صلاة الوهابية للشيطان وليس للرحمن

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٧ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

 صلاة الوهابية للشيطان وليس للرحمن

قراءة فى كتاب ابن بشر:( عنوان المجد فى تاريخ نجد )

مقدمة : شعيرة الصلاة بين الاسلام وبين الكفر

1 ـ الصلاة فى الاسلام ليست هدفا فى حد ذاتها بل هى وسيلة يتطهر بها المؤمن وينتهى بها عن الفحشاء والمنكر، وتلك هى إقامة الصلاة أى تأثير الصلاة إيجابيا فى سلوك المؤمن فى غير أوقات الصلاة . قال جل وعلا : ( وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ  ﴿٤٥﴾ العنكبوت  )  ثم الخشوع فى تأديتها ، وبدون الخشوع فى تأدية الصلاة وبدون إقامتها والحفاظ عليها لا يفلح المؤمنون، فهناك مؤمنون ليسوا مفلحين ،يصلون بلا خشوع وبلا محافظة على صلواتهم ، أى يقعون فى المعاصى مع تأديتهم صلاة شكلية حركية ، قال جل وعلا : (قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴿١﴾ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ﴿٢﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ﴿٤﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ﴿٥﴾ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ﴿٧﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ  لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ﴿٨﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ﴿٩﴾  أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ﴿١٠﴾ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴿١١﴾ المؤمنون  ) .

2 ـ  وكل العبادات فى الاسلام هى وسائل للتقوى ، قال جل وعلا : ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾ البقرة ) ، ينطبق هذا على الصيام ، قال جل وعلا : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾ البقرة ) وعلى الحج . قال جل وعلا (ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴿١٩٧﴾ ) ، وعلى القتال الدفاعى ردا للعدوان بمثله قصاصا ، قال جل وعلا : ( فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ  عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾ البقرة  ) .

3 ـ المنافقون فى عهد النبى محمد عليه السلام كانوا يؤدون صلاة حركية شكلية مظهرية ، قال جل وعلا عنهم : ( وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ ) ﴿٥٤﴾ التوبة  ) ، كانوا يراءون بصلاتهم خداعا فقال جل وعلا عنهم :(إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴿١٤٢﴾النساء ). وهم بها فى الدرك الأسفل من النار إذا ماتوا بلا توبة ، قال جل وعلا (إِنَّ  ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾  إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ  دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ﴿١٤٦﴾ النساء   ) . 4 ـ وكفار قريش كانوا يؤدون نفس شكل الصلاة التى لا يزال المحمديون يؤدونها ، وكانت لهم مساجد تحتوى قبورا مقدسة . لذا دعاهم النبى محمد لأن تكون المساجد خالصة لعبادة الله جل وعلا وحده فكادوا أن يفتكوا به . قال جل وعلا :(  وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا ﴿١٨﴾  وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا ﴿١٩﴾ قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ  بِهِۦٓ أَحَدٗا ﴿٢٠﴾ الجن )  وبعد الهجرة كانوا يمنعون من بقى فى مكة من المؤمنين من دخول مساجدهم . قال جل وعلا : (  وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴿١١٤﴾ البقرة). إذن كانوا ( يؤدون ) الصلاة شكليا حتى عند البيت الحرام مع تمسكهم بالكفر وبصدّ المؤمنين عن الحج . لذا وصف رب العزة جل وعلا صلاتهم عند البيت الحرام فقال : (وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ﴿٣٤﴾ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ﴿٣٥﴾ الانفال  )

5 ـ إذا لم تكن الصلاة وسيلة للتقوى فتتحول فى الدين الأرضى الى وسيلة للعصيان ، أى طالما تؤدى حركات الصلاة فلا عليك بعدها إذا عصيت ، أى أن يعصى الانسان معتقدا أنه طالما أدى ركعات الصلاة رياءا فهم مغفور له مقدما . تتعاظم المصيبة لدى الكهنوت الذى يحترف أداء الشعائر الدينية ويعطى نفسه مظهرا دينيا باللحية والجلباب كى يتميز على الناس ويتسلط عليهم ويركب ظهورهم باسم الدين ويأكل اموالهم ، أى يجعلهم يدفعون له ثمن صلاته وريائه بالعبادة .

6 ـ أفظع من هذا كله أن يجنح الدين الأرضى الى القتال فى سبيل حُطام الدنيا أى فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن كما إعتاد ابن سعود فى الدولة السعودية الأولى . ولأنه استحلال بالإعتداء بالغزو والقتل تمسحا بإسم الله جل وعلا ودينه فقد إحتاج ابن سعود الى شعيرة دينية يشتهر بها وتكون وسيلة دعائية له تُسوّغ له ما يرتكبه من قتل وسلب ونهب وسبى . وكانت هى الصلاة . كان الحرص على تأدية الصلاة شكليا أساسا من طقوس الوهابية ليظهروا بمظهر التقوى ، وتحت هذا المظهر يرتكبون كل الفظائع ـ حتى فى الأشهر الحُرُم . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : الصلاة من معالم القتال الوهابى فى الدولة السعودية الأولى :

1 ـ إنبهر بعض المصريين فى الحملة المرسلة لقتال الوهابيين من تمسك الوهابيين بالصلاة وقت إحتدام القتال ، وقد نقل الجبرتى كلامه . قال ( ولقد قال لي بعض أكابرهم من الذين يدعون الصلاح والتورع : أين لنا بالنصر وأكثر عساكرنا على غير الملة ؟ وفيهم من لا يتدين بدين ولا ينتحل مذهباً ؟ وصحبتنا صناديق المسكرات ؟ ولا يسمع في عرضينا أذان ؟ ولا تقام به فريضة ؟ ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين . والقوم ( أى الوهابيون ) إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفاً خلف إمام واحد بخشوع وخضوع ، وإذا حان وقت الصلاة والحرب  قائمة أذن المؤذن وصلوا صلاة الخوف ، فتتقدم طائفة للحرب وتتأخر الأخرى للصلاة ، وعسكرنا يتعجبون. )  

2 ـ فى سنة1229  مات الامير سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود . قال عنه ابن بشر فى تعداد مناقبه : ( وأما الصلوات المكتوبة فكان يصليها في مسجد قصره ، ويصلي معه فيه فئام من الناس ، إلا يوم الجمعة فإنه يصلي مع الناس في مسجد الطريف المشار إليه وهو المسجد الجامع تحت القصر شماله في موضع بناه فوق المحراب والمنير هو وخاصة ممالكه واثنان وثلاثة من خواصه وجعل على ذلك المصلى طريقاً  من القصر يأتي إليه من قبلة المسجد عند المحراب . وكان يقف خلفه إذا دخل في الصلاة وهو في مسجد قصره اثنان من شجعان مماليكه بسيوفهم خوفاً عليه حتى يفرغ من الصلاة . وأما إذا كان في مغازيه وحججه ، فكان إذا دخل في الصلاة أوقف ستة من شجعان ممالكه وخاصته منهم بسيوفهم اثنان عند وجهه واثنان خلفه بينه وبين الصف الثاني ، واثنان خلف الصف الثاني . ). هذه هى طقوس صلاته ، ومعه من يحميه من جنده .

3 ـ وهناك طقوس أخرى للصلاة إذا خرج من عاصمته الدرعية تتمثل فيها المُراءاة بالصلاة بكل مُستطاع . يقول ابن بشر : ( فإذا أراد الخروج من الدرعية وقفت له كتائب الخيل في الوادي وعند القصر والرجال والنساء والأطفال ينتظرون خروجه . ثم يخرج من القصر ويدخل مسجد الجامع عند قصره فيصلي فيه ويطيل الصلاة فإذا فرغ من صلاته ركب جواده . فلا يتكلم معه بكلمة إلا السلام حتى ياتي موضع الذي يريد نزوله . ولا يرحل حتى يصلي صلاتي الجمع  الظهر والعصر . ويجتمع الناس للدرس عنده بين العشائين كل يوم إلا قليلاً . ).

4 ـ  وعن دورالصلاة وقت الحرب يقول : (  ورتب في كل ناحية إماماً يصلي بعد الإمام الأول الذي يصلي بالعامة ، ويصلي الثاني بالذين يحفظون متاع أصحابهم ويطبخون لهم في صلاتهم .وذلك لئلا يصلوا فرادى . فإذا قرب من العدو نحو ثلاثة أيام بعث عيونه أمامه ثم عداً فلا يلبث حتى يبغتهم وينزل قريباً منهم . فلا يوقد عند جميع المسلمين تلك الليلة ناراً ولا كأنهم نزلوا بتلك الديار .ثم ينادي المنادي بجميع المسلمين بعد صلاة المغرب أن يحضروا عند سعود ، ويجتمعون عنده ثم يقوم فيهم ويذكرهم ما أنعم الله عليهم به من الاجتماع على كلمة الإسلام وإن سببه العمل بطاعة الله والصبر في مواطن  اللقاء وغن النصر لا ينال إلا بالصبر، وما وعد الله الصابرين وتوعد الفارين المدبرين . ويتلو عليهم قوله تعالى :(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16الأنفال ). وكان قد أمر بعض الأعراب أن يبكروا بالصلاة على أوله ويشن الغارة.  فإذا صلى الصبح ركب بالمسلمين وضجوا بالتكبير وأغاروا فتظلم السماء والأرض من إثارة النقع وضجيجهم بالتكبير . فيغيب الذهن في تلك الساعة ويوقن المسلمون بالنصر،.فيوقع الله بأسه فيمن قصدته تلك الجموع . ..)

ثم يتحقق الهدف من الصلاة ، وهى السرقة والغنائم من مال وأغنام وإبل وطعام ومتاع . يقول ابن بشر : ( وتؤخذ جميع الأموال . ثم يرحل عن مغارة القوم بجميع تلك الغنائم مع الباد والحاضر فينزل قريباً منها على بعض المياه ، فتعزل الأخماس ، وتُباع الغنائم بدراهم وتُقسم على جميع المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان . ثم يرحل لوطنه ويأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم .  ) هنا تكون الصلاة ضمن تقاليد الاعتداء الحربى على الآخرين . تسبق المعركة وتكون تحضيرا نفسيا لها ، ثم الاشتباك الحربى ، ثم جمع الغنائم ثم تقسيمها .

ثانيا : الصلاة من معالم القتال الوهابى فى تأسيس الدولة السعودية الراهنة :  

1 ـ أسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل الدولة السعودية الراهنة ، وقد قام بتجنيد شباب الأعراب فى مستوطنات خاصة أسماها ( الهُجر ) يتعلمون فيها دين ابن عبد الوهاب بإستحلال قتل الآخرين . أولئك كانوا ( الإخوان ) وهم الذين بسيوفهم تكونت الدولة السعودية الراهنة . لذا إستمر ربط صلاتهم بإستحلال الدماء البريئة .

2 ـ وخضع اختيار موقع ( الهجر ) / المستوطنة) لتخطيط محكم ، فقد روعى أن تكون بعيدة نسبيا عن طرق القوافل  حتي ينسى البدو عادة الهجوم على القوافل ليتفرغوا لما هو أهم وهو التأهيل للهجوم على الامارات المجاورة وضمها الى مُلك عبد العزيز . وروعى ووفرة المياه ، مع التزام السرية في المرحلة السرية من إنشاء المشروع . وحدد عبد العزيز نظاما للبناء يبدأ بالمسجد والساحة ،ثم البيوت التي يتوسطها الميدان حيث يتم رفع البيرق إيذانا باستدعاء الأخوان للجهاد .وفي داخل المستوطنة حدد عبد العزيز نظاما لتوزيع المياه ،وتسجيلا للأسماء وتوزيع السلاح .

3 ـ  واتسمت حياة الأخوان داخل المستوطنات بالجدية التامة ،من الصلاة والعبادة والاستماع الي التثقيف الديني والتربية العقيدية والتدريب العسكري، مما غرس في نفوسهم ان أمامهم مهمة مقدسة هي القتال لتحويل المشركين الكافرين الي الدين الصحيح ،وكان القتال هو فرصتهم الوحيدة للخروج من رتابة الحياة في المستوطنة ،وفرصتهم للغنيمة والنصر والشهادة ،وتنفيذ أوامر الله كما علمهم شيوخهم .

4 ـ وكان المسجد  مركز الحشد العسكرى، وكان هذا تطبيقا لعقيدة الجهاد الوهابية التى تربط الاغارة على الآخرين بالدين ممثلا فى المسجد والصلوات الخمس فى داخله . كان يوجد في كل مسجد بكل مستوطنة كشف بأسماء المصلين من الذكور ،وهو يُراجع فى أوقات الصلاة خمس مرات في النهار لإثبات الحضور والغياب ،وبذلك يتم استدعاء الاحتياطي تجريبيا خمس مرات في الصلوات الخمس اليومية. وعلي كل مستوطنة إخراج المسجلين فيها عندما يدعو داعى الجهاد ،وكل فرد مسئول عن مؤونته من طعام وملبس وسلاح ومركب بما يكفيه لمدة شهر الي ان يصل لمكان التجمع .وكان الذكور ينضمون الي صفوف القتال في سن الخامسة عشر .وعند الأمر بالقتال يرتفع البيرق في ساحة القرية فيتجمع المتطوعون بالمؤونة  والسلاح ولا يجوز التخلف إلا بعذر قهري مثل المرض ،وكانت النسوة يعاقبن المتخلفين بدون عذر ،وربما يقتلنهم ).

اجمالي القراءات 15580