الديانة الوهابية :الدين الملّاكى لابن عبد الوهاب

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٣١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قراءة فى كتاب ابن بشر:( عنوان المجد فى تاريخ نجد )

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل السابع : الارهاب الوهابى وقلب المعادلة فى أواخر العصر العثمانى

 

الديانة الوهابية :الدين الملّاكى لابن عبد الوهاب:

قراءة فى كتاب ابن بشر:( عنوان المجد فى تاريخ نجد )

مقدمة :

1 ـ خلافا لخطابه الدعائى المنافق كان الشيخ ابن عبد الوهاب يرى نفسه صاحب الدين الوهابى ومالكه ، ومن لا يدخل فيه يعتبره كافرا مستحقا للقتل والغزو . هذه جريمة فادحة . الأفدح منه أنه لا يعترف بأن الوهابية دين ملاكى يملكه مؤلفه ابن عبد الوهاب ، بل يجعله هو الاسلام دين الله ، أى إنه تقمص دور الله  الخالق جل وعلا . لو إعترف بأنه دينه الشخصى صناعة بشرية ـــ قام هو بكتابته وتشريعه ــ ما وقع فى جريمة تقمص دور الله جل وعلا . توارث هذا الوهابيون الذين تعلموا الديانة الوهابية على يد ابن عبد الوهاب والذين تعلموها بعد موته على يد فقهاء الدين الوهابى وزعمائه من آل الشيخ .

2 ـ وقد أدرك  عثمان بن بشر الدولة السعودية الأولى وعاش فى الدولة السعودية الثانية ، ودوّن أحداثهما فى تاريخه المشهور ( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) . وهو يعبر بصدق عن الدين الوهابى وإستباحته للدماء والأموال والأعراض وإحتكارهم للوهابية  وإعتبارها أنها الاسلام ،  ونعطى ملامح لهذا من كتاب المؤرخ الوهابى ابن بشر :

 أولا : إحتكار الاسلام وتكفير الآخر

من المضحك إصرار ابن بشر فى تأريخه لغزوات الوهابيين على وصفهم بالمسلمين ، فقد جعلوا أنفسهم ( المسلمين ) وبالتالى فغيرهم كفار مستحقون للقتل والغزو . يقول فى احداث سنة  1195 عن سعود بن عبد العزيز: ( فنازل تلك العربان على مائهم وتقاتلوا قتلاً شديداً ثم أدال الله المسلمين عليهم فانهزم  جميع تلك البوادي ولوا مدبرين فغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة )نلاحظ ان سعود هو الذى سار للأعراب وقاتلهم على ( مائهم ) فهزمهم وقتل كثيرين منهم وسلب أموالهم . ثم يسمى ابن بشر هؤلاء المعتدين ( المسلمين ) يقول (ثم أدال الله المسلمين عليهم فانهزم  جميع تلك البوادي ولوا مدبرين فغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة ). ونعطى أمثلة أخرى مرتبة حسب السنين :

 سنة 1110

( سار سعود بن عبدالعزيز من الدرعية ونزل روضة  "محرقة " المعروفة قرب الوشم . فركب خيله ودخل شقرا للسلام على أهلها والاجتماع بهم فأضافوا بكرامة عظيمة .وصار في موضعه ذلك أياماً حتى اجتمع عليه المسلمون البادي والحاضر فسار بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة وقصد ناحية الاحساء ، فلما وصل إليه نزل قرب الرقيقة المعروفة فيه ، وهي مزارع للاحساء .وبات تلك الليلة وأمر مناديه ينادي في المسلمين أن يوقد كل رجل ناراً وأن يثوروا البنادق عند طلوع الشمس . )

سنة 1174

( أغار عبدالعزيز  على ابن فياض وعربه العروفين بالنبطة من سبيع وأخذهم في الموضع المعروف بالعتك بين سدير والمحمل ، وقتل منهم عشرة رجال منهم القروي وأولاده وغنم عليهم المسلمون من الإبل نحو ثمانين ذود واثاثهم وأمتعتهم. )

سنة1183

(سار عبدالعزيز رحمه الله تعالى غازيا بمن معه من جيوش المسلمين وقصد ناحية سدير . )

 سنة 1184

( سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين وقصد بوادي المحمرة من الظفير فواقعهم وحصل بينهم بعض القتال فقتل منهم رجالاً وأخذ منهم غنايم . )

( سنة 1186 )  ( وفيها : سار عبدالعزيز بالجنود المنصورة وقصد الرياض ونازل أهلها أياماً عديدةً وضيق عليهم واستولى على بعض بروجهم وهدمها المسلمون وهدموا المرقب .وقتل على أهلها رجالاً كثيراً..  وذلك في شهر صفر .) (  وفيها : سار سعود رحمه الله بالجيوش المؤيدة المنصورة بجميع أهل نجد واكثر بواديها وقصد ناحية الشمال يريد بوادي بني خالد وهم على الجهراء الماء المعروف  ... فنهض عليهم المسلمون فرساناً وركباناً فلم يثبتوا لهم ساعةً واحدة .فانهزم بنو خالد لا يلوي أحد ولا ولد على ما ولد ، فتبعهم المسلمون في ساقتهم يقتلون ويغنمون . واستأصلوا تلك الجموع قتلاً ونهباً ...   وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلائق كثيرة قيل أنهم أكثر من ألف رجل . وقيل ان الذى هلك قريب ألفي رجل )

سنة 1188

( سار سعود بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى غازيا إلى بلد الدلم في ناحية الخرج فأغار عليهم وأخذ عليهم غنماً وقتل من أهلها نحوا من عشرة رجال ، وقتل من المسلمين عوض بن ذيب وراشد بن مطيع .)

سنة 1190

( سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين وقصد ناحية الجنوب فأغار على بوادي آل مرة وأخذ عليهم إبلاً كثيرةً .)

1195  

( وفيها : سار سعود بن عبدالعزيز بجميع المسلمين إلى ناحية الخرج فنازل أهل بلد الدلم وحاصرهم وقطع فيهم نخل ابن عضبان المسمى بخضرا نحو الفي نخلة وقتل بينهم عدة رجال ) . ( أغار خيل للمسلمين وقتلوا فرحان بن ناصر البجادي من رؤساء اليمامة ) ( وفيها : غزا محمد بن معيقل بجيش من أهل الاحساء وأهل نجد وقصد جزيرة العماير المعروفة وخاضوا عليهم البحر فانهزم أهلها في السفن وأخذ المسلمون ما فيها من الأموال وقتل على أهلها عدة رجال .)

 سنة 1197

وفيها : ( سار سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين غازياً إلى عاليه نجد. )

سنة 1198

(  وفيها سار سعود رحمه الله تعالى بالمسلمين وقصد ناحية الإحساء فصبح أهل العيون وهجم عليهم ، ولم يأتهم خبر عنه ، وأخذ كثيراً من الحيوانات ونهب من بيوتها أزواداً وأمتعةً ... ثم قفل راجعاً فاقتضي رأيه أن يغير على أهل اليمامة ، فوجدهم قد خرجوا جميعهم إلا النزهة والتفرج في البرية فأغار عليهم المسلمون فولوا منهزمين . فقتل منهم في تلك الهزيمة أكثر من ثمانين رجلاً . وفيها سار سعود بجنودالمسلمين غازياً إلى بلد عنبزة في  ناحية القصيم فحصل بينه وبين أهلها قتال قتل منهم عدة رجال. )    1204 : ( وفيها : كانت وقعة " غريميل " وهو جبل صغير تحته ماء قرب الاحساء . وذلك ان سعود سار من الدرعية بجنود المسلمين من الحاضرة والبادية .. فسار بتلك الجنود وقصد جموع بني خالد ورئيسهم يومئذٍ عبد المحسن بن سرداح .. فعداً عليهم ونازلهم ووقع القتال بينهم ثلاثة أيام .فانهزم عبد المحسن ومن معه من بني خالد .فكروا في ساقتهم يقتلون ويغنمون . وحاز سعود من الإبل والغنم والأمتعة مالا يعد ولا يحصى .وقتل عليهم قتلى كثير وأخذ خمس الغنيمة وقسم باقيها على المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان. )

( سنة 1205  ) ( وفيها : كانت وقعة العدوة : (  .. فنهض إليهم سعود واستنفر أهل نجد من البادي والحاضر فسار بالجيوش المنصورة وقصدهم في تلك الناحية ونازلهم ووقع بينهم قتل شديد فانهزم أولئك البوادي وقتل منهم قتلى كثيرةً من فرسانهم ورؤسائهم ... وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة من الإبل والغنم والأثاث والأمتعة وأخذ جميع محلهم .)

عن غزوه البصرة سنة 1218

 ( ثم أن سعود رجع عادياً إلى البصرة فلما أتى قربها وافق كتيبة خيل للمنتفق رئيسهم منصور بن ثامر .فاغارت عليهم خيل المسلمبن وقتلوا منهم قتلى وأخذوا منصور أسيراً .  ..ثم نزل سعود على الجامع المعروف قرب الزبير . فنهضت جموع المسلمين إلى البصرة فدهموا جنوبها ونهبوها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة واحصروا أهلها في وسط الحلة .  )

1224

( ونهب المسلمون ظاهر بلاد صبيا ونواحيها وغنموا أموالا كثيرة واستالوا على حصنها صلحاً. وجعل فيه غصاب عسكرًا مرابطين . وبعثوا السرايا في تهامة وقتلوا ودمروا وغنموا . 

سنة 1225

عن غزو عمان  ( فجمع الله بينهم وبين عساكر صاحب مسكة وتنازلوا واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم جنود صاحب مسكة وركب المسلمون أكتافهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأخذوا خيامهم ومحطتهم وغالب متاعهم ومدافعهم وهي أكثر من عشرة مدافع ورجع بقيتهم إلى مسكة وسمايل وأخذ المسلمون منهم غنائم عظيمة ) .

 (سنة 1229

وفيها : سار  عبدالله بن سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضر والبادية خرج  من الدرعية أول السنة فاجتمع على النواحي وقصد جهة الحجاز. ) ( وفيها آخر رمضان : سار عبدالله بن سعود  بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضرة والبادية  وقصد القصيم فأقام فيها مدة قرب الرس . ثم أنه جهز جيشاً وأغار على عربان برية والجبلان المعروفين من مطير . فأخذ مواشيهم فلما كان في  ذي الحجة  رحل عبدالله بالمسلمين وقصد الحجاز وأغار على عياد الذويني ..)

أخيرا :

1 ـ ما سبق ينهض تناقضا واضحا مع الاسلام .  الاسلام فى التعامل مع الله جل وعلا هو التسليم له وحده طاعة وإنقيادا له جل وعلا إلاها لا شريك له ، مصداقا لأمره جل وعلا : (  قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴿١٦٢﴾  لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴿١٦٣﴾الانعام ). هذا الاسلام القلبى مرجع الحكم عليه الى رب العزة جل وعلا يوم القيامة ، وليس مجالا للتعامل بين البشر . الاسلام فى التعامل مع الناس هو السلام . ودخول الناس فى السلام يعنى دخولهم دين الله جل وعلا بتعايشهم السلمى . وحين إختار العرب الدخول فى السلام أفواجا إعتبره رب العزة جل وعلا نصرا وفتحا لأنهم دخلوا فى السلام دين الله افواجا ، وقال لخاتم النبيين عليهم السلام : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا .) . محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولا علم له بسرائر الناس . هو فقط يرى الظاهر ، وقد رأى بعينيه الناس يدخلون فى ( السلام ) دين الله أفواجا . فى نفس الوقت فإن الذى ينتهك هذا السلام ويغزو الناس معتديا يكون كافرا بدين الله ( السلام ) فى التعامل مع الناس . وهذا للبشر الحكم عليه ، فمن يعتدى مهاجما يكون كافرا حسب سلوكه ، فإذا زعم أن هذا هو دين الرحمن فقد إفترى على رب العزة كذبا ، وكان أظلم الناس لأنه بما يزعم وبما يفعل يظلم الناس ويظلم رب الناس .

2 ــ هذا ما تقع فيه الوهابية حين تقتل الأبرياء وتزعم أن هذا هو دين الله ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

3 ـ كان يمكن لابن عبد الوهاب أن يكون اقل كفرا لو نسب دينه لنفسه كما تنسب البوذية دينها الى بوذا . 

اجمالي القراءات 27627