زواج المسيار (العًرفي).. زواجٌ قرءانيٌ شرعيٌ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ( 5 ) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( 6 ) المؤمنون
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ( 29 ) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ( أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( 30 ) المعارج
عندما ننظر الى واقعنا وحالنا اليوم, نحن معشر الأُمة العربية, ممن يدَعون بأنهم مسلمون ( مذهبيون ), نستشف ونكتشف حقيقة واضحة بينة, بأننا نحن, أُمة الأعراب, ممن وصفنا الله جل جلاله بأُمة أشد الكفر والنفاق في القرءان الكريم!!. لم يأتي وصف الله جل جلاله لنا بأبشع وصف في القرءان الكريم, إلا لأننا هجرنا القرءان الكريم كمصدرا إلهيا وحيدا في التشريع وأستبشرنا وأستعننا بإتباعنا الأعمى لدين الطاغوت إبليس المذهبي, القائم على محاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا.
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(97) التوبة
ولا زلنا حتى يومنا هذا, في حالة عنت وصدود وعصيان وإنكار وكُفر وشقاق ونفاق, بإصرارنا لعدم الإنقياذ ولإتباع أوامر الله ونواهيه في القرءان الكريم!!
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30) الفرقان
وعلى الرغم من هذا الصدود والعنت والعصيان والكفر والشقاق والنفاق, إلا اننا لا زلنا لا نتحرج و مُصرين على هذا العنت والصدود والشقاق والإرهاب والنفاق !! ونحن نرى بأم أعيننا , الى أي حضيض وأسفل السافلين بين الأمم, قد وصلنا إليه!! وحالة الفساد والضنك والمظالم والقنل والقهر والإسفاف في واقعنا العربي تحديدا ؟؟
سبق أن كتبت, بدراسة مفصلة, بعنوان ( مفهوم مِلك اليمين من القرءان الكريم ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3096
وخلصت فيها من خلال آيات الذكر في القرءان الكريم, الى تعريف واضح ل ( مِلك اليمين ), كشرطين أساسيين يجب أن يتوفرا في مفهومنا لمِلك اليمين وهما:
1-مِلك اليمين ليس عبدا لدى الذي أشتراه ( ما ملكت أيمانهم ).
2- لا يحق النكاح أو الزنا بمِلك اليمين.
وخلصت كذلكإلى إن ( ما ملكت أيمانهم ) هم من الأغنياء والأثرياء ومقتدرون ماليا, رجلا كان أم إمرأة , وإن مِلك اليمين ممكن أن يكون أحد الحالات التالية:
1-طفل أو طفلة بالتبني
2-أكثر من إمرأة بالزواج الشرعي
3-مُستخدم أو مُستخدمة بالأجر
تعالوا, لننظر الى الإقتتالات الأهلية في عالمنا العربي والمدَعي للإسلام, في كل من العراق وسوريا وليبيا وفلسطين ومصر واليمن, وكم من النساء يترملن نتيجة لقتل أزواجهن, عشرات الآلاف من القتلى في كل بلد عربي, ناهيك عن حالات الطلاق المستشرية في عالمنا العربي, لنضرب مثلا لأكبر دولة عربية من حيث السكان ( مصر كدولة محورية ) حيث بلغت نسبة الطلاق لآخر إحصائية , بمعدل 172800 حالة طلاق سنويا, أي بمعدل حالة طلاق في كل ثلاث دقائق.
هذا الإستهلال والمقدمة أعلاه هو للإشارة والتأكيد فيها, بأنه, لم يكن الله جل جلاله ليتركه دونما تشريع له في القرءان الكريم, بل تحريفنا لتفسير وتأويل وهجرنا لآيات الله جل جلاله في القرءان الكريم قد أدى بنا اليوم الى نزع الرحمة من قلوبنا والمظالم والقهر الناتج عن تركنا لما يُعرف بنظام ( التكافُل الإجتماعي ) بين الأغنياء والفقراء المنصوص عليه قرءانيا, وأكثر ما نستدل به كخير مثال ما نراه من ضنك وظلم وقهر لما يتعرض له النساء الأرامل والأيتام والمطلقات في واقعنا العربي والإسلامي؟؟
في منطقة الشرق الأوسط ( تركيا العلمانية وإيران الشيعية كدولتين محوريتين ) قاما بالتشريع قرءانيا, فسمحت لما يُعرف اليوم ( بزواج المسيار- العُرفي ) وفق ضوابط شرعية محددة تُمكن الرجال ( المُقتدرون ماليا بما ملكت أيمانهم ) أن يتزوجوا بالنساء ( الأرامل والمطلقات ) تحت شروط محددة, تراعي شروط الزواج المنصوص عليها شرعا في القرءان الكريم ( أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ( فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ( فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ - فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ) لضرورة دفع ما يُعرف اليوم ( بالمهور ) للزواج الشرعي من النساء المحصنات وبرضى أهلهن.
( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ) ( وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ).
فأمر الله جل جلاله واضح في تحديد شروط الزواج الشرعي وفق الضوابط الشرعية المحددة أعلاه ( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ) ( وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ).
أوروبا وأمريكا العلمانيتان, حددت بقوانينها الدستورية الوضعية, حرية النكاح بين الرجل والمرأة وفق عملية تراض بين الرجل والمرأة ولا يجرمها القانون, وتركيا وإيران ( المذهبيون السُنة والشيعة ) وضعت ضمن قواعدهما الدستورية الوضعية, زواج المسيار ( العُرفي ) المنصوص عليه قرءانيا, المحدد ( بالمهر الرمزي المتفق عليه بين الرجل والمرأة وبرضى أهلهن ) وبذلك أسهموا بشكل واضح لمعالجتهما لقضية إجتماعية هامة كتكافل إجتماعي بين الأغنياء والفقراء, أدى بالنتيجة الى وقف ما يُعرف اليوم ( في مصر والدول العربية الأخرى التي تحرم هذا النوع من الزواج ) بالتحرش الجنسي وإستشراء حالات الطلاق, والتي تعاني منها باقي الدول العربية ( المذهبية السنية ) .
ملاحظة هامة: أضع هنا وجه التشابه بين الدول المحورية الثلاث ( مصر وتركيا وإيران ) من حيث عدد سكان كل منها والمقدر بحوالي ( 90 تسعين مليون نسمة ), لا زالت مصر ( بفضل أزهرهم غير الشريف ) تُحرم هذا النوع من الزواج الشرعي المنصوص عليه في القرءان الكريم!!؟؟
لقوله تعالى:
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ ( أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ) ( فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ( فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ) إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 25 ) النساء
وقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 50 ) الأحزاب