ملحوظة عامة
أكثرية المناظرين ضد اﻷديان والمذاهب اﻷخرى تجدهم من المتطرفين..ذاكر نايك..عدنان العرعور..عبدالملك الزغبي..زغلول النجار..أحمد ديدات ,غيرهم
بينما من يهتم بالتسامح والتعايش لا يهتم بالمناظرات أصلا
الأمر ربما له بعد فلسفي ..فالذات التي لا تستجيب للآخر في المناظرة وتصر على إفحام الخصم مهما حدث حتى لو تبين أنها مخطئة.. تملك في داخلها كم كبير من التمرد والعناد والرفض..هذا له تأثير لديها في البعد الديني ثم يدفعها ذلك إلى التكفير وربما التحريض..
والسبب أنها تضطر للتفكير من داخل الصندوق لصناعة التمييز..ولمزيد من اﻹثارة تستعين بحشد القطيع والدهماء كإجراء دفاعي لإثبات هذا التميز..والسبب أن رأي القطيع دائما من داخل الصندوق فيأتي رأي المناظر في العادة موافقا لرأي القطيع..
وهذا كان سبب وعامل مساعد في الاضطهاد الديني..فكل جريمة دينية سبقتها في الغالب فترة تناظر مبنية على اﻹفحام لا القبول والسعة كما هو مفترض في الندوات والحوارات الهادئة...
لذلك كان رأيي منذ 8 سنوات أن القنوات الدينية المنظمة لتلك المناظرات تقوم بنفس الدور الذي يقوم به خطيب الفتنة في الجامع..كقنوات المستقلة وصفا ثم وصال وغيرها..لاحظ أن أغلب المتناظرين على تلك القنوات أصبحوا زعماء للفتنة المذهبية الحالية..بل بعضهم حشد المجاهدين للحرب في سوريا والعراق..
معرفة الحقيقة الدينية لا تأتي باﻹفحام والتكفير والرفض..بل تأتي بالحوار الهادئ المبني على التسامح..ويجب قبل كل شئ امتلاك المحاورين ملكة العقل واﻹلمام بتراثهم الديني...وبكل وضوح هذه الشروط غير موجودة عند أغلب المشايخ..
أما الذي يحدث اﻵن بتصدر متطرفين وتكفيريين ساحة التناظر يعني تأسيس لفتنة جديدة وحشد القطيع باتجاه جديد..وبعد ما يفرغوا من سوريا والغرب المسيحي..لا نعلم ما هي وجهتهم القادمة..