ألف باء إسلامية لا مذهبية
عمار عرب
2016 / 4 / 24
ألف باء إسلامية لا مذهبية :
الإسلام ببساطة يعني بشكل عام " السلام " و بالتالي كل الأدبيات والتشريعات الانسانية التي تؤدي إلى السلام وعدم الاعتداء هي جزء من تطبيق الإسلام فنحن نحكم على إيمان الشخص من سلميته أما مافي القلب فلايعلمه إلا الله حتى ولو وصلت لحية الشخص إلى الأرض وعمامته إلى السماء فيقول جل جلاله بشكل واضح في كتابه المبين (ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا ) ..أما الإسلام العقيدي فهو فرع صغير من الإسلام فقط لأنه يؤدي إلى حالة من السلام الداخلي تساعد على ماسبق وهو دين كل الأنبياء .. فهو يفهمك أن ( لا إله إلا الله ) فلا تدع أحدا يستعبدك ولا تدع أحدا يفرض عليك شرعا غير شرع الله فقد ختم الشرع الإلهي بختام القرآن بآية ( اليوم أكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ..
وذلك ليخلص الناس من نكبة استعباد وكذب الأديان الأرضية إذا ما أرادوا وليس لأنه يحتاج عبادتهم ..
ليقول لك لو أردتم أشياء أحرمها عليكم فمحرماتي معدودة ليست كمحرمات الأديان الأرضية متعددة ولذلك تحتاج الأديان الأرضية لكاهن يفتي و يحرم ويرعد ويزبد بينما دين الله فطري وواضح لا يحتاج كهانة ولا سدانة ولا مجمعات ومؤسسات ومعاهد فقهية بل على العكس هو جاء ليحررنا من تحكم هؤلاء .. فيقول تعالى اخراجا لعباده من أتباع طريق الكهنة بأسمائهم المختلفة ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون )
وما نرى اليوم ليس إلا جزءا من حالة دينية طائفية أرضية و فوضوية تعبث بكل معاني الإسلام عبر تأليه أشخاص أو حتى النبي محمد ص فهم قد أضافوا أسمه إلى الشهادة وهي عمليا لا إله إلا الله فقط ليكون شريكه في الملك و جعلوه هو عليه السلام الشفيع يوم القيامة المخرج من النار ومالك يوم الدين بينما هو يقول كما أخبرنا القرآن ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ-;- إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ-;- إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) .. وما ذلك لإعطاء الإسلام حالة عنصرية قبيلية أو ( محمدية ) وليس ( الهية ) عالمية مع أن الله أوصانا أن نكون ( ربانيين ) وليس محمديين وليس مسيحيين وليس موسويين .. فكان ذلك عبر اختراع شخصية "محمد الروايات" القاتل الغازي الشهواني وليس "محمد القرآن " الخجول ذو الخلق العظيم الذي لم يرسل إلا رحمة للعالمين ولم يحارب إلا دفاعا عن النفس .. ولينقلوه عليه السلام بنفس الوقت من درجة مبلغ للرسالة القرآنية إلى درجة " مشرع " وفي هذا طبعا إعتداء صريح على حق الله في التشريع وهو المشرع الوحيد جل وعلا ... وبالتالي يستطيعون بذلك أن يضعوا على لسانه ما يشاؤون من تشريعات منحرفة أخلاقيا تلائم الحكام والكهنة على حد سواء ويكفي تزكية مجموعة أو سلسلة من الأموات ممن لا يعرف عنهم شيئا و انتهى الموضوع فيصبح الحديث صحيحا و هو أهم من القرآن و قاض عليه.. ومن ثم نسمي هذه الكتب أصح الكتب بعد القرآن كي يكتمل التأليه مع أنه كما قيل فكتاب الرياضيات للصف الأول الابتدائي أكثر صحة بكثير من كتب الروايات الأرضية .. ومن ثم نجعل نبينا أفضل الأنبياء كما فعل بنو إسرائيل الذين لم نتعلم مما فعلوه في قصص القرآن أي شيء مع أن من موازين الإيمان العقيدي عند الله هو المساواة بين جميع الرسل ليعرف الناس أنهم كلهم مبلغين وليسوا مشرعين يقول تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) ..
آن لنا أن نخرج من قصة تقديس الأشخاص لنتقدم بمجتمعاتنا دون عقد ذنب خلقها الكهنة لدى الناس دون داع ليضمنوا استمرار انغلاق عقولهم.. ولا أرى طريقة لذلك بدون تحجيم نفوذ الكهنة وتسلطهم على العباد والتشريعات العامة لينعم الناس بالحرية الفكرية المطلوبة ليهدموا أصنامهم دون خوف .. هكذا يكون برأينا أول خطوات العودة إلى الإسلام الصافي ما قبل المذاهب فاحملوا فأس ابراهيم عليه السلام الذي كان محمد عليه السلام على ملته لذلك و ابدأوا بهدم أصنامكم ..فتكونوا بعدها حنفاء حقيقيين لمن يبحث فعلا عن دين الله وليس دين القبيلة.
د. عمارعرب 24.04.2016
- See more at: http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=514600#sthash.xTw84cX8.dpuf