السلفية تدق طبول غزوة الأضرحة من قليوب

في الخميس ٣١ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

السلفية تدق طبول غزوة الأضرحة من قليوب

آخر تحديث: الاربعاء 30 مارس 2011 9:30 م بتوقيت القاهرة

- الشروق

 

 مظاهرة الصوفية المنددة بهدم الأضرحة

 

 
هاجم العشرات من المنتمين للجماعات السلفية أربعة أضرحة تاريخية على أطراف مدينة قليوب وهدموها، فى ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول، واعتدوا على مواطنين حاولوا أن يمنعوهم من هدم ضريح خامس، بالأسلحة البيضاء والشوم.

وتمكن السلفيون من هدم أضرحة سيدى رداد، وسيدى عبدالعال، وسيدى الغريب، وضريح سيدى جمال الدين، وأثناء توجههم لهدم ضريح «سيدى عبدالرحمن»، الذى يعتبر أكبر أضرحة قليوب، شعر بهم المواطنون وحاولوا منعهم، فاعتدى السلفيون عليهم بالأسلحة البيضاء والشوم.

وقال أحمد حسين رئيس لجنة الحزب الناصرى بقليوب، وشاهد عيان: «فوجئنا بسلفيين يحملون أسلحة بيضاء ومعاول وشوما، ويشرعون فى هدم ضريح سيدى عبدالرحمن، بحجة أنه بدعة ويمنع اللجوء إلى الله، حيث إنها أصنام يقدم لها المواطنون القرابين من أجل تحقيق مطالبهم، على حد قولهم، وعندما حاول بعض شباب المدينة منعهم اعتدوا عليهم بالضرب، فتجمع الأهالى واشتبكوا معهم وتمكنوا من منعهم من هدمه».

وأكد السيد سلامة، شاهد عيان آخر، أن السلفيين كانوا يهتفون أثناء هدم الضريح: «انتصرنا فى غزوة الصناديق، وسننتصر فى غزوة الأضرحة». وهددوا بأنهم «لن يتركوا أى ضريح على مستوى الجمهورية، لتحرير البلاد من الكفر وعباده الأصنام، وعندما تصدى لهم الأهالى صاح أحدهم: دعونا ننسحب الآن لنعيد ترتيب صفوفنا والمعركة لم تنته بعد».

وظل الأهالى فى شوارع المدينة حتى الساعات الأولى من الصباح، مرددين هتافات تطالب القوات المسلحة بتطبيق عقوبات مغلظة على العناصر التى ستجر البلاد إلى حروب أهلية، وتؤدى إلى غياب الاستقرار، نظرا للحوادث المتكررة، التى قاموا بها خلال الفترة الأخيرة، وأعادوا الحديث عن قطع أذن مسيحى فى قنا، ومنع آخرين من دخول كنيستهم، وحصار منزل سيدة فى القناطر، وتهديدها بمغادرته، بدعوى أنها سيئة السمعة».

وقال محمد عبدالسميع، وهو قيادى سلفى بالقليوبية: «هناك حديث للنبى صلى الله عليه وسلم يقول: أمرت أنا أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا بدمائهم وبأموالهم.. وقضية هدم الأضرحة تقوم على أساس أنه لا معبود فى الأرض إلا الله، ولا يحق أن أتقدم بأى عبادة كنذر أو ذبح أو تضرع إلا لله تعالى، وبما أن الطواف عبادة فلا يجوز أن يطوف المسلم حول ضريح لإنسان، لأن كل ما عبد دون الله فهو طاغوت».

من ناحية أخرى نظم الآلاف من أتباع الطرق الصوفية فى الليلة الختامية لمولد الحسين، مساء أمس الأول مظاهرة حاشدة تندد بالاعتداء على الأضرحة وصعود التيارات «الدينية الأخرى»، وردد أتباع الطرق الصوفية «مصر دولة إسلامية.. صوفية صوفية»، و«مصر محروسة بالأولياء مش بالسلفية والأدعياء».

وحذر المتظاهرون من الاقتراب من أضرحة الأولياء مرة أخرى، مؤكدين أنهم سيتصدون بكل حزم لأى محاولة اعتداء، كما أعلنوا عن تنظيم لجان شعبية للحفاظ على الأضرحة، ومن المقرر أن تبدأ هذه اللجان عملها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأكد شيخ الطريقة الرفاعية طارق الرفاعى عن عزمه دعم هذه اللجان الشعبية للحفاظ على الأضرحة، مؤكدا أن الطريقة الرفاعية جميعها فى خدمة آل البيت وأولياء الله الصالحين، وأن الطريقة الرفاعية 6 ملايين مريد قادرة على حماية جميع الأضرحة فى جميع محافظات مصر.

وقال شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبدالهادى القصبى فى كلمته عقب التظاهرات إن ذكرى مولد الحسين تأتى بعد الثورة وإن الطرق الصوفية تؤكد أن الجيش الصوفى موجود بكتائبه وجنوده وعدته وعتاده الروحى، وأن هذا الجش فى ازدياد من أجل التنظيم والتطهير، والدفاع عن الدين والوطن.

من ناحية أخرى قال عدد من أئمة المساجد فى أسوان إنهم تلقوا تعليمات من مديرية الأوقاف تطالبهم بتمكين الجماعات الدينية من إلقاء خطبة الجمعة فى مساجدهم.

وتوجه صباح أمس وفد من 17 من أئمة المساجد فى مدينة كوم أمبو بأسوان إلى المحافظ مصطفى السيد والحاكم العسكرى، للاحتجاج على التعليمات، لكن مسيرتهم انتهت بمقابلة الشيخ مدلولى ياسين، وكيل وزارة الأوقاف.

وسجل الأئمة فى لقائهم بوكيل الوزارة احتجاجهم على الخطابات المرسلة إليهم، تلزمهم بترك خطبة الجمعة لأمراء جماعات التيارات الإسلامية. وأكد الأئمة أن أمير الجماعة الإسلامية بكوم أمبو ألقى خطبة الجمعة فى مسجد السبعين بعد خطاب رسمى استلمه إمام المسجد من المديرية يطالبه بقبول الأمر، فيما رفض إمام مسجد السكة الحديد تنفيذ تعليمات بالسماح لشيخ سلفى بخطبة الجمعة فى مسجده.

وفى سياق آخر، تواصل نيابة وادى النطرون التحقيقات فى حادث مقتل مزارع على يد سلفى، حيث أحضر حازم حبيب وكيل النيابة الشيخ عيد غانم للجلوس مع المتهم سعد الله عبدالغنى، 37 عاما، مزراع لمعرفة أسباب الحادث.

وفى سوهاج وأسيوط، تسببت شائعات عن عزم السلفيين على رش مياه النار على وجه كل فتاة تخرج بدون غطاء للرأس، فى تغيب العشرات من العاملات عن أعمالهن، فيما اختفت مشاهد الطالبات غير المحجبات فى جامعة سوهاج.

وقال مراسل «الشروق» فى سوهاج، إنه على مدى ساعتين فى شوارع سوهاج وجامعتها لم ير إلا فتاة وحيدة بدون غطاء رأس، وأنه سأل سائق تاكسى، فأكد له أنه لم يشاهد واحدة دون حجاب، منذ خروجه فى الصباح الباكر.

 أعد هذا الملف محمد عادل وحمادة بعزق ويونس درويش ومحمد عبده

 

اجمالي القراءات 8232