الروايات الظنية ـ وصورة الإسلام الحالية

رمضان عبد الرحمن في الأحد ١٥ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


الروايات الظنية ـ وصورة الإسلام الحالية



أهل الحديث وتضارب الأقاويل على من يخالفهم في الرأي
فالبعض منهم يقول أن الرسول كان يتعامل مع اليهود ويثبت ذلك بالأحاديث ـ مثل حديث رهن درع الرسول قبل موته عند يهودي ـ والبعض يحرم هذا التعامل مع غير المسلمين ، ويثبت أيضا بالأحاديث والبعض من أصحاب هذا الفكر يقول أن على المسلم أن لا يـُلقي السلام على المسيحيين ولا يجالسهم ، وهنا وصلنا إلى طريق مسدود ـ هل نصدق من يقول أن الرسول كان يتعامل مع اليهود ويتاجر معهم كما قالوا ، أم نصدق من يحرم التعامل مع اليهود والمسيحيين وجعلوا أن التعامل معهم هو كفر فمن نصدق يا سادة وأعتقد حين نصل إلى باب مسدود مثل هذا ليس أمامنا إلا الرجوع إلى القرآن ، هو الذي يفصل ويحكم في هذا الموضوع وهذا الخلاف والتضارب في القول ، في وجهات النظر ، ليعلمنا كيف نتعامل مع اليهود والمسيحيين يقول المولى عزوجل ـ (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لهُمْ)المائدة :5
وهل الطعام يأكل دون اجتماعيات أو معاملات دنيوية وهذه الآية تحلل الجلوس مع أهل الكتاب وبما أن الله حلل طعام أهل الكتاب للذين امنوا ،وطعام الذين أمنوا لأهل الكتاب هو حلال ،وكيف يأكل الطعام إلا إذا كان يوجد علاقات اجتماعية بين المسلمين وأهل الكتاب مثل التجارة أو العمل أو ما شابه ذلك أعتقد أن الذين يقولون إذا قابلك في الطريق أحد أهل الكتاب يجب عليك أن تضيق عليه الطريق فهم بذلك يعترضون على شرع الله الذي أحله بين الطرفين فيجب على أصحاب هذا الفكر أن يقرؤوا في كتاب الله ليعلموا ما هو الحلال من الحرام ولا يجوز إلى أي فرد أن يحرم ما أحله الله فالإسلام الذي أمر به الله هو إذا تقابلت مع أي شخص وفي أي طريق أو إذا مر عليك إي إنسان يقول تعالى (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) النساء :86 ، وإذا خاطبك أحد الجهلاء بالدين فالرد يكون في قوله تعالى
 (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )الفرقان :63 ـ هذا هو النموذج الذي وضحه القرآن لمن يريد أن يعبد الله ـ فعليه أن يتبع تعليماته القرآنية ..
هذا هو المسلم الذي التزم بأوامر الإسلام كما وردت في القرآن، حين يخاطبه أي شخص ، لو غير مسلم يكون الرد عليهم بالحسنى ، والجهل هنا قد يكون جهلا بالدين الإسلامي وليس كما يقول هؤلاء أن تضيـِّق عليهم الطريق وحتى نصبح قدوة حسنة كمسلمين لكل الناس وكل الشعوب ـ فيجب علينا أن نتعامل مع كل من يخالفنا في الدين بأرقي أسلوب وأحسن شيء ليعلم من هم على غير ملة الإسلام أن الإسلام هو أرقى شيء في الوجود ، وذلك من خلال رقي سلوكياتنا مع الآخرين ، وكيف ندعوا والبعض من المسلمين يحلل قتل غير المسلمين أين هي الدعوة التي يدعون من أجلها وقال الله تعالى (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)النحل :125
ولذلك قال الله تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن وإذا لم يستجيبوا يقول الله تعالى ليس (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ) البقرة: 272
و إذا اتبع المسلمون في الدعوة إلى الإسلام غير ما أمر به الله في كتابه ـ سوف تتحول الدعوة إلى دعوة إلى الاعتداء على الغير ،
بسبب ما يطلقون على أنفسهم دعاة إلى الإسلام ثم إن الإسلام جاء بحرية العقيدة والتسامح مع الغير وليس السخرية فكيف نسخر من غير المسلمين وندعوهم إلى الإسلام فأصحاب الفكر المتشدد هم من شوهوا الإسلام وإن الإسلام أجل وأرقى منهم ومن أسلوبهم المتعصب وإذا أردتم أن تعلموا وتتعلموا الإسلام الحقيقي اقرءوا عن حياة الأنبياء في القرآن وكيف كانوا يتعاملون مع من يخالفهم في الدين ومن يرفضون الرسالة التي نزلوا بها هل سمعتم أن أي نبي كان يسخر من قومه من خلال القرآن إلا إذا بدئوا بذلك كما سخر قوم نوح منه فسخر منهم يقول تعالى(َيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) هود :38 ـ

فدعوة الأنبياء هي الدعوة الصحيحة إنهم صبروا على الأذى من الغير حتى آتاهم نصر الله فمن يرد أن يدعوا إلى سبيل الله يدعوا كما كان يدعوا الأنبياء من قبل ، دون سخرية من أحد ودون الاعتداء على أحد لكي يؤمن دون خوف أو إرهاب كمن دخلوا في الإسلام عند الفتوحات الإسلامية ـ ولا يحق لأي إنسان أن يدعوا الناس إلى الإسلام عن طريق القتل إما أن تسلم أو تقتل كما فعل السابقون الذين أتوا بعد الرسول ولم يجرؤوا على اجتياح اى دولة إلا عن طريق نشر الإسلام كما قالوا وإذا كان نشر الإسلام هو الهدف لماذا فرضوا على الدول التي فتحوها قوانين إما أن تسلم أو تقتل أو تدفع الجزية فهؤلاء هم من شوهوا صورة الإسلام بعد موت النبي تاركين خلفهم صورة سيئة للإسلام ، وبسبب هذا الفكر أصبح الإسلام في نظر غير المسلمين دين إرهاب ـ إذن من صنع تلك الصورة للإسلام هم المسلمون أنفسهم وما زالوا وأتباع هذا الفكر موجودون إلى الآن يشوهون صورته السمحاء ..
وبدون الرجوع والاحتكام إلى كتاب الله ولو لمرة واحد ة ليعلموا عن الحقائق التي يجب إتباعها من كتاب الله ، من هذه الحقائق حسن معاملة الناس حتى المشركين لنكون لهم قدوه ، ويمكن أن يسمع كلام الله القرآن يقول الله تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) التوبة :6 ـ لم تقل الآية اقتله لكي يدخل في الإسلام أو خذ منه جزية ولكن قالت الآية أبلغه مأمنه أي ساعده ولا علاقة لك بما يعبد وهذا ما أُمِرَ به الرسول أن يتبع كلام الله في تعامله مع أشخاص اتهموه بالجنون والكذب وهذا الأمر من الله إلى الرسول بأن يساعد المشركين إذا طلبوا ذلك وهذه المساعدة للمشركين لها هدف من الله ليعلموا أن الإسلام دين رحمة وليس دين جزية وإذا كان الرسول أمر بذلك تجاه المشركين فمن أين أتت فرض الجزية على غير المسلمين إلا عن طريق دين أرضي من صنع بني الإنسان يبيح لهم سلب وقتل الآخرين باسم الدين ، وجعلوا أن هذا هو الدين لكي لا يحاسبهم أحد إذن هي نية مبيته عند من أسلموا اسما فقط ، سواء من حضروا الرسول أو من جاءوا بعده اتفقوا على الكيد للإسلام عن طريق إبعاد المسلمين عن كتاب الله وتقديس من قاموا بتأليفه ليلغوا بذلك تشريع القرآن وقد نجحوا بهذا ، والدليل أن المسلمين أصبحوا يتعاملون مع القرآن على أنه كتاب للبركة فقط متخذين كل أمور التشريع من الظنيـِّات التي وضعها هؤلاء السابقون وللأسف إن الأغلبية من المسلمين يتبعون هذا ليس حبا فيمن شرع هذا ولكن لأنها تبيح لهم كل ما هو صعب أي اقتل واسرق وازن ، وانهب في أموال الناس دون حق طالما أن الأحاديث تقول لهم أن هناك شفاعة في الآخرة ..


فهم يغضبوا من أي إنسان يذكرهم بما جاء في القرآن من حق ليس فيه ريب أو شك وإذا كان السابقون أعدل أهل الأرض كما يقولون عنهم فلماذا لا تقتدوا بما فعلوا من أفعال ـ قالوا فيها أنهم كانوا يلبسون الثياب مقطع ولم نرى من اى حاكم أو رجل دين ممن يدافعون عن هؤلاء يلبس ثياب مقطع لكي يكون قدوة ونقتدي به إذن كل ما قيل عن السابقون فهو كذب في كذب ولا علاقة له بالعدل مثلما يحدث الآن ـ أن الحكام وما يسمون برجال الدين يتفقون على أكل أموال الشعوب جهارا نهارا ويقولون مالا يفعلون لأنهم يملكون كل شيء كما قال السابقون أن في عصر معرفش مين كان يقيم العدل في كل شيء لدرجة أن الذئب كان يأكل مع الغنم ، وهل هذا يعقل أن يأكل الذئب مع فريسته ، لو حدث هذا بالفعل في الماضي بسبب انتشار العدل ـ لماذا لا يطبق في الوقت الحاضر وأكثر فقراء العالم في دول تقول قال الله وقال الرسول ..
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)الممتحنة

اجمالي القراءات 14385