أولا : رسائل عن داعش :
1 ـ بقلب مفطور بالألم أتذكر رسائل كانت ترد لى من أحبة لنا كانوا يعيشون فى الرقة مركز داعش ، كانوا يتوقعون القتل ، وبمرور الزمن إنقطع تواصلهم معى . فإحتسبتهم عند الله جل وعلا شهداء على عصرنا البائس . كانوا يعملون سرا فى نشر الحق القرآنى بين من وصل من أهاليهم الى الالحاد وكراهية الاسلام بسبب الصورة التى قدمها داعش عن الاسلام . أوضح أولئك الأبطال المنسيون لأهاليهم أن داعش هى أعدى أعداء الاسلام ، وأنها مجرد تنظيم أنتجه محور الشّر السعودى الوهابى الذى لا يريد قيام دولة قوية فى العراق والشام ومصر واليمن والخليج ، لتبقى الأسرة السعودة بدينها الوهابى مسيطرة على ما يسمى بالعالم الاسلامى وعلى الجاليات الاسلامية فى أمريكا واوربا .
2 ـ بعد تحرير الموصل من داعش جاءتنى رسائل تستفهم وتستوضح ، واقوم بالرد عليها فى الفتاوى . ولكن هذه الرسالة أثارت إهتمامى . يقول صاحبها : ( السلام عليكم دكتور احمد، انا من العراق من الموصل، تحررنا قبل أسابيع قليلة، كنت اعمل مهندسا في احد الأجهزة الأمنية فاعتبرنا الدواعش بعد سيطرتهم على الموصل كفرة مرتدين يتوجب استتابتنا والا نفتل، وعندما رأيت عقوباتهم الوحشية من رجم و قتل وسبي ونهب ، صرت أتسائل؟ أي رب هذا الذي يعبدون؟ ، ثم صادف ان ارشدتني اليك ابنة عمي السيدة (...)، وبدأت أتابع مقالاتك واقتنعت بها وتغير تفكيري واتجاهي، صرت اعبد الله وحده وخلعت اصنام الدين السني من انبياء وخلفاء وصحابة وروجت سرا لمن اثق فيهم كتبك وافكارك، والحمد لله اثرت في العديد من الناس.. انا الان قرآني الاتجاه لا ابني على الحديث دين ولا آخذ به.. ارجو منكم قبولي في موقعكم ويشرفني الانضمام اليكم ).
3 ـ وأقول ردأ عليه : أهلا بك معنا فى أهل القرآن . أرسل بياناتك وسيقوم د . ( عثمان محمد على ) المشرف على الموقع بتسجيلك معلقا ، ونرجو أن تقرأ لنا كثيرا لتتأهل لتكون كاتبا باحثا قرآنيا معنا لو أردت . وممكن أن نجعلك كاتبا تنقل لنا أحوال العراق وما فعلته داعش بأهلها ، ولا يشترط أن تكتب لنا بإسمك ، الأفضل أن تكتب بإسم مستعار لتكتب بحرية . وهكذا يفعل كثير من الأحبة أهل القرآن . وأقول تعليقا على رسالته :
ثانيا : رسالة مؤثرة وهامة من مسلم ( أفغانى سعودى أوزبكستانى ..أمريكى )
1 ــ يقول لى فى رسالته : ( أخي العزيز: اود المشاركة معكم بما عندي من لغات مختلفة فأنا اتكلم سبعة لغات مختلفة. فهناك جمهور عريض يتفقون معنا في الفكر ولكن عدم وجود من يوصل لهم المعلومات بطريقة صحيحة فأغلب الناس لا تقرأ و لا تفهم اللغة العربية و خصوصا الجالية التي انتمي اليها ؛ فانا مولود في افغانستان و كبرت في السعودية و اصولي من تركستان التي هي الآن اوزبكستان . طبعا المساجد التي ازورها كلها تقريبا ملك لأهل الحديث و الشيعة او الصوقية و غيرها في الولاية التي اعيش فيها و هي ولاية نيوجيرسي . طبعا عندما قلت المناطق التي عشت فيها و تعلمت ، تعلم تماما مدى الإضطهادات التي رايته في حياتي التي جعلتني افكر مليا بأنه هذا الدين ــ الذى أُجبر على اتباعه ــ فيه كثيرا من الظلم . ففي نفسي العميقة كنت افكر بأن اتخلى عن الدين كاملا ، و فعلت ذلك لفترة ، الا ان قلبي لم يحتمل ترك الصلاة و الأمور التي كنت افعلها والناس يفعلونها ، فبعدها بدأت قراءة القرآن فقط لكي اكسب الأجر والثواب، ولكن مع الوقت بدأت معي الأفكار والشكوك في كتب الدين التي كانت السعودية تجبرنا على تعليمها ، و بدأت الاحظ الفرق الكبير جدا بين القرآن و كتب علماء السلطان . ولكي اختصر الموضوع كلما كنت اتكلم في هذه الأمور كنت اتعرض للتهديد الكبير جدا والوعيد حتى من اقرب الناس. والآن انا اعيش في امريكا ، ومن باب الصدفة في المسجد عندما سألت الإمام في احدى جلساته عن مدى تصديقه لكل الأحاديث الموجودة في الكتب بدأ اللف و الدوران لأني سألت مباشرة عن ملك اليمين حيث قال : "اشك انك من جماعة القرآنيون الذي لا يعترفون بالأحاديث كلها ". بعدها بحثت في قوقل ووجدت ضالتي عندكم و علمت ان هناك اناس غيري ايضا ...).
2 ـ وأقول ردا عليه : لقد فرحت كثيرا برسالتك ، ونرجو أن تناضل معنا فى جهادنا السلمى فى تبرئة ديننا الاسلام العظيم مما يفعله به أعدى أعدائه ، وهو ليسوا فقط داعش ، بل الذين ينشرون دين داعش السُّنّى داخل وخارج أمريكا . لدينا من العلم الكثير بالاسلام والمسلمين تاريخا وشرائع وطوائف ومذاهب ، ولكن إمكاناتنا ضعيفة فى التواصل وفى الوصول بدعوتنا الى ملايين المسلمين الذين نرجو إصلاحهم . أعداؤنا يملكون البلايين والنفوذ ، وهم يستغلون هذا فى التعتيم علينا ، يستغلون أيضا ضعف إمكاناتنا ويقومون بتشويه سُمعتنا .
ثالثا : نحن الحلّ .. ولكن .!!
1 ـ فى مؤتمر فى تكساس قلت فيه إنّ أهل القرآن هم (الحلّ ) .
https://www.youtube.com/watch?v=CQrZaYGb7_4
ولكن حتى الآن لا يلتفت أحد ممّن يهمه الأمر الى هذا الحل الذى يوفّر على أمريكا والغرب بلايين الأموال وينقذ حياة مئات الألوف من الناس .
2 ـ نحن خبراء فى الحرب الفكرية السلمية ضد داعش وأخواتها . داعش تشنُّ حربا فكرية ضد أمريكا والغرب تقوم فيها بتجنيد الشباب المسلم فى أمريكا والغرب تجعلهم قنابل متحركة قابلة للتفجير فى أى وقت . ولا تستطيع أى قوة عسكرية فى العالم تفتيش ما فى الضمائر ، ولا تستطيع أى قوة فى العالم مطاردة الأفكار . حربنا الفكرية ضد داعش مع كفاءتها فهى قليلة التكاليف ، ، يكفى أننا بإمكاناتنا الضئيلة المحدودة أحدثنا فرقا على مستوى العالم . فكيف لو توفرت لنا إمكانات التواصل مع بليون ونصف بليون مسلم عبر قنوات فضائية وانتاج درامى يخاطب المسلمين بشتى لغاتهم .؟ .
3 ـ معظم المسلمين يتعلمون ثقافة داعش من المساجد ومن وسائل الاعلام ، وكلها من مساجد وإعلام يهيمن عليها الوهابيون . وحتى المسلسلات التاريخية يتم توظيفها لنشر الدين السُّنّى وتاريخه بطريقة فجّة ومغلوطة . ولذا فإن الاصلاح عن طريق الدراما أشد تأثيرا عندما تقدم للمسلم العادى الحرب الفكرية بالدراما وهو فى بيته مسترخيا يشاهد الدراما وهو مستسلم لها معحب بها . إنها دراما تفضح ــ بطريق مباشر أو بغير مباشر المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء والوهابيين ، وهى دراما تنشر التنوير بما تثيره من نقاشات بطريقة عرضية فى حوار درامى جذّاب يستهوى المشاهد ويستقر فى أعماقه ، وتتم ترجمته بكل اللغات التى يتكلمها المسلمون من عربية وفارسية وأوردية وأنجليزية وفرنسية..الخ .
4 ـ هذا عمل تجارى يدرُّ ربحا وفى نفس الوقت يكسب حربا . تكلفة حربنا الفكرية فى عام لا تساوى تكلفة يوم واحد من القتال الحربى بالطائرات والمدافع ، فماذا إذا كانت حربنا الفكرية هذه عملا تجاريا يدرّ عائدا ضخما وينقذ عشرا الألوف من الأبرياء ؟ . أرض معركتنا الفكرية مع الوهابية وداعش تمتد للعالم كله ، فهذا يعنى أن لدينا أكبر سوق فى العالم يمتد من الصين الى الأرجنتين . هذا السوق يمكن أن يصل به عملنا التجارى الدرامى ( الاصلاحى ) الى البلايين على مستوى العالم . لا تنسوا إنها حرب كونية مركزها الانترنت ، وبها أصبحت داعش ترعب العالم كله من روسيا والصين الى أمريكا . ولا بد فى مواجهتها بنفس الحرب الكونية على مستوى العالم .
5 ــ القوة العسكرية فى عصرنا لا تكسب حربا ، بل تخلق المزيد من الحروب والمزيد من الأعداء . ويكفى مأساة التورط فى فيتنام ثم فى العراق . القوة العسكرية تستهدف القضاء على العدو ، تقتله ولكن تُحيى ثأرات وتخلق ملايين الأعداء المتحمسين الى الانتقام . العدو فى الحرب المسلحة هو الانسان فى الجبهة المقابلة ولا بد من قتله . أما فى الحرب الفكرية فالانسان فى حد ذاته ليس هو العدو ، بل الأفكار التى يحملها والتى تدفعه الى تفجير نفسه وتفجير الآخرين . ونحن ننقذه منها وننقذ ضحاياه المحتملين أيضا ونكسبه مواطنا صالحا . أليس هذا عملا رائعا ؟ !!
اسلحة القوة العسكرية تقتل وينتهى إستعمالها . طلقة الرصاص تنطلق وينتهى أمرها ولكن تخلق ثأرا مستمرا . يتناقض الأمر مع حربنا الفكرية السلمية التى تستهدف حقن الدماء ؛ دماء الطرفين ، ثم إن أسلحتها تظل تواصل دورها فى إنقاذ الحياة . أسلحتنا هى المقال والكتاب والفيلم والمواقع الاليكترونية ، وكلها تنير العقل مستمرة فوق الزمان والمكان ، وتحرره من أفكار قاتلة ، تنقذ الارهابى وتنقذ ضحاياه . فارق هائل بين المدفع والكتاب ، فرق هائل بين الدبابة والفيلم الدرامى أو التسجيلى . فرق هائل بين السيف والقلم .. القلم هو الذى يكسب دائما .حتى لو كان هذا القلم يخطّ دين داعش . دين داعش كتبته أقلام لأئمة الدين السنى من مالك والشافعى وابن حنبل مرورا بابن تيميه ووصولا الى ابن عبد الوهاب . أقلامهم لا تزال مؤثرة ، ولا يمكن هزيمتها إلا بأقلامنا نحن أهل القرآن . وهزمناهم فكريا فيما نشرناه فى موقعنا ( أهل القرآن ) بآلاف المقالات والكتب والفتاوى . هى ذخيرة تكفى لتزويد حرب فكرية لإنقاذ العالم لعقود قادمة ..!!
6 ـ فى رئاسة أوباما تم غلق الأبواب فى وجوهنا بسبب النفوذ السعودى فيها ، وبسبب كون مستشاريه من السنيين المحافظين الذين يكرهون اهل القرآن . لذا ساءت سياسة اوباما فى الشرق الأوسط ، وفى عهده ظهرت داعش وأخواتها وتمددت وتوسعت ، وخسرت أمريكا البلايين بلا فائدة ، بل ووصلت داعش الى عُمق التراب الأمريكى تقتل عشوائيا بتجنيدها المسلمين عبر الانترنت وعبر المساجد السنية والتى تمولها السعودية ( محور الشّر ) . وكوفىء أوباما فى نهاية خدمته للسعودية بإحتقار الأسرة السعودية له ، فى آخر رحلة له الى الرياض أرسلوا لاستقباله شخصا لا قيمة له .. رئيس أكبر قوة فى العالم تستهين به الأسرة السعودية الى هذا الحد أمام أعين العالم كله .!!. لم يحدث هذا فى تاريخ امريكا .. يا للهوان .!!
أخيرا :
1 ـ حضور داعش الارهابى فى أمريكا وفى الغرب وفى الشرق الأوسط أحدث أثرا إيجابيا ـ رغم أنف داعش والسعودية ـ هو أن كثيرين من المسلمين بدأوا يراجعون دينهم الموروث ، منهم من ألحد وترك الاسلام ، ومنهم من بحث ووصل الينا . والله جل وعلا يقول عن هدايته لأولئك الذىن يبحثون جاهدين للوصول الى الحق: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت ) . يتكاثر أهل القرآن فى العالم كله مع كل يوم ، بل ربما نقول إنه مع كل عملية ارهابية لداعش وأخواتها يهتدى مؤمنون الى الاسلام الصحيح الذى غيبته قرون طوال من الاستغلال السياسى من عهد أبى بكر ( القرشى ) أول الخلفاء الى ( أبى بكر البغدادى الداعشى ) الذى نرجو أن يكون آخر هذه السلسلة البغيضة .
2 ـ نحن نكره وجود داعش ، ولكن هناك خير جاء على هامشها ، هو فضيحة دين السُّنّة الوهابى على مستوى العالم . يبقى أن يناضل أحبتنا أهل القرآن فى كل أنحاء العالم فى تعريف العالم بنا والاستعانة بنا فى حربنا الفكرية ضد داعش وأخواتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر ..
أحسن الحديث :
يقول رب العزة جل وعلا : ( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)) البقرة )
ودائما : صدق الله العظيم ..!!