أثر حادث المحمل: (4 ) الصحفى المصرى يقوم بالدعاية لعبد العزيز

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٩ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أثر حادث المحمل: (4 ) الصحفى المصرى يقوم بالدعاية لعبد العزيز

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل التاسع : إنتشار الوهابية فى دولتها السعودية الراهنة 

الصحفى المصرى يقوم بالدعاية لعبد العزيز

مقدمة

كل كتاب الصحفى محمد شفيق مصطفى هو دعاية للملك عبد العزيز بن سعود . منها دعاية غير مباشرة ، ودعاية صريحة واضحة فجّة . هنا نعرض لبعض هذه الدعاية الصريحة الفجّة .

أولا : فى مدح الملك عبد العزيز وأهله :

1 ـ يخاطبه بألفاظ الجلالة ، وعبارات النفاق بما يخرج عن الحياد المفترض ، وينسحب هذا على والد عبد العزيز وأولاده بل وشقيقته . يقول مثلا  يصف جدول أعمال الملك عبد العزيز ص 43: (  وبعد أن ينفض ذلك المجلس يذهب جلالته إلى القصر الخاص الذي يُقيم فيه والده الشيخ ، وهو ـ رغماً عن كونه في العقد التاسع من عمره ـ على جانب  عظيم من الذكاء وسرعة البديهة ورقة الجانب ، فضلاً عن كونه محبوباً من سائر أهل نجد . وبعد ان يقضي في حضرته برهة ينتقل إلى زيارة كبرى شقيقاته الأميرة "نورة " التي يجلها جلالته ويضعها في مكان خاص من نفسه ، فقد جرت عادة اهل نجد أنهم يخصون كبرى شقيقاتهم بأجلى مطاهر التوقير والإجلال.ومما أذكره أيضا بالشكر والثناء لهذه الأميرة الجليلة ذلك الكرم العربي ومكارم الخلال ، فقد كانت تبعث إلي يومياً بمختلف أنواع الطعام ولا تنفك تستفسر عن حالي وتبالغ في إكرام جانبي . )  

2 ـ وفى ص 41 يقول عن حياة الملك اليومية : ( وبعد ذلك يستقبل وفود الأخوان ، فيقضي في الاحتفاء بهم ومسامرتهم وسماع ما يدلون به إليه من الأقوال والأحوال وقتاً غير قليل . ومما يُذكر أن أولئك الإخوان يتحدثون إلى مليكهم كأنما يخاطبون واحداً من إخوانهم البدو في الصحراء . مثال ذلك أني رأيتُ أحدهم يخاطب مولاه الملك بقوله : " يا عبدالعزيز! فاستكبرتُ ذلك منه وكدتُ لا أُصدق سمعي لحقارة شأن المتكلم وسعة صدر جلالة الملك ، لولا أن أحدهم همس في أُذني قائلاً : "ذلك هو الدستور الذي شرعه لنا الملك ،فهو يقبله على العين والرأس ولا يرضى سواه بديلاً". ) .

المؤلف هنا يتكلم عن شيوخ القبائل ويخلط بينهم وبين الإخوان النجديين الذين كانوا وقتها فى خصومة معلنة مع عبد العزيز ، ولا نتصور ـ كما يقول المؤلف ـ أنه كان يقضى وقته يحتفى بهم ويسامرهم ويسمع لهم . شيوخ القبائل إعتادوا مخاطبة عبد العزيز باسمه المجرد . وهذا ينسحب على البدو العاديين وقتها ، وقد ذكر المؤلف عنهم ص 15 : (ومع أن أؤلئك البدو لا يزالون على سذاجتهم فهم يدلون بأقوالهم وأفعالهم عن فطنة وانتباه إلى ما يصدر منهم ، فلا يتخذون من الشئون السياسية والمباحث الخاصة برجال دولتهم مثارا للبحث أو التسلية ، كما يفعل غيرهم من أبناء الأمم الشرقية الأخرى ، فهم يقتصرون على ترديد هذه العبارة " الملك لله ثم لعبدالعزيز بن السعود " ) .

الدعاية هنا مؤثرة لدى المصريين ، بالذات . لأنها تدفعهم الى المقارنة بين ( الملك عبد العزيز ) و ( الملك فؤاد ). الملك عبد العزيز يتسامر مع رءوس الناس وينادونه بإسمه المجرد ( يا عبد العزيز ) ، بينما الباشوات وكبار المصريين يركعون أمام الملك فؤاد يقبلون يده وينادونه بصاحب الجلالة . ويأتى مدح المؤلف لعبد العزيز بقوله  : (  وكدتُ لا أُصدق سمعي لحقارة شأن المتكلم وسعة صدر جلالة الملك ، لولا أن أحدهم همس في أُذني قائلاً : "ذلك هو الدستور الذي شرعه لنا الملك ،فهو يقبله على العين والرأس ولا يرضى سواه بديلاً". ) . هذا الكلام إختراع من المؤلف لأنه من المستبعد أن يتحدث أحد من ( نجد ) قائلا (ذلك هو الدستور الذي شرعه لنا الملك ) . فكلمة الدستور لم تكن معروفة أو مستعملة وقتئذ بين النجديين والعرب عموما. هى مستلزمات الدعاية التى تخاطب المصريين بثقافتهم ، أى إذا كان لديكم دستور وملك تركعون له فإن الدستور العملى فى مملكة ابن سعود أن يخاطبه الناس بإسمه المجرد كأنه واحد منهم . ومن المستحيل أن يقول أحد الوهابيين ( .. الذى شرعه لنا الملك ) ، لأن التشريع لا ينسبونه للبشر بل لرب العزة جل وعلا . وتشريعات الفقهاء السنيين ينسبونها لرب العزة على أنه شرع الله .

 3 ـ وللدعاية فإن المؤلف يؤكد حٌبّ الملك عبد العزيز للملك فؤاد بقوله ص 43 :

 ( وقد رأيت بين سيارات جلالته سيارة يهتم بها جد الاهتمام ، ولا يركبها إلا في الحفلات الهامة ، تلك السيارة الفخمة التي أهداها له حضرة صاحب الجلالة فؤاد الأول ، صاحب النيل . )  

4 ـ ومن فنون الدعاية ما سبقت الاشارة اليه فى حديث المؤلف عن الرعاية والحفاوة والتشريف الذى تمتع به فى رحلته وفى لقائه بالملك وإبنيه سعود وفيصل حاكم الحجاز . وهو هنا يقول ص 67 عن رحلته من مكة الى جدة : ( قد انتهينا من رحلتنا واستوعبنا ما يهم قومنا وبلادنا الاطلاع عليه ، واعتزمنا مبارحة مكة ، فودعنا سمو الأمير فيصل ، الذي كان على الدوام لا يكف عن التلطف  بنا والاستفسار عنا . ) .

ثانيا :   فى موضوع الاخوان :

1 ـ ربما لم يلتفت مؤرخو عبد العزيز الى هذا الكتاب الذى كان فيه المؤلف شاهدا حيا على ظروف خاصة ودقيقة حين إحتل عبد العزيز الحجاز بسيوف الاخوان النجديين ، وتوترت العلاقة بين عبد العزيز وإخوانه . كان الاخوان لا يزالون فى المشهد السياسى بعد حادث المحمل ، ونقل مشاعر الاخوان ضد عبد العزيز وإتهامهم إياه بأنه إنحاز للمصريين ضدهم فى موضوع المحمل .

2 ـ يقول ص 44 تحت عنوان : ( بين زعماء قبائل نجد ) ويقصد بهم الاخوان النجديين : ( وعلى ذكر ماروته بعض الصحف أثناء وجود سعادة الطيب بك الهزازي رئيس ديوان جلالة الملك ابن السعود في مصر أخيراً عن وجود خلاف بين بعض زعماء قبائل نجد أمثال فيصل الدويش ، زعيم قبيلة الأرطاوية ،( الارطاوية ليست قبيلة وإنما هى إسم للمستوطنة أو الهجر التى كانت تحت قيادة فيصل الدويش )  وسلطان بن مجاد ( الصحيح : ابن بجاد )، زعيم قبيلة الغطغط ، من جهة ( الغطغط أيضا هو مستوطنة وليس قبيلة ، ونسى المؤلف أن يذكر الزعيم الثالث للإخوان ، وهو ضيدان بن حثيلين )، وبين جلالة ابن السعود ، من جهة اخرى ، أقولإني سمعتُ شيئاً في هذا الموضوع أثناء وجودي في" الرياض " ذلك أنهم يعزون وقوع ذلك الخلاف إلى حادث الاعتداء  على المحمل في منى ، فقد   قيل : إن القتلى من النجديين كانوا من قبيلة فيصل الدويش ، وقد اعتبر بعض غلاة هذه القبيلة أن تصرف جلالة الملك عبدالعزيز كان مُهيناً لهم ، وكان من واجبه أن يثأر لهم ، ولكن ما كان أخيب رجاء الغلاة عندما علموا ان فيصلا هذا ذهب إلى " الرياض " عقب وصول جلالة الملك بعد ان تعرف على الحقيقة من جلالته وأمن عليها وانقضى بذلك كل قيل وقال.أما سلطان بن مجاد فقط قيل: إن نزاعا قام بينه وبين جلالة الملك على تطبيق بعض الأمور الشرعية ، ولكنه بعد أن تبين الحقيقة قصد إلى "الرياض " وقابل جلالة الملك وخرج من لدنه شاكراً.ولكن يظهر أن بعض دعاة السوء أرادوا بث دعايتهم في قلب نجد بعد أن فشلوا في الحجاز فلم يفلحوا ، وهكذا عادت المياه إلى مجاريها وانقضى الأمر. )

3 ـ المؤلف هنا ينقل يعض معلومات خاطئة لمجرد الدعاية . إذ لم يتم الصلح بين عبد العزيز والاخوان بل تطور الى معارضة سياسية دينية بالمؤتمرات ثم تصاعدت الى الحرب بينهما . ولكن صحيحا ما يقوله المؤلف عن شعور الاخوان بالاهانة من تحيز عبد العزيز للمصريين فى حادثة المحمل وبعدها . وقد استنكروا فى مؤتمر الارطاوية سفر سعود الى مصر بلد الشّرك فى عقيدتهم الوهابية .

4 ـ الرسالة الدعائية الواضحة هنا أن عبد العزيز إنحاز للمصريين ضد إخوانه النجديين .

ثالثا : هجاء الشريف حسين ومدح الملك عبد العزيز .

يقول ص 63 : 64 : تحت عنوان ( الحج ومراسيمه ) :

( ومما يذكر حيال الحج ومراسيمه أن جماعات المطوفين كانوا إلى ما قبل حكم الملك ابن السعود في الحجاز أشبه بجماعات التراجمة الذين يصاحبون السياح الأجانب في مصر ، فيمثلون معهم شتى ضروب القبائح ويرسمون أمام انظارهم أشنع صنوف الموبقات ، ويصورون لهم الأمة المصرية تصويراً ذميماً ، مما حمل الصحافة المصرية في الأيام الأخيرة أن تطلب من الحكومة المصرية الوقوف في وجههم ومصادرتهم وسن اللوائح لإيقافهم عند حدهم محافظة على كرامة مصر مصر وسمعتها .

وقد كان أولئك المطوفون يتلقفون الحجاج ، ولاسيما بسطاؤهم فيبتزون أموالهم ويلقنونهم أقولاً خرافية منافية للشرع والعقل معاً ،مثال ذلك أن يمسك احدهم بحاج ساذج ويلقنه العبارة التالية ، بصوت خافت على باب الحرم الشريف ،كأنما هو ينزل عليه آية من السماء ، وهذا هو :" اللهم إني نويتُ إعطاء مطوفي مبلغ كذا من المال بنية الله ورسوله " فإذا ما نطق الحاج بهذه الكلمات حسب أنها سجلت عليه في لوح مسطور لا سبيل إلى نقضه بحال  حتى إذا فرغ من طوافه أدى ما تعهد به لذلك المطوف المحتال بغير إمهال ، وهكذا دواليك . وأكثر منه مما كان يجري في السر والعلانية ، وقد يكون بعضه مما يُغضب الله ويندى له وجه الآداب

أما الآن فقد قضى نظام الحكم الجديد على تلك المظالم والبدع السخيفة ، ووضع أولئك المطوفون تحت مراقبة شديدة ، فإن أقل شكاة يرفعها أحد الحجاج ضد أحدهم تكون كافية لإبعاده عن حظيرة المطوفين .

أما مشكلة الأمن العام التي كانت هي في الواقع أم المشكلات ، ورأس كل الخطايا ، مما كان يحسب له المسلمون الراغبون في حج بيت الله الحرام أكبر حساب ، فقد كانت طليعة المشكلات التي استطاعت الحكومة الجديدة حلها على أهون سبيل ، فمنذ حل حكم الشرع محل القانون المدني والجنائي وأدرك دعاة الشر والإجرام ما هو حكم الشرع حيالهم نزعوا عنهم ثيابهم وغسلوا أيديهم من أوزار الماضي ووضعوا أنفسهم رهن ما قضى به حكم الشرع ،إذا ما حدثتهم نفوسهم بمخالفة ما تقضي به هاتيك الأحكام ، فكان أهم ما انقطع دابره تلك الفعلة المشئومة التي كان يلجأ إليها أشرار البدو الحجازيين، ولا سيما رجال قبيلة عتيبة وبني هذيل وحرب ،الذين كانوا يستدينون الأموال من بعضهم بعضاً على أن يقوموا بسدادها من أسلاب الحجاج وما يغنمون من أموالهم ،فقد عمد الملك عبدالعزيز فوق اعتماده على إنفاذ حكم الشرع إلى بسط يده بالإحسان إلى فقراء هؤلاءالبدو ، وبذلك أمنت القوافل التجارية على ما تحمله من بضائع وسلع مهما بلغت قيمتها ، وأمن الحجاج       كذلك على أرواحهم ومتاعهم ، يدلك على ذلك أن رجال المحمل المصري عندما سافروا العام الماضي أثبت سعادة أمير الحج في تقريره لولاة الأمور أن عصابات البدو التي اعتادت غزو المحمل ورجاله لم يبق لها اثر في الحجاز ، وفي هذا العام سافر الحجاج المصريون وعادوا دون أن يصيبهم أقل اعتداء ، حتى قال لنا احد الحجاج :"  إن امرأة مصرية تستطيع أن تبرح مصر بمفردها وتقصد إلى قلب الحجاج وتقوم بفريضة الحج ثم تعود دون أن يصيبها أقل مكدر" . والظاهر أن استقرار حالة الأمن حملت أحد أعضاء مجلس الشيوخ المصري على التصريح رسمياً بأن المحمل وحرسه أصبح بدعة يجب إبطالها ، وقد تألفت لجنة خاصة للنظر في هذه المسألة .

رابعا : عودة الى حادث المحمل :

ثم يعود المؤلف الى موضوع المحمل فيقول موجها دعايته وحديثه لأولى الأمر فى مصر تحت عنوان ( موضوع المحمل  ) ص 65 : ( على أن هناك رأياً آخر هو أنه إذا استقر الرأي في نهاية الأمر على منع سفر المحمل فليس من العدل أن يحرم فقراء الحجاز من الميرات وخيرات الواقفين التي اعتادت مصر إرسالها  إلى الحجاز من قديم الزمان ، ولعل ذوي النظر البعيد من ولاة الشأن في مصر سيراعون هذه النظرية بما تستحقها من  العناية والاهتمام .)

أخيرا : خاتمة الكتابة دعاية فجّة ونفاق واضح لابن سعود

يقول ص 69 : 70 : ( الخاتمة :

هكذا تطورت الحال في مملكتي نجد والحجاز وتم لهما ذلك الاندماج المتين فخرجت " نجد " من عزلتها الطويلة عن بقية الشعوب الإسلامية المتحضرة ،وأصبح ملكها هو صاحب الكلمة النافذة والصوت المسموع في الأراضي المقدسة وشئونها ، وبات اسمه علماً بين ملوك الإسلام يشار إليه بالبنان ، وقد أثبت بالفعل لا بالقول أنه جدير بهذا الملك المترامي الأطراف ، الجليل الشان في عيون سائر المؤمنين ، وانه بعد أن طهر الاراضي المقدسة من أدران المفاسد والمظالم التي نشرها رجال الحكم البائد استطاع أن يقطع دابر عصابات النهب والسلب ويضرب بعصا من حديد على أيدي قطاع الطريق ، فأمن سبل الحج لكافة المسلمين ونظم شئون الصحة العامة ، وأقام  حكم العدل بين سائر رعاياه ، لا فرق بين نجدي وحجازي .

ومما لا ريب فيه أن بلادا كهذه  وقد خرجت من عزلتها ووضعت يدها بأيدي جاراتها من البلاد المتحضرة سيكون لها حظها من الحضارة  بحكم  المجاراة على مر الأيام .

ومن يعلم ما كانت عليه الحجاز قبل ان يحكمها جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود كيف كانت الفوضى ضاربة أطنابها وأموال الناس وأرواحهم في خطر دائم من أعتداءات البدو الحجازيين واستخفافهم بالنظام والحكومة القائمة بالأمر، وهذا ركب المحمل المصري كان على الدوام هدفاً لاعتداء المعتدين ،  وفتك الفاتكين ، فبات الحجاج يسافرون أفرادا وجماعات حتى دون أن يرافقهم  حرس المحمل ، ثم يعودون دون أن يصيبهم أقل أذى ، ولم يكن هذا شأن حجاج مصر وحدهم بل هي الحال مع سائر المسلمين الذين يحجون بيت الله الحرام .

وإذا كان كل شيء في أوله صعباً فلا عبرة البتة ببعض ما قام من وجوه الخلاف في الرأي بين الحكومتين المصرية والحجازية بشأن المحمل المصري ، وقد يأتي  وقت تضع فيه حكومتا البلدين اتفاقاً متيناً يرتب شئون الحج ومراسمه في المستقبل وطبقا للتطورات الحادثة بين الأمم والآراء العامة .

وكذلك فإذا كان بعض الذين لا يحلو لهم الصيد إلا في الماء العكر قد زين إليهم أن يثيروا العواصف ويشيعوا الأكاذيب عن حكم الحجاز وآراء الوهابيين الدينية قصد تنفير الأمم الإسلامية من حكم جلالة الملك عبدالعزيز فحسبنا أن مثل هذا وأكثر منه يقع عادة بين سائر الأمم ، ولاسيما عقب الفتوح والانقلابات السياسية ولسوف يضرب هؤلاء  وأولئك من حسن نيات الملك ابن سعود وضروب الإصلاح في بلاد الحجاز ذاتها ما يسكت ألسنتهم وينطقهم بالحق من حيث لا يشعرون ،على أن دعاة هذه الدسائس ـ والحمدلله ـ ليسوا من البراعة والدهاء ما يخشى شرهم ويؤثر سوء فعلهم فجلهم من حثالة الناس ، أو أذناب الحسين وأنصاره ، ممن لا يعتد بشأنهم ولا يؤبه بحالهم .

وإنا لنسأل الحق جلت قدرته أن يكتب للإسلام والمسلمين اتحاد الكلمة ورفع راية الإسلام بين الأنام ، وأن يوطد دعائم الحب والولاة بين ملوك الناطقين بالضاد وأمرائهم ، وأن يوفقهم إلى ما فيه مرضاة الله ورفع شأن المؤمنين  بمنه وكرمه . انتهى  . )                                  

              

اجمالي القراءات 6080