال ( المجتمع المصرى فى ظل تطبيق الشريعة فى عصر السلطان قايتباى) ، وهو منشور هنا ــ إستعرضنا عقم هذه الشريعة ومظالمها ، مع أنها كانت فى تناسق مع المظالم السائدة فى العصور الوسطى ، فكيف بتطبيقها كما هى اليوم فى عصر حقوق الانسان والديمقراطية ووعى الشعوب ؟ . وقلنا فى ندوات فى رواق ابن خلدون فى أواخر التسعينيات وفى كتابات لاحقة إن الاخوان لو وصلوا الى الحكم سيواجهون تحديا أكبر فى الموائمة بين التشريعات الحديثة وتشريعات الفقهاء فيما يسمى بالشرع . تشريعات الفقهاء تتناقض حتى فى الصفحة الواحدة ، وهى تعتمد على أحاديث متضاربة . ونقد هذه الأحاديث يعتبر كفرا . وبعد وصول الاخوان الى الحكم فى مصر كتبنا فى أن الاخوان ظلوا ثمانين عاما يعملون للوصول الى الحكم ، ولم ينفقوا ثمانين دقيقة فى التفكير فى كيفية الحكم ، وتنبأنا مقدما بفشلهم . وكتبنا أن شريعة الاخوان الحقيقية هى : إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم .!.

3 ــ نقول هذا لأن الشعارات الفضفاضة الهلامية لحسن البنا قد ساعدت على نشر دعوته فى مصر وخارجها ، فأنتشرت فروع الاخوان فى مصر وفى الشرق الأوسط وفى اوربا وأمريكا . ولكن هذا الانتشار الواسع كان جريا وراء سراب ، ومحاولة تحقيقه لا بد فيها من اللجوء الى السلاح ، وفق الشريعة الوهابية التى يأخذ منها حسن البنا والاخوان ما يروقهم . ونظرا لأن الطرف الأقوى هو خصم الاخوان ( الأنظمة القائمة ) لذا يلجأ الاخوان الى سياسة النفاق السياسى وزعم الاعتدال فى الظاهر مع تكوين منظمات مسلحة فى الباطن ، تأتمر بأمرها ، وهى تزعم الخصومة مع الاخوان ، فى توزيع أدوار رائع . وسلاح الاخوان فى تنظيماتهم السرية لا يمكنهم من مواجهة الجيوش ، لذا يكون سهلا عليهم إرتكاب ما يعرف بالارهاب . وفى النهاية فإن إرهاب الاخوان المسلمين مستد من الشريعة الوهابية ، وتتحمل الوهابية وزره .

رابعا  : جيل حسن البنا ( الجيل المحروم الساخط الناقم )  

1 ـ خلافا لمنطقة ( نجد ) بغلظتها وجفائها وقسوتها وتطرفها ودمويتها ـ عبر التاريخ ، كانت مصر على النقيض ، بإعتدال مناخها ووداعة أهلها وخضوعها للحاكم ، وتسامحها الدينى ـ قبل الغزو الوهابى.

2 ـ قبل الغزو الوهابى عاش جيل حسن البنا فى أسرة أقرب الى الفقر ن ,لأب متعلم سُنّى حنبلى مع إنتماء للدين ألرضى السائد وهو التصوف السُّنّى ، الذى يجمع بين الشريعة السنية وتقديس الأولياء الصوفية . وعاش الابن يحمل هذه الموروثات ، كما يحمل مرارة جيله من المتعلمين الذين لم يجدوا فرصة فى المشاركة السياسية .

3 ـ أحدثت ثورة 19 تغييرا إجتماعيا فى مصر، إرتفع به المشاركون فى هذه الثورة من الطبقة الوسطى الى طبقة الباشوات ، وتولوا الوزارة ورئاسة الوزاة ، بينما حكموا على المتعلمين من أبناء الفقراء أن يظلوا فى خدمتهم يهتفون لهم فى المظاهرات ، ويضيعون وقتهم وطاقتهم فى الانحياز لهذا الحزب أو ذاك ، من الوفد وما تفرع عنه ومن الأحرار الدستوريين وغيرهم . كل القادة من أبناء نفس الطبقة التى تتعامل مياشرة مع السراى ( الملك ) والمندوب السامى الانجليزى ، يختلفون ويتشاجرون بالنهار ويتسامرون بالليل يتقاسمون المصالح ، بينما الشباب المتعلم النشط سياسيا يتقاتلون فيما بينهم لصالح هذا الباشا أو ذاك ، دون امل فى الوصول الى مكان تحت الشمس ، فالأماكن محجوزة سلفا للابناء والأحفاد .!

4 ـ  إزدهرت طبقة الأفندية فى مصر ، بدأ ظهورها مع ازدهار التعليم  فى عصر اسماعيل ونشاط مطبعة بولاق من عام 1820 والتوسع في كمية الكتب المطبوعة. وتنوعت طبقة الأفندية المتعلمين  فكان منهم المحامون والمهندسون والأطباء والصحفيون والمدرسون والموظفون والكُتاب والأدباء. حتى إذا جاء القرن العشرون تكاثر عددهم  بالتوسع فى التعليم ونعموا بالليبرالية المصرية وأسهموا فيها ، ولكنها كانت ليبرالية بلا عدالة إجتماعية . يعنى لك أن تشارك بالهتاف وبالكتابة دون أن تجد عملا ، أى تحافظ على فقرك ووضعك الاجتماعى فى الطبقة التى تنتمى اليها ، حتى لو كنت من ( الأفندية ).

5 ـ جيل حسن البنا  هو الجيل  الطموح المحروم المتشوق الى نصيبه فى المشاركة السياسية رغم أنف الباشوات والسراى والانجليز . ولأنه لا نصيب لهم فى كعكة الحكم فليذهبوا الى الاحتجاج . جيل الشباب الناقم تنوع بين تيارت ثلاث أساسية : 

5 / 1 : القومية المصرية تأثرا بالشيفونية الايطالية والألمانية والطورانية التركية ، فظهر أحمد حسين عام 1923 بجماعة ( القمصان الخضر ) أو ( مصر الفتاة ). وكانت لها صلات بالاخوان المسلمين والحزب الوطنى ( الذى اسسه مصطفى كامل ومحمد فريد )

5 / 2 : الاتجاه  الماركسى تأثرا بظهور الاتحاد السوفيتى عام 1917 ، وإعلان تأسيس الحزب الاشتراكى المصرى عام 1921 ، بزعامة سلامة موسى وآخرين ، ومالبث أن تشقق وتعرض لاضطهاد حكومة سعد زغلول عام 1924 .

4 / 3 : الاخوان المسلمون ، فى عام 1928 ، وكانوا الأكثر نجاحا ، لأنهم إعتمدوا على الدين السائد ( التصوف السُّنّى ) وأخفوا عقيدتهم الوهابية وصلتهم بالدولة السعودية وتمويلها لهم فى الخفاء . ولأنهم فتحوا أبوابهم للجميع ، ليس فقط على المستوى المصرى بل والعربى ، ووقفوا بقوة مع أزمة الفلسطينين وثورتهم بقيادة الشيخ أمين الحسينى . وبهذا تحولت الاخوان من مجرد جماعة تفرض نفوذها باسم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى مدينة الاسماعيلية  الى حزب سياسى ( غير معلن ) بمقر مشهور فى القاهرة ، يتقرب اليه على ماهر والأمين العام للجامعة العربية عبد الرحمن عزام ، وتأتى اليه الوفود من داخل مصر وخارجها .

5 ــ إستغل حسن البنا هذا الزخم فى تأسيس خمسين ألف شعبة للإخوان فى مصر ، وفى تكوين فرقة للجوالة ، وتنظيم آلاف الأعضاء الذين تربوا على الطاعة العمياء ، وأسّس التنظيم العالمى للإخوان المسلمين ، وجهازا سريا للإغتيالات جمع له السلاح ،وإغتال إثنين من رؤساء الوزارات المصرية وقاضيا ، وأسهمت قواته فى حرب فلسطين ، وكانت مدخلا للتسلل الى الجيش وضم بعض ضباطه ( الضباط الأحرار ) الذين قاموا بالانقلاب العسكرى عام 1952 .  

أخيرا

لا يزال الاخوان المسلمون رقما صعبا فى السياسات الاقليمية والدولية برغم ما يتعرضون له من ملاحقات أمنية وعسكرية . ليس لبراعتهم وقوتهم ولكن لأن خصومهم ـ على مستوى العالم ـ لم يعرفوا الطريق الأمثل للقضاء عليهم سلميا .!!. 

اجمالي القراءات 11662