الأحتفال بمولد الأنبياء ورسل ليس من دين الله في شيء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا} [المائدة 57]

ابراهيم احمد في الأحد ٢٨ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

جميعنا نحب الأعياد و نحب الأحتفالات ونحب كل ما يدخل البهجة وسرور إلى قلوبنا ويزيد الرابطة والمودة بيننا ، و الإسلام لأنه دين التسامح و السلام ، ولأنه دين الله الرحمن الرحيم ، فمن سماته واهدافه ان يدخل الفرح وسرور للناس ، فضلاً عن من اتقى الله فاؤلئك تكرر قول الرحمن فيهم [ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] ، والأعياد و الأحتفالات بختلاف ايامها واشكالها وطرقها الا ان هدفها واحد وهو ادخال البهجه وسرور للناس ، و بخلاف السلف وتراث الشيطاني الذي يريد منا ان نزرع الضغينه وكل حقد وكره ، وأن نكون اناس عنصريين وجوفائيين في تعاملاتنا ، فقد حرموا علينا السعادة ومنعوا علينا ان نحتفل بالأعياد لتبادل المحبه و الموده بيننا ، وبتدعوا مقابل ذلك اعياداً خاصة بهم ونسبوه للدين الله ، كما سبق وان افتروا على الله الكذب ونسبوا احاديث لم ينزل بها الله من سلطان ، ورغم ان كل ايام الله هي اعياد في حد ذاتها ، وليس مجرد عيدين كما يزعمون ، لأن كل يوم يقع فيه حدث على نفسك هو يعتبر من ايام الله ، فالله تعالى امر سيدنا موسى عليه السلام ان يذكر قومه بايام الله التي انجاهم فيها من طغيان فرعون لعلهم يتذكروا فايشكرون {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} وايام الله واجب تذكرها لشكر الله على نعمه التي وهبها الينا ، فاشخص مثلاً قد تزوج فايكون زواجه هذا من ايام الله لأن يذكره بنعمة الزواج التي وهبها الله اليه فا يشكر الله على هذه النعمة {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، وكذلك الأمر ينطبق عند الأحتفال بمولد احد الأبناء ، فالحتفال به شكر لنعمة الله على المولود الذي وهبها الله للزوجين ، بالإضافة إلى ان الأعياد بمختلف اشكالها هي عادة اجتماعية لكل قوم طريقتهم في الأحتفال ، مثلما كل قوم لهم طريقتهم في نوع الأكل و طريقة الملبس فاهل سوف يحاسب الله الناس على نوع طعامهم او شرابهم او ملبسهم او طريقة احتفالهم ؟ .. نتذكر كذلك قوله تعالى لرسولنا موسى عليه السلام حين وعده الله بيوم .. اسماه يوم الزينة فقال سبحانه {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } .. وكذلك سيدنا عيسى عليه السلام دعا ربه ان ينزل عليه وعلى قومة مائدة طعام تكون لهم عيداً فقال {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} ، ونحن ندعوا الله كذلك ان يجعل ايامنا اعياداً وفرح وسرور لجميع الأهالي، وأن ينصرنا على الطواغيت.

- ونحن كا أهل القران نعلم جيداً أن الأحتفالات والأعياد كما سبق وقلنا هي في النهاية مجرد مناسبات هدفها أدخال البسمة والسرور على الناس ، وليس لها علاقة بالدين ، حتى في عيد الفطر وعيد الاضحى فاجميعها نتجت عن عادات أجتماعية لكل شعب ، وليست وحي من الله ، بتالي فافعلها او تركها ليس حلالاً او حراماً لأنه لا يحلل ويحرم إلا الله سبحانه وتعالى وحده ، ولست أنا او غيري من يحق له ان يحلل أو يحرم الا بما أقره الله تعالى في كتابة الكريم ، لكن نشير إلى بعض خطورة العادات التي قد لا ينتبه إليها البعض ، وهي الصاق الأمر بدين أو مايعرف ب( الإفتراء على الله كذباً ) فالأعياد كما نعلم هي عادات اجتماعية عند كل شعب ، فاكل شعب له طريقتة وأسلوبه الخاص في ممارسة الأعياد والأحتفالات ، كما ان لكل شعب طريقتة الخاصة في الملبس و المأكل ، لكن الخطورة تكمن حين يرتبط الأمر بدين كالذين ينسبون احاديث بشرية كاذبه عن النبي ويجعلون منها وحياً مع كتاب الله او كالذين ينسبون الطب البدوي القديم من بول الأبل والحبة سوداء و سبع تمرات عجاف ، ويجعلوا من هذا الطب البدوي إلى طب نبوي موحى من السماء او كمن يقدسون. اطعمه معينه بزعم ان النبي كان يأكل منها .. كالذين يقولون انه لا يوجز اكل التمر مع الخيار او مع المخلل بسبب ان النبي ولا صحابة قد فعلوا ذلك او كالذين يختلفون بين تعظيم البطاطس و الكوسة هذا كله دجل و كذب وأفتراء على دين الله ، وتخذ دينه لعباً ولهواً.

- وطالما أننا الأن بصدد الحديث عن الأعياد و الأحتفالات فلا بد أن نتطرق للحديث عن للأحتفال بمولد النبي ، و بنظرة شخصية اقول أن الأحتفال بالمولد النبوي هو بدعه و افتراء في دين الله ؛ لأأنه يجسد لدى الناس خصوصاً الجيل القادم من الأبناء الصغار تقديس لشخصية النبي بذاته ، وليس تقديس للرسالة القرانية ، و كما يفعل أهل السنة من تقديس لكتب التراث من الاحاديث التي تفتري على الله ورسوله الكذب ، وتجعل الرسول بنسبة للمسلمين هو الاله الذي يشارك الله سبحانه وتعالى في شرعة ، وهو من تعرض عليه اعمال العباد ، وهو من يشفع لأمة يوم القيامة وهو من يذكر اسمه في التشهد والاذان الخ الخ من الموروثات و العادات المنحرفه ، تماماً كما يفعل ويعتقد المسيحيين تجاه المسيح عيسى عليه السلام من انه صلب لكي يكفر خطاياهم ، وبالأخرة سوف يقوم من بين الأموات ليشفع هو وأمه مريم عليهما السلام لهم ، بذلك هم يحتفلون بمولده وما يعرف كذلك بيوم قيامتة ، كل هذه أفكار نتجت عن دس التراث المنحرف إلى دين الله ورسالتة عن طريق افتراء الشياطين ، كما سبق واشار سبحانه بقوله { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} وصدق الله العظيم.

- وعلى ذلك الله تعالى حذرنا في اكثر من ايه عن عدم التفرقة بين الرسل فقال سبحانه {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } ، وقال سبحانه {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } ، ومن المؤسف أن نجد هذه العادة السيئة لازال يعترف بها من قبل بعض الأشخاص الذين يدعون إلى الفكر التنويري و تبرئة الإسلام من خرافات الموروث ، فامن غير المعقول أن نلوم أهل المذاهب في شركهم بمناهج تخالف القران وأن ندعوهم إلى عدم التفرقة بين الرسل ، ثم نأتي في نهاية ونقيم أحتفالاً للنبي محمد عليه السلام هذا ليس منطق بل هو تناقض فكري و سلوكي من وجهة نظري ؛ فأن ضل كل شخص يقدس الرسول الذي بعث لأمته ، ويقيم له أحتفالات ويدعوه لكي يشفع له يوم القيامة هكذا سوف ينحرف الناس عن المسار و الصراط المستقيم الذي أمرهم الله تعالى ان يتمسكوا به فقال { وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وعليه فأن اتبع الناس السبل وتفرقة بالدين لن يفهم الناس جوهر الإسلام الحقيقي الذي انزله الله لكي يكون سلام على الناس وهدى ورشاد لهم إلى طريق المستقيم ، وليس لأجل تفرقتهم الى مذاهب و أديان وفرق وحزب و شقائهم اكثر فااكثر {طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } .. فالله تعالى لم يقل لنا أعبدوا الرسل والانبياء حتى نقيم لهم قبور نحج اليه او أعياد ميلاد نحتفل بها الخ {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } فما نراه من هذه الأحتفالات قد تجسد الناس و خاصة الأطفال الذي هم سوف يصبحون جيل المستقبل سوف تجسد لهم مفهوم أن هذه الأعياد هي أعياد دينيه مقدسة ، وسوف يصبح هذا فيما بعد جزء من العقيده كما قد تجسدت لنا منذ صغرنا تقديس الأحاديث و شفاعة الرسول و زيارة القبور المقدسة ، وجعل عيد الاضحى ، وعيد الفطر هي اعياد دينيه رغم انها ليست اعياد دينيه انما هي عادات أجتماعيه تورثتها الأجيال فقط .

- وبتالي وكما سبق وقلنا فأن قمنا بتجسيد عيد للمولد النبي فاسوف يصبح هذا النوع من الأعياد فيما بعد جزء من الدين وجزء من العقيده ، مما ينتج عنه أنحراف فكري في العقيدة نحوا الشرك وضلال ، واعتقد انه يكفينا ما نراه اليوم في وقتنا الحاضر من أنحراف فكري بسبب الفقة و الموروثات المنحرفة التي يؤمن أغلب الناس بها ، الذي يزعمون أنتمائهم للإسلام بحجة انها للرسول رغم أن الرسول لم يقل بها وهو بريء من كل مانسبوه اليه من أحاديث فانأتي نحن ونزيد الطين بله ونخترع اعياد ميلاد للرسل ؟؟ وفي نهاية لو أتينا وتسائلنا ما هو الهدف اصلاً من إقامة ذلك الحفل ؟ من معروف أن الأبناء سوف يحتفلون بذلك بغرض السعاده والإستمتاع فقط ، وليس بغرض ديني لأنهم لم يبلغوا لكي يكون لهم ذلك الوعي و الأدراك للأمور اي انهم لن يفهموا المغزى من هذا الأحتفال ، تمام كما كنا عندما كنا صغاراً كنا نحتفل بعيد الاضحى و عيد الفطر من باب التسلية و الأستمتاع لا اكثر و لا أقل .. 
إذاً مالفائده من أن نحتفل بمولد النبي ؟؟ هل قلة المناسبات والأحتفالات  حتى تقيموا أحتفالاً خاص لمولد النبي ؟؟ اليس بأمكاننا أن نعمل أي عيد ، وأي مناسبات بعيداً عن الدين ونضع له أي أسم سواء كان عيد أب عيد أم عيد ميلاد عيد زواج عيد النسيم عيد السنة الخ الخ ..  لماذا يجب أن نلصق لأمر بالدين ؟؟ لماذا يجب أن نتعرض لجوانب الدين في كل مرة ونلصق عاداتنا و تقاليدنا و ثقافات الشعوب وتراثها ا؟؟ لنترك الأمور الدنيويه والعادات البشر بعيداً عن منهج الله ، وإلا فأن أستمرينا بهذا الشكل فانحن نحكم على أنفسنا بالضلال و الهلاك ولوقوع في فخاخ وافترائات الشياطين الذين يسعون لإضلالنا بأي وسيلة كانت.

- والأمر بنهاية لا يتعلق بأعياد الميلاد في حد ذاتها أنما يتعلق بالهدف ولوسيلة فا هناك فرق شاسع بين أن تقيم أحتفال لعيد ميلاد أي شخص سواء كان اباك امك اخاك اختك ابنك ابنتك زوجتك اقربائك اصدقائك احبائك الخ وبين أن تقيم أحتفالاً بمولد احد الأنبياء .. أو ان تقيم عيداً وتربطة بدين وتجعل منه عيد مقدس ، هنا نكون افترينا على الله الكذب ، وجميعنا نعلم جيداً مكانة الأنبياء ورسل في قلوبنا و رتباطهم الوثيق بالرسالة ودين والعقيدة لذلك اي أمر يدخل في هذا الموضوع خارج ما يبلغنا الله به في الوحي السماوي سوف يتسبب في تشوية نظرة الأمة للدين بأكمله ، كما حدث لدى السنيين حينما وقعوا في فخ الأحاديث الشيطانية بسبب حبهم المفرط والأعمى لشخصية الرسول ، وأخذوا ينشئون دين خاص بهم ، وكذلك فعلت الشيعة وصوفية ، وكذلك تفعل المسيحية ، وما أن سمع السنيين أن تلك الأحاديث قد قال بها الرسول أخذوا يهللون و يركعون حولها بسبب ذالك الحب الأعمى وتلك القداسة الزائفه التي رفعوها فوق منزلة الله سبحانه ، ولله تعالى يقول {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ} ، وقال {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } وصدق الله العظيم.

- ولذلك ترى دئمًا المتعصبين لأجل الموروثات هم يتعصبون لانهم أكتسبوا في قلوبهم حب وتقديس البشر ولو أن هذه القداسه وتعظيم قد صرفت لله وحده وخالصه له لكان من السهل عليهم ان يضحوا بكل ما توارثوه في سبيل رضى الله لكن غالبية منهم أصبحوا ينظرون لنبي محمد على انه الكل في الكل وأن ماسواه من الرسل و الأنبياء هم اقل منه كفائه وأصبحوا يضعون ذلك تحدي بينهم وبين غيره من الامم التي اتاهم الله من فضله كما قال سيحانه {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} فاهو تفضيل بادر من ذات الله وليس تفضيلاً من عند البشر ، ولله يهب ملكه وعلمه لمن يشاء .. كما قال لبني اسرائيل حين بعث لهم طالوت ملكاً استنكروا فقالوا {) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ} فكان الرد الله للنبي ليقول لهم { قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} وفي اية اخرى يقول سبحانه { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا } وقال كذلك {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ } وصدق الله العظيم.

- فكما كان بني اسرائيل متكبرون ومتعالون في انفسهم  على خلق الله ، ويقتلون الأنبياء بغير حق  ويستنكرون فضل الله عليهم أن جعل الملك و الحكمة لغيرهم ، كذلك يفعل السنييون حين يستنكرون أن يكون الله قد أعطى فضلاً على الأنبياء أكثر من نبي محمد عليه السلام ، فايحولون جاهدين اثبات العكس ، ويسعون في ايات الله معجزين لإثبات صحة مروياتهم في عظمة الرسول محمد ، و لم يرضوا بعدل الله الا أن يحرفوا في ايات الله ويجعلوا التفضيل إشارة على ان الرسول محمد هو سيد الأنبياء وهو امامهم وهو اعظمهم وهو كاملهم وهو اشرفهم خلقاً الخ الخ .. بل أنهم يتحدون الله تعالى في كتابة ويجادلون في اياته ويحرفون في معانيها لأجل ان تتوافق مع تراثهم ولأجل ان يبقى تراثهم قائماً وهذا هو الضلال بعينه.

- وهذا من دون حتى أن يتبينوا من صحتها من خلال القران ودون أن يأخذوا بكلامه سبحانه حينما قال لهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ، فالتبين وتحقق وتفكر وتعقل أمر مطلوب ، لكنهم لم يهتم بذلك وكتفوا بنقل بدون عقل ولو انهم صدقوا وامنوا وكان حبهم لله هو الأكبر و الأولى من حب اي بشر لسهل عليهم ان يضحوا بأي فكر يخالف منهج الله سبحانه وتعالى ، وكتابه الكريم وما اخذوا يعاندون في تمسك بتراث ابائهم كما فعل السابقون الذين قال الله عنهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} وقال { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى ۚ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} وصدق الله العظيم

- وكما ان الرسول محمد عليه السلام كان فينا اسوه حسنه كذلك يقول تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} ، فاذا كنا سوف نقيم احتفال بمولد الأنبياء فالماذا نحتفل بمولد نبي محمد ولا نحتفل بمولد سيدنا إبراهيم أو سيدنا نوح أو يونس او لوط او عاد او موسى عليهم جميعاً أفضل السلام ؟ السنا نحن من ندعوا إلى إعلان كلمة ( لا اله الا الله ) وننكر على التراثين وضع شهادة محمد مع الله دون غيره من رسل بسبب النهي عن تفرقة بينهم فضلاً على انه لا ينبغي وضع اسم اي بشر مع الخالق الذي ليس له كفواً احد؟  .. اذاً لماذا نحتفل بمولد رسول دون غيره ؟  هل لأجل ان امة المسيح تفعل ذلك فانذهب نحن ونشاركهم على الضلال و على انتشار الحزب والفرق فانكون نحن امة محمد ضد امة المسيح؟  .. السنا بذلك نربي الأبناء على التفرقة و العدوانيه والكره مابين الأمم الأخرى بسبب هذه القضية ، ولا عجب ان يكون ماتوارثناه من كره تجاه المسيحين و اليهود والذي سجل في تراثنا عن طريق الأحاديث المفتراة وفقة الأئمة الضالين من هدم الكنائس ومضايقة المسيحي وتحريض على القتل كلها من تلك العادات التي تربت عليها اجيال السلف الطالح ، وعلمهم الفاسد إلى أن وصلنا إلى حاله مزرية وباءسه بخروج جيل من الأرهابيين الذين يقتلون في اناس ابرياء ويزعمون أنهم يمثلون الإسلام وأنهم يتقربون إلى الله بهذا العمل.

- فالأبناء مع تلك العادات سوف يعتادون فقط على تقديس نبيهم و ينظرون للأنبياء الأخرين على انهم مجرد شبه أنبياء أي أنهم أقل منزلة من نبيهم بينما نبيهم هو الأكمل وهو الأطهر وهو الأشرف وهو الزعيم و السيد و الإمام وهو من له كل المعجزات وهو الكل في الكل كما يتصور السنييون الأن تجاه تصورهم لشخصية النبي محمد وكل هذا نتجيه التقديس المفرط لشخصيات الانبياء بذاتهم تاركين الرساله التي هي الهدف الاساسي من بعث الرسل خلف ظهورهم ، فالعقيده والدين ليست لعبة ولهوا قد لا يدرك الكثيرين حجم الفعل الذي يرتكبونه في مسألة الاحتفال بمولد النبي ولا يعلمون بان هذا الاحتفال يجسد لدى المسلمين حب وتعظيم النبي محمد فقط ، بدليل انهم لم يحتفلوا باعياد ميلاد باقي الرسل والانبياء ، ولم يقوموا بالأحتفال بعيد مولد شخص قد مات اي كان مثل ان تحتفل عائلة على وفاة ابنهم و المتوفى منذ خمس سنوات ..اذا فاحينما يكبر ابنائنا تتجسد في نفوسهم هذه القدسيه الزائفه ، ويزول من حياتهم فكره الرسل والدعوه التي قاموا بها ويزول من أنفسهم قيمة وجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعوا إلى الترابط و إلى التوحد وإلى نشر المحبة. بين الناس والى اعلان شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له التي كان الرسل جميعاً يدعون قومهم به {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وصدق الله العظيم.

اجمالي القراءات 7994