فقه القتل مع سبق الإصرار
أكبر جرائم البشرية

أنيس محمد صالح في الخميس ١٦ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم


القتل وسيلتنا لنشر الإسلام

من ينظر إلى الفقه القديم وأفكار أئمة المسلمين يجد أنهم استحسنوا القتل وسيلة لنشر الإسلام كما استخدموه أساس لاستبقاء وإرغام بقاء المسلمين على دينهم ، واستخدموه أيضا كعقوبة للمسلمين.

فابتدعوا ما أسموه بالفتوحات الإسلامية لنشر الإسلام، وابتدعوا قتل المرتد لإرغام المسلمين على البقاء في الإسلام.

وصار القتل وسيلة لإرغام من تكاسل عن الصلاة ليذعن لأدائها...واعتبروا كل ذلك حدودا شرعية إسلامية بينما الإسلام بريئ منها.

وبينهما كان الجلد والقتل على قدم وساق.... والتأويل الفاسد لتنفيذ حد السرقة ببتر جهول للأيدي، وكان القصاص الدموي بقطع الأطراف وكلها أمور لم يأمر بها الله بل ونهى عنها كانت هي الأساس لما أطلقوا عليه أنه الشريعة الإسلامية.

بل واستحسنوا استعباد البشر وقتل الأسرى ووطئ النساء ونهب الدور والقصور على انها غنائم مسموح بها في شريعتهم التي فاموا بتلويث الإسلام بها...

وابتدعوا فكر هدم الكنائس واضطهاد أهل الكتاب والتضييق عليهم بالطرقات....ثم بعد كل ذلك وجدوا جماهير الأمة تسميهم بأنهم أئمة وفقهاء وعلماء.

وما أرى هؤلاء الأئمة والفقهاء إلا أنهم لم يفهموا القرءان وتخبطوا بإدراك مريض ووجدوا من يروج لهم أمراضهم الفكرية والإدراكية على انها شريعة الله....لذلك أرى جريمة الأئمة والفقهاء هي أكبر جرائم البشرية على الإطلاق.....بل والأسوأ من ذلك كله أنهم اعتبروا بأن من لم يؤمن بتلك الهمجيات أنه كافر...بينما أرى أن الكفر فضيلة عن ديدنهم.

لذلك فإن ما تفعله داعش وبوكو حرام والقاعدة وطالبان هو التطبيق المخلص لجريمة الأئمة والفقهاء في حق البشرية وفي حق دين الإسلام السماوي.

فقه القتل مع سبق الإصرار

القتلى والمصابين بالآلآف بسبب الفقهاء وليس لسبب آخر، نحن لا نحتاج إعادة تنظيم لمواعيد الحج بل نحتاج أن نحج كما ذكر الله بكتابه كما حج أبو بكر بالناس وحج من بعده رسول الله بالناس دون تغيير .

فلم يطلب الله منا أن نقبل الحجر الأسود ....ولا أن يتم ضرب الحجيج بالدرة والكرابيج لتخفيف الضغط على شهوة تقبيل الحجر الأسود....ولأننا أمة تتبع الخرافات والأساطير حيث كانت وكيف كانت ...ولأن عقولنا تخربت بالمرويات والأحاديث التي تقول عن الحجر الأسود:

• بأنه يمين الله بالأرض.
• وأنه سيشهد يوم القيامة لكل من استلمه أو قبّله.
• وأنه حجرا يطفو فوق الماء لأنه نجا من طوفان نوح.
• وهناك من يقولون بأنه حجرا من الجنة.
• وأنه كان ابيض لكنه إسودَّ من ذنوب العباد.

لذلك يموت منا من يموت في سبيل تقبيل الحجر الأسود بينما التقبيل من فقه الفقهاء وليس من دين الله ولن يقربك تقبيله من الجنة قيد شعرة..

ولم يطلب منا القرءان أن نرجم إبليس بالحجارة أربعة أيام...لكن الفقهاء أمرونا بذلك فكان القتلى والجرحى سنويا .

وإليكم بيان بالقتلى والدماء التي نزفت والكسور والعاهات لأجل فقه الفقهاء الذي يمكن الاستغناء عنه بوقف مهزلة رمي الجمرات.
• 24 سبتمبر 2015 استشهد نحو 720 حاجا وإصابة نحو ألف بحادث رجم إبلن رمي جمرة العقبة.
• 11 سبتمبر 2015 استشهاد 107 حاج وإصابة 238 في حادث سقوط رافعة بالحرم بالحج.
• 12 يناير 2006 استشهاد 364 حاج برمي الجمرات.
• بالأول من فبراير 2004 استشهاد 251 حاج إبان رمي جمرة العقبة.
• 11 فبراير 2003 استشهاد 14 حاج بينهم ستة سيدات بجمرة العقبة.
• 5 مارس 2001 استشهاد 35 حاج وإصابة عدد كبير بجروح إبان رمي الجمرات.
• 9 إبريل 1998 استشهاد أكثر من 118 حاج بنفق في منى إثر عطل بنظام التهوية بأحد الأنفاق.
الأول من ديسمبر 1957 استشهاد 200 حاج إثر حريق بمخيمات الحجيج.

لا نريد أن نكون شعوبا خرافية ذات عقول لا تكترث للفوضى الفكرية التي يتم حشو أدمغتهم بها، ولابد للفقهاء أن يحملوا الأمانة بتعقل وليس حملا للأمانات بنقل بلا عقل.

فلن يغضب الله لوقف رمي الجمرات ولا حتى رمي جمرة العقبة....ولا لإيقاف تقبيل الحجر الأسود....وسيكون الحج صحيحا بدونهما .....

نريد أن نعيش حياة لا يضحك علينا فيها أحد.... ونرضي ربنا بعقول واعية ....ونحن لسنا قرودا للتقليد بلا وعي.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي

اجمالي القراءات 9546