نعم أنتم تشركون بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الناس لا يشعرون حين يخالفون كتاب الله لطاعة فقيه أو اتباعا لحديث نبوي مخالف لكتاب الله.... أنهم يقيمون إثما كبيرا.
فالله تعالى يقول: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }الأعراف3؛ فالانقياد التام للشيخ بلا تمحيص ولاية مذمومة، والانقياد للبخاري فيما خالف به القرءان ولاية مذمومة، وطاعة كل ما جاء بصحيح مسلم ولاية مذمومة، وهذا من الشرك الذي يحذرنا الله منه، لأن هؤلاء المنقادين يقدمون فقه الرواية على فقه الآية لذلك فهم مشركون وإن قالوا لا إله إلا الله ألف مرة.
ولقد صرح بهذا النوع من الشرك فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر السابق بجريدة الأهرام تحت عنوان [ هذا هو الإسلام ] بالصفحة رقم 24 الصادرة بتاريخ 9/1/2010 ما نصه الآتي:
[....بينما يرى جمهور الفقهاء والمتكلمين أن نسخ القرءان بالسُّنَة جائز لأن كليهما وحي من الله تعالى...]...بما يعني أن الحديث النبوي يتم العمل به ولا يتم العمل بالآية القرءانية حين يوجد الاختلاف بينهما في حكم المسألة الواحدة، وطبعا يكون حكم الأحاديث القولية هو الحكم الأشد.
فإذا أضفنا لذلك فتاوى مشايخ السلفية من عينة مضاجعة الوداع بما يعني السماح للرجل بمضاجعة زوجته بعد وفاتها، ومنع نوم المرأة بجوار الحائط لأن الحائط مذكر وهي أنثى وقد يقع عليها فتحمل منه، وفتوى ضرورة قتل ميكي ماوس لأن النبي أمر بقتل الفئران في الحل والحرم، وجواز أكل لحم العفاريت، وحدوث الإخوة والتحريم إذا ما رضع الصغيرين من جاموسة واحدة، وأن يقول أحدهم بأن وجه المرأة كفرجها، وغير ذلك من الأمراض العقلية التي تؤكد ضرورة الاستغناء عن هذا المستوى الفكري بأكمله حتى يحفظ المرء على نفسه عقله ودينه،
وإنني أؤكد لكم بأننا تحت سطوة تشرد فقهي وفكري نستمع له ونطيع ونظن بأننا على الحق المبين....بينما هم يدفعوننا للإشراك دون أن ندري....نعم نحن نشرك رسول الله مع الله في الحكم بينما يقول تعالى :
[....وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }الكهف26.
ويقول تعالى [.....وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }الرعد41.
ويقول سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى10.
لذلك لا تعجب إن كنت أنت بذاتك أحد المشركين فإن الله تعالى يقول:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }يوسف106.
فحذار من المناهج التي تدفعك للإشراك دون أن تدري..
• السنة النبوية المخصصة لعام القرءان الكريم.
• السنة النبوية المقيدة لمطلق القرءان الكريم.
• السنة النبوية الناسخة لحكم ثبت بالقرءان الكريم.
• السنة النبوية التي جاءت بأحكام لم ترد بالقرءان الكريم.
إنهم لا يستحون حين يقومون بتقديم فقه الرواية على فقه الآية....بل ويعتمدون خرافات بكتاب البخاري تقول بأن ماعز أكلت آية الرجم فلم يتم تدينها بالقرءان بعد أن كانت تتلى حتى وفاة رسول الله....فلست أدري أين الحياء من الله؟.
وصدق الله العظيم قائلا: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30.
إنهم يكذبون الله تعالى القائل {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }الجاثية6.
فذلك وغيره هو سبب أني أنادي بتعديل علم أصول الفقه الإسلامي...حتى يضمر الإشراك في نفوسنا ولا يجد له متنفسا نطلق عليه لقب أنه [علم].
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي