السنة هي سنة الله التي لا تبديل لها ولا تحويل - والحب لله وحده ، والإتباع للرسول ..
مجرد غيض من فـــيــض

يحي فوزي نشاشبي في الإثنين ٢٠ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مجرد  غيض  من  فيض

لقد أتاحت  لنا  نعمة  الأسباب  الإلكترونية  السائدة  أن  نتمتع  بمشاهدة  عشرات  الندوات  والمقابلات  وحتى النقاشات  الحادة  ( بما فيها  تلك الموصوفة بالبيزنطية)، المتعلقة بالدين الإسلامي، ذلك  الدين  المفروض أن يكون  قيما ، ولا شك أنه  كذلك، كما أراده  الله لنا،  لولا  ما  أردناه نحن، وما طرأ عليه من "رهبانية". ويقول لنا التاريخ بأن "هذا الفيروس" بدأ يرتع  في جسمه  بعد  حوالي  قرن  كامل  ونصف القرن، أو حتى  قرنين  اثنين من الزمن  بعد  وفاة  رسول الله – عليه  الصلاة والتسليم - 

وإن المتتبع لهذه المقابلات وما تحتويه من التساؤلات والتفاصيل  والجزئيات  والشكوك،  سيجعله - أي المتتبع -  لا  محالة  يتساءل قائلا  وحائرا : ما بال ذلك الزمن، حيث  كان  رسول الله نفسه على  قيد الحياة ومن معه من معاصريه ؟  والذين تلوهم طيلة  فترة  القرنين ؟ كيف  كانت حالهم؟ وحالة  إسلامهم، وإيمانهم،  وتقواهم، وأعمالهم الصالحة ؟  وهل كانوا في حاجة إلى مزيد من فحوى ونص الرسالة  التي  بلغها عبد الله ورسوله ؟ وهل كان الحديث المنزل هو وحده  مصدرهم  ومرجعهم؟ وهل  كان الوحي بينا ومبينا بما يه  الكفاية ؟ وهل كانوا يشعرون بنوع  من فراغ ؟ ومزيد  من توضيح   ليطمئن القلب ؟

وباختصار، هل كان إيمان مؤمنـي القرنين الأولين بعاني من فقر ما وفي مستوى ما، أو من إعاقة ما ؟  ومن حاجة إلى مزيد من توضيح ونضج  وتمييز  ورشد ؟

والمتتبع  لمختلف  الحوارات  والمناظرات  يلاحظ  أن  صفة وعبارة (المسلم السني)  و ( السنة ) هي التي ظفرت بحصة الأسد، وبالتالي :

ألا تكون صفة السنة متداولة  مجازا  فقط ، وبمناسبة  وغير  مناسبة ، ما دام  القرآن يقر ويقرر مرات عديدة  أن  لا  سنة ، إلا  سنة الله  العلي  القدير؟ ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله  تبديلا). الفتح رم 23.

– ( سنة الله  في الذين خلوا  من قبل  ولن  تجد  لسنة الله  تبديلا ).

وأما عن التعليمة والأمر الموجه  للمؤمنين  فهو اتباع  رسول الله، وأن للمؤمنين في رسول الله  الإسوة  الحسنة : ( لقد كان لكم  في  رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله  واليوم  الآخر  وذكر  الله  كثيرا ). الأحزاب رقم 21.

بل حتى الحبّ وما أدراك ما الحب، فهو  لله  وحده ، بل وأكثر من ذلك حتى من كان يطمع ويطمح  أن  يناله  حبّ  الله  الرحمن الرحيم الودود، فالسبيل الوحيد  للوقوع في  ذلك  الحبّ أو  لنيل  ذلك الحب، تلك الرحمة،  هو  اتباع  الرسول -  الأسوة  والقدوة -   ( قل  إن  كنتم تحبون الله  فاتبعواني  يحببكم الله  ويغفر  لكم  ذنوبكم  والله  غفور  رحيم ). آل عمران رقم 31.

ثم، ولعل  التساؤل  الكبير  هو  :

هل من سبيل لاسترداد  ذلك  العصر؟ عصر  كان  رسول الله  ومن معه ومن تبعهم  من المخلصين طيلة القرنين الأولين  حيث  كانوا  في  بينة من ربهم  يتمتعون  بالدين  القيم  المعقم  المطهر؟  

 

اجمالي القراءات 8754