بسم الله الرحمان الرحيم
لا أقول غوصوا في العلم حتى الغرق بل غوصوا في القرءان حتى النجاة.
إلي كل من يقرأ هاذا المقال:
أرجو بعد التعليق أن تمنح درجة ما بين 0 و 9 لتبيان مدي موافقتك.
لا شك عندي أن كلمة القلب كانت تستعمل قبل نزول القرءان لتدل على تلك العضلة التى في جسمنا وتضخ الدم. وأن العرب حملوها كل عشقهم وكرههم وإيمانهم وكفرهم. وقد شاع هاذا المعني وطغي علي غيره من المعاني، أما أن القلب بمعني العقل، فهاذا ما ذهب إليه القرءان، ونحن معه سائرون.
وانظر كيف يعلمنا الله في قوله:
"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
قال (قلوب يعقلون بها) فبماذا نعقل؟
وقال (تعمى القلوب التي في الصدور) وقد ترى شيئا ولكنك تعمى عن عقله، وفهمه. وسنعود لمعنى الصدور.
ونجد في (لسان العرب) إشارة لأن القلب هو العقل، وفيما يلي نصه:
وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذهب عَقْلُكَ؟ وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ. (إنتهي)
غير أن صاحب السان قال (قد، وجائز) مما يدل على أن المعنى الراسخ لديهم هو أن القلب إن إستعمل بمعنى العقل فإن ذالك يكون مجازا .
أما عندي فإن القلب هو العقل، وإذا قلنا العقل فإننا ندل عليه بإحدي وظائفه
ذالك أن القلب عندي هو العضو الموجود داخل الجمجمة وفي قلبها (وسطها) تماما، ووظيفته العليا أن يعقل (السببية) أما ءافته فهو متقلب، وهو يعقل بتقليب الأمور والنظر أي التفكير فيها والمقارنة والإستدلال. وتأتيه الصورة مقلوبة من العينين فيقلبها(بصريات) ليرى. وتأتيه الموجات الصوتية (سمعيات) فيقلبها إلى كلام.
وإذا تابعنا مادة (ق ل ب) سنجد أن القلب يستنفذها كلها
وهو الذي يفهم ويعي، ويفقه ويجهل، ويأخذ ويرد، ويقتنع ويشك، ويؤمن ويكفر. والقرءان يقول لنا هاذا كله
أما العضلة الضاخة للدم، فهي تحت سلطان ذالك المتحصن في الجمجمة، ذو التلافيف والعقد، المتحكم في كل الجسد.
وألو الألباب الواردة في القرءان تتحدث عن مكان القلب، فاللب هو الوسط كل شيء أو أصله، أي قلبه.
"قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين"
فهل نزل القرءان على العضلة الضاخة للدم أم على عقل الرسول (ص)
أما الصدر (الصدور) الوارد في الآية
"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فهو الرأس المعلق فوق أعناقنا.
ذالك أن الصدر هو بداية كل شيئ كما تقول (صدر الشهر) أي غرته، وتقول في صدر كلامي. فماذا أول عن رؤوسنا.
كما أن الصدر يعني الأعظم والأهم فنقول فلان صدر القوم .ونقول العاصمة قلب البلد (حتى وإن كانت على أطرافها) وماذا أعظم وأهم من رؤوسنا .
ومن طرائف الإعتراضات التي قد ترد علينا هنا، قول البعض أن الإنسان يحس بانقباض أو إنفراج في حالات كالفرح والحزن، ورؤية الحبيب أو العدو، وحال الإطمئنان والفرح.
ولكن تفسير ذالك فهو في غاية البساطة، وهو أن الإنسان إذا ما انفعل تتغير حالة جسمه بما يتطلب إفراز مادة ما (هرمونات مثلا) لتناسب كل حال. ففي الخوف مثلا تتزايد نبضات المضخة (القلب سابقا) وتعمل الرئتان بسرعة أكبر وتتضخمان أكثر من المعتاد فيؤدي ذالك النشاط (المفاجئ أحيانا) إلي الضغط على الضلوع وعلى العضلة الضاخة مما يوهم بأنه يحس. وقس على ذالك ما تمر به من حالات.
ويعلمنا الله في القرءان أن الجلد يستجيب لتأثير القرءان
"الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد "
فانظر حكمة الله وعلمه، فعندما تفهم القرءان، وتمر بك ءاية عذاب بالنار، فتخاف ينصرف قلبك (عقلك، حيث يعقل أي يربط بين النار والجلد) لجلدك ويفرز المادة اللازمة لضم الجلد إلى بعضه فتشعر بالقشعريرة، ويحدث عكس ذالك عندما تمر بك ءاية نعيم الجنة أو المغفرة والرحمة. وأنظر إشارته لفاعل هاذه الحالات ,,,, القلب.
الإقتراحات:
1- القلب هو العضو الموجود داخل الجمجمة، وهو المسئول عن كل وظائف الجسم المادية، كما يفكر
ويعقل.
2- تسمية العضلة التى تضخ الدم: الـ (مِضَخُ الدم)
3-إستنكار تسمية (القفص الصدري) وتثبيت تسمية العظام التي تحيط بالرئتين ومضخ الدم: الضلوع
3- الموازنة: فهم جديد وحقيقي لما يلي :
وسوسة شياطين الإنس والجن، مرض القلب، ختم الله على القلوب، الإيمان والكفر، النفاثات في العقد.
العقل.