لقائى مع د.مجدى يعقوب قبل وأثناء برنامج "العاشرة مساء " لم يكن لمجرد الحصول على خبطة تليفزيونية أو نصر إعلامى، ولكنها كانت بالنسبة لى على المستوى الشخصى إنقاذاً من دوامة الدجل والزيف والنصب والغيبوبة التى تعيشها مصر والتى بدأت تأخذ منحى غريباً وإتجاهاً شاذاً من كراهية العلم والشماتة فيه، وكانت على المستوى العام فرصة لتقديم صورة أخرى مضيئة ومضادة للعشابين الدجالين وباعة الوهم البديل وتجار الخرافة، فقد بلغ السيل الزبى كما يقولون وغرق الوطن فى محيط من الضحالة الفكرية، وأدمن السير فى رمال الشعوذة المتحركة، وصار يطلب المعجزات فى زمن لايعرف إلا معجزة واحدة إسمها العلم.
مشاعرى أنقلها إليكم غير مرتبة، فمجدى يعقوب هو العلم مجسداً يمشى على قدمين، صورة للباحث والعالم الحقيقى، هزتنى بشدة العملية التى أجراها قبل مجيئه للأستوديو لمتهم فى قضية تفجيرات الأزهر، هذا المتهم مثل غيره من الكثيرين الذين غسلت أدمغتهم للأسف وصاروا ضحايا لأفكار عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ، وإقتنعوا بأن السياح الأجانب كفرة، وأن الحوار مع الآخر صاحب الفكر المختلف أو الدين المختلف مرفوض بل حرام، والحل هو القنبلة، وجاء ملاك الرحمة مجدى يعقوب الذى طرد منذ أكثر من أربعين سنة من وطنه لأسباب عنصرية بغيضة متخلفة، ليجرى عملية جراحية لهذا الشاب بل يصرح لى أنه على إستعداد لتحمل سفره إلى الخارج ليصبح عالماً لأنه لاحظ ذكاءه ونباهته !، وقال إن علاج الإرهاب أن تقنع هؤلاء أن المجتمع يحبهم، إذن تعلمت أن العلم محايد لايدين أحداً بسبب جنسه أو لونه أو دينه، المهم عند الطبيب هو إنقاذ المريض، فهو يطبب ويعالج ولايعمل واعظاً.
تعلمت منه أن العلم متفاءل، هو يحلم بصمامات بشرية من خلايا جذعية ثم يكبر حلمه ليحلم بقلب كامل يخلق من هذه الخلايا، هاجسه الأول الإنسان وسعادته، ألغى من قاموسه هذه العبارة البغيضة " ليس فى الإمكان أبدع مما كان "، إن أحلامه تقول إنه دائماً فى الإمكان أبدع مماكان.
العلم إرادة، فعندما ماتت عمته بنت العشرينات بضيق الصمام الميترالى نتيجة حمى روماتزمية، قرر أن يصبح جراحاً للقلوب، ونجح، وتجاوز محنته الصغيرة، وتجاوز عتبة الجراح إلى ساحة النجم، وحاز على جائزة الشعب البريطانى عام 2000 منافساً نجوم الفن والرياضة، فهو قد تصوف فى محراب العلم والقلوب فتوجته القلوب على عرش النجومية.
العلم ليست مشاكله تقنية فقط، ولكنها قبل ذلك إجتماعية وثقافية، فمشكلة الصمامات البشرية التى نأتى بها من إيران وإسرائيل بألاف الدولارات نتيجة جهل وضيق أفق تجاه قضية زرع الأعضاء على المستوى الشعبى، ونتيجة تواطؤ وغزل وتملق لبعض التيارات المتخلفة على المستوى الرسمى.
العلم تواضع، فمن قال لك أعرف كل حاجة فثق أنه جاهل !، يؤكد مجدى يعقوب على أنه لابد أن يتيح الفرصة للشباب، وأنه مازال يتعلم، ومازال على شاطئ العلم، يقول أن العلم يمنح المجتمع الصحة والثروة والكرامة، فليتنا نستعيد كرامتنا وعقلنا ونحترم العلم ونستعيد مكانته فى زمن بول الإبل والبردقوش.
* أستاذ الكبد بالمنصورة : علاج فيروس سى بالأوزون كذب ويقع تحت طائلة القانون !
* نداء إلى أطباء الأوزون : إحترموا آدمية المرضى ولاتتاجروا بمعاناتهم.
وصلتنى هذه الرسالة من د.جمال شيحه أستاذ الكبد بطب المنصورة تعليقاً على موضوع الأوزون الذى كنت قد نشرته فى العدد قبل الماضى، تقول الرسالة :
"انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من طرق العلاج غير المقننة علميا والتي لم تتبع المنهج العلمي في البحث الذي يسلكه العلماء الحقيقيين الذين يقدمون للبشرية كل يوم أملاً جديدا في مجال الطب والبحث العلمي، فالحديث مثلا عن ما يسمى علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي بواسطة الأوزون يحتاج إلى توضيح:
1- قد تكون هناك استعمالات للأوزون في بعض المجالات الطبية لتنشيط الدورة الدموية في الأطراف وبالذات أثناء عمليات جراحة الأوعية الدموية مثل القدم السكري وما شابه ذلك. وليس معنى ذلك أبدا تعميمه في كل مجالات الطب.
2- أما في مجال أمراض الكبد فانه لا يوجد مكان على الإطلاق لما يسمى العلاج بالأوزون للالتهاب الكبدي الفيروسي، ولا يعتبر الأوزون أبداً أحد البدائل المطروحة أو المفترضة الآن أو مستقبلا كما انه أيضا لا يعتبر مساعدا للعلاج كما يحاول البعض أن يجد له مكانا إذ لا يوجد أي أساس علمي لذلك.
هذه الحقائق ليست وجهة نظر شخصية وليست اجتهاداً ولا رأياً لعدد من أطباء الكبد ولكن هذا هو رأى الجمعية الآسيوية والمحيط الهادي لدراسة أمراض الكبد والجمعية الأوروبية وكذلك الأمريكية لنفس التخصص وهو أيضا رأى ( National Institute of Health NIH) وهو أكبر مؤسسه بحث علمي في العالم في مجال الصحة حيث قررت هذه الهيئات العلمية المحترمة بناء على استراتيجية الطب المبنى على الدليل ( Evidence Based Medicine) خارطة طريق لعلاج فيروسات الكبد ليس فيها أدنى ذكر على الإطلاق من قريب أو من بعيد للأوزون فكيف يجرؤ أحد على الادعاء بغير ذلك؟ وإذا كانت لديه هذه الجرأة فعلى أي شيء يستند؟ ذلك قفز فوق مراحل البحث العلمي المعروفة وابتعاد عن المنهج العلمي في البحث الذي يجب أن يكون هو الحكم.
3- في مصر من المهم للمواطنين العاديين الذين ليست لهم علاقة مباشرة بالتخصصات الطبية أن يعرفوا ما يسمى بالطب المبنى على الدليل (Evidence Based Medicine) وهو باختصار أن الحقائق الطبية في مجالات التشخيص والعلاج لا يمكن اعتمادها إلا إذا كانت هناك دلائل قوية لإثبات صحتها أي أن الطب لم يعد مجرد خبرة ذاتية أو شخصية لخبير في مكان ما في زمان ما بل هو تراكم خبرات للآلاف من الأطباء في كل مكان في العالم ينشرون أبحاثهم في ما يسمى بالمجلات العلمية المحكمة وعندما تتفق هذه الأبحاث على نجاح طريقة ما في العلاج فانه عندئذ فقط يمكن اعتمادها في برتوكولات العلاج الرسمية ووضعها في كتب الطب، ويتم الآن في العالم كله تنقية كتب الطب من أي طرق علاج أو أدوية أو حقائق علمية لا يوجد عليها دلائل موثقة في مجلات علمية محترمة حتى لو كانت هذه الأمور من البديهيات. إلى هذا الحد الحرص على صحة الإنسان. أين نحن من ذلك؟!
ومن هنا نعرف أنه حتى لو كانت هناك بعض الأبحاث لبعض الباحثين على علاج ما ومنشور في مجلات علمية محترمة فانه قد لا يرقى لدرجة الطب المبنى على الدليل وبالتالي لا يمكن اعتماده ولا يمكن ممارسته وإذا تم ذلك فانه يقع تحت طائلة القانون.
وإذا وضعنا الأوزون في مجال علاج فيروسات الكبد في هذا الميزان فانه خارج الملعب تماما ولا يمكن ولا يجب ممارسته بأي حال من الأحوال إذ لا توجد أي دراسات إكلينيكية منشورة في أي مجلة علمية محكمة في مجال أمراض الكبد أي انه بلغة الطب لا توجد أي أوراق محترمه يمكن الإطلاع عليها وبلغة الطب المبنى على الدليل لا يوجد طب أساسا؟!
4-بالاضافة الى ذلك فانه في الدول الأوروبية واليابان وأمريكا يقوم التأمين الصحي الشامل على المواطنين بدفع تكاليف العلاج لمرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي أي أن هذه الدول تصرف ملايين الدولارات على علاج هذا المرض ويمكن لمريض التأمين في هذه الدول استرداد نفقات العلاج في حالة دفعها هو مباشرة، وبالاتصال بالجمعيات الأوروبية لرعاية مرضى الكبد في 22 بلد أوروبي قرروا جميعا أن الأوزون ليس خطاً علاجياً معتمداً لأمراض الكبد وبعضهم لم يسمع عنه مطلقا في هذا المجال وبالتالي لا يمكن استرداد نفقات العلاج به ؟!! وهذا أكبر رد على الذين يقولون بأن الأوزون علاج في أوروبا وغيرها، هذا كلام غير صحيح وليس له أي أساس ولا يليق ترديده.
من هنا أدعو السادة الأطباء الذين يعملون في مجال العلاج بالأوزون إلى التركيز على المجالات الطبية التي يوجد لها أساس علمي ويوجد لها أدلة طبية مثل مجال الأوعية الدموية أما في مجال علاج فيروسات الكبد فإنهم مدينون للمجتمع العلمي باعتذار وقد لا يكون الاعتذار كافيا. ولهذا أتوجه بنداء السادة الأطباء أن يكون المنهج العلمي في البحث هو الحكم حتى يسود الاحترام لآدمية المرضى وعدم استغلال معاناتهم وعنده فقط لن نكون في حاجه إلى كتابة مثل هذا المقال.
أستاذ بمعهد الأورام : الأوزون يعالج فيروس سى ويحسن نسبة التليف ووظائف الكبد.
وصلتنى رسالة أخرى من د.محمد نبيل موصوف الأستاذ بمعهد الأورام والمعالج بالأوزون، يقول فيها" إن موضوع العلاج بالأوزون تم حسمه منذ عدة سنوات وهو ليس موضوع قابل للجدل أو آراء المؤيدين والمعارضين. ان اللجنة العليا للعلاج المستحدث قد اختارت الأستاذ الدكتور/محمد رضا حمزة عميد معهد الأورام ليترأس لجنة علمية مكونة من ستة من كبار أساتذة الطب فى الأفرع المختلفة لدراسة الأوزون الطبى مع علمهم بعدم موافقة ال FDA (عليها أفضل السلام !!) وبعد دراسة المئات من الأبحاث خلصت الى الموافقة عليه كأسلوب علاجى مساعد مع تحديد أسعار للجلسات حتى لا نستطيع حصد الملايين من الجنيهات من المرضى (هذا هو العلاج الوحيد الذى تم تسعيره فى مصر من قبل وزارة الصحة).
الأوزون معروف في العالم منذ 13 7 سنة ويوجد العديد من المراكز الطبية والعيادات المتخصصة في أكثر من 2 5 دولة تعالج بالأوزون على رأسها ألمانيا ويوجد أكثر من 2000 مركز للعلاج بالأوزون بالدول الأوروبية بلاضافة الى23 ولاية أمريكية ولم يشترط فى هذه الدول أن يكون العلاج فى المستشفيات.
*وعلى مستوى البحث العلمي في مصر فقد قدمت أوراق بحثية في العديد من المؤتمرات الطبية في العلاج بالأوزون ومنها المؤتمر الأول عن العلاج بالأوزون بكلية طب عين شمس في 5/4/2000 والمؤتمر الأفريقي الأول لعلاج الألم في 8/11/2000 و المؤتمر السنوي لكلية طب عين شمس في فبراير 2000 وأبريل 2002. وقد عقد المؤتمر الدولى الأول عن العلاج بالأوزون فى جامعة القاهرة فى فبراير 2006 وأيضا السمينار الدولى الأول عن العلاج بالأوزون فى جامعة القاهرة فى فبراير 2007. هذا وقد أشرفت وبعض من الأساتذة الزملاء على أكثر من 30 رسالة ماجستير ودكتوراه عن العلاج بالأوزون فى أفرع الطب المختلفة وفى العديد من الجامعات (جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر والأسكندرية وقناة السويس والمنوفية وحلوان) فى كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم والعلاج الطبيعى والتربية الرياضية. كما أجريت العديد من الأبحاث العلمية في هذا الصدد وآخرها تم اجراءه فى علاج الالتهاب الكبدى الفيروسى بوحدة الأوزون بمستشفى الهرم التابعة لوزارة الصحة المصرية على أكثر من 100 مريض وتضمنت عينات كبدية ومعملية وتوصلت الى نتائج رائعة (تم اعلانها فى مؤتر الأوزون الدولى فى تركيا فى يونيو 2006 ومؤتمر الكبد الدولى الأخير بالأسكندرية) تؤكد فعالية العلاج بالأوزون دون آثار جانبية مع تحسن وظائف الكبد ونسبة تليفه، ومن هذا يتضح أن العلم لم يقف منكسرا يتسول على باب مولد سيدى الأوزون.