هل سليمان هو من فعلها ؟
هل سليمان هو من فعلها ؟

أسامة قفيشة في الأربعاء ١٨ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

هل سليمان هو من فعلها ؟

سليمان هو ابن داوود عليهما السلام ,

و داوود عليه السلام تميز عن باقي الأنبياء بالزبور ( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) 55 الاسراء ,

و لم يتميز عنهم بوحي الرساله ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) 163 النساء ,

فمن القدرات العلمية التي امتلكها داوود و ابنه سليمان عليهما السلام , و التي سخرها لهما الله جل وعلا و عملوا بها هي من الزبور (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) 15 النمل ,

أي أن الزبور هو كتاب علمي عملي يختص بأمور بعض خصائص هذا الكون , فمن تلك التخصصات التي تعلموها و التي ذكرها لنا رب العزة جل وعلا :

منطق الطير ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) 16 النمل , و هنا اشارة بأن سليمان قد ورث من أبيه هذا العلم ,

الجبال و الحديد (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) 10 سبأ ,

هذا العلم و تلك القدرات سُخرت لداوود و سليمان عليهما السلام ,

و لكن سليمان من بعد أبيه طلب من الله جل و علا بأن يمنحه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ) 35-38 ص , و هذا يضاف الى تلك العلوم سابقة الذكر ,

و كذلك في قوله جل وعلا (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) 12-13 سبأ ,

فبما أن سليمان عليه السلام هو صاحب تلك الأمور و هو صاحب هذا العلم الذي ورثه من أبيه من الزبور , و بالاضافة لذلك العلم تسخير الرياح له , فهو بلا شك سيكون أعلم من الجميع بتلك العلوم و القدرات , و هو وحده من عنده علم ذلك الكتاب العلمي و هو من يملك تلك المقدرات ,

فحينما أراد و أمر باحضار عرش تلك الملكة فانه تساءل قائلاً ( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) 38 النمل ,

فأجابه عفريت من الجن ( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) 39 النمل , أي أن هذا العفريت كانت قدراته تؤهله من نقل العرش في زمن معين و حُدد هذا الزمن بفترة مكوث سليمان مع ملأه ,

فأجابه سليمان و هو الذي عنده علم الكتاب (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) 40 النمل , و لهذا و بعد أن جاء بالعرش و رآه مستقراً عنده قال معترفاً بأن تلك المقدرة هي من فضل الله عليه ليبتليه فكان من الشاكرين ,

أي أن هذا الحوار قد جرى بين سليمان عليه السلام و بين ذلك العفريت .

 

سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا

سبحانك اني كنت من الظالمين 

اجمالي القراءات 9835