بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدَين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمُرسلين… وبعد
* مرتبة الوالدين في الحياتِ الدنيا… بعد الله جل جلاله مباشرة:
ظلت العلاقة مع الوالدين… علاقة يشوبها الغموض والإستعداء ضد أوامر الله جل جلاله ونواهيه في القرءان الكريم ومنذ أكثر من 1300 عام!! للتفريق والمفاضلة والتمييز بين الوالدين ( الأب والأم )!! بعدما تدخلت الأديان الأرضية الملكية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية ) لتنكر وتُكذِب وتكفر بالقرءان الكريم مصدرا وحيدا في التشريع كرسالة سماوية إلهية!! وبعدما هجروا القرءان الكريم ( مع سبق الإصرار والترصُد ) ظلما وعدوانا؟؟ ومصلحة وللتشريع للآلهة الملوك ( ملوك قريش وملوك فارس- مذهبي السُنة والشيعة- سُنة محمد وشيعة علي ) كأديان أرضية وضعية ملكية مُختلقة باطلة غير شرعية!! حاولت بكل الوسائل والطُرق... العدوان والحرب على الله وكتبه ورُسله !! بعدما كذَبوا وكفروا بآيات ربهم ولقائه!! وأتخذوا آيات الله ورسله هزوا؟؟ وبعدما أفتروا وقولوا رسول الإسلام ( محمد ) بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بأكثر من مائتي عام!! في حديث غير شريف يفتري إنه قال ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك )!!!؟؟؟
هذه الأحاديث البشرية الباطلة المُختلقة غير الشرعية, قد أسهمت إلى حد كبير في تفككنا الأسري وفي حالة عصيان وكُفر بأوامر الله ونواهيه في رسالة الله السماوية, بعدما ظلت العلاقة مع الوالدين مبنية على التفريق والمفاضلة والتمييز بين الوالدين وبما لم ينزل الله به من سلطان في القرءان الكريم.
لقوله تعالى:
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ( 103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) الكهف
المتدبر والمتفكر والمتأمل لآيات الله جل جلاله في القرءان الكريم… يجد بوضوح شديد إن مرتبة الإحسان للوالدين ( الأب والأم معا ) يأتيان مباشرة بعد الله جل جلاله وحده لا شريك له.
دعونا معا نتأمل ونتدبر.. قوله تعالى:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء
لو تأملنا وتدبرنا الآية الكريمة أعلاه, فسنجد إن الإحسان للوالدين جاء مباشرة بعد عبادة الله وحده لا شريك له (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )… وأوامر الله جل جلاله في الآية الكريمة تحدد بوضوح لكل من الأب والأم ( الوالدين- على حد سواء ), وفي حالة الكِبر ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا ) وهذه الآية القرءانية تحتمل معنيين … بلوغ الكِبر من الأبناء بالمقارنة مع الوالدين … أي إنه بعبارة أخرى عندما يكبر الولد أو البنت ( الأبناء ) لتبدأ حينها أوامر الله ونواهيه… كإحتمال للتدبُر والتأويل … أو... إنه عندما ( بتأويل آخر ) يتعرض الوالدان ( أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا ) للكِبر, أو في حالة وجود الوالدين معا ( أحياء ) فإن الأمر يسري على الوالدين معا في إتباع أوامر الله جل جلاله في الآية الكريمة, فما عدى ذلك وفي حالة ( أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا )…حدد الله جل جلاله أوامره بالإحسان للوالدين بخمسة أوامر واضحة إلهية, لا تقبل الشك أو التأويلات الشخصية .. وهي:
1- فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ … يحدد الله جل جلاله التأدُب في أثناء الحديث مع الوالدين دونما تأفُف.
2- وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ... الآية واضحة وبينة تماما ... لا يحق لك أن تنهرهما بأي حال من الأحوال.
3- وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا... ما أجمل وأروع أن يرضى عنك الوالدين في أثناء القول الكريم الموجه لهما بأوامر الله جل جلاله وحده لا شريك له.
4- وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ... الجناح للإنسان هما ( الذراعين ) للإنسان تماما, لو تأملنا أجنحة الطيور فسنجدها كما هي للإنسان تماما, مع الفارق إن أجنحة الطيور مثلا مخلوقة لتتمكن من خلالها الطيران. يأمر الله جل جلاله في الآية الكريمة أعلاه أن نخفض أجنحتنا ( أذرع وأيدي ) أثناء الحديث مع الوالدين في حالة تأدُب وترحُم للوالدين.
5- وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا... العلاقة بالدعاء إلى الوالدين هي علاقة حميمية, تُبنى أساسا على رد الجميل والعرفان للوالدين الذين سهرا طويلا على تربيتنا والحرص على تنشئتنا وسلامتنا.
الأوامر الربانية الخمسة أعلاه هي أوامر واضحة بينة, في العلاقة مع الوالدين, ولا يجوز التمييز أو التفريق أو المفاضلة بينهما بأي حال من الأحوال... إمتثالا وطاعة لأوامر الله جل جلاله وحده لا شريك له في القرءان الكريم.
وتعالوا معا... لنتدبر سويا في آيات الله جل جلاله.. لنتعرف على إن مرتبة الوالدين تأتي مباشرة بعد العبادة لله جل جلاله وحده لا شريك له.
لقوله تعالى:
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الأنعام
لو تأملنا وصايا الله جل جلاله في الآية الكريمة أعلاه, فسنجد إن التحريم (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الأنعام
جاءت بعد التحريم للإشراك مع الله جل جلاله وبالوالدين ( الوالدين معا ) إحسانا.. في قوله تعالى:
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (151) الأنعام
ما يؤكد لدينا... إن مرتبة الوالدين في الحياة الدنيا هي مرتبة رفيعة.. من حيث يأتي ذكرهما ( الوالدين ) بعد الله جل جلاله مباشرة.
نفس التأكيد في الآية الكريمة أعلاه نجده في قوله تعالى:
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء
فسنجد بوضوح الآية الكريمة أعلاه إن ( وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء
جاءت بعد قوله تعالى:
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (36) النساء
ما يؤكد لنا بوضوح إن الوالدين ( الأب والأم معا ) قد ذكرهما الله جل جلاله بعد عبادتنا لله جل جلاله وأن لا نشرك به شيئا وحده جل جلاله لا شريك له.
وقوله تعالى:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (83) البقرة
الآية الكريمة أعلاه ( كما في التوراة والإنجيل الكريمتين ) قد بينت بوضوح ما جاء في القرءان الكريم, كمصدقا للرسالات السماوية السابقة.. حينما أخذ الله جل جلاله ميثاق بني إسرائيل ( اليهود والنصارى )... في قوله تعالى:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (83) البقرة
والإحسان للوالدين لا يتوقف عند المعاملة التأدبية الحسنة, بل يمتد إلى الصرف والنفقة كل بحسب قدرته المادية, في محاولة هذا الإنسان ( طالما إنه مقتدرا ) أن لا يبخل أو يستكثر من ماله ونفقته على الوالدين أولا.. ثم ( وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .
• قصة إبراهيم مع أبيه:
هذه من القصص القرءاني شديدة الروعة والجمال, في العلاقة بين الأب والإبن, وهي تعطي دلالات ودروس ومواعظ نستفيد منها جليا وبوضوح في التعامل مع الأب تحديدا في الحيات الدنيا, وفي الإستفادة من قصة إبراهيم ( أبو الأنبياء ) في علاقته مع أبيه ( عابد الأصنام- المُشرك- الكافر ) وكيف تعامل إبراهيم عليه الصلاة والسلام حينما وجد أبيه مُشركا كافرا!!؟؟
قوله تعالى:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (74) الأنعام
وقوله تعالى:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42)
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
أنظروا بتمعن وتأن ووضوح وتدبُر وتفكُر.. كيف يخاطب إبراهيم ( عليه الصلاة والسلام ) كيف يخاطب أبيه تأدبا وهو يعلم يقينا أن أبيه يعبد الأصنام مشركا كافرا ( كما في الآيات أعلاه )!!!
وأنظروا كيف يرد عليه أبيه مباشرة... في الآية الكريمة أدناه:
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)
أبو إبراهيم ( آزر ) يتوعد ويتهدد إبنه إبراهيم ( لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) بالرجم!! ليعاقبه!! بسبب عصيان إبراهيم لطاعة أبيه في عبادة الأصنام!! ويهدده بالهجر والطرد من حياة أبيه!!؟؟
ماذا رد أبو الأنبياء إبراهيم ( عليهم الصلاة والسلام ) للرد على أبيه المشرك الكافر!! رد قائلا:
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) مريم
عند التأمُل والتدبُر والتفكُر في الآيات القرءانية الكريمة أعلاه... هل إبراهيم قام بإطلاق حد الردة والتكفير والقتل لأبيه المشرك الكافر !!! والذي نراه اليوم بوضوح لدى السلفيين على الأديان الأرضية الوضعية الملكية المذهبية ( السُنية والشيعية )!!!؟؟؟ للشطط والزجر وإطلاق الأحكام والفتاوى الإبليسية الشيطانية الجزافية!! وبما لم ينزل الله به من سلطان في القرءان الكريم.
وقوله تعالى:
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) العنكبوت
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) ( بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) ( بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) , ولم يقل الله جل جلاله ( أمك ثم عمتك ثم خالتك ثم أبوك )!! كما يفترون في أديانهم الأرضية الوضعية الملكية المذهبية ( السُنية والشيعية ) ظلما وعدوانا!!؟؟
( وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )... وهي تؤكد بوضوح وتشرح العلاقة في الآية الكريمة أعلاه ( 8 العنكبوت ) وإرتباطها المباشر للتعامل مع الوالدين في العلاقة بين أبو الأنبياء إبراهيم في علاقته مع أبيه (43-48 مريم )... وأوامر الله جل جلاله بالتعامل مع الوالدين في الحيات الدنيا:
فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) العنكبوت
وقوله تعالى:
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ ) ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ) ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ).... نهاية الآية واضحة تماما بالشكر لله وللوالدين ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) لقمان
وقوله تعالى:
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان
من الآيات القرءانيات البينات الكريمات أعلاه, أليست أوامر الله واضحة وضوح الشمس في كيفية أن يوجهنا ويأمرنا الله جل جلاله بالعلاقة مع الوالدين معا, دونما تفريق أو تمييز أو مفاضلة بينهما ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ويأتي رد فعلنا الطبيعي بحسب أوامر الله جل جلاله في القرءان الكريم... ( فَلَا تُطِعْهُمَا ) في عدم طاعتنا لإتباع الشِرك بالله ( إن كانا مشركين ).. وفي أسوأ هذه الظروف والحالات يأمرنا الله جل جلاله بأن نصاحبهما في الدنيا معروفا:
(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) وإن كان أحدهما غير مُشرك فواجب علينا إتباعه مرضات لله جل جلاله وحده لا شريك له.
( ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ).
وهل أمَر الله جل جلاله الأبناء... أن يقوموا بتكفير وإطلاق حد الردة والقتل للوالدين كما جاءت بالأديان الشيطانية الإبليسية المذهبيية ( السُنية والشيعية )!!؟؟
وتعالوا معا لنتدبر دعاء أبو الأنبياء إبراهيم ( عليهم الصلاة والسلام ) لأبيه... في قوله تعالى:
وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ( 85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء
لماذا لا نتعظ من الدروس والأحكام والقصص القرءانية وأوامر ونواهي الله جل جلاله في القرءان الكريم!! بدلا من حالة التضليل والغيبوبة والتخدُر والبرمجة الباطلة غير الشرعية المفروضة علينا ( من الحاكم/ الملك/ السلطان/ الشيخ/ الأمير ومؤسساتهم الدينية الكهنوتية غير الشرعية ) بالأديان الأرضية الوضعية الملكية ( السُنية والشيعية ) ولنعود إلى الله جل جلاله وحده لا شريك له فرادى وجماعات؟؟
• قصة إبراهيم مع إبنه:
تقوم الرسالات السماوية جميعها على الإسلام ( التوحيد لله جل جلاله وحده لا شريك له – عبادة وإستعانة - ) ... ومصطلح الشِرك هو النقيض تماما لمصطلح الإسلام...
لقوله تعالى:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) النساء
وقوله تعالى:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) النساء
جميع الرسُل والأنبياء تكمن تكليفاتهم وتبليغاتهم ومهامهم أساسا في تبليغ رسالة الإسلام ( التوحيد ) إلى الناس كافة ( التوراة والإنجيل والقرءان ).
لنأخذ العبرة القرءانية أولا... في نصيحة النبي لقمان لإبنه... في قوله تعالى:
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان
ودعونا ننتقل إلى القصة القرءانية الرائعة في علاقة إبن أبو الأنبياء إبراهيم بأبيه إبراهيم في :
قوله تعالى:
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) الصافات
أنظروا جليا ووضوحا وبيانا, أبو الأنبياء إبراهيم رأى في المنام ( بالحلم ) إنه يذبح إبنه!! ويضع الأمر لإبنه؟؟ ماذا رد عليه إبنه!!
رد عليه: قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) الصافات
كيف إن أصحاب الأديان الأرضية الملكية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية ) قد هجروا القرءان الكريم مصدرا وحيدا للتشريع ظلما وعدوانا.. وأختلقوا أديانهم الأرضية الوضعية الملكية السُنية والشيعية هذه - الباطلة غير الشرعية - في العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله!!؟؟
• العلاقة مع الرُسُل والأنبياء في الحيات الدنيا:
ما شدني للحديث حول هذا الموضوع, هو ما نسمعه اليوم من عبارات التعظيم والتأليه والتي لا تخلو من رياء ونفاق, حينما نسمع على القنوات الفضائية السلفية/ وفي المساجد السلفية!! عبارات مثل:
( يا حبيبي يا رسول الللللللله, أفديك بأمي وأبي يا رسول اللللللله!!؟؟ ) في إشارة إلى البشر الميتين المُبلغين لرسالات الله السماوية ( موسى, عيسى, محمد )!!؟؟
فكيف إنهم قد سولت لهم أنفسهم ووضعوا الرُسُل والأنبياء في درجة أعلى من التعظيم والتأليه!! ووضعهم للرُسُل والأنبياء في مرتبة أعلى من مرتبة الوالدين!! بأن يفدوا أبوهم وأمهم من أجل الرُسُل والأنبياء البشر ( الأموات ) وتحويلهم للبشر المخلوقين المبشرين والمُنذرين وكأنهم أصنام آلهة تُعبد ولا تموت!!؟؟ وبما لم ينزل الله جل جلاله به من سلطان في القرءان الكريم؟؟ أي نفاق هذا وأشد الكفر والشقاق والإرهاب هذا... حينما يضعون ( الوالدين ) فداءا للرُسُل والأنبياء الأموات!!؟؟
الرُسُل والأنبياء كما أكدت مرارا وتكرارا من قبل, تقتصر مهامهم للتبليغ لرسالات الله السماوية فقط ( التوراة, الإنجيل, القرءان ) وإن رسُل الله ( موسى, عيسى, محمد ) ماهم أكثر من بشر مُبلغين ومبشرين ومُنذرين لرسالات الله السماوية فقط, ولا يجوز تعظيمهم أو تأليههم.
طاعة الرُسُل والأنبياء تتمثل من خلال طاعتنا لأوامر ونواهي الله جل جلاله في الرسالات السماوية, ولا نفرق بين أحد منهم, طاعة وإمتثالا لأوامر الله جل جلاله ونواهيه في رسالاته السماوية.
لقوله تعالى:
مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) النساء
وقد أسهبت في دراسات وبحوث أصولية قرءانية سابقة... إن الرسول في الآية الكريمة أعلاه هي تعني الرسالة السماوية ( التوراة والإنجيل والقرءان ).
( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) ( وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا )(80) النساء
( من يطع الرسالة السماوية فقد أطاع الله ) ( وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا )