الجزء السادس ( السماوات و الأرض )
الأقطار و الأطراف
أقطار الأرض :
هي جميع الاتجاهات التي تتخلل الاتجاهات الست المعروفة ,
فقال جل وعلا (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) 33 الرحمن ,
و قال ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ) 14 الأحزاب .
أطراف الأرض :
لكل شيء طرفان مختلفان نوعاً و جنساً يكمل أحداهما الآخر من أجل التوازن و الانسجام يدلان على الثنائية النوعية ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) 49 الذاريات , و قال ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) 45 النجم .
كما لكل شيء طرفان مختلفان و متعاكسان يدلان على بداية الشيء و نهايته ( فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ) 130 طه .
إذا الأطراف لها علاقة بالثنائية النوعية الزوجية مع شرط الاختلاف الشكلي و الانعكاس و مع شرط الانسجام العملي و التكامل , في حالةٍ أشبه بالتعادل و التساوي .
يقول جل وعلا عن أطراف الأرض ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) 41 الرعد ,
و يقول ( بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ) 44 الأنبياء ,
هذه إشارة بأن للأرض طرفان مختلفان و متعاكسان , لهما ثنائية نوعية يعملان على الانسجام و التكامل ,
إنقاص الأرض من أطرافها , هو بداية اختلال هذا التوازن و الانسجام بشكلٍ تدريجي , أي بمعنى آخر حين يغيب هذا التوازن و يختل تبدأ الأرض بالاضطراب , و هذا إشارة تنذر بزوال الأرض و اقتراب الساعة ,
إذا فهناك أهمية كبيرة لتلك الأطراف .
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين