الإسلام دين جديد في النرويج حمله عمال باكستانيون من قرى تحيط بلاهور في أول حزمة من المهاجرين عام 1968 ثم جاء المغاربة عام 1972 وأكثرهم من شمال البلاد، طنجة والناضور. بعد ذلك جاءت دفعات في أعوام 1975 من فلسطين ولبنان، 1980 من العراق وايران، 1982 فلسطينيون من لبنان، بوسنيون بدءًا من 1995 .. ثم جاء أتراك وأكراد وانتهى الأمر إلى الوجود السوري المتدفق خلال سنوات الجحيم الست المنصرمة.
المفترض أن من يأتي حاملا دينه إلى بلد متقدم يُلبس سلوكياته التحضر في كل شيء، يدفع الضرائب، يدرس، لا يحتال على الدولة، يجعل دينه له وحده وليس للمزايدة، يشترك في نشاطات المجتمع، يعيش التسامح بكل صوره.
وللأسف الشديد فأكثر المسلمين هنا نماذج سيئة للغاية، وكثير من المراكز الإسلامية داعشية الهوى، وأغلبهم يحصلون على قوت يومهم من الضمان الاجتماعي حيث يعمل الآخرون، ويتكاسل أكثر المسلمين.
المجلس الاستشاري الإسلامي يمثل جماعات إسلامية، ويحصل على دعم سخي من دولة اسكندنافية مسيحية، والنرويج لم تتأخر يوما عن دعم المسلمين هنا.
وزيرة الثقافة ليندا هوفستاد هيليلاند منحت المكتب الاستشاري الإسلامي نصف مليون كرونة من أجل وظيفة جديدة في العلاقات العامة. أي شخصية تخرج إلى المجتمع النرويجي وتخاطب الرأي العام والصحافة والتلفزيون والبرلمان وتعبر عن صورة المسلم المتفهم لقضايا المهاجرين وأهل البلد.
اختار رئيس المجلس مهتاب أصفر واحدة من أشد المسلمات تمسكا بالشكليات وهي ليلىَ هاسيك، بوسنية منقبة ومتعصبة، تبلغ من العُمر اثنين وثلاثين عاما.
إنها ترفض رفضا قاطعا إظهار وجهها بحجة جاهلة ومتخلفة ومتشددة ومتزمتة أن النقاب ملبس إسلامي، وأن وجهها ينبغي أن لا يراه الذكور في النرويج.
وزيرة الثقافة تأسفت كثيرا لممارسة المجلس الاستشاري الخديعة، ورئيس المجلس يقول بأن ليلىَ هاسيك ستجلس في المكتب فقط.
صورة جديدة وقبيحة وانتهازية وتشويهية تحمل النفاق، وتُنفّر النرويجيين من الإسلام والمسلمين.
أشعر بالغثيان من التمادي في المزايدة، فليلىَ هاسيك لم تسدد ضرائب عن أعوام 2012 و2013 و2014.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
Oslo 30.03.2017