ما تأثير عقيدة الولاء والبراء على المسلم؟
أولا: تجعله يصادق المسلم ولو كان فاشلا أو مجرما، بينما يعادي غير المسلم ولو كان ناجحا أو حكيما..
قديما قيل أن الذكاء يأتي من مصاحبة الأّذكياء، ماذا ستفعل في أمة تكره الأذكياء ولا تثق إلا في أغبيائها..!..أنظر ماذا فعل الشيشانيون والسعوديون في سوريا؟..لقد دمروها لأن ولائهم الأول والأخير للعقيدة وليس للوطن..والعقيدة شئ نسبي لا يمكن اتفاقهم عليه، فكلما اختلفوا في أمر ما حكّموا الولاء والبراء إلى أن رأوا أنفسهم جميعا كفار فهلكوا..
ثانيا: سيحبون المرأة المحجبة ولو كانت مؤذية، ويكرهوا المرأة السافرة ولو كانت نافعة، أنظر كيف رأوا السيدة (علا غبور) مؤسسة وراعية مستشفى سرطان الأطفال، كرهوها لأنها سافرة ومسيحية مع بعض، وقللوا من حجم إنجازها..فالولاء والبراء هنا تعطيل وفرملة لأي خير وأي نجاح..
ثالثا: سيرون العفة بمجرد الشكل، فلو لبست العاهرة لباس القديسين أصبحت لديهم مؤمنة صالحة، ولو كشفت العفيفة شعرها ورقبتها قالوا أنها عاهرة، لم يدركوا أن عفة البشر في أخلاقهم وشخصيتهم..وليست في أزيائهم..الولاء والبراء هنا تشجيع للانحلال الخلقي وما تفشي وانتشار التحرش الي في مجتمعات السعودية وأفغانستان ومصر إلا دليل حي على ذلك..
رابعا: سيرون الكنائس عدوة للدين حتى لو دعت للوحدة والتسامح، وسيرون المساجد بيت الدين حتى لو دعت للحرب والطائفية..الولاء والبراء هنا تفكك للمجتمع وشيوع الكراهية والأحقاد بين الناس..فالله لم يأمرنا بحب الشئ إلا لفعله وتأثيره الحسن بين البشر..
مفهوم الولاء والبراء هو أصل ديني لدى جماعات الإرهاب، استقوه من كتابات ابن تيمية والوهابيين وسيد قطب، واعتنقه الإخوان كأصل حزبي ولم يفرقوا بين خطاب القرآن وقت الحرب ووقت السلم، وبين الأمة في عهد الرسول وشأنها المعاصر..فوقعوا في آفة التكفير..
مجتمعات العرب تفشت فيها الكراهية والطائفية والتحرش الي والفشل والحروب الأهلية بفعل الولاء والبراء هذا، فلو بحثت عن كل نقيصة اكتسبناها ستجد لهذا المعتقد سبب مباشر فيها ودافع غرائزي يحرك كل مسلم للإفساد في الأرض ..وباطمئنان تام..رغم أنه في الأخير مفسد..