قال الكاتب "سيوماس ميلين" فى مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية فى عددها الصادر الخميس، أن مصير الشعوب العربية الآن بين يدي مصر وليس ليبيا، حيث يرى أنه إذا استطاع المصريون بناء نظام ديموقراطي حقيقي فسوف تسقط بالضرورة جميع الأنظمة الديكتاتورية الموجودة بالمنطقة العربية.
أضاف الكاتب أن فكرة إمكانية سرعة إسقاط الأنظمة الديكتاتورية كما حدث فى كلا من مصر وتونس مع مبارك وزين العابدين المخلوعين هى فكرة غير صائبة بالضرورة، حيث رجَح أن تتواجد قوى طاغية عازمة على اللجوء إلى استخدام القوة مثلما فعل القذافى مع شعبه.
كما أوضح أن هناك عوامل عديدة لها أن تتحكم فى مدى إمكانية نجاح الثورات مثل لجوء النظام الديكتاتورى إلى إثارة الفتن والانقسامات الطائفية والعرقية ما بين جماعات المجتمع الواحد من أجل وأد الثورة أو إفشالها.
فيما أشار"سيوماس"الى أن شعوب المنطقة العربية قد اختلفت بشكل كبير, حيث تخلصت من المخاوف التى كانت دائماً ما تتحكم فيها، متوقعاً أن يكون الرئيس اليمني "على عبدالله الصالح" هو الرئيس التالي إسقاطه، لافتاً إلى إقدام بعض الدول التى كانت أنظمتها تقوم بتقديم تنازلات من أجل شعوبها، مثل الأردن، على التوقف عن تقديم أى تنازلات مجدداً خشيةً تجبر الشعوب عليهم.
واختتم الكاتب المقال بتأكيده على أن مستقبل الديموقراطية فى المنطقة العربية يتوقف على تحقيقها فعلياً بمصر، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن هناك مخاوف من إثارة بعض وجوه النظام المخلوع للاضطرابات والانقسامات بين الشباب الذين لعبوا دوراً مهماً فى الثورة المصرية أومحاولة جذبهم إلى فكر النظام القديم إلا أن التغيير لايزال مستمراً، مدللاً على ذلك بإستمرار المظاهرات وإجراء استفتاء على تعديل الدستور فى غضون الأيام القليلة القادمة.