معلومة -- للشيخ الامام الدكتور البوطى

هل الرسول يحكم من عنده ؟ كما يقول الدكتور!! 
من تداعيات مقالته الشهيرة هل القرءان يغنى عن السنة ؟
اقول و بالله التوفيق ان مشكلة المشايخ هى العجز عن ادراك التناقض فيما يقولون فهم يقولون ان كتاب الاسلام واحد وهو القرءان ثم يقولون ايضا ان الدين يؤخذ من الروايات التى سموها السنة و اذا لم يتفقا فكلهم صحيح !!! و اقرب مثل لذلك هو اسلوب تفكير كفار مكة الذى اثبته الله فى القرءان فقال ()وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ &Icite; خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت:61)
و يتعجب الله من عجزهم عن ادراك التناقض عندما يشركون مع الله شىء سواء كان صنم او بشر او نبى فيقول الله فأنى يؤفكون اى فكيف يقولون هذا ثم ينقلبوا على رؤوسهم و يشركون و الافك هو شدة الكذب و هو قلب الحقيقة اى يقلبوا ما قالوه ؟؟
و انى اوجه سؤالى الى امام اهل السنة فى سوريا و هو رجل فلسفة وله كتب رائعة فى وحدانية الله و فى اعجاز القرءان المنزل من الله و اقول له كيف تفسر الاية ()قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأنعام:15) و هل بعد خوف الرسول ان يقع فى مخالفة لتعاليم و اوامر الله وهذا هو العصيان يستطيع اى مفكر ان يدعى ان احكام الرسول من عنده و خصوصا التى لم ترد فى القرءان؟؟ كما تدعون يا من تؤمنون بالروايات ؟ و هل بعد اعلان الرسول بنفسه انه يخاف من عذاب الله لو خالف القرءان يدعى احد تصديق روايات تقول بعد قرنين من الزمان ان الرسول حكم من عنده ؟؟ و يلوون عنق الاية ()فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)
و يشطحوا و يدلسوا على الناس ويقولون ان حكم رسول الله من عنده كما ورد فى روايات اسباب التنزيل !! اتباعا لروايات اسباب التنزيل المشكوك فيها كما قال مولانا الشيخ البوطى فى مقاله !! مع انهم يحفظون القرءان مرتلا و يكرروا الاية ()إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105) اى ان الكتاب فيه الحكم بين الناس اليس كذلك ؟؟ و حتى لا يتفلسف احد و يدعى انه من الممكن ان يحكم رسول الله من عنده يؤكد الله بنفى هذا فى الاية ()وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) (المائدة:49)
اى ان الحكم كله لله و من الكتاب فقط و لا عبرة للمرويات التى تضلل الناس و لذلك يؤكد الله ان التحذير عن بعض ما انزله الله !! الا يكون هذا ادعى الى اتباع النبى لكل ما انزل الله ؟؟ يا دكتور
هل بعد هذا يدعى مسلم يؤمن بالقرءان المنزل من الله ان الرسول يحكم من عنده ؟؟ اى بقانونه الخاص به ؟؟ اليس هذا اشراكا بالله ؟؟
و نتسائل لماذا يحكم من عنده ؟ هل لنقص فى القرءان ؟؟ و الله يرد ويقول () مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(الأنعام: من الآية38) و نعيد السؤال مرة اخرى فنقول هل الدين غير كامل فتكمله السنة ؟؟ و لكن الله يبلغ الرسول و من امن من المسلمين ان الله قد اكمل الدين () الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)(المائدة: من الآية3) و هل الدين الا الحلال و الحرام و الشعائر و احكام المعاملات و احكام الحقوق و كل ما يخص مشاكل الحياة ؟؟ فكيف يحكم رسول الله من عنده يا مولانا ؟؟
وانا اتعجب !! الم يقل الله لرسول الله ()قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) (الأنعام:57) و مع هذا تصدقون ان الرسول يقول بلسان الحال ان الحكم الا لى انا و الله !!! اليس هذا هوالشرك بعينه ؟؟
الم يؤكد رسول الله لكم اهل السنة ان الله هو الذى يفتى و ليس النبى بقول الله ()يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ )(النساء: من الآية176)
و اكرر لكم و اعيد و ازيد و احلف لكم ان سنة رسول الله هى بلاغ القرءان كله قولا و عملا اى ان السنة هىتعليم الناس قراءة القرءان وكيفية تنفيذ اوامر الله المنزلة فى القرءان من عبادات و احكام لها اصل و مكتوبة فى الكتاب اتباعا للاية ()أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:51)
فهل بعد هذا تفرقون بين السنة و الكتاب ؟؟ هل بعد هذاتدعون ان النبى يعمل ما يراه فى امور الدين مخالفا للكتاب ؟؟
و هل يزيد النبى فى الاحكام و يتقول من عنده مخالفا للاية ()وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) (الحاقة:44)نتساءل ماذا يحدث يالله ()لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) (الحاقة:45) ثم ماذا يا الله ()ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة:46) و هل من الممكن فى هذه الحالة الدفاع عن النبى ؟ فيجيب الله ()فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (الحاقة:47) فهل بعد هذا البيان و التفصيل و الاجمال و التخصيص و التعميم تصممون على ان القرءان لا يكفى يا أولوا الالباب ؟؟؟
و اكتفى بهذا القدر على ان اعود للرد على باقى ما تركته من المقال
و السلام على من اتبع الهدى
لواء مهندس استشارى / على عبد الجواد