كذبة المعراج :
سأكتفي باختصار بالقول حول موضوع المعراج الملفق في ذكرى الاحتفال به من قبل أتباع الأديان المذهبية أن هذا المفهوم الخاطئ المضلل يتبع ما قلناه في مقالة (ألف باء إسلامية لا مذهبية ) من محاولات لتأليه النبي محمد بجعله يعرج إلى السماء كالآلهة رغم إصراره عليه السلام على أنه بشر في كل حواراته مع من طلب منه المعجزات الحسية كالعروج للسماء فمعجزته الوحيدة كانت القرآن وهي تكفي وزيادة لمن ألقى السمع وهو شهيد ولكن هذه لا تكفيهم للأسباب التي ذكرناها في المقالة ..
ولكن الأهم أن رسول الله محمد ص كان هو أول مكذبي من يدعي قدرته العروج إلى السماء فلاحظوا معي الحوار التالي مع قريش في القرآن الذي لم يفرط به الله من شيء
( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ( 90 ) أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ( 91 ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ( 92 ) أو يكون لك بيت من زخرف أو (((ترقى في السماء ))) ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ( 93 ) )
و لكن كهنة الأديان الأرضية لا يقرؤون القرآن للأسف ولا يعلمونه كي ينشغل الناس بهبائهم المعنعن الذي هم عليه
أما آية (دنا فتدلى ) في سورة النجم فلا أعرف كيف يقبل مدعي تدين أن الله هو من يتدلى وحاشاه جل وعلا ولكن طبعا هنا الكلام عن جبريل عليه السلام وهو (الوحي) و ( الروح ) في القرآن و لذلك يكمل تعالى فأوحى الى عبده ما أوحى .. و سدرة المنتهى ليست مكانا في الجنة و كلمة الجنة في القرآن جاءت أيضا لجنان الأرض ومنها قوله تعالى ( و دخل جنته وهو ظالم لنفسه ...الخ ) ..وهو طبعا ما رأى الرسول من معجزات ربه الكبرى ..
أما الإسراء الذي قاله تعالى في السورة التي تحمل إسمه فلم يتضح تماما ماهيته فقد يكون مسيرا من ..فعل سرى و يسري .. وقد يكون المقصود هو سيدنا موسى كما يتضح من السياق في الآية التي بعدها مباشرة وليس سيدنا محمد ص ..يقول تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً)
أما المسجد الأقصى المعروف اليوم.في فلسطين فهو مستحدث في أيام عبد الملك بن مروان ولم يكن هو المقصود في القرآن ولكن قد يكون مسجدا في أقصى مكة معروف بالمسجد الأقصى ولكن حتما ليس انتقالا جسديا ماديا كما هو شائع من مكة إلى فلسطين .. وكلمة المسجد ليس بناء بالضرورة و الصلاة كما قلنا كانت معروفة كما علمنا القرآن منذ زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام و كانت معروفة في مكة و كذلك كيفيتها كما الحج و كيفيته بعد اخراج الشركيات الدارجة قبل النبوة منه وكان هناك أماكن مخصصة للصلاة والسجود تدعى مساجد فمن اعتقد أن الصلاة مستحدثة في زمن النبي محمد ص فهو ربما لم يقرأ القرآن بتدبر في حياته و فوق كل ذي علم عليم
د. عمارعرب 05.05.2016