حديث صفيح : ( مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٦ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قال :  يوجد حديث يتفق مع القرآن ، هو حيث صحيح يقول : ( مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ   )

قلت : هو حديث صفيح وليس بصحيح.!

 قال : تنكره وتكذبه .!! لماذا ؟

قلت : من حيث الاسناد قال كثيرون أنه ضعيف ومنهم الألبانى ، وأنا أتكلم معك طبقا لدينك السنى

قال : ولكن هناك من صحّح إسناده . وأنا أرى إنه صحيح السند

قلت : وآخرون من دينك السنى يرونه حديثا كاذبا أو ضعيفا ، وبهذا فأنتم فى شقاق بعيد .

قال : ولكن طبقا لمنهجك القرآنى فى الاحتكام الى القرآن فهو كلام صحيح لأنه يتفق مع القرآن ، سواء صحت نسبته للنبى أم لم تصح . اؤكد لك أن من مات فقد قامت قيامته . هذه حقيقة قرآنية

قلت : هذه أكذوبة تتناقض مع القرآن الكريم .

 قال : كيف ؟

قلت : معنى أن من مات قامت قيامته أن قيامتك ستكون عند موتك ، وقيامتى عند موتى ، وأن القيامة تتعدد مع موت كل فرد .

قال : نعم .

قلت : هذا مخالف لمعنى القيامة فى القرآن الكريم ، وهو أن يقوم الناس جميعا لرب العالمين ، قال رب العزة جل وعلا : ( أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) المطففين )

فالبعث للجميع والحشر للجميع .

قال : الا يكون هذا لكل فرد ؟

قلت : يوم القيامة إسمه يوم الجمع الذى لا ريب فيه . قال رب العزة جل وعلا : ( وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) الشورى  )

قلت : والله جل وعلا هو الذى سيجمع الناس ليوم الجمع هذا ، قال رب العزة جل وعلا : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ)(9)  ( التغابن ) ( لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ ) (12) الانعام ) (  قُلْ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (26) الجاثية )

قال : هذا قول الله . صدق الله العظيم ؟

قلت : وهذا ما يقوله المؤمنون ، يقولون : (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران )، (  اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) الشورى )

قال : أى إن الجمع يشمل الجميع ؟

قلت : يوم القيامة موصوف بأنه مجموع له الناس  سواء الجيل الأول من البشر أو الجيل الأخير منهم ، قال رب العزة جل وعلا : (قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) الواقعة ) (  ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) هود )

قال : وماذا عن حديث : ( مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ )

قلت : هو شأن كل الأحاديث مجرد وحى شيطانى وأحاديث شيطانية . وقد قال جل وعلا ردا عليه مسبقا

:(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87)  النساء ) ، إعتبر بقوله جل وعلا : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً ).

 

قال : هل يشمل هذا الجمع يوم البعث ؟

قلت :نعم . التعبير القرآنى عن البعث للناس جميعا يأتى بالنفخ فى الصور، قال رب العزة جل وعلا : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) الكهف ) (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) النمل ) ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) يس )

قال : هذا الاحضار هل يكون للجميع مرة واحدة ؟ أم هو التجميع على مراحل أمّة أُمّة ومجتمعا مجتمعا ؟

قلت :يأتون جماعات .

قال : كيف ؟

قلت :البعث يكون أمّة بعد أمة ، وعندها يفرُّ المرؤ من أخيه وأمه وأبيه قال رب العزة جل وعلا : (  يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس )

قال : هل هذا التجميع فى رؤية العمل أيضا  ؟

قلت : نعم . يرون أعمالهم المشتركة جماعات جماعات لأن كل فرد عاش فى مجتمع وأمة وتفاعل معها بالخير والشّر . عن رؤية العمل قال رب العزة جل وعلا : ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8) الزلزلة ) . هذا يشمل هذا الأنبياء وغيرهم

قال : هل هو كتاب الأعمال لكل أمة ومجتمع ؟

قلت : نعم . يوضع كتاب الأعمال الجماعى لكل أمة حسب دورها .  قال رب العزة جل وعلا : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)  الكهف ) ، كل أمة يأتى دورها تجثو راكعة أمام كتاب أعمالها تنتظر حسابها ، قال رب العزة جل وعلا : (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية ) هذا يشمل الأنبياء وغيرهم ، قال جل وعلا بعدها : ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31) الجاثية )

قال : وماذا عن الحشر ؟  

قلت : كل أمة يتم تجميعها فى حشر أول ثم يكون تسييرها فى الحشر الآخر ، وهذا يتم بنظام وصفوف لا يخرج عنها أحد ،قال رب العزة جل وعلا : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) النمل )

قال : وماذا بعد الحشر ؟

قلت : بعد تمام الحشر للجميع يكون عرضهم أمام الرحمن صفا واحدا . قال رب العزة جل وعلا : (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (48) الكهف )

قال : وماذا عن الحساب ؟

قلت : قال رب العزة جل وعلا عن يوم الحساب (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25) آل عمران )  (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) سبأ )  (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (41) الدخان ) .هذا يشمل الأنبياء وغيرهم.

قال : وهل سيكون الحساب  فرديا أم جماعيا ؟

قلت : يكون جماعيا بالأشهاد أى بشهادة المصلحين على أقوامهم ، قال رب العزة جل وعلا عن الأشهاد يوم الحساب : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (41) النساء ) ، ويكون فرديا لكل فرد ، قال رب العزة جل وعلا عن الحساب الفردى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل ) ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم )

قال : ثم بعد الحساب ؟

قلت : ثم بعده يكون دخول الكافرين النار زمرا زمرا اى جماعات جماعات ودخول المتقين الجنة زمرا زمرا أى جماعات جماعات . قال رب العزة جل وعلا :  ( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر  )

 قال : هذه آيات كريمة مبينة وبينات ، ولكن هناك آيات أخرى تفيد أن البعث يأتى مباشرة بعد الموت لكل فرد .

قلت :أنا أعلم الآيات التى تقصدها ، هى قول رب العزة جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الانعام )

 قال : نعم . وهنا الآية الأولى تتكلم عن الاحتضار ، ثم تأتى الآية التالية مباشرة عن مجىء المشركين فرادى كما خلقهم رب العزة ودون شفعائهم . يعنى من الموت الى البعث مباشرة .!

قلت :نسيت أن الخطاب لجميع الظالمين فى الآية 93 ، ولهم أيضا فى الاية 94 . اى ليس الخطاب لفرد ولكن لمجموع من الناس .

قال : المهم أن القيامة بعد الموت مباشرة

قلت :هذا فهم خاطىء

 قال : لماذا ؟

قلت : لأنه بين الموت والبعث فاصل هو البرزخ ، يقول رب العزة جل وعلا  عن البرزخ الذى تدخله النفس بموتها : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ (101) المؤمنون )

قال : لم أفهم علاقة البرزخ بالموضوع .!

قلت : إن البرزخ لا إحساس فيه . وبالتالى فإن آخر إحساس يكون عند الاحتضار، يليه مباشرة أول إحساس بالبعث ، وعند البعث يقسم المجرمون أنهم ما لبثوا غير ساعة، قال رب العزة جل وعلا :   : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ) . وإذا رجعنا الى الآيتين 93 ، 94 من سورة الأنعام وجدنا الآية الأولى تتحدث عن إحساس الظالمين عند الاحتضار والآية التالية تتحدث عن سماعهم التبكيت الالهى يوم القيامة . ولا توجد إشارة للبرزخ لأنه لا إحساس فيه .

قال : إذن هو البرزخ الذى لا إحساس فيه ولا حياة ، والذى يعقبه البعث بالحياة .

قلت : نفس الموضوع فى قول رب العزة جل وعلا : عن الموت : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ق ) بعدها مباشرة قال جل وعلا عن الحياة الأخرى والبعث : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) ق ).

قال : وهل هذا البرزخ ..

قلت : موضوعه طويل .. ولكن تذكر أن الحديث الصفيح ( مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيَامَتُهُ ) يتناقض مع عشرات الآيات القرآنية التى تؤكد أن القيامة تنتظر كل الناس من آدم الى آخر جيل من أبنائه . هم جميعا يموتون ويدخلون البرزخ ، وحين تأخذ كل نفس إختبارها وتدخل البرزخ يكون تدمير العالم وهذا اليوم ( الأول ) ويأتى ( اليوم ألاخر ) للجميع .

اجمالي القراءات 46352