يعاني الشاب إبراهيم من أمراض نفسية وعزلة اجتماعية اضطرته لتربية ذقنه، ولأنه يعيش في مجتمع يرى اللحية من الدين رآه الناس شاب ملتزم ومؤمن صالح ..رغم أنه مريض..!
سافر إبراهيم عند شقيقته، وفي المواصلات كانت الأجواء حزينة لاستشهاد جنود الجيش، بينما الوطن يعاني من الإرهاب وأمن الدولة نشط في الشارع واللجان توقف الناس ثم تسألهم عن هويتهم الشخصية، وفي أحد اللجان الأمنية استوقف ضابط إبراهيم وسأله عن هويته.. فكشفها له..فاشتبه الضابط في إبراهيم لطول لحيته وقال له: إنزل معي
نزل إبراهيم من الميكروباص وذهب مع الضابط ليركب سيارة الأمن المشهورة في مصر (بالبوكس) وذهب معه لمقر أمن الدولة وهناك دار هذا الحوار:
الضابط: ما اسمك ومؤهلك إيه وكنت رايح فين؟
إبراهيم: إسمي ابراهيم ومؤهلي متوسط وكنت رايح لاختي
الضابط: إنت بتسمع مين من الشيوخ ؟
إبراهيم: بسمع محمد حسان ويعقوب
الضابط: بقالك كتير مربي لحيتك؟
إبراهيم: بقالي 3 أسابيع بس
فشك الضابط في جواب إبراهيم وظن أنه يتهرب، وسأله مرة أخرى: ما قولك في الخروج على الحاكم؟
إبراهيم: يابيه أنا عاوز اعيش ، وطول عمري في حالي ..ماليش دعوة بالسياسة.
الضابط بعنف وصوت عالي: رد على السؤال ياروح امك
إبراهيم: ما انا رديت عليك..ما اعرفش، وماليش دعوة بالسياسة
وبعد حوار دام لنصف ساعة اطمئن الضابط لإبراهيم وتيقن إنه جاهل في الدين و (مالوش دعوة بالسياسة) وقرر صرفه من مقر أمن الدولة ولكن بعد احتجاز بطاقته الشخصية لعمل بعض التحريات..
كمل إبراهيم السفر وذهب لبيت شقيقته، وعندما وصل حكى قصته لزوج أخته، فاندهش الزوج من كلام إبراهيم ولكن في ذهنه كانت أسئلة الضابط لها عدة معاني:
قال الزوج: شوف ياإبراهيم..الدولة عندنا مالهاش مشاكل مع السلفيين أبدا حتى لو كانوا ولاد ستين في سبعين، أهم حاجة (مايخرجوش عن الحاكم) وسؤال الضابط لك هو نفس السؤال والامتحان الرئيسي لأي سلفي يشتبه فيه، ولو نجح في الامتحان ياخد براءة..ويبقى في حماية الدولة كمان..
إبراهيم: مش فاهم ياجوز اختي
قال الزوج: يعني مشكلتنا في مصر ومشكلة الإرهاب عموما بسبب (الطائفية والعنصرية والحقد والكراهية إضافة لحب السيطرة) وكل دي مشاعر اكتسبها الإرهابيين من التراث، والضابط لم يسألك عن كل هذه الأشياء..وسألك فقط ما يخص السلطة وهي مسألة الخروج على الحاكم، ودا معناه إنك لو طائفي وعنصري وتكفيري..يبقى انت مقبول من الدولة..لكن لو عارضت الحكومة يبقى انت من الخوارج
إبراهيم: أفهم من كدا إن الشرطة مابتحاربش الإرهاب؟
الزوج: لأ بتحاربه...بس بطريقة غلط..ومهما حاربت الدولة الإرهاب هايفضل الشيوخ والطائفيين يغذوا الإرهاب بشرايين ودماء جديدة.
إبراهيم: طب إمتى هاننتصر على الإرهاب؟
الزوج: لما تتمسك بعد كدا ويسألك الضابط هل تقول بقتل المرتد أم لا؟..وهل بتكفر المسيحيين والشيعة والا لأ..؟..وهل تقول بتطبيق الحدود والقطع والرجم أم لا؟...وقتها نكون اطمنا إن الحرب الحقيقية على الإرهاب وصلت للدولة والشعب، بدل ما هي محشورة دلوقتي في بق المثقفين