القاموس القرآنى : ( يذر )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٧ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : ( يذر )

أولا : ( يذر ) بمعنى : يترك :

1 ـ النبى زكريا عليه السلام  دعا ربه جل وعلا ألّا يذره ـ أى لا يتركه فردا :  ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) الانبياء ) أى لا تتركنى فردا .

2 ـ وقال ملأ فرعون له فى التحريض على موسى وقومه : ( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الاعراف ). ( تذر ) أى تترك . ( يذرك وآلهتك ) أى إن موسى لن يتركك وآلهتك بلا نقد وبلا كفر . وعلى سُنة فرعون ودأبه يسير الكهنوت فى تحريض   المستبد ليبطش بدعاة الاصلاح الدينى . يفعلون هذا ليس حرصا على المستبد بل حرصا على مكانتهم وجاههم ونفوذهم . لا يستقيم نفوذهم إلا بالصّدّ عن سبيل الله يبغونها عوجا. وتأمل أحوال الكهنوت فى دنيا المحمديين اليوم حيث يحكم الفراعنة . فالتاريخ يعيد نفسه .!!

3 ـ من مظاهر قيام الساعة وتدمير الكون نسف الجبال رواسخ الأرض التى تحفظها، قال جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً (107) طه ). ( يذرها ) أى يتركها .

 4 ـ عمّن تلهيه الدنيا العاجلة بحيث ينسى اليوم الآخر قال جل وعلا :  ( إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) الانسان ) ( يذرون ) أى يتركون بمعنى الاهمال والاعراض. وأيضا قال جل وعلا : ( كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) القيامة )

5 ـ ويأتى ( يذر ) بمعنى أن يموت ويترك خلفه زوجة ( أرملة ) ، قال جل وعلا عن عدتها بعده :  ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة ) ، و قال جل وعلا عن حقها فى المُتعة :  ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) البقرة )

6 ـ فى تشريع العدل بين الزوجات قال جل وعلا :  ( وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (129) النساء ). العدل بين الزوجات صعب ، ولكن المطلوب ألا يتركها ( يذرها ) كالمعلقة . وهنا يكون الفراق هو الحل لو أرادت ووفق هو .

7 ـ فى تمسك الكافرين بضلالهم وآلهتهم الخرافية قال قوم نوح : ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23 ) نوح ) ، أى لا يتركون آلهتهم . ومثل ذلك ما قاله قوم عاد للنبى هود عليه السلام : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (70) الاعراف )، أى لا يتركون آلهتهم ، ويرفضون عبادة الله جل وعلا وحده ، وهو نفس ما يفعله المحمديون فى تمسكهم بعبادة محمد والصحابة والأئمة والأولياء مع عبادتهم الله جل وعلا .

وقال المنافقون فى المدينة للنبى رافضين الخروج معه للقتال الدفاعى:( ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86) التوبة ) أى اتركنا .

وقال النبى الياس لقومه : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) الصافات ). كان هذا فيما يسمى الآن لبنان ، وحيث توجد بعلبك المدينة الأثرية الفينيقية مركز عبادة ما أسموه الاله ( بعل ) ، واليه ينتسب ملك قرطاجنة ( هانى بعل ) أو ( هانبيال ). قوم النبى الياس تركوا أحسن الخالقين وعبدوا إلاههم المزعوم بعل .

و قال النبى لوط لقومه المصابين بالشذوذ الجنسى ( المنتشر الآن بين أصحاب الديانات الأرضية وأئمتهم ) : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) الشعراء )

8 ـ وكان إهلاك الأمم السابقة عقوبة لهم . ويأتى فيها أحيانا مصطلح ( يذر ). دعا نوح عليه السلام ربه جل وعلا: ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27) نوح )، أى يبيدهم ولا يترك منهم فردا يعود الى داره . لأنه لو تركهم فسيستمرون فى الاضلال ، ولا يلدون إلا ضالا مثلهم .

وقال جل وعلا عن إهلاك قوم عاد :  ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) الذاريات) .أى إن الريح لم تترك منهم سوى الجثث.!

9 ـ وفى يوم القيامة ينجى الله جل وعلا المتقين من العذاب بينما يذر أى يترك فى جهنم الكافرين جثيا يجثون فى النار ، قال جل وعلا :  ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً (72) مريم ) . وهم فى هذا العذاب يأتيهم الموت من كل مكان دون أن يموتوا ـ ليظلوا فى عذاب خالد . وهو نوع من التدمير غير مألوف ، أو بالتعبير القرآنى :( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) المدثر )

ثانيا : ( يذر ) باسلوب المشاكلة فى تعامل الله جل وعلا مع البشر فى هذه الدنيا :

اسلوب المشاكلة هو التعبير المجازى عن أفعال الله جل وعلا بما يشاكل أى يشابه أفعال البشر للتقريب الى أفهام البشر ، حيث لا تستطيع أفهام البشر إدراك ذات الله جل وعلا وأسمائه الحسنى ولا صفاته ولا أفعاله  :

1 ـ  فى سياق الاختبار القائم على حرية الاختيار ، قال جل وعلا : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ )(179)آل عمران ). اسلوب المشاكلة هنا أنه جل وعلا عالم الغيب والشهادة ، ولايغيب عنه العلم بالماضى أو الحاضر أو المستقبل لأنه جل وعلا خالق الزمن الذى يعيش فى إطاره البشر . ولكن البشر لا يعلمون الغيب ، ومن هنا جاء التعبير لهم بما يفهمون من الاختبار حتى يتميز الخبيث من الطيب ، وهو جل وعلا هو الأعلم سلفا بهذا . ولكن إختبار البشر المؤسس على حريتهم وعدم علمهم بالغيب يجعل هذا الاسلوب المناسب لهم حتى يفهموا .

2 ـ المحمديون فى ايمانهم بحديث آخر مع القرآن الكريم إنما هم فى الواقع يكذّبون بحديث الله فى القرآن الكريم ـ إذ لا يجتمع الايمان بالباطل والايمان بالحق فى قلب بشرى . إما أن تؤمن بحديث الله وحده أو تكون كافرا ، وإما أن تؤمن بالله وحده إلاها أو تكون كافرا. لا مجال هنا للتوسط . وأمر الله جل وعلا أن نترك هؤلاء الضالين المضلين اليه جل وعلا ، وقد توعّد رب العزة من يكذّب بحديثه فى القرآن الكريم أنه سيستدرجه من حيث لا يعلم ،قال جل وعلا :( فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44)القلم)، وأيضا قال جل وعلا :  ( وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) المزمل ). وقال جل وعلا عن أحدهم : (  ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) المدثر ). اسلوب المشاكلة هنا أن كلمة ( ذرنى ) هى فيما يفهم البشر . ولا يصح أن نفهمها على معناها الحرفى ، فالمؤمن لا يترك ربه جل وعلا ، بل هو دائما فى صلة بربه جل وعلا بالصلاة والتسبيح وقراءة القرآن وسائر العبادات .

ثالثا :  فى سياق الحرية المطلقة فى الدين :

الله جل وعلا يذرالكافرين المشركين غير المؤمنين باليوم الآخر ـ أى يتركهم فى ضلالهم ، فالله جل وعلا ترك للبشر الحرية المطلقة فى مشيئة الهداية أو مشيئة الضلال ، ثم تأتى مشيئته جل وعلا تؤكد على ما شاءه البشر ، إن شاء الفرد الهداية هداه الله جل وعلا وزاده ، وإن شاء الضلال أضله الله جل وعلا بأن يتركه الى شيطان يكون قرينا له . والله جل وعلا أمرنا بأن ( نذرهم ) أى نتركهم وأن نُعرض عنهم  . ليس فى الاسلام عقوبة دنيوية لمن يختار الضلال ، ليس فيه ما يعرف ب ( حد الردة ) بل الإعراض عن المشركين وأن نذرهم فى طغيانهم يعملون على مكانتهم ونعمل نحن على مكانتنا .  

1 ـ عمّن يكفر بلقاء الله جل وعلا يوم القيامة قال جل وعلا:( فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس )، أى يتركهم يعمهون ( من العمى ) يطغون فى دنياهم . وهم فى هذا ( العمه ) أو ( العمى ) تغمرهم تقلبات الدنيا ، يحسبون أن ما يأتيهم من حُطام الدنيا هو الخير لهم ، ولكنه إبتلاء لا يشعرون به ، قال جل وعلا يأمرنا : (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون) . ( فذرهم ) أى اتركهم . وهم فى إستغراقهم بالدنيا يأكلون ويتمتعون ويلههم الأمل بأن شفاعة النبى والأولئاء والقديسين تنتظرهم ، قال جل وعلا يأمرنا : ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) الحجر ).

2 ـ هم ينفقون الوقت فى الخوض فى آيات الله والتلاعب بها ، وهم الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا . ويأتى الأمر بأن نذرهم ونتركهم ونعرض عنهم. قال جل وعلا :( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) الزخرف ) المعارج 42) ، وأيضا قال جل وعلا :(  فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) الطور )

3 ـ هم فى شقاق ، بعد أن كانت أمتهم أمة واحدة ، قال جل وعلا :( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) المؤمنون )، أى دعهم فى غمرتهم .  

4 ـ بعض أهل الكتاب فى رفضهم للقرآن كفروا بكل ما أنزل الله جل وعلا ، وجاء الرد عليهم ، قال جل وعلا :  ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) الانعام ). الأمر هنا بالاعراض عنهم ( ذرهم فى خوضهم يلعبون ) ، هذا مع انهم ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .!

5 ـ والكافرون العرب كان بعضهم يقتل أولاده قربانا لآلهته ،  قال جل وعلا عنهم : ( وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) الانعام ). شيطانهم هو الذى زين لهم هذا . وتركهم رب العزة لشيطانهم . ولو شاء لمنعهم .

6 ــ فى رفضهم للقرآن الكريم طلبت قريش وأشباهها آية أى معجزة حسية ، وألحُّوا فى هذا الطلب ، ونزلت آيات كثيرة فى رفض هذا الطلب ، قال جل وعلا فى أن الآيات الحسية لن تجعلهم يؤمنون مهما أقسموا :( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) الانعام ). هنا رب العزة جل وعلا يذرهم أى يتركهم يعمهون فى طغيانهم .

7 ـ حقيقة قرآنية تؤكد أن لكل نبى عدوا من شياطين الانس والجن الذىن يفترون وحيا كاذبا مزخرفا يعجب الناس ، وينسبون هذا الكلام المزخرف لرب العزة جل وعلا ولرسوله زورا وبهتانا ـ وهو ليس إلا وحيا شيطانيا .  قال جل وعلا :( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) الانعام ). ينطبق هذا على المؤمنين بأحاديث البخارى والكلينى والغزالى وابن حنبل والشافعى ومالك وغيرهم من أئمة الأديان الأرضية للمحمديين . مؤلفاتهم فيما يسمى بالحديث والسنة والفقه وكتب المناقب لا حصر لها ، لأن الله جل وعلا سمح لهم بكتابتها وإفترائها ، وجاء  الأمر هنا أن نذرهم أى أن نتركهم ونُعرض عنهم .

8 ـ هم يؤمنون بهذه الأحاديث ، ويزعمون أن إيمانهم بأحاديث البخارى مثلا ــ لا يتعارض مع إيمانهم بحديث رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم . وجاء الرد عليهم سلفا  ، قال جل وعلا :  ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) الاعراف ). أى إنه جل وعلا تركهم يعمهون فى طغيانهم .

9 ــ وهم لا يزالون فى طغيانهم يعمهون .!!                                                        

اجمالي القراءات 6751