يخطئ الملحدون والمسلمون في حشر هذه المسألة في الدين، فيقول الملحد بناءً على أن القرآن قال بأبوة آدم للبشر فهو كاذب، لأن التطور أثبت خلاف ذلك ، والمسلم يقول بكذب التطور ليدفع التهمة عن كتابه المقدس..
باختصار: لا التطور كاذب ..ولا القرآن قال بأبوة آدم للبشر
التطور حقيقة علمية ثابتة في معظم مناحي الحياة، الموضوع لا يخص فقط البيولوجي بل لامس علم الأحياء والطب والاجتماع..بل العلم نفسه يتطور..وجامعات العالم الكبرى وسائر المجلات العلمية التجريبية باتت تتعامل مع التطور كأنه شئ (بديهي) أي كالماء والهواء لا يمكن إنكاره..والتعرض لحقيقة وجوده شئ سخيف..
أما دينيا فالقرآن لم يقل أن آدم أول البشر، بل إنسان له ذرية، فلم يلحق آدم بالبشر أبدا، ولفظ البشر في القرآن (أعمّ وأشمل) من الإنسان
قال تعالى.." قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر".. [آل عمران : 47]
"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله".. [آل عمران : 79]
"إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء "..[الأنعام : 91]
الصيغة صيغة تعميم ، فمريم العذراء تنفي أن يمسها أحد فعمّمت بالإطلاق على وزن (لم يقربني مخلوق) والمخلوق أعم وأشمل من البشر، كذلك نفي ألوهية الأنبياء بالتعميم على وزن (ما كان لمخلوق أن يكون إلها)، كذلك نفي الكفار وإنكارهم لنزول الرسالة على وزن (ما كان لمخلوق أن يكون رسولا أو ينزل عليه شئ)
وفي التراث المصري نستعمل كلمة (صرّيخ ابن يومين) للتعميم أيضا، وهي مأخوذة من صراخ الطفل..ومعممة إذن على الجميع بمن فيهم الأطفال الرضع في مقام المجاز، وهو نفس المقام الذي استعانت به العذراء في إثبات شرفها ونسب طفلها..
أما الإنسان هو المكلف بالرسالة..هو الإنسان العاقل الذي هو (نوع من البشر) وأبوه آدم..لذا يطلق عليه أحيانا (بني آدم) وليس (بني بشر) وفي القرآن تأكيد لذلك حيث ذكر الإنسان دائما في مقامي (الأمر ثم التوبيخ والتحفيز) باعتباره المكلف..
لاحظ معي المقامات..أولا: الأمر
"ووصينا الإنسان بوالديه".. [لقمان : 14]
"يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان".. [الأعراف : 27]
"يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد".. [الأعراف : 31]
ثانيا: مقام التوبيخ والتحفيز
"خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين".. [النحل : 4]
وكان الإنسان كفورا".. [الإسراء : 67]"
"وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا".. [الإسراء : 83]
"خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون".. [الأنبياء : 37]
"ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين [يس : 60]
فالقرآن إذن يفرق بين الإنسان والبشر، لكن غير ملزم بشرح الفارق في سياق التطور، هذه علوم مستقبلية لا شأن لها بالدين..فالعلم علم..والدين دين..وكل ما جاء في سياق الإنسان والبشر كان للعظة وليس لإثبات شئ أو نفي شئ..
أخيرا: الإسلام لم يحمل أي خصومة مع التطور، وكثير من علماء وفقهاء المسلمين أدركوا ذلك، ولست في معرض طرح أسمائهم لعدم التشخيص..لكن تذكر وتدبر الحجج أعلاه..وابحث أكثر فالمسلم مطالب بالمعرفة...لا بالتعصب وإنكار العلم الحديث.. بل والعناد كأنه يصر على تشويه الإسلام ووصمه بالخرافة
باختصار: لا التطور كاذب ..ولا القرآن قال بأبوة آدم للبشر
التطور حقيقة علمية ثابتة في معظم مناحي الحياة، الموضوع لا يخص فقط البيولوجي بل لامس علم الأحياء والطب والاجتماع..بل العلم نفسه يتطور..وجامعات العالم الكبرى وسائر المجلات العلمية التجريبية باتت تتعامل مع التطور كأنه شئ (بديهي) أي كالماء والهواء لا يمكن إنكاره..والتعرض لحقيقة وجوده شئ سخيف..
أما دينيا فالقرآن لم يقل أن آدم أول البشر، بل إنسان له ذرية، فلم يلحق آدم بالبشر أبدا، ولفظ البشر في القرآن (أعمّ وأشمل) من الإنسان
قال تعالى.." قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر".. [آل عمران : 47]
"ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله".. [آل عمران : 79]
"إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء "..[الأنعام : 91]
الصيغة صيغة تعميم ، فمريم العذراء تنفي أن يمسها أحد فعمّمت بالإطلاق على وزن (لم يقربني مخلوق) والمخلوق أعم وأشمل من البشر، كذلك نفي ألوهية الأنبياء بالتعميم على وزن (ما كان لمخلوق أن يكون إلها)، كذلك نفي الكفار وإنكارهم لنزول الرسالة على وزن (ما كان لمخلوق أن يكون رسولا أو ينزل عليه شئ)
وفي التراث المصري نستعمل كلمة (صرّيخ ابن يومين) للتعميم أيضا، وهي مأخوذة من صراخ الطفل..ومعممة إذن على الجميع بمن فيهم الأطفال الرضع في مقام المجاز، وهو نفس المقام الذي استعانت به العذراء في إثبات شرفها ونسب طفلها..
أما الإنسان هو المكلف بالرسالة..هو الإنسان العاقل الذي هو (نوع من البشر) وأبوه آدم..لذا يطلق عليه أحيانا (بني آدم) وليس (بني بشر) وفي القرآن تأكيد لذلك حيث ذكر الإنسان دائما في مقامي (الأمر ثم التوبيخ والتحفيز) باعتباره المكلف..
لاحظ معي المقامات..أولا: الأمر
"ووصينا الإنسان بوالديه".. [لقمان : 14]
"يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان".. [الأعراف : 27]
"يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد".. [الأعراف : 31]
ثانيا: مقام التوبيخ والتحفيز
"خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين".. [النحل : 4]
وكان الإنسان كفورا".. [الإسراء : 67]"
"وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا".. [الإسراء : 83]
"خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون".. [الأنبياء : 37]
"ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين [يس : 60]
فالقرآن إذن يفرق بين الإنسان والبشر، لكن غير ملزم بشرح الفارق في سياق التطور، هذه علوم مستقبلية لا شأن لها بالدين..فالعلم علم..والدين دين..وكل ما جاء في سياق الإنسان والبشر كان للعظة وليس لإثبات شئ أو نفي شئ..
أخيرا: الإسلام لم يحمل أي خصومة مع التطور، وكثير من علماء وفقهاء المسلمين أدركوا ذلك، ولست في معرض طرح أسمائهم لعدم التشخيص..لكن تذكر وتدبر الحجج أعلاه..وابحث أكثر فالمسلم مطالب بالمعرفة...لا بالتعصب وإنكار العلم الحديث.. بل والعناد كأنه يصر على تشويه الإسلام ووصمه بالخرافة