الارهاب يبدأ بالكلمة قبل ان يكون بالسلاح

مولود مدي في الجمعة ٢٦ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

لا يعلم الكثير من النّاس أن ماضينا الذي يعتبرونه " سعيداً '' و" ملائكياً " هو سبب ما يحصل اليوم من تكفير و ارهاب و قتل, فموروثنا الديني البالي هو الذي جلب لنا الويلات و جعل شعوب العالم تتوجس منا خيفة, لقد أصبح المسلمون للأسف يعبرون عن الارهاب في العالم فعند كل تفجير ارهابي تتهاطل علينا سيل من المصطلحات على شكل " الاسلام بريء من هذا " و " الاسلام الصحيح " و غيرها من المصطلحات ثم نبدأ نسمع من الفقهاء المسلمين آيات القرآن المكي التي تدعوا الى التسامح في مشاهد تمثيلية كوميدية لا تغيّر في الواقع شيئا, تؤكد أكثر من مرة أن غالبية المسلمين لا يريدون تصحيح موروثهم الذي أوصلهم الى هذا الحال قد يقول البعض لماذا التركيز على الأخطاء التي وقعت في التاريخ الاسلامي و التغاضي عن أخطاء تاريخ الأمم الأخرى ؟ أنا اقول ان جميع الأمم اعترفت بأخطائها و تصالحت مع الانسانية و أقسمت على عدم تكرار أخطاء الماضي بل وجرّمت كل من يمجّده ( أنظر الى من يدعوا الى النازية في المانيا كيف تتعامل معه الحكومة الألمانية ) الا نحن مازلنا نمجّد و نقدّس الموروث بجرائمه الشنيعة بل و نلقي اللوم على الضحية ..  ان المسلمون يرددون " لا اكراه في الدين " لكن في المساجد يدعون على النصارى ب" اللهم فرق شملهم و ملّكنا أموالهم ", يقولون أن الاسلام لا يجبر أي أحد على أن يعتنق الاسلام لكن عندما نلقي نظرة على الفقه الاسلامي نجد كمّا هائلا من الفتاوى التي تأمر الحاكم و المسلمين بمنع أي طائفة غير مسلمة من بناء معابدهم الخاصة, كما يجب التعاون على هدمها استنادا الى الحديث المنسوب للرسول " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ", سيقولون أن تلك اجتهادات بشرية لأئمة يخطئون و يصيبون فنسأل لماذا تكفّرون و تسفّهون من ينتقد و يخالف الأئمة الأربعة اذن؟ ان لم يكن للمسيحين و اليهود و غيرهم الحرية في اقامة شعائرهم في البلدان الاسلامية فأي حرية تقصدون ؟ بل ما تعريف الحرية لديكم ؟.

ان المشكلة التي لا يستطيع المسلمون استيعابها هي أن الارهاب منبعه الفكر فالقتل يكون بالكلمة قبل أن يكون بالسلاح, المسلم العادي يدين الارهاب و يرفضه لكنه لا يمانع ان عاد مجد الدولة " الأموية " عندما كان معاوية بن أبي سفيان وولده يزيد اللذان لم يمنعهما إسلامهما من قتال آل بيت الرسول وجز رأس الحسين، الحجاج بن يوسف الثقفي اعدم من العراقيين مئة وعشرين ألفا واستباح نساء المسلمين وفي عهده تم ضرب اقدس المقدسات الاسلامية الكعبة بالمنجنيق, المسلم يقول ان الاسلام قال " لكم دينكم و لي ديني " لكن الموروث الديني علّمه أن مودة " الذين كفروا '' هو خروج عن الدين و كفر صريح لذا الفريضة تتطلب الضغينة و أن يضمر لهم البغضاء حباً في الله, و إن تمكن من إظهار الكراهية فذلك عند الله أفضل جداً, لذا أين " الاسلام الصحيح " من كل هذا ؟.

ان الفظائع الموجودة في الموروث الفقهي تدل على أن هذا الأخير هو السبب الأول للإرهاب باعتراف  المشايخ نفسهم فمفتي مصر الدكتور " شوقي علام " في موقع " أخبارك " بتاريخ 31.03.2017 أكد و جود اكثر من ثلاثة الاف فتوى لهدم الكنائس في مصر و أغلبية تلك الفتاوي تحرّم التعايش فلماذا لا نعترف بوجود الارهاب الفكري و الأصولية في الموروث الاسلامي ؟ ولو نفترض أن ما قاله الدكتور غير صحيح فانه لدينا من الدلائل التي تدل على أن الارهاب ليس وليد البارحة بل تم الدعوة الى العنف و الكراهية ضد الأخر منذ عشرات القرون وفيما يلي بعضا من التأكيدات :

- في فتوى لـ " تقي الدين السبكي " و هو فقيه شافعي صوفي و مفسّر أصولي يقول ( فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها ، وكذلك قال الفقهاء : لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة ، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها ، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً ، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية - مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً - هذا شرع النبي. )

- قال ابن تيمية : ( .. أما دعواهم أن المسلمين ظلموهم في إغلاقها ؛ فهذا كذب ، مخالف لإجماع المسلمين فإن علماء المسلمين من أهل المذاهب الأربعة - مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - وغيرهم من الأئمة ، كسفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وغيرهم ، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين ؛ متفقون على أن الإمام لو هدم كل كنيسة بأرض العنوة - كأرض مصر والسواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك - مجتهدا في ذلك ، ومتبعا في ذلك لمن يرى ذلك ، لم يكن ذلك ظلما منه ، بل تجب طاعته في ذلك ومساعدته في ذلك ممن يرى ذلك وإن امتنعوا عن حكم المسلمين لهم ؛ كانوا ناقضين العهد ، وحلت بذلك دماؤهم وأموالهم. ) فهذا الفقيه " الكبير " الذي يعتبر مرجعية الكثير من الفقهاء حاليا و المسلمون يسمونه ب " شيخ الاسلام " يرى أن هدم معابد المسيحيين شعيرة دينية و ليست ظلما بل يجب مساعدة من يفعل ذلك و ان اعترض المسيحي على هدم معابده وجب على المسلم قتله و صلبه و سحله ورميه من شواهق الجبال,اذن ماذا لو أفتى البابا بجواز حرق معابد المسلمين و تدميرها و قتل المسلمين الذي يعترضون على ذلك فماذا سيكون رد الفقهاء ؟ سيبدؤون بلعن الغرب و يقولون لك أن هذه مؤامرة على الاسلام و حرب على الله و رسوله !, ولكن ان ارتكبوا الجرائم بحق المسيحيين فذلك شيء يجوز شرعا على طريقة " جئناكم بالذبح رحمة للعالمين " ,  وبما أننا نفتي بجواز منع الأخر المخالف دينيا من ممارسة طقوسه و شعائره فلماذا نلوم الغرب على تشدده ضدّنا ؟ كما نستطيع أن نلاحظ أن ما يجمع الأصوليين مع الارهابيين هو احتكار الحقيقة المطلقة, التي تكون مختلطة في معظم الأحوال بالأساطير و النقل بدون عقل و الأعراف المتوارثة لأنها تعتبر عند كل فرد أو فريق منهم من قبيل المطلقات و المطلق لا يقبل المشاركة و لا يقبل إلا التفرد..

و المصيبة أنه ليس فقط المسيحي المتضرر الوحيد من هذه الفتاوي الارهابية, بل حتى من هم في الدين الاسلامي و هم الشيعة  بالضبط و الطريف أن شدة الدعوة الى الكراهية ضدهم كانت أكثر حدّة من التحريض ضد غير المسلمين, ففي كتاب (فضائل الصحابة لابن حنبل 1/440 ) "  عن ابن عباس قال: قال الرسول: يكون في آخر الزمان قوم ينبزون الرافضة، يرفضون الإسلام ويلفظونه، فاقتلوهم فإنهم مشركون " , وعن الحسن قال.. قال رسول الله "يجيء قوم قبل قيام الساعة يسمون الرافضة براء من الإسلام"..(جواهر العلم لأبي بكر الدينوري 217/6 ), لاحظ هنا الكذب و التلفيق و التدليس على الرسول فهم يقولون أنه لا يعلم الغيب لكن نسبوا اليه أحاديث تؤكد علمه المسبق بما سيحدث بعد موته!, و الغريب اطلاق الرسول عليهم لقب " الرافضة " رغم ان التاريخ يقول لنا ان هذا  اللقب كان يطلق سياسيا على كل جماعة لم تقبل الحكومة القائمة -أي انه يرادف مصطلح "المعارضة" في الوقت الحالي و لا يعتبر لقبا دينيا- فنجد ان معاوية ابن ابي سفيان يصف شيعة عثمان ـ الذين لم يخضعوا لحكومة علي بن أبي طالب وسلطته ـ بالرافضة ويكتب في كتابه إلى عمرو بن العاص وهو في البيع في فلسطين " أمّا بعد : فإنّه كان من أمر علي وطلحة والزبير ما قد بلغك، وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة وقدم علينا جرير بن عبد اللّه في بيعة علي، وقد حبست نفسي عليك حتى تأتيني، أقبل أُذاكرك أمرّا ", فالرسول لم يسبق و أن أطلق هذا اللقب على من رفض دعوته  أفهل قال عن " قريش " و " اليهود " أنهم رافضة ؟!.

ان هذه الجرائم و هذا الارهاب لن يزول الا بعد نزع القداسة عن الموروث الفقهي الاسلامي الذي يحرّض على تكفير المخالف دينيا و فكريا و نشر ثقافة الكراهية بين ابناء المجتمع الواحد أكثر من دعوته الى التعايش و نبذ الفرقة و تجريم سفك دم الانسان,فينبغي ان ندق ناقوس الخطر و ان نجند كل الوسائل اللازمة لمواجهة الوضع كالمدارس و المساجد و غيرها من الوسائل الايديولوجية,حان الوقت ليحل الاسلام التنويري القرأني الاصلي, مكان الأديان الارضية الاسلامية التي أسميت زورا بالمذاهب, نريد فكرا متفتحا و متسامحا فكر يعترف بان من خالفك في المعتقد لم يرتكب جريمة ضدك, لقد تسبب هذا الفكر في احداث فوضى الفتاوى و أصبح الدين وسيلة للاستخفاف بالحياة الانسانية, كما أن مثل هذه الفتاوي تعتبر أكثر خطرا من السلاح, فالمجرم الذي يستعين بالدين لارتكاب جريمته يكون مطمئن لجريمته حتى كانت فظيعة و شنيعة لان ان الفتوى الدينية تقدم للأصولي حصانة شرعية واطمئناناً نفسياً لا يقدر بثمن فيتصور أنه بقتل الأخرين سينال رضوان ربه و سيعلي شأن دينه و كل هذا بسبب أفكار الفقهاء الغابرين التي تحولت الى مرجعيات دينية متعالية على أي مشروع نقدي، جدّي، وفعّال، بعد أن أُقحمت في التراث، وأصبحت جزءاً منه، ومن الوعي الديني، والذي يوجد من يرى أنه لا يجوز المس بهما، أو الاقتراب منهما. وهذا ما أدى إلى حدوث اختلافات وتشوّهات مزمنة في الوعي، والثقافة، والسلوك، والممارسة. ليصبح الوضع عصيّاً على المعالجة إلى حدٍ بعيد.

حان الوقت لمواجهة الفكر الأصولي الظلامي الاقصائي الذي لا يعترف بالأخر ان مواجهة الفكرة لا تتم الا بفكرة اخرى مضادة لها, ان فكر أديان المسلمين الأرضية الظلامية لا يمكن القضاء عليها الا بتجفيف منابعها من تعاليم عصور الانحطاط و الضعف و الانحلال و الخروج من عقلية اتباع الاباء و عبادة النص و جعله شريكا لله الواحد و تقديس اجتهادات السلف و جعلها و حيا الهيا يحرم الخروج عليه, فالمشكلة بدأت عندما تم تقديس الاجتهاد البشري فأنتج لنا هذا التقديس غير المشروع ثقافة الأبوية و الوصاية و غيرها من الكوارث, فالصواب يكمن في نقد الموروث و التعامل معه كحالة ثقافية تاريخية و ليس كحالة دينية, لكن المهمة لن تكون سهلة فالأفكار الأصولية المتطرفة التي تجذّرت في نفوس الفقهاء و المسلمين لا يمكن محوها و ازالتها بين عشية و ضحاها فكل من ينتقد اجتهادات الفقهاء التي أنتجت لنا الحركات الارهابية الجهادية يتسبب في هيجان الناس ضده و يتم اتهامه بأنه من أعداء الله و رسوله, فلا داعي للكذب و التدليس و اللف و الدوران فتنظيم " داعش " الارهابي مثلا لم يخرج من الكهوف بل من قلب الموروث الديني الإسلاميّ المتشدّد المتطرف, و لا تنطبق هذه الحال على تنظيم " داعش " وحده، بل على كلّ التنظيمات الإسلاميّة الأصوليّة والسلفيّة الجهاديّة، مثل تنظيم القاعدة وفروعه، والإخوان المسلمين، والجماعة الإسلاميّة في مصر، ومن قبلها الحركة الوهابيّة في السعوديّة و حزب جبهة الانقاذ في الجزائر. فكلّ هذه الحركات تستمدّ عقائدها من العقيدة المتشدّدة التي تم تأسيسها على يد فقهاء عصور الجهل و الانحطاط , و ترى أن كل القيم التي لا يكون مصدرها الاسلام هي كفر و الحاد مثلما ادّعوا في الماضي أن الديمقراطية هي كفر بالله و رسوله و كلما نطق فقيه كلمة ديمقراطية زاد عليها " و العياذ بالله "!.               

ان النظرة الجامدة للنص الديني و تأويله بنفس الطريقة القديمة دائما ما يعطي المبررات للجماعات الاصولية التكفيرية لارتكاب مجازرها و فظائعها في غطاء قتال " المشركين و الكفرة " باسم الجهاد و الدين,  و قتل كل مخالف لهم بحجة انه من اتباع حزب الشيطان يجب قتله و صلبه في النخيل اراحة للامة من دجله!, فلو نبحث في دهاليز الموروث الاسلامي سنجد الكثير من الجرائم التي تم تبريرها على انها تقرّب الى الله فعلى سبيل المثال الجريمة التي ارتكبها " سمرة بن جندب " في حق أهل البصرة و اعدامه لأكثر من ثمانية الاف من سكّانها و من يريد التفاصيل فما عليه الا الاطلاع على تاريخ الطبري ( 4/176 ) ثم تم الصاق التهمة الى الشيعة ثم توّهم السنّي أن قتل الشيعي هو حلال وواجب, اذن أليس هذا الموروث هو السبب الأول لانتشار الارهاب ؟ لكن ان ذكرت هذه الحقائق سيتم تكفيرك من طرف كهنة الاسلام.

على منظري الاسلام التنويري ان يفهموا ان جميع المشاكل السياسية التي تعاني منها الامة العربية لن تحسم و لن تحل الا بحسم مشكلتها الفكرية المتمثلة في الاصولية, الا ان هذا الانتقال الفكري الذي نرجوه لا يعني انه سهل التحقيق بل على العكس فالمحيط الاجتماعي  للفرد المسلم هومن أكثر ما ساعد على تغوّل الأصولية و انتشار طرق فهمها للدين ثم احتكارها للإسلام, و من دلائل انتشار الأصولية في العالم الاسلامي استعداد المسلمين لحمل السلاح ضد المخالفين دون أي مشكلة بل حتى صغار المسلمين مؤهلين للتورط في العنف, فالأصولية صنعت شعوبا اسلامية متطرفة وغاية في التشدد و الانحراف, و عندما حاول البعض محاربة الأصولية أعلن تلك الحرب من دافع ديني و هذا خطأ كبير فمحاربة الأصولية لا تأتي بأصولية مضادة لها فالسنّي يحارب الأصولية الشيعية بأصولية شيعية و الأشعري يحارب الأصولية الوهّابية بأصولية أشعرية و هذا خطأ كبير فذلك لا يزيد المسلمين الا انشقاقا و تفريقا, ان محاربة الأصولية تبدأ بنقد الموروث أولا بأدوات عقلانية منطقية و بالتفكير النسبي حيث لا مكان لخرافة الحقيقة المطلقة فما يقوله الفقيه الفلاني ليس هو الدين برمته فيصبح رأي أي فقيه في أي مسألة فقهية قابلا للأخذ و الرّد, و هذا ما ينقص كثيرا الفقه الاسلامي فهو فقه دوغمائي يرفض الخضوع للمناقشة و النقد.

لا يمكن الانكار أن الموروث الفقهي الاسلامي تأثر كثيرا بالصراعات المذهبية و الخلافات السياسية التي حصلت بين المسلمين, فظهرت أحاديث منسوبة للنبي و عادات عربية مألوفة عندهم حوّلوها الى سنّة وقالوا بأن الرسول فعل كذا و قال كذا فأصبحت الشريعة الاسلامية هي شريعة الغاب و ليس شريعة السماء, فعادت حمية الجاهلية و التعصب الأعمى للطائفة لكن هذه المرة التعصب كان باسم الدين, فاستغنى المسلمون عن " لكم دينكم ولي ديني " بـ " حدّثنا فلان بن علان انه لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ", لقد حوّل الموروث الديني الرسول الى " ميكيافيلي " عن جدارة و جعله المسلمون سفّاحا و هم لا يشعرون, فالقرأن يقول أن التسامح الديني مع الأخر واجب و من يخالف هذا الأمر فهو خارج عن الملة, اما الروّاة و المحدثين قالوا ان الرسول قال " جئتكم بالذبح "! فشاعت عقلية الغزو و وضعت يديها على عقول العوام و الحكّام, فضلا عن ان الموروث الفقهي يعج بالفكر العدمي الاقصائي و جلّه عبارة عن تحريض ضد الأخر حتى ولو كان مسلما, فالسنّي يكفّر الشيعي و السلفي يكفّر الأشعري, و الأحناف على ضلال لأنهم قالوا بالإرجاء, و المعتزلة مرتدين لأنهم قالو بقدم القرآن و هكذا …فـ '' حجة الاسلام " الامام الغزالي في كتابه " تهافت التهافت " الذي ألفه للرد على الفيلسوف " ابن رشد " الذي وصف فيه الفلاسفة بالأغبياء و كفّرهم لأنهم اتبعوا فلسفة " سقراط " و " أفلاطون " يقول عن هؤلاء العلماء الكبار في مقدمة كتابه ( مع رزانة عقولهم وغزارة فضلهم الا أنهم منكرون للشرائع ) فيصبح بهذا المنطق ان لا قيمة ل " نيوتن " و " اينشتاين " و " ايديسون " الذين خدموا الانسانية جمعاء أمام " ابن تيمية " و " ابن الوهاب "  او " ابن قرضاوي " و لماذا ؟ لأنهم لم يكونوا على نفس دين الغزالي, فحصر خيرية الانسان في معتقده ناكرا أن الانسان دوما هو كائن محب للخير مؤمنا كان أم ملحدا و متناسيا بأن الحكمة هي ضالة المؤمن الذي لا يضع دينه معيارا لطلب الحكمة و العلم.

اجمالي القراءات 8635