فكرة عامة عن العصر العباسى
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية
الباب الأول : الأرضية التاريخية لنشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية
الفصل الرابع: تطور أديان المسلمين الأرضية فى العصر العباسى ( 132 ـ 658 هجرية ) (750-1258م )
فكرة عامة عن العصر العباسى
تقسيم العصر العباسى
بسبب طول العصر العباسى فقد جرى العرف بين الباحثين على تقسيمه لمرحلتين ؛ العصر العباسى الأول ( 132 ـ 232 ) ( 750 ـ 847 ) والعصر العباسى الثانى ( 232 ـ 685 ) ( 847 ـ 1258 )
بين الخلافة العباسية والدولة العباسية
دمر المغول الدولة العباسية بعد تاريخ متصل استمر أكثر من خمسة قرون، ولكن الخلافة العباسية استمرت باهتة فى مصر خلال الدولة المملوكية منذ أن إحتضنها السلطان المملوكى الظاهر بيبرس فظلت فى القاهرة تعطى سلطة دينية سنية للدولة المملوكية ، الى أن سقطت الدولة المملوكية على يد السلطان سليم العثمانى سنة 921 / 1517 وهو الذى حمل معه من القاهرة آخر خليفة عباسى الى استنانبول ، ومالبث ان تولى سلاطين العثمانيين الخلافة ، وأصبح السلطان العثمانى هو خليفة المسلمين ، واستمر هذا الأمر فيهم الى أن تم إلغاء الخلافة العثمانية سنة 1924م.
الخلفاء العباسيون
عددهم 37 خليفة ، منهم تسعة فى العصر العباسى الأول ، الذى امتاز بقوة نفوذ الخلفاء وسيطرتهم على مقاليد الأمور بدرجات متفاوتة. بينما وقع الخلفاء اللاحقون تحت سيطرة القادة الترك ثم القوى القبلية العسكرية الوافدة من الشرق مثل البويهيين والسلاجقة، وأحيانا كان يتحكم الخليفة العباسى بنفسه مستعينا بقوى محلية كما حدث للخليفة المعتضد ( 279 ـ 289 ) ( 892 ـ 902 )ومن جاء بعده الى نهاية الدولة.
أهم الخلفاء العباسيين
السفاحهو أول خليفة عباسى ، واسمه عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس والعباس هو عم النبى محمد عليه السلام, وقد حكم السفاح أربع سنوات فقط ( 750 ـ 754 ) ومات ليترك توطيد الدولة الجديدة لأخيه الأكبر أبى جعفر المنصور ، الذى حكم أكثر من عشرين عاما( 754 ـ 775 ) ، أسس فيها بغداد ، واستأثر بالسلطة بعد أن قتل القائد الفارسى أبا مسلم الخراسانى المؤسس الحقيقى للدولة ، وتتبع الثائرين على الدولة من الفرس والعلويين أبناء عمهم على بن أبى طالب. بعده واصل ابنه ( المهدى ) ( 775 ـ 785 ) مطاردة المعارضين المسالمين يقتلهم بعقوبة جعلوها شرعية ، وهى الردة، أى اتهامهم بالكفر ثم قتلهم بهذه التهمة، وتلك من تجليات الدولة الدينية التى اكتسبت الدولة العباسية ملامحها منذ عصر أبى جعفر المنصور ، الذى سمى إبنه ( المهدى ) أى أعطاه لقبا دينيا يسوغ له مطاردة خصومه السياسيين بتهمة الكفر ، لذا اشتهر المهدى بتتبع الزنادقة وقتلهم بسيف ( الشرع ) ، ليس هو شرع الاسلام بل شرع الدين الأرضى الذى أصبح اسمه السنة فى هذه الدولة العباسية.
تولى (الهادى) بعد ابيه (المهدى )، وقد ضاق الهادى من نفوذ أمه الخيزران فقتلته بالسم بعد عام واحد من الحكم ، وولت ابنها الرشيد،الذى نالت الدولة العباسية فى عهده ( 786 ـ 809 )أوج ازدهارها وقوتها،وقد عهد ـ كالعادة ـ لإبنيه على التوالى محمد الأمين ثم عبد الله المأمون ، وتولى الأمين أربع سنوات، وكالعادة ـ أراد نزع ولاية العهد من أخيه المأمون فتحاربا فانتصر المأمون وقتل أخاه الأمين سنة 813 وتولى بعده فحكم عشرين عاما ، واشتهر عهده بالانفتاح على الفلسفات الشرقية والغربية وأسس بيت الحكمة ، وتولى بعده أخوه المعتصم ، ولم يكن فى ثقافة المأمون، وفى عهد المعتصم ( 833 ـ 842 ) بدأت أول كارثة دفع الخلفاء العباسيون اللاحقون ثمنها ، وهى الاكثار من شراء الغلمان الأتراك والاعتماد عليهم حربيا واداريا فى الدولة ، مما مهد لهم فى التحكم فى الخلفاء اللاحقين ، كالواثق ( 842 ـ 847 ) ، ثم المتوكل ( 847 ـ 861 ) وهو الذى يبدأ به العصر العباسى الثانى، ( 847 ـ 1258 ) عصر ضعف الدولة العباسية كنظام سياسى ولكن تبدأ قوة الخلافة العباسية ( الروحية ) كرمز للدين السنى. وهذه إحدى الفوارق بين الدولة العباسية والدولة الأموية.
فوارق أساس بين الدولة الأموية والدولة العباسية
1 ـ مع انتمائهما معا الى قريشن والى جد واحد هو عبد مناف إلا أن هناك فروقا أساسا بين الأمويين والعباسيين، ترجع الى وظيفة البيتين الأموى والعباسى.
الأمويون احترفوا السياسة والتجارة والحرب، بحكم قيادتهم لرحلة الشتاء والصيف ، بينما احترف العباس خدمة البيت الحرام والتجارة الدينية باسمه ، ومن أجل هذه التجارة ظل العباس فى مكة معاديا لإبن أخيه النبى محمد متحالفا مع أبى سفيان ، الى إن أدرك أبوسفيان والعباس معا أن مصلحتهما تحتم عليهما الدخول فى الاسلام فاسلما قبيل وفاة النبى محمد. بالتالى تجد الدولة الأموية أقرب الى الدولة العلمانية الاستبدادية بمقياس عصرنا ،بينما تجد الطبيعة الكهنوتية الثيوقراطية أبرز لدى الدولة العباسية ، وإن لم يخل الأمر من تدرج مبعثه طول عهد الدولة العباسية واختلاف ظروف الزمان والمكان ومراكز القوى داخل وخارج الدولتين.
من حيث ظروف الزمان فان طول الفترة التى قضتها الدولة العباسية كان له تأثيره فيها ليس فقط من حيث قوة أو ضعف الخليفة ونفوذه السياسى ، ولكن أيضا من حيث المحتوى الثقافى للدولة ومحيطها الاجتماعى المتنوع والذى أتيح له التبلور وصبغ الأجناس المختلفة ثقافيا فى إطار مجتمع يمكن أن يطلق عليه المجتمع العباسى ، دار من خلاله صراع الأديان الأرضية للمسلمين وفق منظومة دينية تتفق فى تناقضها مع القرآن مع اختلافاتها الشكلية والسياسية.
الخلاف المكانى يكمن فى أن العراق الذى كان مركز المعارضة للدولة الأموية صار مركز الحكم للدولة العباسية، وحلت بغداد المنشأة حديثا محل دمشق أقدم مدن العالم، وإنمحى التأثر بالبيزنطيين وحل محله التأثر بالحضارة الفارسية ، وأصبحت الدولة العباسية تلتفت شرقا نحو آسيا ، أكثر من اتجاهها غربا نحو أفريقيا والبحر المتوسط وأوربا.
يمكن التوقف بالتفصيل مع ثلاثة سمات أساسية فى الاختلاف بين الدولتين: حجم الدولة ، ومراكز القوى المسيطرة فيها، وموقف الدولة من التمسح بالدين. وهى عناصر متداخلة ومعقدة ولكن نحاول تبسيطها والفصل بينها بقدر المستطاع.
2 ـ الدولة الأموية فى عمرها القصير( حوالى تسعين عاما ) وصلت فى فتوحاتها الى أقصى اتساع حققه التوسع العربى ، وقد وطدت تللك الفتوحات ، وأحكمت عليها قبضتها ، ثم ورثت الدولة العباسية هذه الامبراطورية المترامية الأطراف، ولكن لم تحافظ عليها الدولة العباسية برغم عمرها الطويل( أكثر من خمسمائة عام ).
الى آخر لحظة فى عمر الدولة الأموية كان الخليفة يسيطر تماما على كل الدولة من أواسط آسيا وحدود الهند والصين الى جنوب فرنسا وجزر البحر المتوسط، ، لم تنفصل ولاية عن الدولة الأموية ، ولم يحاول أحد الولاة أن يتمتع بحكم ذاتى فى إطار الدولة الأموية ، أو ان يتبعها روحيا وأدبيا كما كان يحدث فى الدولة العباسية.
إختلف الأمر تماما مع الدولة العباسية.
* أقام العباسيون مذبحة لاستئصال كل الأمويين ، فرّ منها عبد الرحمن بن معاوية حفيد الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك، واستطاع فى نهاية المطاف فصل الأندلس عن الدولة العباسية وإسس دولته الأموية الزاهرة هناك سنة 138 هجرية، ومات سنة 170. إنه عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) كما سماه غريمه الخليفة العباسى ( أبو جعفر المنصور ) الذى عجز عن ملاحقته فى الأندلس فقال : (الحمد لله أن جعل بيننا وبينه بحرا) . استمرت الدولة الأموية فى الأندلس فيما بين 756: 1031 م. ووصل فيها حكم الاندلس الى أوج حضارته وتأثيره فى أوربا.وتوالى بعدهم حكم أمراء الطوائف أو الولايات العربية المستقلة والمتنازعة الى ان سقطت غرناطة وانتهى حكم بنى الأحمر، وأقام الأسبان والبرتغاليون مذابح للعرب المسلمين واليهود .
* وفى إطار الصراع بين العلويين وأبناء عمهم العباسيين أقام الأدارسة ملكا لهم فى مراكش، وفصلت دولة الأدارسة (788 ـ 985 ) المغرب عن الدولة العباسية مبكرا. بعد الفشل فى ملاحقة الأدارسة اضطرت الدولة العباسية لاطلاق يد الأغالبة فى حكم تونس ، فحكموها حكما ذاتيا فى إطار الدولة العباسية استمر حوالى قرن من الزمان (800 ـ 909 ) الى أن نجح الشيعة الاسماعيلية فى اسقاط الأغالبة وإقامة خلافة فاطمية شيعية فى مدينة المهدية بتونس سنة 909 . ولم تلبث تلك الدولة الفاطمية بخلافتها الشيعية أن واصلت فتوحاتها غربا الى أن إستولت على مصر فدخلت بمصر والمنطقة فى منعطف جديد.
وباتجاه الفاطميين نحو الشرق قل اهتمامهم بموطنهم الأول فى شمال افريقيا فانفصل عن الدولة الفاطمية وقامت فيه دولة دينية جديدة هى الدولة المرابطية ( 1056 ـ 1147 ) ومالبث ان إنغمست فى الصراع الدائر فى الاندلس وأسبانيا ، ثم خلفتها دولة الموحدين ( 1130 ـ 1269 ) .
*فى مصر بدأ فيها الحكم الذاتى فى إطار الدولة العباسية على يد أحمد بن طولون ، الذى أسس الدولة الطولونية( 868 ـ 905 ) وضم اليها سوريا ، وبعد سقوطها عادت مصر للتبعية الكاملة للدولة العباسية ، ثم أسس فيها محمد بن طغج الأخشيد الدولة الاخشيدية ( 935 ـ 969 ) وضم اليها سوريا كالعادة ، وانهارت الدولة الاخشيدية سلميا بين يدى الفتح الفاطمى سنة 969. ثم مالبث أن أسقط صلاح الدين الأيوبى الدولة الفاطمية وأرجع مصر والشام الى النفوذ الروحى والسلطة الاسمية للدولة العباسية سنة 1171 ، وظلت الأسرة الأيوبية تحكم مصر وأجزاء من الشام والعراق واليمن الى إن بدأ سقوطهم سنة 1250 حيث ورثهم مماليكهم ، أو الدولة المملوكية التى استمرت الى أن أسقطها العثمانيون سنة 1517. بعد قيام الدولة المملوكية فى مصر بعشر سنوات تقريبا أسقط التتار والمغول الدولة العباسية سنة 1258 وأبادوا معظم سكان بغداد والمدن الكبرى فى الشام ، وتصدى لهم المماليك وهزموهم فى موقعة عين جالوت ، وأقيمت الخلافة العباسية فى القاهرة. ثم انتقلت فيما بعد الى العثمانيين.
* كانت الأمور فى الشرق أكثر تعقيدا ، حيث نشبت الثورات ، ثم انفصل القواد وأقاموا لهم ممالك مستقلة ذاتيا ، ثم أصبحت أمواج البشر تأتى الى بغداد ـ عاصمة الدنيا فى ذلك الوقت ـ من أواسط آسيا وأواسط أوربا من الترك والديلم والقوقاز من الرقيق أو قبائل متحركة ، يخدمون الدولة كعسكر ، ثم يتحكمون فيها كقادة بل وسلاطين .
ظلت قبضة الدولة العباسية قوية على ممالكها فى آسيا وهى الأقرب اليهم والكثر تأثيرا فيهم ، فأخمدوا كل حركات الانفصال ، التى كانت لها دوافع دينية فارسية، وكالعادة طمع القواد الأقوياء فى إقامة ممالك لهم تتمتع بالحكم الذاتى فى إطار الدولة العباسية فى عصرها الثانى ،مثل الدولة الطاهرية فى خراسان ( 820 ـ 872 )والسامانية ( 874 ـ 999).هذا بينما انفصلت تماما عن الدولة العباسية الدولة الغورية والغزنوية ( 962 ـ 1136 ) ( 1148 ـ 1215 )
3 ـ لم تتعرض الدولة الأموية لهذا التقلب فى علاقتها بولاياتها بين الانفصال التام والحكم الذاتى لسببين أساسيين هما عمرها القصير ، واعتمادها على عنصر واحد ، هو القوة العسكرية العربية. كانت دولة عربية صرفة تتعصب للعرب ضد الأجناس الأخرى.
اختلف الأمر مع العباسيين.القوى العسكرية غير العربية التابعة للعباسيين هى السبب الحقيقى الذى ادى الى هذا الانفصال وأدى الى تفاقم الضعف فى الدولة العباسية . ونتتبع ذلك باختصار:
قامت الدولة العباسية أساسا على جيش من الفرس الخراسانيين يعاونهم فريق من القبائل العربية القحطانية التى سئمت من تلاعب الأمويين بها. حرص الخلفاء العباسيون الأقوياء على مراعاة التوازن بين عنصرى الجند من الفرس والعرب ، فأبقوا التنافس بينهما لصالح الدولة ، وفى هذا الوقت كان الخليفة يباشر كل الأمور بنفسه ، وكانت وزارته تعرف بوزارة التنفيذ . ثم اعطى الرشيد تفويضا للبرامكة ـ وزرائه ـ لتسيير الحكم باسمه ، فلما رأى نفوذهم علا قضى عليهم وحكم بنفسه منفردا.
بدأ الضعف بعده بجعله ولاية العهد ـ على العادة ـ فى إثنين من أبنائه على التوالى: الأمين ، وأمه( زبيدة )عربية هاشمية عباسية ، والمأمون ، وأمه جارية فارسية. وبسبب ضعف الأمين وانهماكه فى المجون والخمر والشذوذ الجنسى تسلط عليه القادة العرب ، ووجدوها فرصة للقضاء على نفوذ الفرس ، فقام الأمين بعزل أخيه المأمون من ولاية العهد. وقف الى جانب المأمون القادة الفرس . قامت الحرب بين الأخوين ، وكانت حربا فى الحقيقة على النفوذ بين العنصرين العسكريين ؛ العرب والفرس. وفاز المأمون ومعه ( الفرس ) فانحدر الجند العرب وأخلوا النفوذ لصالح الجند الفرس. وكان من قادة الفرس من استقل بحكم الأقاليم الشرقية البعيدة مثل الدولة الطاهرية فى خراسان.( 820 ـ 872 ).
أراد الخليفة المعتصم بعد أخيه المأمون أن يخفف من انفراد الفرس فاستقدم رقيقا من الترك كوّن منهم فرقة عسكرية ، كانوا أجلافا بدائيين فأتعبوا البغداديين ولكن استمر شراؤهم واستجلابهم.
ثم ألغى الخليفة المتوكل ( 847 ـ 861 ) العرب والفرس معا من ديوان الجندية ، وجعلها قصرا على الأتراك. فأتيح للأتراك السيطرة على الخلافة والخليفة والولايات ، وكانوا يقتلون الخليفة أو يعزلونه كيفما شاءوا ، ومن قوادهم من استقل بحكم الولايات ذاتيا كالطولونيين والأخشيديين .
لم يلبث أن ضعف القادة الأتراك وتنازعوا فيما بينهم فاستولى على مقاليد الخلافة العباسية قبائل جديدة من الديلم الفرس بزعامة بنى بويه، وقد كانوا من الشيعة واستمرت سيطرتهم على الدولة العباسية أكثر من قرن، ( 334 ـ 447 ). جاء على أثرهم السلاجقة السنيون الأتراك الذين حكموا معطم الجزء الشرقى من الدولة العباسية بالاضافة الى العراق والشام وآسيا الصغرى. وخلال أجيال متعاقبة من طغرلبك وملكشاه وسنجر حكم السلاجقة من 1038 الى 1157 .
وكالعادة ضعف الأتراك السلاجقة فاستقدموا الرقيق للتجنيد ، وبرز من الرقيق من صار أتابكيا أى قائدا. وحكم أولئك الأتابكة المدن الكبرى فى الشام والعراق ، وبمرور الزمن استغلوا ضعف أسيادهم السلاجقة فاستقلوا وكونوا أحيانا أسرات حاكمة فى المدن الهامة مثل دمشق وحلب وسنجار والموصل ..الخ.
استغلت بعض القبائل العربية فرصة الضعف العباسى فكانت تغير على قوافل الحج ، وتحاول إقامة دول لها ، مثلما حاول صاحب حركة الزنج ، ثم القرامطة. وأخيرا نجح بنو حمدان فى إقامة الدولة الحمدانية فى الموصل وحلب، وكانت لها حروبها مع البزنطيين الذين استثمروا ضعف العباسيين فقاموا بحروب وحركة استرداد وصلت الى حلب والشام ، ثم جاء على أثرهم الصليبيون،واستغلوا ضعف الاتابكة والسلاجقة المحليين فى تأسيس ممالك صليبية لهم فى القدس والشام وآسيا الصغرى . وظلت الدولة العباسية برغم كل تلك الانقسامات قائمة رسميا وشكليا ، وظل الخليفة هو صاحب النفوذ الروحى. الى أن قضى المغول على الدولة العباسية ، وانتقلت الخلافة العباسية الى القاهرة المملوكية .