أولا :1 ـ تعنى العطاء العظيم .
2 ـ وقد يأتى هذا العطاء العظيم من البشر للبشر كأن تهب المرأة نفسها للنبى ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ( الأحزاب 50 ). فهنا وهب نفس لنفس ،أو نفس تهب نفسها لنفس ، وهى هبة هائلة..وهو تشريع خاص كان للنبى محمد وحده أن يتزوج بدون مهر ، ثم تم تجميده بقوله جل وعلا : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً ) ( الأحزاب 52).
3 ـ ومصطلح ( وهب ) لأنه عطاء هائل فالأغلب أن يأتى من رب العزة لمن يستحق الإكرام من البشر ، وأهمهم بالطبع الأنبياء المرسلون.
ثانيا : طبقا للقرآن الكريم فالله جل وعلا تتنوع هباته على النحو الآتى:
1 ـ وهب الرحمة عموما فى الدنيا والآخرة ، وهذا ما لا يقدر عليه البشر بل هو من اختصاص رب العزة ، ولهذا فإن المؤمنين يدعون رب العزّة يقولون : (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ( آل عمران 8 )
2 ـ والله جل وعلا يهب رحمته للأنبياء : ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) ( مريم 50 ).
3ـ ومن الرحمة لموسى عليه السلام أن جعل الله جل وعلا هارون رسولا معه يعضّده فى مواجهة فرعون وطغيانه، وجاء هذا فى سياق مدح موسى عليه السلام : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا )( مريم51 : 53 )
4 ـ بل تكون الرسالة نفسها رحمة وحكمة ، كما جاء فى سياق قصة موسى عليه السلام :(فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) ( الشعراء 21 ). وكانت رسالة موسى رحمة لبنى اسرائيل تخلصوا بها من اضطهاد فرعون.
5 ـ وقد تكون الرحمة إنقاذا من الكرب والبلاء والضر كما حدث فى قصة أيوب عليه السلام : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ ) ( ص 41 : 43).
6 ـ وقد تكون الرحمة ملكا وسؤددا معززا بالنبوة ، كما فى قصة داود وسليمان عليهما السلام : ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) ( ص 30 : 40)
4 ـ وهب الولد فى ظروف مستعصية :
4/1 : كان هذا فى قصة ابراهيم وقد بلغ من الكبر عتيا (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء )( ابراهيم 39 ) . وكان هذا مكافأة لابراهيم على جهاده واعتزاله قومه ونجاحه فى الاختبارات التى تعرض لها :(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) ( مريم 49 ) . وهبة الولد هنا تعنى شيئا إستثنائيا لأن الولد الموهوب لأب عجوز يكون نبيا نبيا مثل أبيه ، فالموهوب ولد سيكون وكان نبيا من الصالحين :( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) ( الأنبياء71 : 72 ). يقول جل وعلا ايضا عن ابراهيم :(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) ( العنكبوت 27 )
4/ 2 : وتكرر هذا مع النبى زكريا عليه السلام ، إذ وهبه ربه جل وعلا يحيى بعد أن بلغ زكريا من العمر عتيا ، وكانت أيضا إمرأته عاقرا : زكريا (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) ( الأنبياء 90 )
التعليقات (4) |
[65357] تعليق بواسطة خالد اللهيب - 2012-03-24 |
أفيدوني أفادكم الله
|
السلام عليكم و رحمة الله
|
[65367] تعليق بواسطة نجلاء محمد - 2012-03-25 |
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ....
|
هذا دعاء ورجاء نتوجه به لله وحده الوهاب لا شريك له .
|
[65380] تعليق بواسطة عائشة حسين - 2012-03-25 |
الوهب العطاء العظيم ، أما الجعل
|
وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) ( مريم 50 ).:(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا )قضاء الله وإرادته ، فهل يعني الجعل ذلك ؟
|
[65382] تعليق بواسطة رضا عبد الرحمن على - 2012-03-25 |
يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
|
جاء في القرآن الكريم أيضا من مشتقات الفعل (وهب) الفعل (يَـهِـبُ) وهي أيضا بمعنى العطاء العظيم لأن ربنا جل وعلا وحده هو من يهب الأبناء لكل البشر وهو سبحانه وتعالى يحدد من يستحق الذكور ومن يستحق الإناء من الأبناء يقول جل وعلا في سورة الشورى في الآية 49 (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ) وهي آية قرآنية واضحة جدا تبين عظمة الهبه وقدرها لأن البشر جميعا يحبون الانجاب وكل إنسان بعد زواجه يتمنى أن يهبه الله ابنا أو بنتا لأن هذه هي ضمن متع الحياة الدنيا التي لو حرم منها إنسان لعاش حزينا طوال حياته ينتظر ويأمل أن يرزقه الله جل وعلا بذرية من الذكور أو الإناث |