المقال السابع : البرزخ والأكوان الموازية

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٩ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المقال السابع : البرزخ والأكوان الموازية  

 القرآن الكريم سبق العلم الحديث فى موضوع السماوات والأرض
لو تدبّر الغرب القرآن لتغير تاريخ العالم فى الرقى الحضارى والتقدم العلمى

أولا :

معنى البرزخ فى القرآن الكريم

هو الحاجز الفاصل بين شيئين . وقد جاء ثلاث مرات فى القرىن الكريم . مرتين عن الفاصل أو الحاجز بين ماء البحر المالح وماء النهر العذب إذا إلتقيا ، وهما يلتقيان عندما يصب النهر فى البحر ، يقول جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) الفرقان ) ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20) الرحمن ). ومرة عن البرزخ الفاصل بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى يوم البعث . يقول جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون )

البرزخ والحجر المحجور

1 ـ  هذا البرزخ لا يمكن إقتحامه ، أو بالتعبير القرآنى ( حجرا محجورا ) . وقد جاء هذا التعبير عن البرزخ الذى يفصل بين ماء البحر وماء النهر : ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) الفرقان ) فالبرزخ هنا موصوف بالحجر المحجور ، مع أنه ( مرج البحرين يلتقيان ) ، مع المرج والالتقاء فلا مجال للمزج . وهذا شىء عجيب ، ونشهده حاليا فى الفصل بين الماء العذب والماء المالح فى مصب الأنهار فى البحار .

2 ـ الذى لا نشهده ونحن أحياء هو دخولنا البرزخ عند الموت . النفس قبل أن تدخل فى جنينها كانت ميتة فى البرزخ ، ثم فى موعدها يتم نفخها فى جسد جنينها ، فيكون إنسانا بعد أن كان ( مشروع إنسان ) أو كتلة من اللحم الحى بلا نفس . ثم يولد هذا الانسان ، ويأخذ الفترة المكتوبة له فى حياته الأرضية ، وعند ( الأجل ) أو موعد موته المحدد أزلا ، يأتيه الموت ، أو تأتيه ملائكة الموت . عندما يراهم لا يمكن أن يعود الى الحياة الدنيا ، فقد دخل البرزخ ، وستبقى فيه نفسه بلا إحساس بالزمن كشأنها قبل أن تلبس جسدها ، ثم تستيقظ عند البعث ، تتصور أنها لبثت يوما أو بعض يوم . المؤمنون عند البعث يعلمون هذا ، أما المجرمون فيقسمون انهم ما لبثوا ساعة ، يقول جل وعلا : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)  الروم  ) . نفس الموقف عند الاحتصار ، فالمجرم يصرخ طالبا فرصة أخرى قائلا لملائكة الموت :( أرجعون ) : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ) . إذا رأى الملائكة الموت فلا مجال للخروج منه إلا يوم البعث للجميع . ولهذا فعندما طلب الكافرون أن يروا رب العزة أو الملائكة جاء الرد :بأنهم يوم يرون الملائكة فلا بشرى لهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22) الفرقان). هنا يقال : ( حجرا محجورا ) . أى فاصل حاجز منيع .

ثانيا :

عن عوالم أو برازخ السماوات والأرض وما بينهما

1 ـ  لقد خلق أو ( فطر ) الله جل وعلا السماوات والأرض معا بأنفجار هائل . عن الانفجار الكونى يقول جل وعلا:(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)( الأنبياء 30 ) ، الجزء المادى الثقيل الأسفل يتكون منه الأرض المادية التى نعيش فيها ، والكون المادى الذى تسبح فيه الأرض والذى يتكون من كواكب ونجوم ومجرات . والأرض المادية التى نحيا عليها تتخللها ستة أرضين أو ستة برازخ . تتخللها السماوات السبع ، أو برازخ سبع .  

2 ـ ، الفارق بين المستوى المادى للأرض التى نعيش عليها ( ومحيطها من النجوم والمجرات ) وبين الأرضين الست والسماوات السبع هو سرعة الاهتزازات . إهتزازات المستوى المادى لعالمنا الثقيل الأسفل بطيئة،  بينما تتدرج سرعة الاهتزازات فى البرازخ الأرضية الست أو الأرضين الست ، وتعلوها فى السرعة إهتزازات السماوات السبع ، وبالترتيب . الأرض الثانية ذبذباتها أو إهتزاز ذراتها أسرع من أرضنا المادية ومحيطها من النجوم والمجرات ، والأرض الثالثة ( البرزخ ) الثانى أعلى من الأرض الثانية، والأرض الرابعة ببرزخها الثالث أعلى ممن دونه ، وما فوقه أعلى منه ، وهكذا الى الأرض السابعة ببرزخها السادس ، وفوقها تكون السماء الدنيا ببرزخها الأول ثم السماء الثانية ، وهكذا الى السابعة . وبعده لا نعلم .

3 ـ   وقلنا فى(  كتاب الموت ) وهو منشور هنا ، وسبق نشره فى مصر عام 1990 : ( الثابت علمياً أن ذرات المادة الأرضية تدور بسرعة تتراوح بين 400 ألف مليون دورة إلى 750 ألف مليون دورة في الثانية الواحدة ، أما ذرات العالم العلوي الأثيري فإنها أسرع دوراناً وبهذا تخرج عن المستوى الاهتزازي لعالمنا المادي ولا نستطيع أن نراها ، ومن العالم غير المرئي لنا الجن والشياطين والملائكة والنفس البشرية بعد الموت وفى حالة النوم . وقد دل علم الميكانيكية الموجية على أن الأساس في تداخل الأجساد أو عدم تداخلها راجع إلى اختلاف المستوى الاهتزازي لهذه الأجساد أو تطابقه . فإذا كان المستوى الاهتزازي واحداً لإنتمائهما إلى نفس العالم فإن تداخلها يكون مستحيلاً ، فالإنسان بجسده الأرضي لا يستطيع أن يخترق الجدران لأن مجال المستوى الاهتزازي بينها واحد . أما إذا أختلف المجالان فإن التداخل يكون طبيعياً ، وعلى ذلك فإن وجود جسمين " أحدهما أرضى والآخر سماوي  "  متداخلين وشاغلين مكاناً واحداً في آن واحد يعتبر ظاهرة طبيعية يؤيدها العلم . وجهاز الراديو أبرز مثال لذلك ، فالكون ممتلىء بموجات لاسلكية تخترق الجدران وهى في نفس الوقت متداخلة لا يحس بعضها ببعض ولا يؤثر بعضها على بعض ، وكلها يتخلل جهاز الراديو ، فإذا استقر مفتاح الراديو على موجة معينة ألتقطها دون أن يعوقه وجود موجة أخرى في نفس المكان ذات اهتزاز أو ذبذبة مخالفة . )

ونحن نرى مروحة الطائرة إذا كانت لا تتحرك ، فإذا بدأت فى الدوران حول نفسها بدأت تغيب عن ناظرينا شيئا فشيئا الى أن تغيب عن ناظرينا. هى موجودة لا تزال فى مكانها ولكن لأن سرعة إهتزازها زاد عن سرعة الأشياء المادية لم تعد مرئية لنا .

وهناك فى إطار العالم المادى موجات ضوئية ، ولكنها تهتز بأسرع من إهتزاز ذراتنا ، فنحن إهتزازاتنا فى الأسفل ، أى 400 ألف مليون هزة او دورة فى الثانية الواحدة. فإذا زادت دورة مروحة الطائرة عن ذلك لا نستطيع رؤيتها . ولكن كوننا المادى تتراوح السرعة الاهتزازية فيه من 400 ألف مليون لتصل 750 ألف مليون دورة فى الثانية الواحدة . هنا تقع الموجات غير المرئية لنا بما فيه الضوء وهو ينتمى أيضا الى عالمنا المادى .

 بعد 750 ألف مليون هزة أو دورة فى الثانية تبدأ العوالم البرزخية بترتيب سرعاتها ، وفيها تعيش عوالم الجن والشياطين والملائكة ، والأعلى فى سرعة الدوران يتخلل ما هو أقل منها . وبهذا نفهم تكوين الأرض من سبع أرضين ، اضعفها المستوى السفلى المادى الذى نعيش فيه ، وهناك ست مستويات متوالية من الأرض التى قال عنها رب العزة أنها تتكون من سبع طرائق كالسماوات السبع ، ويتنزل الأمر الالهى بين طبقات السماوات والأرض : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)  ) الطلاق ).

 وفى أحد المستويات البرزخية للأرض يعيش الجن ، يقول أحدهم : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) الجن ) . أى هم يعيشون فى مستوى برزخى للأرض . لا يستطيعون الخروج منه الى المستوى الأعلى الذى تقع فيه السماء الدنيا . وفى مستويات مختلفة من الأرضين الست التى تعلو مستوى الأرض المادية تعيش الملائكة المكلفة بتسجيل أعمالنا ، هى تتداخل مع جسدنا المادى وتسجل ما نفعل ، يقول جل وعلا (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) الانفطار  ) ، ولكل فرد منا إثنان من الملائكة مختصون بتسجيل عمله : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق ).

والنفس البشرية تنتمى الى هذا العالم البرزخى ، هى موجودة فيه قبل خلق صاحبها ، أى إن نفسى كانت موجودة من آلاف السنين فى البرزخ قبل ميلادى ، ثم عندما جاء الوقت المحدد لها لبست الجنين الخاص بها فى رحم والدتى ، ونزلت إنسانا فى موعد مولدى ، ودخلت فى تجربة هذه الحياة الدنيا ، وخلالها تعود نفسى الى نفس البرزخ فى النوم لتستريح من هذا العالم المادى الثقيل ، فالنفس البشرية تقضى حوالى ثلث عمرها الأرضى المادى فى نوم تعود به الى منبعها البرزخى . ثم فى النهاية تعود نهائيا الى هذا البرزخ بالموت ، الى أن يحين موعد البعث ، بعد أن تأخذ كل نفس فرصتها وإختبارها فى هذه الحياة الدنيا . أى فى هذا البرزخ توجد الأنفس التى لم تدخل أختبار الحياة ، كأنفس أحفادى وأحفادى ، كما توجد فى نفس البرزخ أنفس أجدادى الموتى . والى جانب النفس توجد الشياطين التى ( تقترن ) بالنفس ، وهو القرين ، وهو الذى يختص بغواية من شاء الضلال ، فيظل هذا القرين الشيطانى يزين للنفس التى إختارت الضلال أنها على الحق ، ويظل الضال متصورا أنه على الهدى والحق الى أن يرى ذلك القرين فى الاخرة ويعرف أنه خسر كل شىء ، يقول جل وعلا : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) الزخرف  ) .

فى عوالم البرزخ توجد أيضا عذاب البرزخ لفرعون وقومه ، وهم فيه أحياء تحت العذاب الى أن تقوم الساعة ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)غافر ) وكذلك قوم نوح ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَاراً (25) نوح ). كما توجد جنة الذين يٌتلون فى سبيل الله ، وهم فيها أحياء لا يموتون ، ولا يجوز أن نقول أنهم موتى ، يقول جل وعلا : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة ) هم أحياء يتمتعون برزق الله جل وعلا حيث يشعرون بنا ولا نشعر بهم ، يقول جل وعلا ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران ).

ثالثا :

سبق القرآن للعلم البشرى :

1 ـ  تركزعلىالحجمالمادىلكوكبالأرض،وهومجردحبةرملفىصحراءهذاالكونالملىءبالنجوموالمجراتوالأبعادبينهاتُقاسبملايينالسنواتالضوئية،وتطلعتأحلامالعلماءالىحضاراتفىالكواكبوالنجوم،تستبعدأنيكونهذاالكونالفسيحيخلومنحضارت.    

2 ـ حتى الآن لم تصل حضارة الانسان الى ما أخبر به رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم . غاية ما هنالك أن الانسان  وصل الى الطرق على أول أبواب البرزخ أو ما يسميه بالعالم الموازى ، وعرف ( الأوتار الفائقة ) التى تتخطى المعروف من نظرية النسبية . وبدأت نظريات مؤسسة على نظرية الأوتار الفائقة تتحدث عن أكوان موازية ( أو برازخ ).

3 ـ كما إن إكتشاف الفمتوثانية فتح بابا جديدا يمكن به الدق على أبواب البرزخ الأدنى لنا وهو الأرض الثانية . العالم المصرى أحمد زويل إكتشف الفمتوثانية ، وهى جزء من مليون مليار جزء من الثانية.والنسبة بين الثانية والفيمتو ثانية كالنسبة بين الثانية و32 مليون سنة.وإنفتح الباب لوحدات زمنية أقصر ، هى ( أتوثانية هي وحدة زمنية تخضع لنظام الوحدات الدولي وتعادل 10−18 من الثانية، (واحد كوينتليون من الثانية ،ولسياق الموضوع فإن أتوثانية إلى الثانية يعادل ثانية إلى 31.71 مليار سنة أو ضعف عمر الكون ، تتشكل لفظة "أتوثانية" من البادئة آتو والوحدة ثانية.  وتساوي أتوثانية 1000 زبتوثانية أو 1/1000 من فمتوثانية. لأن الوحدة الزمنية التالية الأعلى هي الفمتوثانية (10−15 ثانية)، وتحدد عادة الفترة من 10−17 ث و10−16 ث بالعشرات أو المئات من أتوثانية.)  . الذى يهمنا هنا أن العلم بأجهزته المادية وصل الى ما يعتبره أقل وحدة قياس للزمن ، وهذا فى إطار عالمنا المادى الذى نستطيع إخضاعه بالتجربة وبأجهزتنا العلمية ، أى فى إطار سرعة الاهتزاز التى نعيش فى محيطها (400 ألف مليون دورة إلى 750 ألف مليون دورة في الثانية الواحدة )، فماذا عن العوالم الأخرى الزمنية فيما بعد الأوتوثانية والزبتو ثانية وأخواتها ؟ هنا الاقتراب من باب البرزخ .

4 ـ المعضلة الكبرى التى تواجهها النظريات الحديثة فى تفسير الكون والأكوان الموازية ليس فقط فى الربط بين نظرية النسبية وما تلاها من نظريات ، أو محاولة الوصول الى نظرية شاملة كاملة ، ولكنها فى تقديرى هى الجمع بين حقييتين : إنفجار خلق الكون والذى أنشا الكون والكون النقيض ، والذى تعرضنا له من قبل ، والحقيقة الأخرى هى البرازخ للأرضين الست والسماوات السبع .

أخيرا :

1 ـ  يقول جل وعلا : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك ). لو أرجع الانسان بصره ومناظيره التيليسكوبية فى الكون المرئى رجع بصره حسيرا . هذا فى العالم المادى فقط من نجوم ومجرات . هناك قرابة 170 مليار مجرة فى الكون المنظور لنا حتى الان . وتقدر المسافة  من كوكب الأرض إلى حافة الكون المرصود بحوالي   46 مليار سنة ضوئية. تتراوح أحجام المجرات وكميّة النجوم فيها ما بين بضعة الآف النجوم للمجرات القزمة, وحتى تلك العملاقة التى تضم مائة تريليون نجم . وهى ذات أشكال مختلفة : إهليلجى ، حلزونى ، وغير منتظم .والكثير منها يحتوى على ثقوب سوداء . أبعد مجرة عن الأرض : حتى مايو 1915 كانت المجرة جى اس زد 8 ـ 1 . وبينها وبيننا مسافة حوالى 13. 1 مليار سنة ضوئية . وكتلتها حوالى 15 % من كتلة مجرتنا درب التبانة . يبلغ قطر درب التبانة 100 الف سنة ضوئية، وفيها ما يربو على مئتي مليار نجم[55]، ومتوسط المسافة بين كل نجم وآخر خمس سنوات ضوئية، وتستغرق الشمس التي تبعد حوالي 30 الف سنة ضوئية عن المركز قرابة 250 مليون سنة مما نعُد لكي تكمل دورة واحدة حولها.

2 ـ ماذا عن عوالم البرازخ للارضين الست السماوات السبع ؟

3 ـ ثم .. ألا يخجل المحمديون حين يقرآون القرآن والكريم وآياته فى إبداع خلق السماوات والأرض ثم يصممون على وضع إسم محمد الى جانب إسم الخالق جل وعلا ؟ . صحيح أنهم ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .!! 

اجمالي القراءات 8916