- الجيد.. السيناريو الصعب : مصر ديمقراطية .. السيئ : الجيش يحكم .. الكابوسي : سيطرة الإسلاميين
- مصر الديمقراطية ستدعم حركات التحرر العربية وتجبر الولايات المتحدة على الاختيار بين مبادئها والموردين لنفطها
ترجمة – شيماء محمد :
أعدت شبكة فوكس نيوز تقريرا حول سيناريوهات مستقبل مصر بعد خلع مبارك تحت عنوان”3 سيناريوهات لمستقبل مصر .. الجيد والسيئ والقبيح ” واستعرضت الشبكة السيناريوهات الثلاثة المطروحة من وجهة النظر الأمريكية وعلى الرغم من أن التقرير شابه الكثير من القصور المعلوماتي والخلط في المفاهيم والرؤية خاصة فيما يتعلق بالموقف من الاخوان وتأثير ما يحدث على إسرائيل إلا أن التقرير يظل مهما خاصة وأنه يدعو القيادة الأمريكية للتدخل لمساندة القادة العسكريين ومحاولة أن يكون لهم دور في رسم سيناريوهات المستقبل مشيرا أن اخطر ما في السيناريوهات الثلاثة الآن هو عجز أمريكا عن ترجيح احدها .. يقول التقرير : ذهب المتظاهرون إلى منازلهم وتحول انتباه العالم إلى ليبيا ، ولكن مستقبل أكبر البلاد العربية سكانا وتأثيرا لا يزال القضية الأهم التي تؤثر على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط ربما أكثر من قضية سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية. قرار خلع حسني مبارك دون معرفة من سيتولى السلطة مكانه خلق حالة من عدم اليقين وعدم الارتياح في جميع أنحاء المنطقة. وعلى الرغم من أنه لا أحد يمكن أن يتنبأ في هذه المرحلة ما ستبدو عليه مصر في الأيام والأسابيع القادمة ، فمن الممكن تصور ثلاثة سيناريوهات التي تشكل جميع المشاكل المحتملة بالنسبة للسياسة الأميركية.
السيناريو الأول (الجيد) : السيناريو الوردي هو أن مصر سوف تصبح ديمقراطية. وهناك أسباب كثيرة للتشكك في هذه النتيجة، بما فيها ثقل محاولة إنشاء مؤسسات ديمقراطية في بلد عددها 80 مليون نسمة لم توجد فيها تلك المؤسسات من قبل ، وكذلك عدم وجود تاريخ للديمقراطية في المنطقة ، وعدم رغبة سماسرة السلطة القائمة في التخلي عن قبضتهم على السلطة. ومع ذلك ، فإنه على الأقل يمكن تصور أن الدعوة للانتخابات ستجلب قادة للسلطة الذين سوف يتبنون المبادئ الديمقراطية . فهم قد يقررون أنهم يرغبون في البقاء في التحالف مع الولايات المتحدة.وإذا حافظوا على السياسة الإقليمية الحالية ، لا شيء من شأنه أن يتغير كثيرا، ولكن إذا قرروا دعم الحركات الديمقراطية الأخرى ، فمصر من الممكن أن تصطدم مع الأنظمة الاستبدادية في الخليج وتجبرنا على الاختيار بين مبادئنا وبين الموردين لنفطنا.
الانتخابات يمكن أن تأتى أيضا بقادة إلى السلطة لا يحبون الولايات المتحدة ، غاضبون من فشلنا في دعم الديمقراطية في الماضي. وهم من الممكن أيضا أن يقرروا أن يطرحوا للتصويت سواء الإبقاء على معاهدة السلام مع إسرائيل أم لا والتي هي واحدة من أهم الأجزاء المركزية للسياسة الخارجية الأمريكية . وبالنظر إلى أن مبارك لم يفعل شيئا لتشجيع الجمهور على رؤية إسرائيل كدولة صديقة، يمكن أن يقرر المصريون العودة إلى الموقف المحارب الذي كانوا عليه على مدى عقود والتحالف مع أولئك الذين ما زالوا في حالة حرب مع إسرائيل، مثل سوريا. وجاءت إشارة من موقف الديمقراطيين الشباب في واحدة من التصريحات الأولى للحزب الجديد للشباب ، والذي دعا إلى قطع إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل.
السيناريو الثاني (السيئ) : السيناريو السيئ مع أخبار جيدة مماثلة، واحتمالية الأنباء السيئة هي أن الجيش يسيطر على الحكومة. و هو واقعا في موضع المسئولية الآن؟ فمن الممكن أن تعقد الانتخابات ويتم تشكيل الحكومة على النمط التركي الذي يعتمد على الدعم من الجنرالات . وبذلك يتشكل الموقف تجاه الولايات المتحدة على أساس ما إذا كان الجنرالات يعتقدون أنه يصب في مصلحتهم أم لا . حافز واحد هو أننا كنا منحناهم كل الدبابات والطائرات التي يريدونها ومن المرجح أن يستمروا في القيام بذلك طالما هم يتبنون بعض الإصلاحات الديمقراطية ويحتفظون بسياستهم الإقليمية الراهنة. ولكن على الرغم من ذلك ربما يغير القادة العسكريون مواقفهم بعد رؤية كيف أن الرئيس أوباما تخلي عن مبارك. ويمكن أن يستجيبوا إلى العداء الشعبي تجاه إسرائيل وإلغاء معاهدة السلام ودعم حماس والجماعات الأخرى. وبذلك فإن إسرائيل سيجب عليها استثمار موارد ضخمة للدفاع عن حدودها الجنوبية. فإسرائيل محاطة تقريبا من قبل قوات معادية واحتمالات حدوث حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ستكون متزايدة وتتضاءل احتمالات السلام . ومن المرجح حينها أن الولايات المتحدة ستوقف تسليح مصر، وهذا من شانه أن يتسبب في أن تنتقل إلى الصينيين والروس لتلبية طلباتها من الأسلحة.
السيناريو الثالث ( القبيح) : السيناريو الكابوس هو أن تأتي جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة. فهي الطرف الأقوى والأكثر تنظيما في مصر ، ومن الممكن أن تفوز في الانتخابات. هذه المجموعة تؤمن بسياسة الرجل الواحد ( لا نساء )، والصوت الواحد . أنهم يأملون في فرض دولة دينية على النمط الإيراني في مصر من شأنها أن تستعبد الناس أكثر من جعلهم أحرارا . جماعة الإخوان المسلمين تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل مع كل التداعيات السلبية المذكورة أعلاه . فالجماعة حليف للإرهابيين ويسعون لنشر الإسلام خارج حدودهم . تحت حكم الإخوان، من المرجح أن تصبح مصر فدائية مناهضة للولايات المتحدة وتهدد أيضا الأنظمة المحافظة في الخليج.
الجانب الأكثر رعبا من هذه السيناريوهات هي محدودية قدرة الولايات المتحدة على التأثير في ظهور اى من هذه السيناريوهات . فبعد تأييد الولايات المتحدة للديمقراطية في مصر، سيكون من الصعب بالنسبة للإدارة دعم أي شيء أقل من انتخابات حرة . والخيار الأفضل هو العمل عن كثب مع الحكام العسكريين الموجودين في السلطة ألان لتشجيعهم على الحفاظ على السياسة الخارجية الحالية ومحاولة بناء الأحزاب البديلة للإسلاميين على أمل أنهم سيفوزون في الانتخابات المقبلة. وفى نفس الوقت ينبغي أن يكون التحضير لأسوأ السيناريوهات.
1Share