آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٤ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
مصطلح الاستفزاز جاء ثلاث مرات فى القرآن الكريم فى سورة الاسراء فقط . وهى :
1 ـ عن ابليس ، قال جل وعلا له حين رفض السجود لآدم وطرده : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64 الاسراء ). الاستفزاز هنا أن يتحكم ابليس فى اتباعه الكفرة فيجعلهم يستخدمون القوة من الرجال والعتاد فى قتل المؤمنين . وهذا عندما يحدث يكون أولئك كفرة طغاة متطرفين فى الكفر ، جمعوا الى الكفر القلبى الكفر السلوكى بأبشع ما فيه وهو القتال المؤمنين المسالمين فى سبيل الشيطان ، يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76) النساء )
2 ــ هذا ما فعله فرعون موسى الذى جمع الكفر القلبى ( بادعاء الربوبية العليا ) الكفر السلوكى المتطرف بقتل رجال بنى اسرائيل ثم بمطاردة من بقى منهم ففروا أمامه بقيادة موسى وهارون عليه السلام . لذا حقت على فرعون وقومه أى جنده ـ اللعنة والغرق. يقول جل وعلا عنه ( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً (103) الاسراء ) أى أراد بجنده وخيله قتلهم وهم يفرون منه فأغرقه الله جل وعلا ومن معه ، وأورث بنى اسرائيل أرض مصر بعده .
3 ــ لم يحدث هذا ( الاستفزاز ) مع خاتم المرسلين والمؤمنين معه . قريش المستكبرة تركتهم يهاجرون ولم تطاردهم بجيش مثلما فعل فرعون . لو فعلوا فعلة فرعون لحلت عليهم نفس اللعنة ونفس المصير . حاولوا ذلك ، كادوا أن يفعلوا ذلك ولو فعلوه فلم تكن لتقوم لهم قائمة فى مكة . يقول جل وعلا : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77) الاسراء )
هى سنة الله جل وعلا فى تعامله مع المشركين .
والسنة فى القرآن الكريم تعنى المنهاج والشرع . والتفاصيل فى بحث ( الاسناد فى الحديث ) و ( القرآن وكفى ).