ألا تكون فاحشة الزنا في حاجة ماسة إلى استرداد ما فقدته من هيبة ؟

يحي فوزي نشاشبي في الثلاثاء ١٧ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيــم

ألا تكون فاحشة الزنا في حاجة ماسة إلى استرداد ما فقدته من هيبة ؟


(( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون )) – المؤمنون- من01 إلى 09-

إذا فهم من هذه الآيات القرآنية أن من بين المؤمنين المفلحين أولئك الذين صمدوا وتمكنوا من أن يحفظوا فروجهم من الزيغ ويتغلبوا على غريزة الجنس .
وإذا فهم كذلك أن المؤمنين المفلحين الذين لا لوم عليهم هم أولئك الذين رفع عنهم القيد والنهي وأن الله أذن لهم معاشرة أزواجهم جنسيا وكذلك معاشرة جميع ما ملكت أيمانهم من الجواري جنسيا.
فإن التساؤل الذي يتبادر إلى الذهن هو :
كيف يتصور أن يكون هناك لرجل زوجة زايد جارية أو عدة زوجات زايد مجموعة جوار ويكون مسموحا له وغير ملوم بل ويكون مطيعا لله تعالى الرحمان الودود في معاشرته جنسيا من شاء ومتى شاء من زوجاته أو من جواريه ؟ نعم كيف يتصور أن يحدث هذا ويمكن هذا ، ثم مع ذلك يتغلب عليه الشيطان جنسيا فيجعله طامعا مبتغيا وراء ذلك ؟
ومع ذلك فهذا ما كان ممكنا حقا وكان يحدث حقا عبر قرون وقرون .
وعندما نتصور وقوع كل ذلك ألا نقول في قرارة نفسنا بأن مسلمي تلك العهود كانوا حقا محظوظين ؟ ألا يغبطون ؟ ولأمر ما توصف تلك العهود بالعصر الذهبي ؟
ألا يكون الله الخبير الرؤوف بعباده قد فتح سبعين بابا قبل أن يغلق بابا واحدة ؟
ألا تشبه هذه الصورة تلك التي رواها لنا الله العلي الحكيم حيث فتح لآدم وزوجه كل الأبواب وما أدراك ما هي علما أنها داخل الجنة ما عدا واحدة أغلقها ومع ذلك كانت الغلبة لإبليس ؟
هل يجوز أن يفهم من هذا أن الله كان رؤوفا بالعباد عندما فتح سبعين بابا لإطفاء نهم الجنس وليوفر الأسباب ليسكن الرجل ويطمئن وأنه أي الخالق الرحيم لم يغلق إلا بابا واحدة فقط وهي باب الزنا.
ألا يفهم من هذا أن باب الزنا لا تسمى كذلك ولا تعتبر مفتوحة عنوة وعدوانا وانتهاكا إلا لأن هناك سبعين بابا مفتوحة بالمقابل ؟
ألا يفهم من الآيات القرآنية أن رحمة الله بعباده لا حدود لها وأنها تجلت في صرف عبده إلى ما زين له من حب الشهوات من النساء المتمثل في الزوجات وما ملكت اليمين وبدون حصر ؟
وهل واقعنا يريد أن يقول إن رحمة الله التي كانت سائدة في عصور ما تراجعت وانحسرت وأصبحت بائدة ؟ وهل يجوز أن يتصور هذا من الله الرحمان الرحيم ؟
وعندما كان الناس في عهود ما واعين مدركين رحمة الله التي أسبغها عليهم غير محرومين شهوة النساء التي زينها لهم وهي المتمثلة في الزوجات والجواري التي لا يحصيهن إلا الله ، ألا تكون فاحشة الزنا أمام تلك الأجواء وتلك العهود ذات ثقل وخطورة وذات هيبة أمام تلك الأجواء الفسيحة الرحبة ؟ ألا يكون مقترف الزنا آنذاك جديرا حقا بأن يوصف بالمعتدي حقا والعادي والظالم ما دام مجردا من أدنى عذر؟
والسؤال الكبير هو :
من قلص من رحمة الله التي أرسلها على عباده ؟ ألا تكون فاحشة الزنا في حاجة ماسة إلى استرداد ما فقدته من هيبة ؟
والمتوقع هو أن يتأهب قرآنيون كثيرون منصفون لتأمل هذه الآيات وغيرها بكل شجاعة ويحدقوا فيها وفي مثلها ويغوصوا ويتدبروا ولا يتشنجوا وأن لا يتركوا نفوسهم تذهب حسرات من هذه الأسئلة التي ما هي إلا مجرد أسئلة ويفيدونا .

اجمالي القراءات 28887