أحوال العباد تحت نير الاستبداد

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٢ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أحوال العباد تحت نير الاستبداد

مقدمة :

تعليقا على المقال السابق كتب لى أخى الاستاذ عبد الله : ( استاذ احمد .  لقد ضحيت كثيرا ولو بلغ الحق فردا واحدا خير من امة العبيد لغير الله جل وعلا الخانعة لحثالة الحكام المستبدين. فلا تحزن ، فلسوف تترك خلفك جيلاا من الاحرار جيل ( لااله الا الله ) فلا تيأس ...والله غالب على امره.). وكتب أخى الاستاذ سعيد على : ( لن نكون عبيدا إلا لله جل وعلا : أتفق تماما مع المقال الأول و التعليق عليه في هذا المقال و أؤمن بكل ما جاء في القران الكريم من قصص تأريخية و أحكام و تبيان . اللهم آمنا في كل بقعة أرض نمشي عليها ، وسنصدع بالحق ، وبالحق نتمسك إلى آخر عهدنا بهذه الفانية  .).وكتب ابنى الحبيب أحمد : ( أعدك يا أبي بإخلاص بأنني سأبذل جهداً واعياً وجاداً للتخلص من بقايا ورواسب ثقافة العبيد الموجودة في تلافيف مُخي، لكن الأمر يتطلب بعض الوقت والتفكير . ). وآثر كثيرون الصمت .!! . وكتب آخرون يخالفوننى فى الرأى . بعضهم كتب يسبّ ويشتم يصفنى بأنى عبد لأمريكا واسرائيل ، فحذفت تعليقه وطردته من الموقع . ونحن أحرار فى امريكا والغرب ، يكفى ما يفعله المتطرفون السنيون اللاجئون للغرب وكيف يستخدمون الحرية الغربية ، أو بمعنى آخر كيف يسيئون إستخدام الحرية المُتاحة لهم فى الغرب ضد الغرب ، وهو الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من من خوف .!

تنوع المواقف هذا أوحى لى بكتابة هذا المقال عن ( أحوال العباد تحت نير الاستبداد )

أولا :  رؤية عامة لأحوال الناس تحت نير الاستبداد العربى :

1 ـ هناك النشطاء الذين يتصدون للمستبد وهم نوعان : حقوقيون يهبون طلبا للإصلاح دفاعا عن حقوق الانسان أو طلبا للحرية والديمقراطية والعدل ، أو لمطالب فئوية . النوع الآخر يتصدى للمستبد ينازعه السلطة يسعى اليها ، وإذا وصل اليها بشعاراته البراقة لا يلبث أن يصير مستبدا هو الاخر . يكفى أن المصريين حملوا السيسى للرئاسة كراهية فى الاخوان فكافأ المصريين بأن كان الأكثر إستبدادا والأكثر قهرا وقمعا وتعذيبا لمن أوصله الى الحكم .    

2 ـ هناك خدم المستبد . وهم أنواع : منهم الأمن والجيش ( كلاب حراسة المستبد ) والقضاة ووكلاء النيابة وترزية القوانين ورجال الدين ورجال الأعمال ورجال الاعلام ، وهم الذين يصيغون وعى الشعب ليكون الشعب رعية ورقيقا للمستبد يقومون بتوجيه غضب الشعب نحو عدو وهمى فى الخارج أو فى الداخل .

3 ـ ثم هناك القطيع الذى يسير ( جنب الحيط ) يعيش فى سلبية يبتعد عن المشاكل ، ويركز همّه فى شئونه الشخصية والعائلية وطلب الرزق .

ثانيا : تعامل المستبد مع الأصناف الثلاثة :

1 ـ المستبد العادى يوجه قمعه بدرجات مختلفة للمعارضة . منهم من يسمح بحرية محسوبة للنباح وحرية تحت السيطرة للندوات والاجتماعات والمؤتمرات لينفّس الغضب المكتوم ، ولكن يمنع المظاهرات ويمنع أن يصل الانتقاد الى شخصه ، أى يظل النقد محصورا فى بعض المسئولين . وهو فى نفس الوقت يمنح الثروة والنفوذ لأتباعه ، ولا يتعرض بالقهر للقطيع الساكت الذى يسير جنب الحائط . وفى كل الأحوال فهذا المستبد العادى لا يُلزم أحدا بمدحه وتقديسه وتبجيله . هذا ما كان يفعله حسنى مبارك.

2 ـ المستبد المتطرف : هو الذى يُلزم الشعب كله بتقديسه وتعظيمه والتسبيح بحمده ، ولا يرضى بالسكوت عن هذا . يفرض على كل فرد أن يعلن وبكل الطرق ولاءه له . هذا ما كان يفعله صدام والقذافى ، فالويل لمن كان لا يرفع فى بيته صورة صدام وأسماءه الحسنى التسع والتسعين، والويل فى ليبيا القذافى لمن لا يقدس الكتاب الأخضر  . والقذافى كان يطارد  الليبيين الفارين من قهره يتابعهم فى الخارج يعاقبهم على أنهم ليبيون ، ويصفهم بالكلاب الضالة . وهذا المستبد شديد الوحشية فى التعامل مع من يشكُّ فى ولائه . وهو يعاقب المجموع بذنب الفرد . صدام تعرض موكبه لاطلاق النار فعاقب المدينة كلها . ثار عليه بعض الأكراد فأباد قرى بالغاز السام . والقذافى إرتكب مذابح لخصومه ، وقتلهم فى الشوارع ومنع ذويهم من دفن جثثهم .! بالتالى لا معارضة بأى شكل من الأشكال .

ثالثا : لا أمن ولا أمان فى دولة المستبد

1 ـ القاتل لفرد يعيش فى خوف يتوقع من سيأتى ليأخذ منه بثأر القتيل . هذا فيمن قتل فردا فكيف بمن يقتل شعبا ؟ المستبد هو أكثر الناس رعبا ، ضحاياه بالملايين ، اشباحهم تطارده كوابيس فى نومه . كلما إزداد رُعبا من احتمال الانتقام إزداد قسوة وتعذيبا وسطوة ، وكلما إزداد طغيانا إزداد خوفا ، وهكذا يظل يدور فى دائرة الخوف والظلم الى أن ينتهى موتا أو قتلا . لا يستطيع ترك عرشه لأنه بزول سلطانه سيكون مصيره فى يد غيره . وحتى لو كان هذا الغير صديقا له فسيضحى بالمستبد المعزول عند أى أزمة . لذا لا بد للمستبد أن يتشبث بالسلطة ليحمى نفسه وأسرته وما نهبه من أموال . اى لا بد أن يواصل القمع والتعذيب ليضمن ركوع الشعب له بلا تذمر ، وهذا كى يشعر بالأمان ، ومستحيل أن يشعر بالامان . مرة من المرات قبضوا علىّ فى المطار واحتجزنى فيه حتى قبيل الفجر ، ثم ذهبوا بى فى موكب حراسة من  عشرات السيارات الى مبنى أمن الدولة . تأملت موكب العربات المخصصة لحملى الى هناك وقارنت هذا الموكب بموكب حسنى مبارك . قلت لنفسى : كلانا أسير . ولكننى أسير لبعض الوقت ولكنه سيظل أسيرا طيلة حياته .!

2 ـ دائرة الخوف تعصف بحاشية المستبد . المستبد يضحى بأقرب الناس اليه لمجرد أن يتخذهم كبش فداء  ، وربما لأن أحدهم لم يصبح محل ثقته ، أو أصبح محل شكّه. هناك دسائس القصور وكيد الحاشية بعضها لبعض . النتيجة الحتمية أن دائرة الرعب تجتاح الملأ من كبار القوم ، والصراع حول المناصب يستهلك الجميع من كبار صغار المسئولين الى صغار كبار المسئولين حتى بدون تدخل المستبد ، ولهذا تتغير الوجوه وتتبدل ، ويكون الطريق قصير جدا بين بوابة مصعد الوزارة وبوابة السجن ، وممكن جدا أن ينتقل مسجون الى كرسى الوزارة وينتقل وزير الى الزنزانة . كان هذا مجمل الحياة السياسية فى العصور الوسطى ، ولا يزال سائدا مع دولة الاستبداد العربى. وبالتالى فإن عدم الأمن لا يقتصر على الناشطين والطموحين فقط بل يشمل أعوان السلطان.

3 ـ بل يشمل أيضا القطيع الخانع الخاضع الخانع . ليس فقط لأن سياسة المستبد وفساده ونهبه الأموال ينعكس أثرها على حياة الناس فقرا وحرمانا وغلاءا للأسعار ، ولكن لأسباب أخرى: المستبد يحتاج الى تلفيق قضايا لشغل الناس أو لارهابهم . ودوريا يتم القبض على بعض الأبرياء وسجنهم وتعذيبهم وتسليط الاعلام ينهش أعراضهم ، وبعد فترة يطلقون سراحهم ليكونوا عبرة . هذه سياسة مستمرة ومستقرة لارهاب الناس ، وضحاياها من القطيع الخامل الخانع الخاضع . أى لا يحميه خموله وخضوعه وخنوعه من أن يذوق التعذيب . ثم هناك عامل آخر هو الفساد السياسى الذى يمتد ليصادر العدل . المستبد قد يعلن أنه يجعل القضاء بين الناس بعيدا عن تدخله وأنه يكتفى بمطاردة خصومه بأمن الدولة ومحاكم أمن الدولة والقضاء الاستثنائى والعسكرى . وليس هذا صحيحا ، لأن العدل بين الناس العاديين لا بد أن يتأثر بهذا الفساد . الواسطة والمحسوبية والشللية تكوّن مراكز قوى ، وصاحب المال يتحالف مع صاحب النفوذ ، وصاحب النفوذ ( من ملازم أول شرطة الى جنرال ) يبحث عن كفيل ميلونير أو بليونير حسب رتبة صاحب النفوذ . والشرطة ترى نفسها سيدة الشعب وليست خادمة للشعب وهى لارهاب الشعب وتعذيبه . وبالتالى فضابط الشرطة يريد الترقى يقوم بتلفيق التهم للأبرياء فى ثقافة المستبد التى تعنى أن البرىء متهم ، وينتظره السجن بشريعة الحبس الاحتياطى . بهذا يمكن لأى ثرى أن يعطى رشوة لأى ضابط كى يعذب فلانا ويحبسه ويلفق له قضية . فلان الضحية هو من الأغلبية الحاملة الخانعة الخاضعة . أى لا يحميها خمولها وخضوعها وخنوعها من أن تذوق التعذيب. لا وجود للأمن فى دولة يعلو فيها الرئيس على القانون ولا يخضع فيها الرئيس للقانون .

4 ـ فى كل الحالات فالتعذيب هو المرادف للسجن . سواء كان سجنا مزخرفا  على هيئة قصر للمستبد محاط بالحراسة التى تكتم حريته أو السجن العادى . والتعذيب يصيب الجميع ، سواء كان رعبا يرتجف منه المستبد خوفا من تآمر عليه ،محتمل او حقيقى ،فهو لا يثق فى أحد ولا يمكن أن يشعر براحة البال ، أو كان تعذيبا جسديا يقع على جسد الضحية فى السجون . التعذيب الجسدى يتوقف بتوقف التعذيب أو بالاغماء ، ولكن التعذيب النفسى بالخوف لا يتوقف . وهذا التعذيب النفسى قد يؤدى الى عذاب جسدى ، بأمراض عضوية بالقلب والمعدة والأمعاء والمخ والأعصاب .  

5 ـ الاستبداد السياسى قرين الكفر بالله جل وعلا ، وهو أيضا هلاك للوطن والشعب ، والمستبد وحاشيته فى أوائل الضحايا. رئيس الدولة السابق فى النظام الديمقراطى يعيش شيخوخة سعيدة آمنة مع أبنائه وأحفاده ، لا يمكن أن يتحقق هذا للمستبد ، عليه أن يظل فى صراع الى أن ينتهى بالقتل أو الموت أو السجن . وتتجدد مشكلة وراثة العرش وتبادل السلطة وسط الفتن والمؤامرات وإستبدال الحرس القديم بالحرس الجديد ولا يخلو هذا من سجن وقتل وسلب ونهب أو بتعبير دبلوماسى : مصادرة الاموال ووضعها تحت الحراسة.

أخيرا : كيف يتحقق العلاج :

1 ـ لا أمل فى إصلاح المستبد . هو لا يثق باحد . ولا يمكن أن يتنازل عن سلطته الاستبدادية طوعا ، لا بد من إرغامه بالقوة . المشكلة أن القوة التى ترغمه هى التتى تتولى السلطة بعده ، وتحكم بنفس الاستبداد ، أو بالتعبير القرآنى البليغ (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ )(45) ابراهيم ).

لو قامت ثورة شعبية تلقائية فمصيرها أن تنتهى الى الفاسدين من حاشية المستبد المعزول، وتتكرر دائرة الفساد والاستبداد كما حدث فى مصر .

لو حدث تدخل خارجى أزال سلطة الاستبداد وأعطاها للزعامات الشعبية والدينية كما حدث فى العراق، فإن ثقافة العبيد ( سلبية الأغلبية وجهلها ) مع ثقافة الاستبداد ( للملأ ) ستنتهى الى فوضى ، خصوصا وأن المستبد الذى يعمّر كثيرا فى السلطة يقوم بتجريف الشعب من عناصره الطيبة ، فهو عدو لدود لأصحاب الخبرة ولا يعتمد الا على أهل الثقة من الجهل الذين يتم تلميعهم وهم مجرد حيوانات ناطقة تنطق بالهتاف للحاكم ، ثم تكون هى وحدها الباقية بعد تصفية العناصر الطيبة المؤهلة . بسقوط المستبد وإنهيار نظامه يبقى على الساحة تلك الحيوانات الناطقة ، ومع جهل العوام يسقط النظام فى الفوضى وقد يتمزق الوطن ويتقاتل الشعب طوائفا وميليشيات ، كما يحدث فى الصومال وليبيا والعراق .

2 ـ التحول الديمقراطى من الاستبداد الى الحرية السياسية والدينية والفكرية والابداعية لا يحدث بين عشية أو ضحاها . الديمقراطية تستلزم ثقافة ديمقراطية راسخة يتعلمها الفرد فى البيت وفى المدرسة ويتنفسها فى حياته ، بدون هذه الثقافة الديمقراطية تتحول الحرية الى فوضى ويصبح المفكرون الحقيقيون أسرى للرعاع الذين لا يقرأون ولا يفكرون ، وبالتالى فلا يربح إلا زعماء الرعاع ، ولأنهم رعاع فلا يجيدون إلا أسهل الحلول وهى رفع السلاح ، فتنتشر حمامات الدم . والحرب الأهلية إذا قامت فمن الصعب إيقافها سريعا لأن قادتها مجرمون حقيقيون. وهو ما يحدث الآن .

3 ـ لذا فإن المستبد ينزعج جدا من حرية الاعلام وحرية الرأى والفكر والابداع . لأن الأمة الجاهلة أسلس قيادة من الأمة المتعلمة كما قال الخديوى سعيد باشا . بحرية الاعلام وبالتعليم الحقيقى يتأسس الوعى وتتركز ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان وكرامة الفرد ، ويصبح معروفا أن من فى السلطة هم خدم الشعب بأجر وبوقت محدد وتحت المُساءلة وإمكانية العزل والمحاكمة والعقاب .

4 ـ وبمقدار حرص المستبد على محاربة التنوير يكون حرص الأحرار المفكرين على توعية الشعب مهما تعرضوا من النكال وتشويه السمعة من مستبد يسيطر بأجهزته وعلاقاته وأمواله . الأحرار المفكرون ينظرون الى تاريخ الغرب الذى ناضل قرونا حتى إستحوذت شعوبه على حقوقها وأصبحت هى مصدر السلطة . والأحرار المفكرون المسلمون يقرآون القرآن يتدبرون آياته ليأخذوا من تشريعاته وقصص فرعون دليلا يؤكد وجوب النضال من أحل العدل والحرية . وتواجههم ثقافة العبيد التى نشرها المستبد والتى تعلّق كل الخطايا فى شماعة أمريكا واسرائيل لتكون صفحة المستبد طاهرة ناصعة نقية ، بينما كهنوته الدينى يطارد المصلحين من المفكرين المسلمين يتهمهم بالكفر وبالعمالة للغرب واسرائيل .

5 ـ الصمود هو السبيل . صمود الدعاة للإصلاح وصبرهم ، والحق والصبر مقترنان ، وبالتواصى بالحق والصبر ينجو الشعب من أسفل سافلين، فبهذا أقسم رب العزة جل وعلا بالعصر فى سورة العصر . بالتواصى بالحق وبالصبر وبالصمود تتسع دائرة التنوير وتصبح مسيرة فكرية ينتظم فيها الالاف ثم الملايين ، يقفون جميعا يطالبون بالقسط إنقاذا للمستبد من نفسه وإنقاذا للشعب من بطشه . الوقوف جمعا واحدا من الناس من رجال ونساء وشباب وشابات هو معنى قول رب العزة ( ليقوم الناس بالقسط ) . قيام الناس بالقسط يعنى قيامهم معا بالمطالبة به وقيامهم معها فى تطبيقه بما يعنى أن إقامة الناس للقسط هى  المشاركة السياسية للمجتمع كله وتنفى الخمول والسلبية . وهذه المشاركة العامة للشعب تجعله شعبا من النشطاء ، فلا يبقى مجال للدجالين من رجال السياسة أو رجال الدين.  نرجو تدبر هذه الاية الكريمة التى تجعل إقامة القسط هدفا لكل الرسالات السماوية ، وأن البديل عن إقامة القسط هو اللجوء الى الحديد ، أى  السلاح والقتال والمذابح ، يقول جل وعلا  : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد  ) . هؤلاء الذين يدعون الى إقامة القسط والى أن يقوم الناس بالقسط هم الذين ينصرون الله جل وعلا ورسله .

6 ـ والبداية أن تحدد عدوك . وهو هنا المستبد وأعوانه وأجهزته . ومعنى أن يكون عدوا أى لا مجال للدفاع عنه أو تبرير ظلمه ، والذى يفعل ذلك هو من أعوان المستبد ، أى هو عدو لنا مثله . والذى يشتتنا عن هذه الحقيقة بمقولة أن العدو هو أمريكا واسرائيل ليس إلا ذيلا للمستبد وتابعا له ومعطلا لمسيرة التنوير والقسط .

7 ـ فى عصرنا البائس وصل المستبد العربى الى حضيض الحضيض، لم يقهر فقط المواطن بل أنتج  داعش وأخواتها وجعل الشعوب تتقاتل فى داخلها فى حروب أهلية تتنقل فيه المذابح بكل حرية وتفاخر من مدينة الى أخرى ، وجعل الأوطان تتقسم وتتجزّأ بين الميليشيات المجرمة ، واباح قتل الأطفال وإغتصاب النساء وتشريد المواطنين وحمل الملايين على الهجرة لجوءا للغرب ، وعلى الهرب بمراكب ليكونوا طعاما للأسماك . لا مجال للتصالح مع هذا المستبد العربى ، ولا مجال فى موقعنا للدفاع عنه . موقعنا أهل القرآن ساحة للأحرار وليس سوقا للعبيد والرقيق .

اجمالي القراءات 7634