آحمد صبحي منصور
في
الخميس ١٢ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
العورة من( العار ) أو الشعور بالعار . وجاء معنى ( العار ) فى القرآن الكريم بمعنى ( الخزى ) . ولكن كلمة العار نفسها لم تأت فى القرآن الكريم . جاء منها إشتقاق ( العورة ) بمعنى الشىء الذى يجعل الانسان يحسّ بالعار أو الخزى أو الخجل إذا تم كشفه.
وبهذا المعنى أتت كلمة ( العورة ) بمعنى ( البيوت ) التى يمكن أن تتهدد حُرمتها عند الغزو ، كقول المنافقين عند حصار الأحزاب للمدينة : ( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13) الاحزاب )
وتأتى كلمة ( العورة ) فيما يجب تغطيته من جسد الانسان ، بحيث يكون كشفه يعنى الشعور بالعار . فعند النوم قد ينكشف جزء من جسد النائم البالغ ـ ذكرا كان أو أنثى . وقد يخرج منه ريح . وهنا نفهم التشريع الاسلامى فى الاستئذان للأطفال قبل البلوغ فى أوقات النوم بالليل ( قبل صلاة الفجر ) وبعد ( صلاة العشاء ) و فى القيلولة ( عند الظهر ) . هذه الأوقات تكون ( عورات ) ، وبعدها فى اوقات اليقظة لا حرج . يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) النور )
وبالتالى مفروض تغطية جسد المرأة المسلمة حسبما جاء فى قوله جل وعلا : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور ) . وجسد المرأة عورة فيما عدا الرأس والعنق والشعر واليدين والقدمين . وكل ما يجب غسله فى الوضوء ليس عورة . وإطلاق لفظ العورة هنا لأن المرأة المحتشمة المؤمنة تشعر بالخجل ـ أو العار ـ لو إنكشف جزء من جسدها الواجب تغطيته وستره .
التى تتعود على ( التعرى ) لا تشعر بالخزى والخجل والعار . ولا فارق عندها بين الوجه وما يجب ستره .