الجارديان": مصر تبدأ رحلة البحث عن العدالة
الخميس، 14 أبريل 2011 - 13:46
كتبت ريم عبد الحميد
تابعت صحيفة "الجارديان" البريطانية تعليقها وتحليلها لقرار حبس الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه، ونشرت تقريراً لمراسلها فى القاهرة جاك شينكر تحدث فيه عن بداية البحث عن العدالة فى مصر بعد قرار النائب العام بحبس مبارك ونجليه 15 يوماً على ذمة التحقيقات وترحيل جمال وعلاء إلى سجن طره، فى حين لا يزال مبارك فى المستشفى لتلقى العلاج.
تقول الصحيفة إن الأسلاك الشائكة والجدران العالية المحرمة أصبحت مشهداً مرعباً ومألوفاً لهؤلاء الذين تجرؤا من قبل لانتقاد العقود الثلاثة الماضية. وبالنسبة للآلاف الذى مروا على سجن المزرعة بطره وتعرضوا للتعذيب بداخله، فإن هذا السجن سىء السمعة كان رمزاً لمصر فى عهد حسنى مبارك.
وأمس الأربعاء، استقبل طره مثلما فعل مرات كثيرة من قبل، اثنين من السجناء الجدد المتهمين بجرائم ضد الدولة وهما جمال وعلاء نجلى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وقد شهدت الثورة المصرية المميزة الكثير من اللحظات المؤثرة، لكن مشهد عائلة مبارك القوية وهى مقتادة إلى زنازين مشددة أمنية استضافت من قبل معارضيهم السياسيين سيكون المشهد الأكثر بقاءً فى الذاكرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من الاحتفالات التى شهدتها مصر بعد أنباء حبس العملاق السياسى السابق، تقصد مبارك، إلا أن تساؤلات أثيرت حول ما سيحدث بعد ذلك، وكيف سيؤثر حبسه على المشهد المتقلب للسياسة المصرية مع اتجاه البلاد نحو الديمقراطية.
وتنقل الجارديان عن راجية عمران، المحامية فى مجال حقوق الإنسان والناشطة المؤيدة للتغيير قولها إنها تشك فى إمكانية إطلاق سراح مبارك بعد كل ذلك. فهناك غضب كبير فى الشارع المصرى بشأن عدم تحقيق مطالب الثورة، وتم اعتقال أسرة مبارك فى محاولة لتهدئة الشعب، والإفراج عنهم بعد ذلك سيكون بمثابة الانتحار السياسى.
وتنقل الصحيفة كذلك عن عدد من النشطاء أسفهم لأن حبس مبارك لم يحدث إلا بعد تحركهم فى الشارع رغم سعادتهم بهذا الحدث. فيقول عمرو غربية الذى وجهت إليه تهمة القذف فى ظل نظام مبارك إنه يأسف لأن حبس مبارك كان بسبب تحركهم فى الشارع وليس لأسباب تتعلق بالعدالة، واعتبر أن ذلك يدل على الحاجة إلى استمرار الضغوط من جانبهم على المجلس العسكرى. فى حين قال ناشط آخر إنه لم يشعر بالراحة إزاء أنباء اعتقال مبارك لأن ذلك لم يحدث إلا من خلال كثير من الضغوط وكثير من التضحيات.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن كل الأعين ستتجه الآن نحو رد الفعل فى السعودية التى سعت عائلتها المالكة إلى بذل جهود كبيرة فى القاهرة وواشنطن من أجل عدم محاكمة مبارك، فهى لا تريد أن ترى رئيس دولة عربية يتعرض للمحاكمة والمساءلة.